مرسي يا عروسة النشيد ربنا يعوضك
التأمل مكتوب
أنا قلقان ... ساعدنى يا رب ؟!!إِذَا اضْطَجَعْتُ أَقُولُ: مَتَى أَقُومُ؟ اللَّيْلُ يَطُولُ، وَأَشْبَعُ قَلَقًا حَتَّى الصُّبْحِ !!!هذه كلمات إنسان بار جدّاً حسب شهادة الله عنه وهو أيوب الصديق!!! فمن مِنّا لم يقلق ولم يتعرّض للقلق الشديد يوماً من الأيام بل وفي مواقف كثيرة ومتعدّدة !!! بل نحن أحياناً نقلق بلا سبب واضح ونبحث عن سر قلقنا فلا نجد غير القلق نفسه؟؟!! القلق هو الإبن البكر للخوف ،وهو توأم الطبيعة البشرية ،وأخ شديد الإلتصاق لكل الأمراض النفسيّة والعصبيّة بل والجسديّة!!! ومع أنّك ياسيّدي الرب أوصيتني قائلاً " لا تقلقوا...؟؟!!" فأنا لا زلتُ قلقاً في كل أمور الحياة !! فأنا قلقان يارب علي مستقبلي وعلي صحّتي وعلي بيتي وأولادي ،وقلقان علي بلدي وعلي كنيستي وقلقان من كل شئ وعلي كل شئ ،فهل تنقذني ياسيّدي من دوامة القلق؟؟!! نظر إليّ سيدي الرب نظرة عتاب كتلك التي نظرها لبطرس حينما كان بطرس يحلف ويلعن وينكر أنّه يعرفه!!! وقال لي هل جرّبتَ أن تأتي إليّ بقلقك وهمومك وخوفك كما طلبتُ منك "
تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ "
تجاسرتُ بقناعة الجُهّال وأجبته نعم ياسيّدي ،أتيتُ إليك والقلق كما هو والهموم كما هي والمخاوف كما هي!!!! نعم ياإبني لقد رأيتك تأتي إليّ وسمعتك وأنصتُّ إليك جيّداً ولكني لم أري إيماناً في قلبك مثل نازفة الدم التي أتت إليّ وكلها ثقة في أني سأريحها وأشفيها ،ومثل الكنعانيّة التي طلبت وبإلحاح شديد وبإتضاع أن أريحها فأرحتها !!!أو مثل قائد المئة الذي آمن بكلمتي أنها قادرة أن تشفي غلامه فنال ما أراده!!! لم أري فيك إلا شكوكاً في قدرتي علي إراحتك ،وظنوناً في قوّة ذراعي !!!
وحينما أمسكتُ بيدك لأقودك إلي مياه الراحة لأريحك من قلقك ومخاوفك ،فككتَ يدك من يدي وقلتَ لي أتركني أحلُّ مشاكلي بنفسي ،وأعالجُ قلقي بنفسي !!!
فتركتُك ولكنّني لم أهملك ،وسرتُ بجوارك أتطلّع وأرقب أن تسلّمني قلقك ومخاوفك ومشاكلك ومتاعبك وضيقاتك بثقة الطفل الصغير الذي يسير مع أبيه وهو ممسكٌ يديه بدون خوف من أخطار الطريق أو إنزعاج من أن يتوه أو يضل الطريق إلي البيت الأبدي ،فأنا هو الطريق وأنا هو البيت الأبدي ،أنا هو الحياة ولو أماتوك ،أنا هو القيامة ولو دفنوك ،أنا هو مجدك ولو ظلموك وآلموك ،وأنا هو شفاءك لو جرّحوك ،وأنا هو كنزك لو جرّدوك من كل ما تملك !!! هل تذكر داود الملك إبني الحبيب والذي منحته كل غني الأرض وأرحته من كل جانب ،داود إبني لم يجد راحةً في كل هذا إلا في وجوده معي حين كان يسبّح ويرنّم علي العود قائلاً " ارْجِعِي يَا نَفْسِي إِلَى رَاحَتِكِ، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَحْسَنَ إِلَيْكِ
حينما تسلّمني حياتك بثقة في وعودي ،إقبل بشكر وفرح كل ما سأفعله بك ،لأنّك ستري عجباً وعجيباً وأدخلك إلي مياه الراحة ،فلا يعود يقلقك مرض أو يخيفك تهديد أو يرعبك الموت بل تتذكّر وعودي لك
وَالآنَ هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ، خَالِقُكَ يَا يَعْقُوبُ وَجَابِلُكَ يَا إِسْرَائِيلُ: «لاَ تَخَفْ لأَنِّي فَدَيْتُكَ. دَعَوْتُكَ بِاسْمِكَ. أَنْتَ لِي.
إِذَا اجْتَزْتَ فِي الْمِيَاهِ فَأَنَا مَعَكَ، وَفِي الأَنْهَارِ فَلاَ تَغْمُرُكَ. إِذَا مَشَيْتَ فِي النَّارِ فَلاَ تُلْذَعُ، وَاللَّهِيبُ لاَ يُحْرِقُكَ
بقلم : أبونا افرايم ميخائيل