Net for God
عزيزى الزائر .. سلام ونعمة

للدخول للمنتدى .....

اذا كنت عضو مسجل ... اضغط على دخول واكتب اسمك وكلمة السر

اذا كنت عضو جديد ... اضغط على تسجيل واستكمل بياناتك
Net for God
عزيزى الزائر .. سلام ونعمة

للدخول للمنتدى .....

اذا كنت عضو مسجل ... اضغط على دخول واكتب اسمك وكلمة السر

اذا كنت عضو جديد ... اضغط على تسجيل واستكمل بياناتك
Net for God
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

Net for God

منتدى مسيحى أرثوذكسى يجمع مسيحى العالم عند قدمى السيد المسيح
 
الرئيسيةWelcomeأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 يوم الثلاثاء من أحداث أسبوع الآلام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
mifa20014
قلب المنتدى الطيب
mifa20014


انثى
عدد الرسائل : 31565
العمر : 52
يوم الثلاثاء من أحداث أسبوع الآلام 934232433ckv8rv3
تاريخ التسجيل : 08/05/2007

يوم الثلاثاء من أحداث أسبوع الآلام Empty
مُساهمةموضوع: يوم الثلاثاء من أحداث أسبوع الآلام   يوم الثلاثاء من أحداث أسبوع الآلام Icon_minitimeالأحد 28 مارس 2010 - 16:02

1- شجرة التين، سؤال الرؤساء عن سلطان يسوع

شجرة التين اليابسة مت20:21-22 + مر20:11-26

(مت20:21-22): "فلما رأى التلاميذ ذلك تعجبوا قائلين كيف يبست التينة في الحال. فأجاب يسوع وقال لهم الحق أقول لكم إن كان لكم إيمان ولا تشكون فلا تفعلون أمر التينة فقط بل إن قلتم أيضاً لهذا الجبل انتقل وانطرح في البحر فيكون. وكل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه."

(مر20:11-26): "وفي الصباح إذ كانوا مجتازين رأوا التينة قد يبست من الأصول. فتذكر بطرس وقال له يا سيدي انظر التينة التي لعنتها قد يبست. فأجاب يسوع وقال لهم ليكن لكم إيمان بالله. لأني الحق أقول لكم أن من قال لهذا الجبل انتقل وانطرح في البحر ولا يشك في قلبه بل يؤمن أن ما يقوله يكون فمهما قال يكون له. لذلك أقول لكم كل ما تطلبونه حينما تصلون فآمنوا أن تنالوه فيكون لكم. ومتى وقفتم تصلون فاغفروا إن كان لكم على أحد شيء لكي يغفر لكم أيضاً أبوكم الذي في السماوات زلاتكم. وإن لم تغفروا انتم لا يغفر أبوكم الذي في السماوات أيضاً زلاتكم."

يرى الدارسون أن الجبل المتحرك يشير إلى كل ما هو صعب. وكانت اللغة المألوفة عند حاخامات اليهود وفي مدارسهم أن من يفسر نبوة أو نصاً صعباً من الكتاب أنه محرك الجبال. وكما رأينا سابقاً أن الجبل أيضاً يشير للمسيح (دا 35:2،45) وبالإيمان ينتقل المسيح إلى القلب الذي مثل البحر في إضطرابه فيسوده السلام. وينتقل إلى الأمم الذين كالبحر فيسودهم الإيمان والفرح. ولكن هناك شرطين :

1- أن نصلي ونطلب بإيمان وليس عن شك. إلى أن تكون طلبتنا وفق مشيئة الله (1يو14:5).

2- أن يملأ القلب الصفح عن خطايا الآخرين ليغفر لنا الله، فالله لن يستجيب لمن يملأ قلبه الكراهية والغضب والحقد وطلب الإنتقام ولا من يملأ قلبه الشهوات النجسة. الله يستجيب لمن يكون قلبه طاهراً فيسكن فيه.

ولاحظنا أن المسيح لعن التينة يوم الإثنين فتوقف عنها تيار الحياة فوراً ولكن علامات الموت ظهرت يوم الثلاثاء صباحاً.


سؤال الرؤساء عن سلطان يسوع مت23:21-27 + مر27:11-33 + لو1:20-8

(مت23:21-27): "ولما جاء إلى الهيكل تقدم إليه رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب وهو يعلم قائلين بأي سلطان تفعل هذا ومن أعطاك هذا السلطان. فأجاب يسوع وقال لهم وأنا أيضاً أسألكم كلمة واحدة فان قلتم لي عنها أقول لكم أنا أيضاً بأي سلطان افعل هذا. معمودية يوحنا من أين كانت من السماء أم من الناس ففكروا في أنفسهم قائلين إن قلنا من السماء يقول لنا فلماذا لم تؤمنوا به. وإن قلنا من الناس نخاف من الشعب لأن يوحنا عند الجميع مثل نبي. فأجابوا يسوع وقالوا لا نعلم فقال لهم هو أيضاً ولا أنا أقول لكم بأي سلطان افعل هذا."



(مر20:11-33): "وجاءوا أيضاً إلى أورشليم وفيما هو يمشي في الهيكل اقبل إليه رؤساء الكهنة والكتبة والشيوخ. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). وقالوا له بأي سلطان تفعل هذا ومن أعطاك هذا السلطان حتى تفعل هذا. فأجاب يسوع وقال لهم وأنا أيضاً أسألكم كلمة واحدة أجيبوني فأقول لكم بأي سلطان افعل هذا. معمودية يوحنا من السماء كانت أم من الناس أجيبوني. ففكروا في أنفسهم قائلين إن قلنا من السماء يقول فلماذا لم تؤمنوا به. وإن قلنا من الناس فخافوا الشعب لأن يوحنا كان عند الجميع انه بالحقيقة نبي. فأجابوا وقالوا ليسوع لا نعلم فأجاب يسوع وقال لهم ولا أنا أقول لكم بأي سلطان افعل هذا."



(لو1:20-8): "وفي إحدى تلك الأيام إذ كان يعلم الشعب في الهيكل ويبشر وقف رؤساء الكهنة و الكتبة مع الشيوخ. وكلموه قائلين قل لنا بأي سلطان تفعل هذا أو من هو الذي أعطاك هذا السلطان. فأجاب وقال لهم وأنا أيضاً أسألكم كلمة واحدة فقولوا لي. معمودية يوحنا من السماء كانت أم من الناس. فتآمروا فيما بينهم قائلين إن قلنا من السماء يقول فلماذا لم تؤمنوا به. وإن قلنا من الناس فجميع الشعب يرجموننا لأنهم واثقون بان يوحنا نبي. فأجابوا انهم لا يعلمون من أين. فقال لهم يسوع ولا أنا أقول لكم بأي سلطان افعل هذا."

هو كملك دخل وطهر الهيكل وبهذا يعلن أنه إبن الله والسؤال بأي سلطان تفعل هذا. والرد كان بسؤال عن يوحنا فلماذا؟ لأن يوحنا دعاهم للتوبة ولو فعلوا لإنفتحت بصيرتهم وعرفوه من هو. ورؤساء الكهنة والكتبة والشيوخ الذين يكونون مجمع السنهدريم، إذ شعروا بأن السيد سلب سلطانهم بطرد الباعة وتطهير الهيكل، بل وأنه كان يجلس في الهيكل يعلم سألوه بأي سلطان تفعل هذا (لو قال من الله وهو قالها مراراً ولم يصدقوا، لقالوا إصنع معجزة، ولو صنع قالوا من إبليس) وأنت لست من سبط لاوي ولا أنت مكلف من رؤساء الكهنة، لو أتوا ليتعلموا ويبحثوا عن الحق لأجابهم السيد، ولكنهم أتوا يدافعون عن الظلمة ويقتنصوا منه كلمة. وهم في ظلمتهم لم يدركوا أنه هو واضع الناموس نفسه. وهو طالما علَّم ولم يريدوا أن يفهموا فلماذا يجيب هذه المرة بوضوح وقلبهم متحجر. وكان أن المسيح سألهم هل معمودية يوحنا من السماء أم من الأرض وهنا نلاحظ عدة نقاط:

1. أن يوحنا علَّم بدون سلطان منكم فلماذا تعترضون علىَّ بأنني لم أخذ منكم سلطاناً. فالمسيح لا يتهرب من الإجابة بل يواجه ضمائرهم.

2. إن يوحنا قد شهد للمسيح. فإن كانت رسالة يوحنا صحيحة من السماء فلماذا لم يؤمنوا، بالمسيح. بل هم سبقوا وإتهموا السيد أنه يخرج الشياطين بسلطان بعلزبول فهم يريدون التشكيك في المسيح أمام الجموع.

فهم لو أجابوا أن معمودية يوحنا من السماء فيكون السؤال لهم فلماذا لم تؤمنوا بالمسيح بل لماذا لم تعتمدوا من يوحنا، ولو أنكروا أن معمودية أي خدمة ورسالة يوحنا كانت من السماء فهم يستعدون الناس عليهم وهم بهذا ينكرون الحق أيضاً. وبالتالي لا يستحقون أن يجيبهم السيد. ولذلك تهربوا من الإجابة على سؤال المسيح وقالوا لا نعلم فأثبتوا أنهم وهم معلمو إسرائيل أنهم غير مستحقين لهذا المنصب ولا يستطيعون التمييز والحكم الصحيح وبالتالي لا يستحقون أن يجيبهم المسيح (فالحقيقة أنهم رفضوا يوحنا خوفاً على مراكزهم). ولكنه أجابهم بعد ذلك بمثل الكرامين الأردياء.

ونلاحظ أن مكر هؤلاء الرؤساء في سؤالهم أن المسيح لو قال أنا فعلت هذا بسلطان ذاتي لإقتنصوه بتهمة التجديف، ولو قال أنا فعلت هذا بسلطان من آخر يتشكك الناس فيه إذ هو يعمل أعمال إلهية وسطهم. لذلك لم يجيبهم السيد. ولنلاحظ أننا لو تقدمنا للمسيح بقلب بسيط يدخلنا إلى أسراره إذ يفرح بنا ويقودنا بروحه القدوس إلى معرفة أسراره غير المدركة، أمّا من يستخدم مكر العالم فلا يقدر أن يدخل إليه ويبقى خارجاً محروماً من معرفته. وهذا حال كثيرين من دارسي الكتاب المقدس وناقدي الكتاب المقدس. فبينما ينهل البسطاء من كنوز الكتاب المقدس ويشبعون يقف النقاد بكتبهم ومعارفهم يحاولون إصطياد فرق بين كلمة وكلمة وبين فعل وفعل في الكتاب المقدس طالبين مجدهم الذاتي، ولذلك ضاع منهم سر معرفة لذة الكتاب المقدس ولم يعرفوا المسيح بل وجدوا أنفسهم. فالمسيح لا يعلن نفسه لمن يتشامخ عليه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mifa20014
قلب المنتدى الطيب
mifa20014


انثى
عدد الرسائل : 31565
العمر : 52
يوم الثلاثاء من أحداث أسبوع الآلام 934232433ckv8rv3
تاريخ التسجيل : 08/05/2007

يوم الثلاثاء من أحداث أسبوع الآلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوم الثلاثاء من أحداث أسبوع الآلام   يوم الثلاثاء من أحداث أسبوع الآلام Icon_minitimeالأحد 28 مارس 2010 - 16:05

2- ثلاثة أمثال إنذار

المثل الأول: الإبنان مت28:21-32

(28:21-32): "ماذا تظنون كان لإنسان ابنان فجاء إلى الأول وقال يا ابني اذهب اليوم اعمل في كرمي. فأجاب وقال ما أريد ولكنه ندم أخيراً ومضى. وجاء إلى الثاني وقال كذلك فأجاب وقال ها أنا يا سيد ولم يمض. فأي الاثنين عمل إرادة الآب قالوا له الأول قال لهم يسوع الحق أقول لكم أن العشارين والزواني يسبقونكم إلى ملكوت الله. لأن يوحنا جاءكم في طريق الحق فلم تؤمنوا به وأما العشارون والزواني فآمنوا به وانتم إذ رأيتم لم تندموا أخيراً لتؤمنوا به."

أمام خبث وعناد رؤساء الكهنة والشيوخ ومقاومتهم للمسيح ومن قبله يوحنا المعمدان قال لهم السيد المسيح هذا المثل. في طريق الحق= فيوحنا جاءكم يدعوكم للتوبة. لم تندموا أخيراً= مازلتم مصرين على عدم التوبة وعلى عبادتكم الشكلية بينما قلوبكم شريرة. الإبن الأول يمتدح مرتين [1] على صدقه في عدم إعطائه وعداً قد لا ينفذه [2] لتراجعه عن خطأه بأن رجع لينفذ مشيئة أبيه. والإبن الثاني يذم مرتين [1] لأنه أعطى وعداً ولم ينفذه [2] لعصيانه مشيئة أبيه.

عموماً حين تعرض مشيئة الله ينقسم الناس لقسمين [1] قسم يطيع وينفذ [2] قسم يعاند ويهاجم.

ونلاحظ أن الفريسيين هنا الذين لهم مظهر التدين ولكن قلبهم رديء، هؤلاء من قال عنهم السيد "ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السموات" (مت21:7).

هنا يظهر أن رب المجد طلب كرب بيت من إبنيه أن يمضيا ليعملا في كرمه أي كنيسته.

الأول: يمثل الأمم الذين بدأوا حياتهم برفض العمل ولكنهم ندموا أخيراً وقاموا للعمل

الثاني: يمثل اليهود الذين قالوا ها أنا يا سيد لكنهم لم يمضوا، قبلوا العمل في الملكوت دون أن يعملوا. لذلك طردوا أنفسهم بأنفسهم من الكرم ليتركوه للأمم.

الأول: يمثل العشارين والخطاة الذين تركوا الرب أولاً لكنهم تابوا ورجعوا للرب أخيراً.

والثاني: يمثل المتدينين تديناً سطحياً شكلياً مثل الشيوخ والكهنة والفريسيين، لهم مظهر الخضوع لكنهم لا يفعلون إرادة الله، لهم صورة التقوى لكنهم ينكرون قوتها (2تي3:5). هؤلاء سيتركون مكانهم للزواني والخطاة التائبين حقاً.


المثل الثاني: الكرامين الأشرار مت33:21-46 + مر1:12-12 + لو9:20-19

(مت33:21-46): "اسمعوا مثلا آخر كان إنسان رب بيت غرس كرماً وأحاطه بسياج وحفر فيه معصرة وبنى برجاً وسلمه إلى كرامين وسافر. ولما قرب وقت الأثمار أرسل عبيده إلى الكرامين ليأخذ أثماره. فاخذ الكرامون عبيده وجلدوا بعضاً وقتلوا بعضاً ورجموا بعضا. ثم أرسل أيضاً عبيداً آخرين اكثر من الأولين ففعلوا بهم كذلك. فأخيراً أرسل إليهم ابنه قائلا يهابون ابني. وأما الكرامون فلما رأوا الابن قالوا فيما بينهم هذا هو الوارث هلموا نقتله ونأخذ ميراثه. فأخذوه وأخرجوه خارج الكرم قتلوه. فمتى جاء صاحب الكرم ماذا يفعل بأولئك الكرامين. قالوا له أولئك الأردياء يهلكهم هلاكاً ردياً ويسلم الكرم إلى كرامين آخرين يعطونه الأثمار في أوقاتها. قال لهم يسوع أما قرأتم قط في الكتب الحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار رأس الزاوية من قبل الرب كان هذا وهو عجيب في أعيننا. لذلك أقول لكم أن ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تعمل أثماره. ومن سقط على هذا الحجر يترضض ومن سقط هو عليه يسحقه. ولما سمع رؤساء الكهنة والفريسيون أمثاله عرفوا انه تكلم عليهم. وإذ كانوا يطلبون أن يمسكوه خافوا من الجموع لأنه كان عندهم مثل نبي."

(مر1:12-12): "وأبتدأ يقول لهم بأمثال إنسان غرس كرماً وأحاطه بسياج وحفر حوض معصرة وبنى برجاً وسلمه إلى كرامين وسافر. ثم أرسل إلى الكرامين في الوقت عبداً ليأخذ من الكرامين من ثمر الكرم. فأخذوه وجلدوه وأرسلوه فارغاً. ثم أرسل إليهم أيضاً عبداً آخر فرجموه وشجوه وأرسلوه مهاناً. ثم أرسل أيضاً آخر فقتلوه ثم آخرين كثيرين فجلدوا منهم بعضاً وقتلوا بعضاً. فإذ كان له أيضاً ابن واحد حبيب إليه أرسله أيضاً إليهم أخيراً قائلاً انهم يهابون ابني. ولكن أولئك الكرامين قالوا فيما بينهم هذا هو الوارث هلموا نقتله فيكون لنا الميراث. فأخذوه وقتلوه وأخرجوه خارج الكرم. فماذا يفعل صاحب الكرم يأتي ويهلك الكرامين ويعطي الكرم إلى آخرين. أما قراتم هذا المكتوب الحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار رأس الزاوية. من قبل الرب كان هذا وهو عجيب في أعيننا. فطلبوا أن يمسكوه ولكنهم خافوا من الجمع لأنهم عرفوا انه قال المثل عليهم فتركوه ومضوا."

(لو9:20-19): "وأبتدأ يقول للشعب هذا المثل إنسان غرس كرماً وسلمه إلى كرامين وسافر زماناً طويلاً. وفي الوقت أرسل إلى الكرامين عبداً لكي يعطوه من ثمر الكرم فجلده الكرامون وأرسلوه فارغاً. فعاد و أرسل عبدا آخر فجلدوا ذلك أيضاً وأهانوه وأرسلوه فارغاً. ثم عاد فأرسل ثالثاً فجرحوا هذا أيضا وأخرجوه. فقال صاحب الكرم ماذا افعل أرسل ابني الحبيب لعلهم إذا رأوه يهابون. فلما رآه الكرامون تآمروا فيما بينهم قائلين هذا هو الوارث هلموا نقتله لكي يصير لنا الميراث. فأخرجوه خارج الكرم وقتلوه فماذا يفعل بهم صاحب الكرم. يأتي ويهلك هؤلاء الكرامين ويعطي الكرم لآخرين فلما سمعوا قالوا حاشا. فنظر إليهم وقال إذا ما هو هذا المكتوب الحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار رأس الزاوية. كل من يسقط على ذلك الحجر يترضض ومن سقط هو عليه يسحقه. فطلب رؤساء الكهنة والكتبة أن يلقوا الأيادي عليه في تلك الساعة ولكنهم خافوا الشعب لأنهم عرفوا انه قال هذا المثل عليهم."

راجع (أش1:5-7) فالكرم يشير لإسرائيل. وبالتالي فالكرامين هم رؤساء الكهنة والمعلمين ولكل صاحب سلطان. وصاحب الكرم هو الله الذي أحاطه بسياج من حمايته ومن الشريعة والناموس وبنى برجاً من الأنبياء. أكون لها سور من نار (زك5:2) في المثال السابق ظهر اليهود كأصحاب كلام بلا عمل، ففقدوا مركزهم ليحل محلهم من بالعمل أعلنوا ندمهم على ماضيهم، أما هنا فالسيد يكشف لهم أنهم عبر التاريخ كله لم يكونوا فقط غير عاملين وإنما مضطهدين لرجال الله في أعنف صورة حتى متى جاء إبن الله نفسه الوارث يخرجونه خارج أورشليم ليقتلوه.

ولقد أخذ السيد الحكم عليهم من أفواههم بأن على صاحب الكرم أن يهلكهم. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). ويسلم الكرم إلى آخرين الذين هم كنيسة الأمم، أو الكنيسة المسيحية عموماً التي هي من الأمم واليهود الذين آمنوا.

الحجر المرفوض= (مز22:118،23). قيل أنه عند بناء هيكل سليمان أن البنائين وجدوا حجراً ضخماً فظنوا أنه لا يصلح لشئ فإحتقروه، ولكن إذ إحتاجوا إلى حجر في رأس الزاوية (ليجمع حائطين كبيرين) لم يجدوا حجراً يصلح إلاّ الحجر الذي سبق وإحتقروه. وكان ذلك رمزاً للسيد المسيح الذي إحتقره رجال الدين اليهودي، ولم يعلموا أنه الحجر الذي سيربط بين اليهود والأمم في الهيكل الجديد ليصير الكل أعضاء في الملكوت الجديد. وفي هذا القول إشارة لموته وقيامته. وسلمه إلى كرامين وسافر= هو حاضر في كل مكان، وعينه على كرمه يرعاه ويهتم بكل صغيرة وكبيرة، ولكن قوله سافر فيه إشارة لأنه ترك للكرامين حرية العمل وأعطاهم المسئولية كاملة علامة حبه للنضوج وتقديره للحرية الإنسانية. وتشير كلمة سافر إلى أنهم رأوا الله على جبل سيناء إذ أعطاهم الوصايا وما عادوا يرونه بعد ذلك، وكأنه بعيداً عنهم وهل نخطئ نحن ونظن أن الله لأننا لا نراه الآن هو غائب، ولن يعود ويظهر للدينونة. حفر معصرة= هو ينتظر الثمار من الكرم ليصنع خمراً. والخمر رمز للفرح. فالله يريد أن يفرح بثمار أولاده. ولكن المعصرة تشير لآلام المسيح (أش1:63-2) لأن أسرار آلام المسيح تبدو كالخمر الجديد، فهو الذي قدّم لنا دمه من عصير الكرمة وينتظر منّا أن نقدم له حياتنا ذبائح حية، ونحتمل الصليب فنملأ معصرته. أرسل عبيده ليأخذ أثماره= الله أرسل للشعب اليهودي أنبياء فقتلوهم وعذبوهم ورفضوهم، ورفضوا تعاليمهم. قالوا فيما بينهم هذا هو الوارث. هلوا نقتله= هم تشاوروا من قبل وسألوه بأي سلطان تفعل هذا وهو هنا يشير لأنه الإبن، فهو صاحب السلطان. ولكنه يتنبأ هنا عن موته على أيديهم. ويتنبأ عن قيامته في موضوع حجر الزاوية. هنا المسيح يظهر لهم أنه هو صاحب السلطان وأنهم هم المقاومين لسلطانه لرفضهم الحق.

في إنجيل (لو10:20-12) يحدد لوقا أن صاحب الكرم أرسل ثلاثة رسل قبل إبنه:-

الأول: يمثل الناموس الطبيعي أي الضمير وكان قايين أول من كسره بقتله لأخيه.

الثاني: يمثل ناموس موسى وموسى نفسه ممثل الناموس هاجوا عليه.

الثالث: هم الأنبياء ونبواتهم وطالما قتل الشعب اليهودي هؤلاء الأنبياء.

والمسيح يتهم اليهود الذين أمامه من القادة والرؤساء بأنهم مازالوا يعملون ضد الناموس الطبيعي، وضد الناموس الموسوي وضد النبوات، في حياتهم وسلوكهم وفي رفضهم له وهو المخلص الذي تكلم عنه الأنبياء.

وتسمية المسيح نفسه بالوارث، فهذا يشير لناسوته، أمّا لاهوته فله كل المجد دائماً. وبناسوته سيحصل على المجد بعد الصليب لحسابنا لنرث نحن فيه.

(لو10:20): وفي الوقت= وقت الحصاد والإثمار= بعد أن أعطى الله كهنة اليهود فرصة لرعاية الشعب، أرسل ليطلب النفوس التقية المؤمنة التي يفرح بها.

في (لو16:20) المسيح هنا هو الذي يقول "يأتي ويهلك" بينما في متى، فهو ينسب هذا القول للكهنة والفريسيين والحل بسيط. أن الفريسيين هم الذين قالوا هذا، والسيد كرر ما قالوه تأميناً على كلامهم أي هو يوافق على ما قالوه.

ونأخذ ميراثه= هنا المسيح يشير لسبب أحقادهم عليه ألا وهو حسدهم له بسبب إلتفاف الشعب حوله وإعجابهم به. وليس بسبب عدم المعرفة لشخصه.

فأخذوه وأخرجوه خارج الكرم= فهم صلبوه خارج أورشليم (عب13:13) هذا المثل يقدم ملخصاً رمزياً لعمل الله الخلاصي وتدبيره ورعايته للإنسان غير المنقطعة فتحدث عن عطية الناموس الطبيعي وناموس موسى والأنبياء وعن تجسد الإبن وصلبه وطرده للكرامين القدامى وتأسيس الكنيسة بالروح القدس ليكونوا كرامين جدد (التلاميذ ورسل المسيح والكهنوت المسيحي) ولكن لنلاحظ أن كون الكنيسة هي الكرمة الجديدة فهذا لا يعطيها مبرر أن تتشبه باليهود فلا يكون لها ثمر. ففي (رؤ5:2) نجد أن الله على إستعداد أن يزحزح منارة كنيسة أفسس لأن محبتها نقصت. فإن كان الله لم يشفق على الكرمة أو الزيتونة الأصلية فهل يترك الكرمة أو الزيتونة الجديدة إن كانت بلا ثمر. الله مازال يطلب الثمار في كنيسته وفي كل نفس (رو17:11-24). ولنلاحظ أن الله أعطى الجنة لآدم ليعملها. وكانت الجنة في وسطها شجرة الحياة. والله أعطى لنا الكنيسة وفي وسطها المسيح لنخدم، فكل منّا مطالب بأن يعمل في هذه الجنة، فمنَّا من يزرع ومنّا من يسقي والله يطالب بالثمار أي المؤمنين التائبين. ولكن هناك من يتضايق إذا طلب الله الثمار وهو لا يريد أن يقدم شئ.

والحجر هو المسيح. الحجر الذي قطع بغير يدين (دا34:2) إذ وُلِدَ بدون زرع بشر وصار جبلاً يملأ المسكونة. وهو حجر مرذول مرفوض، في تواضع ميلاده في مزود، وفي تواضع حياته وفي عار صليبه وموته والإهانات التي وجهت إليه. لكنه صار رأس الزاوية من سقط على الحجر يترضض= هم من لم يؤمنوا بالمسيح ورفضوه كما رفضه البناؤون، فعدم إيمانهم صار لهم صخرة عثرة. ومن يتعثر في المسيح يضر نفسه، ويكون كمن سقط على الحجر، هذا يقال على كل من يسمع الإنجيل ولا يؤمن. فكل من يرفض المسيح ويقاومه يتعب ويفقد سلامه ويعذب نفسه هنا على الأرض.

ومن سقط هو عليه يسحقه= هؤلاء يمثلون من يقاوم المسيح وإنجيله والإيمان الحقيقي ويبذلون جهدهم لتعطيله، هؤلاء يسحقهم المسيح إمّا هنا على الأرض (آريوس) أو يوم الدينونة. وكل من يظل رافضاً المسيح ويقاومه فنهايته الهلاك حين يظهر المسيح في مجيئه الثاني ليدين العالم.


المثل الثالث : عرس إبن الملك مت1:22-14

الآيات (1-3): "وجعل يسوع يكلمهم أيضاً بأمثال قائلاً. يشبه ملكوت السماوات إنساناً ملكاً صنع عرساً لابنه. وأرسل عبيده ليدعوا المدعوين إلى العرس فلم يريدوا أن يأتوا."

العريس هو المسيح والعروس هي الكنيسة ككل أو كل نفس بشرية، فالنفس مدعوة لا أن تكون متفرجة في هذا العرس بل هي العروس التي تتحد بعريسها على مستوى أبدي. وما هو العرس؟ هو دعوة لكل نفس للفرح الدائم من خلال أسرار مقدسة وغفران وسلام يفوق العقل وتعزيات وأفراح روحية. ولكن للأسف فهناك نفوس من أجل بؤسها الداخلي ترفض أن تفتح قلبها لعريسها لتفرح. والمثل قاله المسيح عن اليهود الذين يرفضونه، وقد أرسل لهم رسلهُ بل هو أتى شخصياً ليدعوهم ولكنهم رفضوه ورفضوا تلاميذه. ونلاحظ أن المسيح لا يرغب أن يغتصب قلب عروسته بغير إرادتها فهو يرسل عبيده ليقنعوها أن تقبله بإقتناع كامل، يعلن حبه تاركاً لها الإختيار. والمسيح لا يمل من أن يرسل لنا دائماً رسله لدعوتنا من خلال خدامه وإنجيله وصوت الروح القدس ومن خلال ظروف وأحداث الحياة. وهو واقف على الباب ويقرع .. (رؤ20:3). ونلاحظ أن هناك إرساليتين (آية3) هم أنبياء العهد القديم الذين تنبأوا عن المسيح. ثم (آية4) هم التلاميذ والرسل والكنيسة. يشبه ملكوت السموات= الملكوت السماوي هو الكنيسة وهي في عرس دائم، أقامها الملك= الآب لإبنه ينعم بها، وتنعم هي بحلوله في وسطها. وبإتكائها على صدره، تتقبل منه أسرار أبيه وتتمتع بإمكانياته الإلهية حتى ترتفع به وفيه إلى حضن أبيه تنعم بشركة أمجاده.

· هذا المثل قدّمه المسيح لقادة اليهود ولليهود الذين رفضوا ملكوت المسيا السماوي وهو مقدم لكل نفس منّا ترفض ملكوته الحقيقي في داخلها.

آية (4): "فأرسل أيضاً عبيداً آخرين قائلاً قولوا للمدعوين هوذا غذائي أعددته ثيراني ومسمناتي قد ذبحت وكل شيء معد تعالوا إلى العرس."

تعالوا إلى العرس= هذه دعوة تحمل قوة وسلطاناً تقدر أن تجتذب القلب إلى العريس، لكن دون إلزام أو إجبار. وقد دفع العريس ثمن الدعوة من حياته التي بذلها كذبيحة لمصالحتنا مع الآب= ثيراني ومسمناتي قد ذبحت. بل أعطى لنا جسده مأكلاً ودمه مشرباً= هوذا غذائي قد أعددته. فالآب هو صاحب الدعوة والإبن هو العريس الذي يدفع تكاليف العرس والروح القدس هو الذي يعمل فينا ليهيئنا للعرس. وهذا ما يقدم للإبن الضال حين يعود، أن يأكل من العجل المسمن (لو22:15-24)



الآيات (5،6): "ولكنهم تهاونوا ومضوا واحد إلى حقله وآخر إلى تجارته. والباقون امسكوا عبيده وشتموهم وقتلوهم."

هذا ما فعله اليهود إذ رفضوا الدعوة. وهناك حتى الآن من يرفض دعوة المسيح للولائم الروحية فلا وقت لديهم بسبب أعمالهم. تهاونوا= لأنهم إعتمدوا على أنهم أولاد إبراهيم وأن لهم الهيكل والناموس والوعود. (أر1:7-7) وهؤلاء يمثلون من يرفض التوبة والعمق مكتفياً بأنه مسيحي، هذا يُحرم من أفراح العُرس. وهناك من يرفض المسيح لإنشغاله بأموره الزمنية حقله.. تجارته. وهذا يمثل من يدعي أن لا وقت لديه للإنشغال بالروحيات بسبب أعماله وظروفه. أمّا بالنسبة لليهود فإن قادتهم إنصرفوا عن المسيح لإهتمامهم بالتجارة في الدين وتحولت العبادة إلى بيع وشراء. وإنشغل كل واحد بأملاكه أي حقله. ثم قاموا على المسيح وتلاميذه وقتلوهم إذ ظنوا أن المسيح وبالتالي تلاميذه سيحرمونهم من أملاكهم وتجارتهم.

ونلاحظ التسلسل [1] تهاونوا .. [2] مضوا إلى حقله= الاهتمام بنفسه وبأملاكه [3] الاهتمام بتجارته= لقد تحوَلت حياة الشخص لتجارة في كل شئ [4] الهجوم على المسيح إذ يظنوا أنه ينافس إلهتهم التي هي مكاسبهم.



الآيات (7-9): "فلما سمع الملك غضب وأرسل جنوده واهلك أولئك القاتلين واحرق مدينتهم. ثم قال لعبيده أما العرس فمستعد وأما المدعوون فلم يكونوا مستحقين. فاذهبوا إلى مفارق الطرق وكل من وجدتموه فادعوه إلى العرس."

هنا نرى الدعوة موجهة للأمم عن طريق الرسل. ولقد أحرق تيطس أورشليم فعلاً وأحرق هيكلها سنة 70م. وإنتهت إسرائيل كأمة من وقتها. وقوله مفارق الطرق= فأمام كل إنسان طريقان يسلك في أحدهما [1] الإيمان بالمسيح فتغفر خطاياه ويحيا في طهارة لائقة به كعروس للمسيح [2] رفض المسيح والإهتمام بلذات العالم. والرسل أرسلهم المسيح لمن يفكر في أي الطريقين يسلك ليساعدوه في القرار علًّه يقرر أن يسلك في طريق الإيمان. أمّا من إتخذ قراراً أن يكون ضد المسيح فهذا لن يقبل الدعوة بل سيعتذر أو سيهاجم المسيح ورسله.

آية (10): "فخرج أولئك العبيد إلى الطرق وجمعوا كل الذين وجدوهم أشراراً وصالحين فإمتلأ العرس من المتكئين."

المسيح أتى لأجل العشارين والخطاة ليطهرهم. فهو دعا الجميع حتى السامرية. ولكن بعد أن يدعوهم عليهم أن يعتمدوا فيلبسوا الحلة الأولى. وأمّا الخطاة الذين يأتوا تائبين فالتوبة تلبسهم الحلة الأولى (الإبن الضال). فالمسيح قطعاً لن يدعو الخطاة ويتركهم بخطيتهم!! أو يليق هذا بعرس إبن الملك، بل هو يطهرهم بل يلبسوا المسيح ويكون لهم صورته من المحبة والتواضع، والوداعة والحكمة والطهارة والبساطة (رو14:13) فلابد أن نلبس المسيح فهو برنا وقداستنا وبدون القداسة لن نعاين الرب (عب14:12).


آية (11): "فلما دخل الملك لينظر المتكئين رأى هناك إنساناً لم يكن لابساً لباس العرس."

قارن مع (صف7:1،8). إذاً الدعوة للجميع والمعمودية للجميع، ولكن بالمعمودية نحصل على ثياب العرس وبالتوبة نحفظها. ولكن هناك من يأخذ ثياب العرس ثم يختار مرة أخرى طريق الخطية، يعود إلى مفارق الطرق ويختار الطريق الآخر فيفقد لباسه ويرتدي لباساً غريباً ويكون عوضاً أن يلبس المسيح أي أن تكون له صورة المسيح أنه تصبح له صورة العالم. ولنلاحظ أن من يفعل هذا لهو أكثر شراً من اليهود الذين رفضوا الحضور أصلاً. أمّا هذا فَقَبِلَ ثم إرتدَّ وأضاع ثيابه التي حصل عليها بالمعمودية عوضاً عن أن يحفظها نامية بواسطة الروح القدس وجهاده وتوبته.


آية (12): "فقال له يا صاحب كيف دخلت إلي هنا وليس عليك لباس العرس فسكت."

لقد إنتهى الوقت الذي كان يمكنه فيه أن ينسج لنفسه ثوب العرس وليس له عذر فلذلك يصمت. هؤلاء هم من إكتفوا من المسيحية بالإسم دون أن يعملوا أعمالاً صالحة.


آية (13): "حينئذ قال الملك للخدام اربطوا رجليه ويديه وخذوه واطرحوه في الظلمة الخارجية هناك يكون البكاء وصرير الأسنان."

الخدام هم الملائكة. اربطوا يديه ورجليه= الإنسان الذي رفض بالحب أن يلبس ثوب العرس، فينال الحل من الخطية مقيداً نفسه بنفسه بخطاياه، فهذا يُربط أي لا يعرف أين يذهب ولا ماذا يفعل، لقد إختار الظلمة الداخلية إذ بخطاياه إنطمست عيناه ولم يكن قادراً أن يرى الرب وهو في العالم (مت8:5) فبخطيته إنغلقت عيناه الداخلية وكان غير قادر أن يرى الرب بالروح. لذلك فعقوبته أن ينال أيضاً الظلمة الخارجية ويُحرم من أن يعاين الله مثل القديسين (1يو2:3) فهذا إمتداد لما صنعه بنفسه على الأرض أمّا البكاء وصرير الأسنان فيشير لأن الجسد سيقوم ليشترك مع النفس في مرارة الظلمة الخارجية. وقوله الخارجية أي هو خارج أورشليم السماوية التي نورها هو المسيح نفسه (رؤ5:22).


آية (14): "لأن كثيرين يدعون قليلين ينتخبون."

على كل مؤمن أن لا يتشابه مع الناس بدعوى أن الكل يفعل ذلك فقليلين هم الذين ينتخبون، قلة هي التي تغلب ويكون لها نصيب في العرس السماوي أمّا الكثرة التي نراها تتلذذ بالشر فستفقد نصيبها في هذا العرس.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mifa20014
قلب المنتدى الطيب
mifa20014


انثى
عدد الرسائل : 31565
العمر : 52
يوم الثلاثاء من أحداث أسبوع الآلام 934232433ckv8rv3
تاريخ التسجيل : 08/05/2007

يوم الثلاثاء من أحداث أسبوع الآلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوم الثلاثاء من أحداث أسبوع الآلام   يوم الثلاثاء من أحداث أسبوع الآلام Icon_minitimeالأحد 28 مارس 2010 - 16:07

3- أسئلة اليهود

ثلاثة أسئلة يسألها رؤساء اليهود

السؤال الأول : بخصوص الجزية مت15:22-22 + مر13:12-17 + لو20:20-26

(مت15:22-22): "حينئذ ذهب الفريسيون وتشاوروا لكي يصطادوه بكلمة. فأرسلوا إليه تلاميذهم مع الهيرودسيين قائلين يا معلم نعلم انك صادق وتعلم طريق الله بالحق ولا تبالي بأحد لأنك لا تنظر إلى وجوه الناس. فقل لنا ماذا تظن أيجوز أن تعطى جزية لقيصر أم لا. فعلم يسوع خبثهم وقال لماذا تجربونني يا مراؤون. اروني معاملة الجزية فقدموا له ديناراً. فقال لهم لمن هذه الصورة والكتابة. قالوا له لقيصر فقال لهم أعطوا إذا ما لقيصر لقيصر وما لله لله. فلما سمعوا تعجبوا وتركوه ومضوا."

(مر13:12-17): "ثم أرسلوا إليه قوماً من الفريسيين والهيرودسيين لكي يصطادوه بكلمة. فلما جاءوا قالوا له يا معلم نعلم انك صادق ولا تبالي بأحد لأنك لا تنظر إلى وجوه الناس بل بالحق تعلم طريق الله أيجوز أن تعطى جزية لقيصر أم لا نعطي أم لا نعطي. فعلم رياءهم وقال لهم لماذا تجربونني إيتوني بدينار لأنظره. فأتوا به فقال لهم لمن هذه الصورة والكتابة فقالوا له لقيصر. فأجاب يسوع وقال لهم أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله فتعجبوا منه."

(لو20:20-26): "فراقبوه وأرسلوا جواسيس يتراءون أنهم أبرار لكي يمسكوه بكلمة حتى يسلموه إلى حكم الوالي وسلطانه. فسألوه قائلين يا معلم نعلم انك بالاستقامة تتكلم وتعلم ولا تقبل الوجوه بل بالحق تعلم طريق الله. أيجوز لنا أن نعطي جزية لقيصر أم لا. فشعر بمكرهم وقال لهم لماذا تجربونني. أروني ديناراً لمن الصورة والكتابة فأجابوا وقالوا لقيصر. فقال لهم أعطوا إذا ما لقيصر لقيصر وما لله لله. فلم يقدروا أن يمسكوه بكلمة قدام الشعب وتعجبوا من جوابه وسكتوا."

الفريسيين= حزب ديني أو مدرسة يهودية كانت موجودة أيام المسيح. وأطلق عليهم هذا الإسم نسبة لكلمة عبرية معناها منفصل. وكان المسيح يهاجمهم بسبب ريائهم. ويمكن تسمية الفريسيين بالمتزمتين والصدوقيين بالعقلانيين.

الهيرودسيين= هم طائفة سياسية تتبع هيرودس الكبير وكان منهم من الفريسيين وأيضاً من الصدوقيين ويؤمنون أن أمال الأمة اليهودية تتعلق بآل هيرودس كسد منيع في وجه سيطرة الرومان وهم من أطلق علي خبثهم خمير هيرودس في مقابل خمير الفريسيين (مر15:8+ لو1:12) وكان القيصر في ذلك الوقت هو طيباريوس الذي إشتهر بالقسوة. وكانت الجزية مفروضة على كل رأس علامة للخضوع لقيصر. وكانت الجزية مكروهة عند الفريسيين الذين إعتقدوا أنها ضد شريعة موسى، أما الهيرودوسيين الذين يتشيعون لهيرودس الأدومي راغبين أن يكون ملكاً على اليهودية فكانوا يرحبون بالجزية تملقاً للرومان ولقيصر لينالوا مأربهم، لذلك كان همهم الموالاة لروما وحفظ هدوء الشعب من أي مؤامرة ضد روما. وكان هناك تذمر بين اليهود المتعصبين إذ يرفضون دفع الجزية، وبسبب هذا قامت ثورات مثل ثورة ثوداس ويهوذا الجليلي وقد قتلهم الرومان في فترة قريبة وأنهوا ثورتهم (أع36:5،37). والجليليين الذين تسموا بإسم يهوذا الجليلي قتلهم بيلاطس وخلط دمهم بذبائحهم (لو1:13).

والغريب هنا أن يجتمع الفريسيين والهيرودسيين على المسيح مع إختلافهم في المبادئ. فنحن يمكننا أن نتوقع هذا السؤال من الهيرودسيين فهم كان يجمعون الجزية ويعطوا قيصر نصيبه ويختلسون الباقي ولكن الفريسيين ممتنعون عن دفع الجزية متذمرين ضدها، بل يعتبرون الهيرودسيين خونة ضد أمتهم وناموسهم. ولكن لأجل أن يتخلصوا من المسيح فلا مانع أن يتحدوا.

ولو أجاب المسيح بأن نعطي الجزية لقيصر تنفر منه الجموع وتنفض من حوله وتفقد ثقتها فيه كمخلص من المستعمر ولو رفض لأعتُبِرَ مثير فتنة ضد قيصر. إعطوا إذاً ما لقيصر لقيصر= هي رد على الفريسيين الذين رفضوا طاعة السلطات الحكومية وقد أمر الكتاب بطاعتها. ولنلاحظ أن قيصر أعطاهم حكومة مستقرة وحماية وأنشأ لهم طرق فيكون من حقه الجزية. وهكذا فعلى المسيحي أن يطيع حكومته (رو1:13-7). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). وعلينا أن نخضع لحكومتنا وقوانينها طالما أن ذلك لا يتعارض مع ما لله ووصاياه. والعجيب أنه قدَّم الطاعة لقيصر عن الطاعة لله، ففي طاعة قيصر أي الرؤساء شهادة حق لله نفسه. فليس هناك ثنائية بين عطاء قيصر حقه وعطاء الله حقه فكلاهما ينبعان عن قلب واحد يؤمن بالشهادة لله من خلال الأمانة في التزامه نحو الآخرين ونحو الله والكلمة الأصلية لإعطوا هي سددوا أو إدفعوا. فهذه الجزية واجبة فقيصر يدافع ويحمي ويمهد الطرق.. الخ. إعطوا ما لله لله= هذا رد على الهيرودسيين الذين ينسون واجباتهم نحو الله بجريهم وراء قيصر. والله له القلب والنفس بل الحياة كلها. الإنسان هو العملة المتداولة عند الله. أروني معاملة الجزية= هي الدينار وهو قطعة عملة رومانية. وكانت عادة تدفع كجزية وعليها صورة قيصر. وكون أنهم يقدمون له الدينار فهذا إعتراف منهم أنهم تحت حكم قيصر فالعملة الجارية تظهر نظام الحكم والسلطة القائمة ويدفع منها الجزية. (عملة اليهود الشاقل بلا صورة تماماً فهم يرفضون التماثيل والشعارت الوثنية ويُسَمّى عملة القدس ويستخدم للمعاملات الدينية. وللمعاملات المدنية يستخدم معاملة الجزية).

يا معلم نعلم أنك صادق..= هذا تملق ومديح للخديعة بعد ذلك. والمديح هدفه أن يفقد حذره منهم فيخطئ في كلامه. والله خلقنا على صورته ولما فقدنا هذه الصورة أتى الروح القدس ليعيدنا إليها (غل19:4) ومن لا توجد عليه وفيه هذه الصورة سيرُفض. فكما يحمل الدينار صورة قيصر هكذا ينبغي أن نحمل صورة الله لنقدم للملك السماوي عملته الروحية تحمل صورته وكلمته فنصير عملة متداولة في السماء يمكننا أن ندخلها ويجدوا علينا ثياب العرس، وكما أن أي دولة لا يمكنك أن تتعامل فيها بعملة لا يكون عليها صورة ملك هذه الدولة، فنحن لا يمكننا دخول السماء إلاّ كعملة عليها صورة الله ملك السماء والأرض، ملك الملوك. فكما يطلب قيصر صورته على عملته هكذا يطلب المسيح صورته فينا. ولكن إن وُجِدَ في إنسان صورة الشيطان يستعبده الشيطان (يو44:8+ 1يو7:3-10).

(لو21:20): لا تقبل الوجوه= لا تحابي وجوه العظماء فتغير الحق إرضاء لهم. ومع كل الحكمة في إجابة المسيح هذه، وأنه لم يخطئ في حق قيصر إتهموه بأنه يفسد الأمة ويمنع أن تعطي جزية لقيصر قائلاً أنه ملك (لو2:23). وفي هذا لم يدافع المسيح عن نفسه. لقد قدَّم مبدأ الخضوع للسلطات ليس خوفاً ولا دفاعاً عن نفسه بل كمبدأ على المسيحيين أن يمارسوه وإن إتهم بخلاف ما يمارس.



السؤال الثاني : بخصوص القيامة من الأموات مت23:22-33 + مر18:12-27 + لو27:20-39

(مت23:22-33): "في ذلك اليوم جاء إليه صدوقيون الذين يقولون ليس قيامة فسألوه. قائلين يا معلم قال موسى إن مات أحد وليس له أولاد يتزوج أخوه بامرأته ويقيم نسلاً لأخيه. فكان عندنا سبعة اخوة وتزوج الأول ومات وإذ لم يكن له نسل ترك امرأته لأخيه. وكذلك الثاني والثالث إلى السبعة. وآخر الكل ماتت المرأة أيضاً. ففي القيامة لمن من السبعة تكون زوجة فأنها كانت للجميع. فأجاب يسوع وقال لهم تضلون إذ لا تعرفون الكتب ولا قوة الله. لأنهم في القيامة لا يزوجون ولا يتزوجون بل يكونون كملائكة الله في السماء. وأما من جهة قيامة الأموات أفما قرأتم ما قيل لكم من قبل الله القائل. أنا اله إبراهيم واله اسحق واله يعقوب ليس الله اله أموات بل اله أحياء. فلما سمع الجموع بهتوا من تعليمه."

(مر18:12-27): "وجاء إليه قوم من الصدوقيين الذين يقولون ليس قيامة وسألوه قائلين. يا معلم كتب لنا موسى إن مات لأحد أخ وترك امرأة ولم يخلف أولاداً أن يأخذ أخوه امرأته ويقيم نسلاً لأخيه. فكان سبعة اخوة اخذ الأول امرأة ومات ولم يترك نسلاً. فأخذها الثاني ومات ولم يترك هو أيضاً نسلاً وهكذا الثالث. فأخذها السبعة ولم يتركوا نسلاً وآخر الكل ماتت المرأة أيضاً. ففي القيامة متى قاموا لمن منهم تكون زوجة لأنها كانت زوجة للسبعة. فأجاب يسوع وقال لهم أليس لهذا تضلون إذ لا تعرفون الكتب ولا قوة الله. لأنهم متى قاموا من الأموات لا يزوجون ولا يزوجون بل يكونون كملائكة في السماوات. وأما من جهة الأموات انهم يقومون أفما قرأتم في كتاب موسى في أمر العليقة كيف كلمه الله قائلاً أنا اله إبراهيم واله اسحق واله يعقوب. ليس هو اله أموات بل اله أحياء فانتم إذاً تضلون كثيرا."

(لو27:20-39): "وحضر قوم من الصدوقيين الذين يقاومون أمر القيامة وسألوه. قائلين يا معلم كتب لنا موسى أن مات لأحد أخ وله امرأة ومات بغير ولد يأخذ أخوه المرأة ويقيم نسلاً لأخيه. فكان سبعة اخوة واخذ الأول امرأة ومات بغير ولد. فاخذ الثاني المرأة ومات بغير ولد. ثم أخذها الثالث وهكذا السبعة ولم يتركوا ولداً وماتوا. وآخر الكل ماتت المرأة أيضاً. ففي القيامة لمن منهم تكون زوجة لأنها كانت زوجة للسبعة. فأجاب وقال لهم يسوع أبناء هذا الدهر يزوجون ويزوجون. ولكن الذين حسبوا أهلاً للحصول على ذلك الدهر والقيامة من الأموات لا يزوجون ولا يزوجون. إذ لا يستطيعون أن يموتوا أيضاً لأنهم مثل الملائكة وهم أبناء الله إذ هم أبناء القيامة. وأما أن الموتى يقومون فقد دل عليه موسى أيضاً في أمر العليقة كما يقول الرب اله إبراهيم واله اسحق واله يعقوب. وليس هو اله أموات بل اله أحياء لأن الجميع عنده أحياء. فأجاب قوماً من الكتبة وقالوا يا معلم حسناً قلت."

الصدوقيون= هم فرقة يهودية دينية ينتسبون إلى مؤسس فرقتهم صادوق الذي ربما يكون هو صادوق الذي عاش أيام داود وسليمان وفي عائلته حفظت رياسة الكهنوت حتى عصر المكابيين، أو هو صادوق آخر عاش حوالي سنة 300ق.م. حسب رأي البعض وهذه الفرقة كما يقول يوسيفوس كانت مناقضة للفريسيين، لكن مع قلة عددهم كانوا متعلمين وأغنياء وأصحاب مراكز وإحتلوا مركز القيادة في القرنين الرابع والثالث قبل الميلاد في العصرين الفارسي واليوناني. وأحبوا الثقافة اليونانية وإهتموا بالسياسة أكثر من الدين. فسيطر عليهم الفكر المادي ولم يستطيعوا أن يقبلوا عودة الروح إلى الجسد بعد إنحلاله فأنكروا القيامة، ولذلك إصطدموا بكلمات السيد المسيح في هذا الشأن إذ كان يتحدث عن الملكوت السماوي وأنه ملكوت أبدي. وأنكروا قانونية أسفار العهد القديم ما عدا أسفار موسى الخمسة (لذلك فإن المسيح حين جاوبهم أتى لهم بآية من أسفار موسى الخمسة التي يعترفون بها) وإستخفوا بالتقليد على خلاف الفريسيين الذين حسبوا أنفسهم حراساً لتقليد الشيوخ لذلك كرههم الفريسيين. ولكن كان الفريسيون على إستعداد لوضع يدهم في يد خصومهم الصدوقيون لمقاومة المسيح. وظن الصدوقيون بأن أسفار موسى لا تذكر شيئاً عن القيامة من الأموات. (أع8:23). بل هم ظنوا أنه بخصوص الزواج الناموسي، حينما يموت زوج بدون أطفال فتلتزم زوجته بالزواج من أخيه أو أقرب ولي له (تث5:25،6) ويكون الأطفال بإسم الميت. ظنوا في هذا تأكيداً لعدم القيامة من الأموات. ولأنهم تعلقوا بالحياة السياسية والعالم فحسبوا القيامة حياة زمنية مادية. وهذه القصة التي إستخدمها الصدوقيون هنا، كانت غالباً مستخدمة في الحوار بين الصدوقيين والفريسيين الذين كانوا يعلمون بأن هناك زواج في السماء. وقدّم الصدوقيون القصة للمسيح على أنها لغز يصعب حله. وإشتملت إجابة المسيح على:-

1- أظهر لهم أنهم لا يعرفون حتى الكتب الخمسة التي لموسى والتي يؤمنون بها= تضلون إذ لا تعرفون الكتب. وإستخدم السيد المسيح قول الله لموسى (خر6:3،15) وأنه إله إبراهيم وإسحق ويعقوب، والله لا يمكن أن يكون إله أموات بل إله أحياء. (هل نعرف الكتاب المقدس وقوته على تغيير حياتنا بل ولادتنا ثانية (1بط23:1).

2- إن الحياة في الأبدية ستكون كحياة الملائكة بلا شهوات ولا جنس، إذ لا موت ولا إنقراض للجنس البشري، أجسادنا ستكون روحية لا مادية، ومن تذوق الفرح الروحي لا يعود يحتاج بعد للفرح المادي. لذلك لن تناسبنا الشهوات بل سيكون المؤمنين في مجد نوراني. وهم تعمدوا أن يقولوا أنها لم تنجب حتى لا يقول المسيح تكون زوجة لمن أنجبت منه.

(لو34:20):- هذا الدهر= الأرض التي نحيا عليها الآن. (لو35:20):- ذلك الدهر= السماء.



السؤال الثالث : عن الوصية العظمى مت34:22-39 + مر28:12-34

(مت34:22-39): "أما الفريسيون فلما سمعوا انه ابكم الصدوقيين اجتمعوا معاً. وسأله واحد منهم وهو ناموسي ليجربه قائلاً. يا معلم أية وصية هي العظمى في الناموس. فقال له يسوع تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك. هذه هي الوصية الأولى والعظمى. والثانية مثلها تحب قريبك كنفسك."

(مر28:12-34): "فجاء واحد من الكتبة وسمعهم يتحاورون فلما رأى انه أجابهم حسنا سأله أية وصية هي أول الكل. فأجابه يسوع إن أول كل الوصايا هي اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد. وتحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك هذه هي الوصية الأولى. وثانية مثلها هي تحب قريبك كنفسك ليس وصية أخرى اعظم من هاتين. فقال له الكاتب جيداً يا معلم بالحق قلت لأنه الله واحد وليس آخر سواه. ومحبته من كل القلب ومن كل الفهم ومن كل النفس ومن كل القدرة ومحبة القريب كالنفس هي افضل من جميع المحرقات والذبائح. فلما رآه يسوع انه أجاب بعقل قال له لست بعيداً عن ملكوت الله ولم يجسر أحد بعد ذلك أن يسأله."

ناموسي= أي مفسر قانوني للناموس.

إتفق الفريسيين أن يوقعوا المسيح فأرسلوا له هذا الناموسي ليمتحنه في مسألة حيرتهم وإختلفوا بخصوصها فيما بينهم، على أي الوصايا هي العظمى، وأيها هي الثقيلة وأيها هي الخفيفة وأيها هي المهمة. وكانت لهم منازعاتهم ال*hi. ففي رأيهم أنه لابد أن تكون هناك وصية هي الأعظم فمنهم من قال أنها حفظ السبت ومنهم من قال تقديم الذبائح ومنهم من قال أنها الختان. وهذا الناموسي الذي أرسلهُ الفريسيين ليمتحن السيد يبدو أنه كان في داخله باحثاً عن الحقيقة بصدق فحين أجابه السيد فرِح بالإجابة فمدحه السيد (مر34:12). وفعلاً تتفق إجابة المسيح مع أن الوصايا العشر مقسمين للوحين الأول يختص بالله والثاني يختص فيما للإنسان، وهكذا لخص السيد الوصايا أن تحب الله وتحب قريبك وكان هدف الفريسيين أن المسيح يتكلم عن تعاليمه ويميزها عن تعاليم موسى، أو أن يجيب بان الناموس ناقص فيشتكون عليه. ولكن إجابة السيد كانت مملوءة حكمة فحب إخوتنا مكمل لحبنا لله، ولا يمكننا أن نحب الله غير المنظور ولا نحب إخوتنا المنظورين وأراد السيد بإجابته أن يظهر لهم أن الوصايا ليست موضوع نزاع عقلي وبحث ومناقشات وجدل بل هي حب، حياة حب، يحيا الإنسان لله وللناس.

يتعلق الناموس كله والأنبياء= من يتمم وصية الحب لله وللإخوة يتقبل هبات الله وأولها الحكمة خلال الروح القدس. ومحبة الله تجعلنا نَحْفَظْ وصاياه. بل إن من له الروح القدس الذي يعطي المحبة لا يحتاج للناموس (غل22:5،23).

وكأن الوصية هي تمتع بسمة داخلية، حياة داخلية يعيشها الإنسان في أعماقه وتُعْلَن خلال إيمانه ومحبته لله ومعاملاته مع الناس. ولأنها حياة داخلية قال السيد من كل قلبك وكل نفسك وكل فكرك أي بكل كيانك ومشاعرك وقلبك.

(مر34:12). المسيح يشجعه ليستمر ليصل للمعرفة الحقيقية ويدخل ملكوت الله فليس كافياً أن يكون المرء ليس بعيداً عن ملكوت الله. بل عليه أن يعرف حاجته للمسيح المخلص. هو ليس بعيداً إذ كان باحثاً عن الحقيقة بصدق مبتعداً عن خبث الفريسيين، وهو فهم الناموس فهماً صحيحاً فبالتالي سيسهل عليه أن يعرف المسيح. فالمسيح غاية الناموس بل أن وصية المحبة هذه يستحيل تنفيذها بدون المسيح، فكيف نحب كل الناس حتى أعدائنا إن لم نكن في المسيح. والسبب بسيط أن الله محبة. فبدون معونة منه لا توجد محبة حقيقية. لذلك فأول ثمار الروح القدس "المحبة". والروح القدس هو الذي يسكب محبة الله فينا (غل22:5،23).



سؤال المسيح الذي لا يرد عليه مت41:22-46 + مر35:12-37 + لو41:20-44

(مت41:22-46): "وفيما كان الفريسيون مجتمعين سألهم يسوع. قائلاً ماذا تظنون في المسيح ابن من هو قالوا له ابن داود. قال لهم فكيف يدعوه داود بالروح رباً قائلاً. قال الرب لربي اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك. فان كان داود يدعوه رباً فكيف يكون ابنه. فلم يستطع أحد أن يجيبه بكلمة ومن ذلك اليوم لم يجسر أحد أن يسأله بتة."

(مر35:12-37): "ثم أجاب يسوع وقال وهو يعلم في الهيكل كيف يقول الكتبة أن المسيح ابن داود. لأن داود نفسه قال بالروح القدس قال الرب لربي اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئا لقدميك. فداود نفسه يدعوه رباً فمن أين هو ابنه وكان الجمع الكثير يسمعه بسرور."

(لو41:20-44): "وقال لهم كيف يقولون إن المسيح ابن داود. وداود نفسه يقول في كتاب المزامير قال الرب لربي اجلس عن يميني. حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك. فإذا داود يدعوه رباً فكيف يكون ابنه."

السيد هنا يفحم اليهود بسؤال تستدعى إجابته إعترافهم بلاهوته كما بناسوته، بهذا السؤال يظهر السيد لاهوته مستخدماً المزمور (110) الذي يعتبره اليهود مزمور خاص بالمسيا. وهم يفهمون أن المسيا لابد أن يكون إبن داود. ونلاحظ أن المسيح قبل هذا اللقب يوم دخوله أورشليم فبالتالي هو يشير لنفسه، ويشير لنفسه أنه إبن داود ورب داود. السيد يسأل ليُعلِّم. والمعنى أن الآب رب داود والإبن أيضاً رب داود وقد رفعه الله الآب وأعطاه إسماً فوق كل إسم في الأعالي وأجلسه عن يمينه ووضع أعداؤه عند موطئ قدميه، بعد أن أكمل الفداء. وكأن السيد يحذرهم من المقاومة، فهو جاء ليخلص لا ليدين، يفتح الباب لقبولهم حتى لا يوجدوا في يوم الرب كأعداء مقاومين. المسيح بهذا السؤال يكشف لهم طريق الخلاص. إجلس عن يميني= أي في ذات مجدي وهذا تم بعد الصعود. أضع أعداءك.. هذا سيتم في المجئ الثاني. لقد إكتفى الفريسيين بأن يعلنوا أن المسيح الآتي سيكون ملكاً يخلصهم من الإستعمار الروماني، أما المسيح هنا فيعلن أنه المسيا، هو الرب السماوي الذي ملكه سماوي. هو أصل وذرية داود (رؤ16:22). ولقد أدرك الكل أن المسيا سيكون إبن داود حتى الأعمى (لو39:18). أمّا ما يثيره المسيح هنا جديداً أنه الرب. الرب= الله الآب. ربي= سيد وإله داود. إذ لا يمكن أن يدعو إنسان إبنه أو حفيده "ربي". المسيح إبن داود بحسب النبوات= (إش6:9،7+ 1:11،2،10+ أر5:23،6+ مز20:89-29)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mifa20014
قلب المنتدى الطيب
mifa20014


انثى
عدد الرسائل : 31565
العمر : 52
يوم الثلاثاء من أحداث أسبوع الآلام 934232433ckv8rv3
تاريخ التسجيل : 08/05/2007

يوم الثلاثاء من أحداث أسبوع الآلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوم الثلاثاء من أحداث أسبوع الآلام   يوم الثلاثاء من أحداث أسبوع الآلام Icon_minitimeالأحد 28 مارس 2010 - 16:09

4- نطق المسيح بالويلات للكتبة والفريسيين

نطق المسيح بالويلات للكتبة والفريسيين مت23 + مر38:12-40 + لو45:20-47

(مر38:12-40): "وقال لهم في تعليمه تحرزوا من الكتبة الذين يرغبون المشي بالطيالسة والتحيات في الأسواق. والمجالس الأولى في المجامع والمتكآت الأولى في الولائم. الذين يأكلون بيوت الأرامل ولعلة يطيلون الصلوات هؤلاء يأخذون دينونة اعظم."

(لو45:20-47): "وفيما كان جميع الشعب يسمعون قال لتلاميذه. أحذروا من الكتبة الذين يرغبون المشي بالطيالسة ويحبون التحيات في الأسواق والمجالس الأولى في المجامع والمتكآت الأولى في الولائم. الذين يأكلون بيوت الأرامل ولعلة يطيلون الصلوات هؤلاء يأخذون دينونة اعظم."

(مت23)

رأينا كيف قاوم الكتبة والفريسيين مع الهيرودسيين والصدوقيين المسيح. والمسيح سبق وعلَّم، وإذ أصَّروا على مقاومتهم سقطوا تحت الويلات كنتيجة طبيعية لحياتهم الشريرة التي قبلوها بإرادتهم، والسيد هنا يظهر ثمار تصرفاتهم ليعطيهم فرصة يراجعون فيها أنفسهم لعلهم يتوبون، ويحذر تلاميذه من أن يصنعوا نفس الشئ. ونلاحظ أن عدد الويلات (8) في مقابل (8) تطويبات بدأ بها المسيح خدمته (مت5) فمن إستمع للسيد يناله التطويب ومن قاوم ورفض تنصب عليه الويلات. ونلاحظ أن هناك تقابل بين كل تطويب وبين كل ويل من الثمانية.



الآيات (1-3): "حينئذ خاطب يسوع الجموع وتلاميذه. قائلاً على كرسي موسى جلس الكتبة والفريسيون. فكل ما قالوا لكم أن تحفظوه فاحفظوه وافعلوه ولكن حسب أعمالهم لا تعملوا لأنهم يقولون ولا يفعلون."

بينما صوب الكتبة والفريسيين سهامهم ضد المسيح نجده في لطف يقول "كل ما قالوا لكم أن تحفظوه فإحفظوه" فهو يحث الشعب على الخضوع لهم، لا من أجل سلوكهم لكن من أجل كرسي موسى الذي جلسوا عليه، ومن أجل ناموس موسى الذي يشرحونه. والمقصود بكرسي موسى الذي جلسوا عليه أنهم تسلموا ناموسه لكي يسجلوه ويقرأوه ويفسروه. وكان من عادتهم أن يقرأوا التوراة من على المنبر كما فعل عزرا. ولكن للأسف كانوا يقدمون تعاليم موسى كوعظ جيد لكنهم لا ينفذونه (وهذا حال بعض الخدام). ونلاحظ أن الله أعطاهم عظات يقدمونها للشعب فكل عطية صالحة هي نازلة من فوق.. (يع17:1) وأن الله أعطاهم هذا كثمرة للكرسي الذي يجلسون عليه. لذلك علينا أن نسمع لمن يجلس على الكرسي فهو يخبرنا بكلام الله، والله يعطيه ليقول لنا. وللأسف فهؤلاء الكتبة والفريسيين لم يستفيدوا حتى مماّ قالوه. لذلك يدعو السيد الشعب أن يسمعوا لهم إذ أن الله أعطاهم ما يقولون، ولكن إذا رأوا في كلامهم ما يناقض الناموس فعليهم أن لا يعملوه فهم بتقليد أبائهم خالفوا الناموس (مت1:15-20+ يو10:5-17). وعلى الشعب أن لا يفعل ما يرونهم يعملونه من شرور. والمسيح أعطانا أن نتمثل ونقتدي بالله لا بإنسان "كونوا كاملين كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل". فلا يصح أن نعمل الخطأ مبررين ذلك بأن هذا أو ذاك مهما كان منصبه يفعل هذا الخطأ.


آية (4): "فأنهم يحزمون أحمالاً ثقيلة عسرة الحمل ويضعونها على أكتاف الناس وهم لا يريدون أن يحركوها بإصبعهم."

الوصية في حد ذاتها ليست صعبة، وذلك لأن الله يعطي معونة على أن ننفذها ولكن لن يدرك هذا إلاّ من حاول تنفيذ الوصية. لذلك فالسيد يقول إحملوا نيري فهو هين وحملي فهو خفيف، والنير هو ما يربط ثورين يجران معاً والمعنى أن السيد يحمل معنا، بل هو يحمل كل شئ. وإذا وقف الإنسان ليحكم على الوصية يتصور أنها ثقيلة جداً، من يقدر أن ينفذها، والسبب أن الله غير مرئي ولكن الحمل مرئي وثقيل. ولكن من يحاول أن يزحزح هذا الحمل حتى بأطراف أصابعه سيجد أن الحمل خفيف فالله هو الذي يحمل عنه. وهؤلاء المعلمون اليهود لم يختبروا هذا ولذلك فهم يتصورون أن الوصايا ثقيلة عسرة ويعلمون الناس هذا، أمّا المعلم المختبر الذي عَرِف معونة الله ولذة الوصية يكون تعليمه مشوقاً للناس لأنه هو نفسه قد إختبر (تث11:30-14).


آية (5): "وكل أعمالهم يعملونها لكي تنظرهم الناس فيعرضون عصائبهم ويعظمون أهداب ثيابهم."

ترك معلمي اليهود الإهتمام بتنفيذ الوصايا إلى الإهتمام بالمظهريات وماذا يقول عنهم الناس. طلبوا الزينة الخارجية التي تخفي حياة داخلية فارغة بلا عمل. وهكذا كل مرائي يهتم بما يجلب له المديح غير مهتم بحقيقة حياته الداخلية وخلاص نفسه. والعصائب= عندما أعطى الله شريعته لموسى أوصى "أربطها علامة على يدك ولتكن عصائب بين عينيك (تث8:6) والمعنى ليكن كل عمل تعمله بيدك هو بحسب وصاياي، وتأملها بعينيك نهاراً وليلاً. ولكن الفريسيين فسروا الوصية حرفياً وكتبوا الوصايا العشر وبعض من كتابات موسى ووضعوها على أربطة صغيرة من الجلد ويطوونها على أياديهم اليمنى وعلى رؤوسهم (يربطونها كما نلبس الساعة الآن) ويربطونها على جباههم، متصورين أنها تعطيهم حماية خاصة، ولم يفهموا أنه يجب حمل الوصية في القلب (هم تعاملوا مع العصائب كما يعمل بعض الجهلة اليوم أحجبة تحميهم) بل صاروا يتنافسون في وضع عصائب أعرض= يعرضون عصائبهم يراهم الناس فيظنوا أنهم متمسكين بالناموس وتنفيذ الوصية أكثر من الجميع. ويعظمون أهداب ثيابهم= الأهداب هي حواشي إسمانجونية في أذيال ثيابهم تنفيذاً لما جاء في (عد38:15،39). وهي تذكرهم بأهمية تنفيذ الوصايا كمن يربط خيطاً على إصبعه ليتذكر شيئاً مهماً. والمقصود بهذا أن يظل لهم الفكر السماوي فاللون الإسمانجوني هو لون أزرق سماوي، وأذيال الثياب تحتك بالأرض عند السير والمقصود أننا في أثناء إحتكاكنا بالعالم يجب أن يكون لنا الفكر السماوي. أمّا هم فطلبوا الكرامة الزمنية. ولنعلم أن كل من يسلك لكي ينظره الناس هو فريسي ينطبق عليه كلام السيد هنا.

الطيالسة (مرقس ولوقا) هي ملابس فضفاضة طويلة تشبه ملابس الملوك ليجذبوا احترام الناس.



الآيات (6،7): "ويحبون المتكأ الأول في الولائم والمجالس الأولى في المجامع. والتحيات في الأسواق وأن يدعوهم الناس سيدي سيدي."

هؤلاء عوضاً أن يقدموا للناس خدمة في محبة مهتمين بالضعيف طلبوا الأماكن الأكثر كرامة. وكانوا يطلبون أن الشعب حين يراهم من مسافة يبدأ الشعب في عمل حركات كلها تواضع أمامهم لإعلان كرامتهم. والمسيح فعل عكس هذا إذ غسل أرجل تلاميذه، هو أتى ليَخْدِمْ لا ليُخْدَمْ.



الآيات (8-12): "وأما انتم فلا تدعوا سيدي لأن معلمكم واحد المسيح وانتم جميعاً اخوة. ولا تدعوا لكم أباً على الأرض لأن أباكم واحد الذي في السماوات. ولا تدعوا معلمين لأن معلمكم واحد المسيح. وأكبركم يكون خادماً لكم. فمن يرفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه يرتفع."

هل يريد السيد أن نكف عن إستخدام الألقاب سيد/ أب/ معلم؟! بالنسبة للأشخاص الروحيين؟ قطعاً لا يمكن أن نفهم هذا بمفهوم حرفي:-

1- بولس دعا نفسه أب (1كو15:4 + فل10،11+ 1يو1:2+ 3يو4). ولكن نفهم من كلام بولس "لإني أنا ولدتكم في المسيح بالإنجيل" معنى الأبوة المطلوبة فخارج المسيح يفقد بولس أبوته، ويفقد الكاهن أبوته، وتصير دعوته أباً إغتصاباً أمّا في المسيح فيحمل أبوة الله لأولاده، يحمل لهم ما هو لله لا ما هو لذاته.

2- بولس دعا نفسه معلم وقال إن الله وضع للكنيسة معلمين (رو7:12+ 2تي11:1) وبنفس المفهوم نقبل المعلم المختفي في الرب. فالمعلم الحقيقي يُعَلِّم لحساب مجد الله.

3- قبل بولس الرسول من سجان فيلبي هو وسيلا قوله يا سيدي (أع30:16) والمهم أنهما لم يهتما باللقب بل بخلاص نفس الرجل وأهل بيته. والله أعطى للقادة الروحيين سلطان بالروح القدس ليدبروا أمور الكنيسة بالمحبة. (فل8،9،19).

4- عندما يكون القائد له حياة روحية لن يهتم باللقب إنما بخلاص النفوس. ولن يكون للألقاب خطورتها على حياته، فشوقه لخلاص كل نفس يملأ قلبه فلا يجد الرياء أو الكبرياء موضعاً فيه، بل تزيده الألقاب إنسحاقاً وإحساساً بالمسئولية. ولا يشعر في نفسه سوى أنه خادم للكل كما قال السيد على نفسه.

5- المسيح لا يقصد إلغاء الألقاب بل أراد أن نلتقي بالقادة الروحيين خلاله شخصياً، ولا نرتبط بهم خلال التملق والمجاملات.

6- إذا فهمنا هذا الكلام حرفياً فهل لا أقول لأبي الجسدي يا أبي وأقول له يا أخي. إعتماداً على قول المسيح هنا "وأنتم جميعاً إخوة". وهل لن يتعارض هذا مع وصية أكرم أباك وأمك.

7- والمسيح يحذر هنا من أن يرتفع القادة ويسعون للعظمة فيسقطون.



آية (13): "لكن ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تغلقون ملكوت السماوات قدام الناس فلا تدخلون انتم ولا تدعون الداخلين يدخلون."

هذا الويل الأول هو في مقابل التطويب الأول "طوبى للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السماوات" أمّا هؤلاء المتكبرين فهم يغلقون ملكوت السموات أمام الناس. هم أغلقوا الباب أمام الناس بكبريائهم وبعدم تنفيذ الوصايا التي يعلمونها لهم، أي بسلوكهم الخاطئ. وكانوا يقدمون مفتاح للكتبة عند قبولهم وظيفتهم. والسيد يقصد أن يقول أنه عوضاً عن أن تفتحوا للناس باب ملكوت السموات بأن تفتحوا عقولهم وقلوبهم فيقبلون الله، فأنتم أغلقتم هذا الباب (لو52:11). ولو كنتم متضعين ومساكين بالروح لكان الروح القدس ملأكم وكان تعليمكم قد فتح لهم ملكوت السموات، ولكم أيضاً.



آية (14): "ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تأكلون بيوت الأرامل ولعلة تطيلون صلواتكم لذلك تأخذون دينونة اعظم."

هم أصبحوا لا يبحثون سوى عن أنفسهم ويجرون وراء الماديات ليس من الأغنياء فقط، بل من بيوت الأرامل (كانوا يصلون ويطيلون صلواتهم في بيت الميت ليأخذوا أجراً كبيراً من أرملته)، هم طلبوا الكرامة أولاً والآن يطلبون الأموال حتى إن صار في هذا ضيق وحزن في بيوت الأرامل والأيتام. ونقارن هذا مع التطويب الثاني "طوبى للحزانى. لأنهم يتعزون". وبينما كان واجب هؤلاء الخدام أن يعزوا الأرامل أكلوا بيوت الأرامل. وبأعمالهم الرديئة هذه اعثروا الناس. في الويل الأول نجدهم متعظمين بمعارفهم وعلمهم فأغلقوا باب المعرفة على الناس. وفي الويل الثاني نجدهم متعظمين بأموالهم فأغلقوا باب التعزية على الناس الحزانى. ونلاحظ أن المسيح لا يهاجم الصلوات الطويلة، بل العلة في إطالة الصلوات.



آية (15): "ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تطوفون البحر والبر لتكسبوا دخيلاً واحداً ومتى حصل تصنعونه ابناً لجهنم اكثر منكم مضاعفاً."

كانوا يتعبون ليكسبوا دخيلاً يدخل للإيمان اليهودي، ولكن هذا الدخيل حينما يدخل ويرى ريائهم، يتعلم هذا الرياء، وهو إذ لم يرى نموذج طيب يحتذى به يرتد لوثنيته ويصبح أسوأ حالاً فهو تعلم ريائهم وصار مرتداً عن الإيمان وقد عاد لقيئه ووثنيته، وهذا حتى إن جاءه رجل فاضل مبارك يدعوه للإيمان بعد ذلك فمن المؤكد أنه سيرفض إذ صار يشك في الجميع وبهذا يصير حاله أردأ ويصير إبناً لجهنم أكثر. وكان اليهود يحاولون زيادة المؤمنين ويطوفون البر والبحر ليأتوا بمؤمنين ليزداد عددهم ويزداد عدد المقاتلين فيرثوا أرض كنعان بل يمتدوا إلى أكثر. والمسيح في التطويب الثالث المقابل لهذا الويل الثالث يقول أن الودعاء هم الذين يرثون الأرض، وليس هؤلاء المتكبرين المتغطرسين المرائين.



الآيات (16-22): "ويل لكم أيها القادة العميان القائلون من حلف بالهيكل فليس بشيء ولكن من حلف بذهب الهيكل يلتزم. أيها الجهال والعميان أيما اعظم الذهب أم الهيكل الذي يقدس الذهب. ومن حلف بالمذبح فليس بشيء ولكن من حلف بالقربان الذي عليه يلتزم. أيها الجهال والعميان أيما أعظم القربان أم المذبح الذي يقدس القربان. فان من حلف بالمذبح فقد حلف به وبكل ما عليه. من حلف بالهيكل فقد حلف به وبالساكن فيه. ومن حلف بالسماء فقد حلف بعرش الله وبالجالس عليه."

يفسد الرياء بصيرة المعلمين فعوض أن يحكموا روحياً في أمور الماديات إذ بهم يحكمون بمنظار مادي حتى في الروحيات. فيرون في ذهب الهيكل أنه أفضل من الهيكل، والقربان أثمن من المذبح. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). فالذي يحلف بالذهب يلتزم بدفع ذهباً لو حنث في قسمه. هذا ليشجعوا الشعب أن يأتوا للهيكل بذهب يستفيدوا هم به. والهيكل مدشن بالزيت المقدس وهو لله لذلك فهو الذي يقدس الذهب. والمذبح كل ما يسمه يكون مقدساً (خر37:29). ومن أقسم بالقربان يلتزم بدفع قرابين. أمّا من يحلف بالمذبح ويحنث في قسمه فلا يشغل قلبهم في شئ. هؤلاء لا يهتمون بمجد الله بل بشبع بطونهم وإمتلاء خزائنهم. والمفهوم طبعاً ما يقدمه السيد هنا أن من يحلف بالمذبح فهو يحلف بكل ما عليه من قرابين وذبائح ونار مقدسة، وفوق الكل بالله. فالمذبح يخص الله نفسه والمفهوم أن كل الأقسام ملزمة ولا معنى لوضع هذه الفروق، وأن كل قسم من أي شخص هو إلتجاء إلى الله. وفي مقابل هؤلاء الجوعى للأمور المادية من ذهب وأموال وكل ما يشبع بطونهم يقدم المسيح التطويب الرابع "طوبى للجياع والعطاش إلى البر لأنهم يشبعون". هذا في مقابل الويل الرابع للجياع للمادة والعالم والغنى والطمع.



الآيات (23،24): "ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تعشرون النعنع والشبث والكمون وتركتم اثقل الناموس الحق والرحمة والإيمان كان ينبغي أن تعملوا هذه ولا تتركوا تلك. أيها القادة العميان الذين يصفون عن البعوضة ويبلعون الجمل."
الويل الخامس لهم إذ هم يظهرون كمدققين للغاية فيعشرون النعناع والشبث والكمون وهي نباتات تزرع بكميات صغيرة في حدائق البيوت. وتدقيقهم هذا هو لصالحهم، فهم يركزون في تعاليمهم على دفع العشور مهما كانت قليلة كالنعنع والشبث والكمون، والمعنى الاهتمام بالعشور كلها لأن هذا سيعود عليهم بالفائدة، فالدقيق هنا في وصية العشور ليس هدفه مجد الله بل مصالحهم الشخصية. وبينما يفعلون هذا أهملوا أهم وصايا الناموس "الحق والرحمة والإيمان" لم يوصوا الشعب بالرحمة تجاه الأرامل والأيتام والفقراء فهذا لن يعود عليهم بمنفعة. ولذلك نجد التطويب الخامس المقابل لهذا الويل الخامس، طوبى للرحماء لأنهم يرحمون.

تعملوا هذه= تدفعون العشور في كل شئ. ولا تتركوا تلك= الرحمة. إذاً ليس معنى كلام المسيح عدم دفع العشور بل الإهتمام بالرحمة. يصفون عن البعوضة= يصفون مشروباتهم لئلا يكون بها بعوضة تنجسها، والبعوضة هي أصغر الحشرات النجسة أي التدقيق في الأمور الصغيرة. ويبلعون الجمل= الجمل هو من الحيوانات النجسة وهو أكبرها والحيوانات النجسة تشير للخطايا. والمقصود أنهم يقبلون أعظم الخطايا إن كان في هذا مصلحة لهم. أيها القادة العميان= هم رأوا البعوضة ولكنهم لم يروا الجمل. وهم كان السيد المسيح أمامهم وبسبب بصيرتهم العمياء وحسدهم وطمعهم لم يروه ولا عرفوه بل صلبوه، لقد أظلم الرياء وحرفية العبادة عيون قلوبهم.



الآيات (25،26): "ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تنقون خارج الكأس والصحفة وهما من داخل مملوءان اختطافاً ودعارة. أيها الفريسي الأعمى نق أولاً داخل الكأس والصحفة لكي يكون خارجهما أيضاً نقياً."

هنا يلومهم السيد أنهم يتمسكون بمظهر التقوى مثل كأس أو صحفة ينظفانها من الخارج دون الداخل، والمقصود الممارسات الطقسية التي بلا روح وبلا توبة وبلا محاولة لتطهير القلب. هؤلاء يطهرون الجسد ولا يهتمون بقلوبهم. ومن الخطر أن يهتم أحد بشكليات العبادة الخارجية دون أن يلتقي بالسيد المسيح نفسه جوهر عبادتنا وهو الذي يطهرنا حقيقة. وفي مقابل هذا الويل السادس نجد التطويب السادس "طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله" أمّا هؤلاء فلم يروا الله ولا عرفوه.



الآيات (27،28): "ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تشبهون قبوراً مبيضة تظهر من خارج جميلة وهي من داخل مملوءة عظام أموات وكل نجاسة. هكذا أنتم أيضاً من خارج تظهرون للناس أبراراً ولكنكم من داخل مشحونون رياء وإثماً."

كان لليهود عادة أن يغسلوا القبور قبل الفصح أولاً للزينة وثانياً حتى لا يحتك بها المارة فيتنجسون، وكانوا يدهنوها باللون الأبيض لتصير واضحة (راجع عد16:19). هنا يشرح السيد أن هؤلاء المظهريين صاروا أمواتاً. فكل من لا يتطهر من خطاياه تقتله الخطية "لك إسم إنك حي وأنت ميت" (رؤ1:3) والعكس فمن يقدم توبة كالإبن الضال يحيا "إبني هذا كان ميتاً فعاش". من يهتم بالظاهر والداخل ميت يكون كالقبر المبيض من الخارج له إسم أنه حي، والناس يمدحونه. بينما داخله ميتاً والله هو الذي يري الداخل (رؤ18:2،23). وفي مقابل هذا الويل نجد التطويب السابع "طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله". الإبن الضال بتوبته عاد لحضن أبيه فحصل على الحياة وصار إبناً لله.



الآيات (29-36): "ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تبنون قبور الأنبياء وتزينون مدافن الصديقين. وتقولون لو كنا في أيام آبائنا لما شاركناهم في دم الأنبياء. فانتم تشهدون على أنفسكم أنكم أبناء قتلة الأنبياء. فإملأوا انتم مكيال آبائكم. أيها الحيات أولاد الأفاعي كيف تهربون من دينونة جهنم. لذلك ها أنا أرسل إليكم أنبياء وحكماء وكتبة فمنهم تقتلون وتصلبون ومنهم تجلدون في مجامعكم وتطردون من مدينة إلى مدينة. لكي يأتي عليكم كل دم زكي سفك على الأرض من دم هابيل الصديق إلى دم زكريا بن برخيا الذي قتلتموه بين الهيكل والمذبح. الحق أقول لكم إن هذا كله يأتي على هذا الجيل."

ببنائهم لقبور الأنبياء فهم يشهدون أن أباءهم قتلة الأنبياء، وها هم يكملون مكيال أبائهم بتدبيرهم المؤامرات لقتل المسيح. وكان الأهم من بناء قبور للأنبياء أنهم يحفظون أقوالهم ويفهمونها، ولو كانوا قد فعلوا لعرفوا المسيح إذ هو هدف النبوات (رؤ10:19) "فإن شهادة يسوع هي روح النبوة". ونلاحظ تصاعد الخطايا فأولاً هم تكبروا وتعظموا (الويل الأول) ثم صاروا جشعين يأكلون أموال الأرامل (الويل الثاني) ثم صاروا سبب عثرة بريائهم للدخلاء (الويل الثالث) ثم إهتمامهم الكامل بالماديات حتى أنهم شوهوا التعاليم الروحية (الويل الرابع) ثم في سبيل إمتلاء بطونهم إهتموا بوصية العشور لأنهم يكسبون منها وسكتوا عن الخطايا الكبيرة التي كالجمل (الويل الخامس) ثم ريائهم (الويل السادس) وأخيراً وصلوا لحالة الموت الداخلي (الويل السابع) وماذا بعد ذلك إلاّ أنهم يقاومون الحق ويهدرون ويسفكون دماء الأبرياء وعلى رأسهم السيد المسيح (الويل الثامن) وفي مقابل هذا الويل نجد التطويب الثامن.. طوبى لكم إذا طردوكم وعيرَّوكم .. فإنهم هكذا طرودا الأنبياء الذين قبلكم. وهل نفلت من نار جهنم لو فقدنا التقوى الحقيقية. أيها الحيات= فالحيات تقتل حتى من لا يؤذيها وهي تزحف على الأرض إشارة للأفكار الأرضية فهو صلبوا المسيح وإضطهدوا تلاميذه. أولاد الأفاعي= فأبائهم أيضاً قتلوا الأنبياء.

ولنلاحظ أن كل إنسان مسئول عن نفسه، وهم غير مسئولين عن خطايا أبائهم، لكنهم إذ يعملون نفس الشئ= فإملأوا أنتم مكيال أبائكم، وهم ملأوه بشرورهم ثم بقتلهم للمسيح، هنا تأتي عليهم العقوبة وهي دينونة جهنم. والمسيح يخبرهم بأنه سيرسل لهم تلاميذه= أرسل إليكم أنبياء وحكماء.. ويتنبأ لهم بأنهم سيضطهدونهم= فمنهم تقتلون وتصلبون يا لمحبتك يا رب فقبل أن يعاقب وتخرب أورشليم يعطيهم فرصة أخيرة. وبسبب إستمرارهم في خطايا أبائهم سيعاقبون لأنهم لم يتعظوا بما حدث لأبائهم من مصائب بسبب خطاياهم. لذلك فعقوبة هؤلاء الأبناء أعظم= يأتي عليكم كل دم= أي عقوبة مضاعفة وهذا ما حدث في خراب أورشليم.


من هو زكريا بن برخيا: هناك 3 آراء:

1. هو زكريا النبي فإسمه فعلاً زكريا بن برخيا (زك1:1). ولكن الكتاب لم يذكر شيئاً عن أن دمه سفك بين الهيكل والمذبح.

2. هو أبو يوحنا المعمدان الذي إذ أتى إليه جنود هيرودس ليأخذوا يوحنا الطفل ليذبحوه، ذهب به للمذبح وقال من حيث أخذته أعيده. فخطفه ملاك الرب إلى البرية فقتل الجند زكريا.

3. إنه زكريا الذي قتله يوآش ملك يهوذا كما جاء في (2أي21:24). ولكن إسم أبيه يهوياداع. ويرى القديس جيروم أن برخيا تعني بركة ويهوياداع تعني قداسة. وأن الشخص يحمل الإسمين. وهذا هو الرأي الأصوب. فالمسيح ذكر هابيل كأول شهيد يذكر في الكتاب المقدس بسبب بره. وزكريا هو آخر شهيد يذكر في الكتاب المقدس، في العهد القديم (ونلاحظ أن الكتاب المقدس اليهودي ينتهي بسفري أخبار الأيام.) ويكون قصد المسيح أنهم يتحملون دم كل الشهداء الأبرياء الذين إحتواهم الكتاب المقدس، فهم أشر من أبائهم لقتلهم المسيح.

الحق أقول لكم إن هذا كلّه يأتي على هذا الجيل= وفعلاً فخراب أورشليم على يد تيطس الروماني سنة 70م تم بعد كلام السيد المسيح بحوالي 37سنة.



الآيات (37-39): "يا أورشليم يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها كم مرة أردت أن اجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا. هوذا بيتكم يترك لكم خراباً. لأني أقول لكم إنكم لا ترونني من الآن حتى تقولوا مبارك الآتي باسم الرب."

كم مرة أردت .. ولم تريدوا= لنلاحظ أن إرادتي يمكنها أن تعطل إرادة الله في أمر خلاص نفسي. فالله يريد أن الجميع يخلصون.. (1تي4:2). لذلك قال القديس أغسطينوس (الله الذي خلقك بدونك لا يستطيع أن يخلصك بدونك). والمسيح بكى على أورشليم إذ رأى مستقبلها وما سيحدث لها (لو42:19-44) ويبكي على كل نفس ترفضه لأنها ستهلك ويحاصرها الأعداء ويخربونها. هو أتى لأورشليم عارضاً رحمته وحمايته فرفضوه، فَخَرِبوا، وهو عارِضْ حمايته ورحمته لكل نفس ومن يرفض سيخرب. يبدأ بالتعليم والتطويب ومن يرفض تنصب عليه الويلات. هوذا بيتكم يترك لكم خراباً= لقد خرب الهيكل فعلاً وكل أورشليم وسيظل خرباً للنهاية وحتى يؤمنوا بالمسيح ويقولون مبارك الآتي بإسم الرب. النداء الذي رفضه اليهود يوم أحد الشعانين وجن جنونهم بسببه. وسيكون إيمان اليهود علامة نهاية الأيام. والسيد هنا يشبه نفسه بالدجاجة التي تحتضن بيضها حتى يفقس وتخرج الفراخ للحياة، فهو يريد الحياة لهذا الشعب، ولكن بإختيارهم. إنكم لا ترونني من الآن حتى.. تنطبق على كل منّا، فكل من يسبح الله يراه ويعرفه. ولكنها نبوة عن نهاية الأيام ومجيء المسيح الثاني. ولنلاحظ أن البيت تحول خراباً لأن الله تركه بسبب خطاياهم وهكذا كل نفس تخرب إذا إنغمست في الخطية والعكس إن تابت يعود لها الله وتراه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mifa20014
قلب المنتدى الطيب
mifa20014


انثى
عدد الرسائل : 31565
العمر : 52
يوم الثلاثاء من أحداث أسبوع الآلام 934232433ckv8rv3
تاريخ التسجيل : 08/05/2007

يوم الثلاثاء من أحداث أسبوع الآلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوم الثلاثاء من أحداث أسبوع الآلام   يوم الثلاثاء من أحداث أسبوع الآلام Icon_minitimeالأحد 28 مارس 2010 - 16:10

5- فلسا الأرملة الفقيرة، رفض اليهود للمسيح

فلسا الأرملة الفقيرة مر41:12-44 + لو1:21-4

(مر41:12-44): "وجلس يسوع تجاه الخزانة ونظر كيف يلقي الجمع نحاساً في الخزانة كان أغنياء كثيرون يلقون كثيراً. فجاءت أرملة فقيرة وألقت فلسين قيمتهما ربع. فدعا تلاميذه وقال لهم الحق أقول لكم أن هذه الأرملة الفقيرة قد ألقت اكثر من جميع الذين القوا في الخزانة. لأن الجميع من فضلتهم القوا وأما هذه فمن أعوازها ألقت كل ما عندها كل معيشتها."

(لو1:21-4): "وتطلع فرأى الأغنياء يلقون قرابينهم في الخزانة. ورأى أيضاً أرملة مسكينة ألقت هناك فلسين. فقال بالحق أقول لكم إن هذه الأرملة الفقيرة ألقت اكثر من الجميع. لأن هؤلاء من فضلتهم القوا في قرابين الله وأما هذه فمن أعوازها ألقت كل المعيشة التي لها."

· هذه القصة تأتي بعد الويلات للفريسيين والكتبة فهم لهم الويل إذ أن قلبهم مملوء رياء بالرغم من كل معرفتهم بالكتاب والعلوم الدينية، أمّا هذه المرأة فهي غالباً لا تعرف شئ لكن قلبها مملوء حباً. هم أغنياء جشعين يأكلون أموال الأرامل وهي تعطي من أعوازها. هم يطالبون الآخرين بالعطاء ليغتنوا هم. وهي تعطي وهي الفقيرة. هنا مقارنة بين المرأة ومعلمى الشعب.

· وهذه القصة تأتي كمقدمة للعلامات التي سيعطيها المسيح فوراً لتلاميذه عن الأيام الأخيرة وإنقضاء الدهر، حتى لا ننشغل بحساب الأيام، ومتى ستأتي هذه الساعة بل تنشغل قلوبنا فنقول مع يوحنا "تعال أيها الرب يسوع". فنترقب مجيئه بشوق وليس بخوف.

· المسيح لا ينظر كم نعطي فهو غني لا يحتاج لأموالنا، ولكنه ينظر إلى كيف نعطي= نظر كيف يلقي= فالله يريد مشاعر الحب والعطف والبذل فهناك من يعطي بتذمر أو إكراه أو بتفاخر. ولاحظ أن ما قدمته المرأة يساوي مليماً فالله يهتم بكيف لا كم أعطينا. وهذا ما وجده في هذه المرأة. الله فاحص القلوب والكلي ينظر لحال القلب والدوافع والطريقة التي نتصرف بها. وبهذا فإن العطاء هو عطاء القلب الداخلي. فالمرأة كان مالها قليل وحبها عظيم.

· كانت فوهة الخزانة على شكل بوق حتى ترن العملات لدى دخولها ويعلو الصوت كلما ثقلت العملة.



رفض اليهود للمسيح يو37:12-50

الآيات (37-41): "ومع انه كان قد صنع أمامهم آيات هذا عددها لم يؤمنوا به. ليتم قول أشعياء النبي الذي قاله يا رب من صدق خبرنا ولمن إستعلنت ذراع الرب. لهذا لم يقدروا أن يؤمنوا لأن أشعياء قال أيضاً. قد أعمى عيونهم واغلظ قلوبهم لئلا يبصروا بعيونهم ويشعروا بقلوبهم ويرجعوا فاشفيهم. قال أشعياء هذا حين رأى مجده وتكلم عنه."

نرى هنا عدم إيمان اليهود بالرغم من كل ما عمله المسيح أمامهم. بل كل ما عمله كان تصديقاً للنبوات، ولو إهتم هؤلاء العلماء الدارسين أن يفهموا، لو إهتموا بالبحث عن الحقيقة لرأوها مجسده أمامهم. من صدق خبرنا= من صدق كلام المسيح (الإنجيل). وللآن فهناك من لا يصدق حتى من المسيحيين، فمن يصدق لابد أن يتوب وتتغير حياته. ولكنهم لأنهم لم يبحثوا عن الحق فقد عميت عيونهم. وحتى هذا تنبأ عنه إشعياء. فهم الذين أعموا عيونهم لأنهم لا يريدون. هم بحثوا عن أنفسهم لا عن الله لذلك لم يجدوا الله بينما كان هو أمامهم. وكون إشعياء يعلن هذا، فهذا يشير إلى أن كل شئ يتم بحسب تدبير الله، ليس بقوتهم ولا مؤامراتهم صلبوا المسيح، بل بسماح من الله. (يو11:19). إشعياء قال هذا حين رأي مجده= ويوحنا يقصد بهذا ما قصده إشعياء.. أبعد ما رأى اليهود كل هذا المجد للمسيح لم يؤمنوا. لمن إستعلنت ذراع الرب= ذراع الرب إشارة للمسيح المتجسد (إش9:51+ 1:53+ أش9:52،10). فالمسيح ظهر في الجسد، وأظهر بأعماله وأقواله محبة الله، ولكن أشعياء يتعجب، لمن حدث هذا؟ لليهود الذين رفضوه وصلبوه، لقد تحققت نبوة إشعياء. ولكن عدم إيمانهم لم يوقف تدبير الخلاص بل صار عثرة لهم وحدهم، وإستعلنت ذراع الرب للأمم. لم يقدروا أن يؤمنوا= ليس لأن الإيمان صعب. لكنهم لم يريدوا. حين رأي مجده= في أش (6) رأى أشعياء مجد الله، وهنا يوحنا ينسب هذا المجد للمسيح. وبهذا نفهم أن المسيح هو رب المجد. أعمى عيونهم= أي سمح بأن يغمضوا عيونهم عن الحق وذلك لشرهم. الله يحاول مع الإنسان لكي يؤمن فإذا عاند الإنسان فالله يترك الإنسان ويكف عن محاولاته معه فيقال أن الله قسى قلب الإنسان أو أن الله أعمى عينيه وهذا ما حدث مع فرعون. إذاً الله تركهم لقساوة قلوبهم ولم تساندهم نعمته ومع قساوة قلوبهم فالله لم يتوقف عن خلاص البشرية.



الآيات (42،43): "ولكن مع ذلك آمن به كثيرون من الرؤساء أيضاً غير انهم لسبب الفريسيين لم يعترفوا به لئلا يصيروا خارج المجمع. لأنهم احبوا مجد الناس اكثر من مجد الله."

الإيمان بلا إعتراف يساوي عدمه، فسبب عدم الإعتراف هو الخوف على ضياع مراكزهم كأعضاء في مجمع السنهدريم وهذه لها كرامة عظيمة عند اليهود، وكيف يكون الله في مرتبة أقل من مراكزهم. والكتاب ذكر إثنين من الذين آمنوا من الشيوخ وهم نيقوديموس ويوسف الرامي وهؤلاء كانوا يأتون للسيد ليلاً حتى لا يراهم أحد، لكنهما أظهرا شجاعة ما بعدها شجاعة عند موته وجاهرا بإيمانهما غير مبالين بأي خطر (مت57:27+ لو50:23،51+ يو1:3،2+ يو22:9).

هذه الآيات يذكرها يوحنا هنا لنرى فيها:

مقام المؤمن 44-46

مقام غير المؤمن 47-48

مقام كلام المسيح 48-50

وهذه مبادئ ذكرها المسيح ونادى بها من قبل ويسجلها يوحنا هنا كتعليق على عدم إيمان اليهود بالمسيح بعد أن أنهى المسيح تعليمه للجموع ولليهود. فإبتداء من إصحاح (13) ينفرد المسيح بتلاميذه في أحاديث خاصة وتعليم لهم وحدهم وصلاته الشفاعية يوم الخميس. ولكن لم يَعُدُ المسيح بعد هذه الكلمات يتكلم مع الفريسيين أو الشعب. لذلك يضع يوحنا هذه الآيات كختام بمعنى أن المسيح صنع لهم كل شئ وأراهم كل شئ. وكل إنسان حر أن يقبل أو يرفض. وهذه تشبه ما قيل في (رؤ11:22) من يظلم فليظلم بعد ومن هو نجس فليتنجس بعد ومن هو بار فليتبرر بعد.



الآيات (44،45): "فنادى يسوع وقال الذي يؤمن بي ليس يؤمن بي بل بالذي أرسلني. والذي يراني يرى الذي أرسلني."

نادى= أي بصوت عالٍ إظهاراً لغيرته الشديدة على خلاصهم. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). الذي يؤمن بي= هذا تعليق على من آمن وأعلن إيمانه جهاراً، وعلى من آمن من الرؤساء والشيوخ وأخفى إيمانه، وعلى من رفضوا الإيمان تماماً (آيات 40،42). والذي يراني= يراني بحسب الحقيقة ويعرف مجدي السماوي. العين المفتوحة هنا هي درجة أعلى من الإيمان، وتحتاج لإعلان بالروح القدس. ونرى هنا أن المسيح لا يفصل بين الإيمان بالآب والإيمان به فهما جوهر إلهي واحد. وتأكيد المسيح الدائم أنه مرسل من الآب هو تأكيد على هذه الوحدة مع أبيه السماوي لذلك فمن يراه يرى الآب. من يرى يسوع (ليس بشكله البشري) بل رؤية إيمانية سيرى كل ما يمكن إدراكه عن الآب.

تعليق: 1) الروح ينير قلب الإنسان فيرى ما لا يُرى. يرى بعيني قلبه، بحواسه الداخلية. كما نطق بطرس "أنت هو المسيح إبن الله الحي".

2) نحن نصل للآب عن طريق الإبن، والآب يصل لنا عن طريق الإبن.

آية (46): "أنا قد جئت نوراً إلى العالم حتى كل من يؤمن بي لا يمكث في الظلمة."

نوراً= قبل المسيح كان العالم في ظلمة لا يدرك الله ولا يراه ولا يعرفه. ومجيء المسيح بدد الظلمة بنوره. لكن لا ينتفع بهذا النور سوى من يؤمن بالمسيح.هو الحق المدرك الكامل. والمسيح جاء ليستعلن ذات الله المخفية في شخصه. والخطية أظلمت عيوننا فما عدنا نرى الله. والإيمان بالمسيح يعيدنا إلى الحالة الأولى، لنا عيون تبصر الله وتراه كما كان آدم في الجنة، وهذا عكس ما قيل في آية (40) قد أعمى عيونهم بسبب عدم إيمانهم (آية39). هذه الآية توضيح لما سبق، فمن يقبل المسيح، ينير له المسيح قلبه فيعرف الآب. وبدون المسيح فالإنسان يعيش في ظلام فلا يعرف الله ولا الطريق ولا الحق ولا المستقبل.

آية (47): "وإن سمع أحد كلامي ولم يؤمن فأنا لا أدينه لأني لم آت لأدين العالم بل لأخلص العالم."

المسيح في مجيئه الأول أتى ليخلص لا ليدين، أتي ليدعو الجميع للإيمان، ومن يرفض لن يُدان الآن (يو17:3). وهذا ما نراه فكثيرين من الملحدين يهاجمون الله والمسيح، ولا يعاقبهم الله. والدعوة معروضة أمامهم حتى آخر يوم في حياتهم. هذا الزمان هو زمان الرحمة وليس الدينونة. سمع= سمع وينفذ.



الآيات (48-50): "من رذلني ولم يقبل كلامي فله من يدينه الكلام الذي تكلمت به هو يدينه في اليوم الأخير. لأني لم أتكلم من نفسي لكن الآب الذي أرسلني هو أعطاني وصية ماذا أقول وبماذا أتكلم. وأنا اعلم أن وصيته هي حياة أبدية فما أتكلم أنا به فكما قال لي الآب هكذا أتكلم."
الكلام الذي تكلمت به هو يدينه= كلام الله هو سيف ذو حدين (عب12:4) الحد الأول يطهر وينقي ويقطع الخطية من داخلنا لنولد من جديد (1بط23:1) ومن يرفض فالحد الثاني يدين به المسيح هذا الشخص، وبه يحاربه (رؤ13:2). من يرفض كلام المسيح وكلام المسيح حياة. إذاً هو يرفض الحياة. إذاً هو وقع تحت الدينونة. هو وضع نفسه بنفسه تحت الدينونة. فكلام المسيح نور وسيميز البار من الشرير (يو19:3،20) إذاً المسيح بسلطان كلمته يحيي ويقدس ويطهر وأيضاً يميت. فالكلمة التي لها قوة الخلاص لها أيضاً قوة الدينونة وهذا يتطابق مع (تث18:18،19)، فمن لا يسمع كلام المسيح ويؤمن به يدينه الآب. فكلمات المسيح ستقف شاهداً ضد من يستهين بها. المسيح الآن لا يدين أحداً، فهو ما جاء ليدين. لكن من يرفضه وضع نفسه خارج دائرة الرحمة. وسيدان في الأبدية إذ تقف كلمات المسيح شاهدة عليه أنه رفض الرحمة= من رذلني= أي رفض أن يؤمن بي. لم يقبل كلامي= لم يقبل تعليمي، فكلام المسيح وتعليمه هو الحق وهو نفسه كلام الآب. وهذا الكلام لا يزول، ومن يقبله يحيا ومن لا يقبله يدان. فالدينونة ليست أن نقف في محاكمة أمام الله، بل أن كلام المسيح حق سيواجه ضمير الإنسان ويحكم عليه. كل واحد سيدان من الحق الذي سمعه في يوم من الأيام "ضمائرهم مشتكية" (رو15:2). وصيته حياة أبدية= هي في ذاتها حياة. أي حين تقبل وصية المسيح تأخذ حياة في داخلك.

ونفهم من كلام المسيح هنا أن كلامه هو نفسه كلام الآب فهما واحد. لذلك فكل من لا يؤمن بالمسيح وبكلامه سيبرهن أنه غير مستحق للغفران والخلاص الذي أتى لأجلهما المسيح. وبالتالي لا يستحق الحياة الأبدية. فهدف وصايا المسيح وتجسد المسيح أن يعطينا حياة أبدية. وخلاصة كلام المسيح هنا أنه هو الله الظاهر في الجسد ومن يؤمن به ينال حياة ابدية، ووصايا الآب التي هي وصاياه من يطيعها تكون له الحياة الأبدية.

فما أتكلم أنا به فكما قال لي الآب هكذا أتكلم= هذا نفس ما قاله موسى (تث18:18،19). وقال لي الآب هذه تعني أنه، لأن الآب والإبن واحد فالمعرفة متطابقة والإرادة واحدة، ولكن ما يريده الآب يعلنه الإبن وينف
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mifa20014
قلب المنتدى الطيب
mifa20014


انثى
عدد الرسائل : 31565
العمر : 52
يوم الثلاثاء من أحداث أسبوع الآلام 934232433ckv8rv3
تاريخ التسجيل : 08/05/2007

يوم الثلاثاء من أحداث أسبوع الآلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوم الثلاثاء من أحداث أسبوع الآلام   يوم الثلاثاء من أحداث أسبوع الآلام Icon_minitimeالأحد 28 مارس 2010 - 16:11

6- خطاب المسيح عن خراب أورشليم وانقضاء الدهر

خطاب المسيح عن خراب أورشليم وإنقضاء الدهر مت24 + مر13 + لو5:21-38

(مت24)
الآيات (1،2): "ثم خرج يسوع ومضى من الهيكل فتقدم تلاميذه لكي يروه أبنية الهيكل. فقال لهم يسوع أما تنظرون جميع هذه الحق أقول لكم انه لا يترك ههنا حجر على حجر لا ينقض."

ثم خرج يسوع ومضى من الهيكل= هو خرج من الهيكل ليتركه لهم خراباً إذ هم نجسوه. وبعد أن أصدر حكمه المخيف بالويلات عليهم (ص23). وكان اليهود يفتخرون بجمال الهيكل= فتقدم تلاميذه لكي يروه أبنية الهيكل. ولكن ما قيمة جمال المباني والرب قد خرج. وبنفس المفهوم تكلم حزقيال قبل خراب الهيكل الأول على يد نبوخذ نصًّر (حز18:10،19+ 22:11،23). وهكذا هيكل الجسد إن فارقه روح الرب يباغته روح نجس (1صم14:16) لذلك نصلي "روحك القدوس لا تنزعه مني" (مز11:51) فنحن هيكل الله والروح القدس يسكن فينا (1كو16:3). وكان اليهود يتطلعون للهيكل بكونه علامة ملكهم، وعظمة أبنيته علامة عظمتهم، لهذا أراد التلاميذ بفخر أن يُروا السيد عظمة الهيكل. ولكن السيد تنبأ لهم بأن لا يترك ههنا حجر على حجر لا ينقض. وكان هذا لأن اليهود إهتموا بعظمة الهيكل الخارجية وتركوا تطهير قلوبهم (أر4:7). وكان هدم الهيكل القديم إعلاناً لبدء بناء الهيكل الجديد أي الكنيسة (أر10:1). وهذا ما يعمله الروح القدس في سر المعمودية أنه يحطم الإنسان العتيق ليقيم فينا الإنسان الجديد الذي هو على صورة خالقنا. وكان الهيكل عظيماً بالفعل، فالهيكل نفسه كان صغيراً، أمّا صالاته وأروقته وأبراجه التي كانت تحيط به جعلته من أعظم المباني الفخمة في العالم. إستخدمت فيه حجارة يزيد طولها على 20قدم. وصفوف أعمدته التي قطعت من الرخام المجزع يتكون كل منها من قطعة واحدة طول كل منها أكبر من 37قدم في إرتفاعها. له ثمانية أبواب بعضها مطلي بالذهب والبعض الآخر بالفضة. والتاسع وإسمه باب الجميل مغطى بالنحاس الجميل بصورة مدهشة. وكل هذا الجمال حطَّمه تيطس سنة 70م. ثم أراد يوليانوس الجاحد أن ينقض هذه النبوة فرفع الأساس القديم وأحضر مواد بناء جديدة فخرجت نار وإلتهمت الكل فكان أن يوليانوس تمم النبوة بالأكثر إذ رفع الأساس.

آية (3): "وفيما هو جالس على جبل الزيتون تقدم إليه التلاميذ على انفراد قائلين قل لنا متى يكون هذا وما هي علامة مجيئك وانقضاء الدهر."

من على جبل الزيتون يظهر الهيكل واضحاً. والتلاميذ في إعجاب أشاروا للسيد عليه، فقال لهم أنه سيخرب. أخطأ التلاميذ إذ ظنوا أن خراب الهيكل هو علامة على نهاية العالم. ولم يفهموا أنه لابد ويخرب علامة على إنتهاء العهد اليهودي وأنه يبطل لتبدأ الكنيسة. وكان لابد لقيام الكنيسة أن يقوم المسيح، ولكي يقوم المسيح لابد وأن يموت أي يُهدم هيكله الجسدي (يو18:2-21). ولقد عبر التلاميذ بسؤالهم عما يدور في أذهان كل البشر عن إشتياقهم لمعرفة المستقبل. ولكن السيد لم يحدد أزمنة مكتفياً بتقديم العلامات حتى لا يخدعهم المسحاء الكذبة. وما هي علامة مجيئك وإنقضاء الدهر= التلاميذ كانوا مقتنعين أن يسوع هو المسيا، وكانوا متوقعين مجده المستقبل في نهاية العالم ليُدْخِل العصر المسياني الأبدي.

تصف النبوات عادة حادثاً قريباً وترمز بهذا الوصف إلى أحداث بعيدة وهكذا جاءت نبوات المسيح هنا لتصف خراب أورشليم على يد تيطس وفي نفس الوقت تشير لأحداث بعيدة أي نهاية العالم. والرب تنبأ عن كلاهما فإمتزجت النبوتان. خصوصاً أن سؤال التلاميذ كان خطأ فهم سألوا عن علامات خراب الهيكل ونهاية العالم وكان إعتقادهم الخاطئ أن الحدثين هم حدث واحد ولذلك جاءت نبوات المسيح هنا بطريقة مدهشة لكلا الحدثين فهي متفقة مع خراب أورشليم القريب ومع أحداث نهاية العالم في المستقبل البعيد. لذلك علينا أن نفهم كيف نطبق النبوة في كل حدث.

الآيات (4،5): "فأجاب يسوع وقال لهم انظروا لا يضلكم أحد. فإن كثيرين سيأتون باسمي قائلين أنا هو المسيح ويضلون كثيرين."

العلامة الأولى:- وهي قيام المضلين والمسحاء الكذبة. فاليهود رفضوا المسيح الحقيقي، وكانوا في إنتظار مسيح آخر، وهذا دفع البعض أن يدعوا أنهم هم المسيح ويخدعوا الناس بعجائب كاذبة كما فعل سيمون الساحر، وهذا حدث فعلاً قبل خراب الهيكل وسيتكرر في نهاية الأيام.

الآيات (6-8): "وسوف تسمعون بحروب وأخبار حروب انظروا لا ترتاعوا لأنه لابد أن تكون هذه كلها ولكن ليس المنتهى بعد. لأنه تقوم أمة على أمة ومملكة على مملكة وتكون مجاعات وأوبئة وزلازل في أماكن. ولكن هذه كلها مبتدأ الأوجاع."

العلامة الثانية والثالثة:- حروب/ مجاعات وأوبئة وزلازل. لا عجب أن يسبق مجيء المسيح كل هذه الآلام فعدو الخير كلما يدرك أن الرب قد إقترب مجيئه تزداد حربه ضد المؤمنين لكي يقتنص منهم بقدر ما يستطيع، ولهذا يطلب المسيح أن نسهر فنزداد قوة على إحتمال هذه الآلام. فهدف الحروب والأوبئة.. الخ هو إثارة رعب المؤمنين فيرتبكون خائفين على حياتهم الزمنية ولكن من يرتبك يخسر أفراحه خاصة الفرح بمجيء المسيح والمجد المنتظر. وهذا ما حدث قبل خراب أورشليم أيضاً أن كانت هناك حروب كثيرة وأخبار حروب.

الآيات (9،10): "حينئذ يسلمونكم إلى ضيق ويقتلونكم وتكونون مبغضين من جميع الأمم لأجل اسمي. وحينئذ يعثر كثيرون ويسلمون بعضهم بعضاً ويبغضون بعضهم بعضاً."

العلامة الرابعة:- الحرب التالية التي سيثيرها عدو الخير هي الإضطهاد لأولاد الله، فيرتد كثيرين من الذين كانت علاقتهم بالله علاقة سطحية بلا عمق مثل النباتات التي بلا جذور هذه تحترق من الشمس إذ لا تجد ماءً يرويها فهي بلا جذور عميقة، ومن لهم عمق في حياتهم الروحية يعطيهم الروح القدس التعزية. والمرتدون من المؤمنين يسلمون إخوتهم المؤمنين، ربما من خوفهم وربما غيرة وحسد. وربما لنقص المحبة في تلك الأيام. وربما من كثرة الضيقات مع عدم وجود تعزية (للأشرار) ما عاد أحد يحتمل إخوته.

الآيات (11،14): "ويقوم أنبياء كذبة كثيرون ويضلون كثيرين. ولكثرة الإثم تبرد محبة الكثيرين. ولكن الذي يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص. ويكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الأمم ثم يأتي المنتهى."

العلامة الخامسة والسادسة:- لقد بدأ عدو الخير بخلق جو عام قابض من حروب وزلازل..الخ ليسحب المؤمن من الحياة الداخلية العميقة ثم يصوب إليه حرباً شخصية من إضطهاد لأجل المسيح ثم نجد هنا الهجوم على الإيمان والعقيدة لتنحرف بعيداً عن مسار الملكوت. مثل ظهور أنبياء كذبة كما حدث فعلاً بعد صعود المسيح وحتى خراب أورشليم فقد ظهر مسحاء كذبة كثيرين جمعوا حولهم أتباعاً كثيرين. وفي أيامنا الأخيرة ظهرت مئات البدع والفلسفات الملحدة المضللة التي تشكك في الله، بل وفلسفات تتستر تحت رداء الدين. وثمار هذه الفلسفات والبدع الإرتداد والفتور وتبرد محبة الكثيرين. ولقد تعاظم الشر قبل خراب أورشليم وزادت جاذبية الشر ممّا أضعف إحتمال الكثيرين عن إحتمالهم للإستشهاد. إذاً فالعلامة السادسة هي الإرتداد والفتور أمّا السابعة أن تصل الشهادة للجميع. وقبل خراب أورشليم كان التلاميذ قد وصلوا فعلاً إلى غالبية العالم المعروف.

آية (15): "فمتى نظرتم رجسة الخراب التي قال عنها دانيال النبي قائمة في المكان المقدس ليفهم القارئ."

في العبارات السابقة حدثنا السيد عن نهاية الهيكل وخراب أورشليم بطريقة خفية، أما هنا فيتحدث علانية. والمسيح هنا يدعوهم لقراءة سفر دانيال (27:9+ 11:12). ليتأكدوا من توقف الذبيحة وبالتالي من خراب الهيكل. رجسة الخراب= هناك عدة آراء بخصوصها:-

1. تشير للجيوش الرومانية الجبارة ومعها أصنامها التي أحاطت بأورشليم لتخربها وهذا ما أشار إليه الرب نفسه (لو20:21) في المكان المقابل في إنجيل لوقا. ونلاحظ أن الجيش الروماني حاصر أورشليم فترة ثم رأى تيطس أن أورشليم هذه لا تستحق تعطيل الجيوش الرومانية كل هذه الفترة فقرر أن يقوم بمحاولة أخيرة وإذا فشلت ينسحب. وفي ذات ليلة تسلل بعض الجنود الرومان من على أسوار أورشليم ودخلوا إلى الهيكل الملاصق للسور ووضعوا النسر الروماني على الهيكل فتنبه اليهود وطردوهم فإنسحب تيطس. وإستيقظ المسيحيين صباحاً ليجدوا النسر الروماني على الهيكل فتذكروا هذه الآية ونفذوا ما بعدها إذ هربوا من أورشليم فوراً إلى الجبال المحيطة بأورشليم وإلى لبنان وإلى بلدة إسمها بيلا. أما اليهود فأقاموا الإحتفالات بهروب الرومان. ولكن ما حدث أن تيطس بعد مسيرة ساعات قليلة تقابل مع نجدة رومانية بأوامر من قيصر أن يدمر أورشليم فعاد ثانية لحصارها وكان حصاراً بشعاً وصل أن أكلت الأمهات أطفالهن. ثم قتل تيطس 1.2مليون، أمّا المسيحيين فنجوا. وهكذا حال النبوات لا يمكن فهمها إلاّ حين يكون لها فائدة، ويأتي وقت تنفيذها.

2. تشير هذه الرجسة إلى ما سيحدث أيام الدجال، والسيد أعطانا علامات كاملة عن هذا الدجال لنكتشفه. ويسميه السيد رجسة لأنه يأتي ضد الله ويدعي أنه الله. وهو سيدمر الأرض بالحروب والقتل. وسيقبله اليهود ويأخذونه إلى الموضع المقدس الذي يصلون فيه (2تس3:2-11). والله يطلب من شعبه أن يهرب إلى الجبال أيضاً في هذه المرة. ولكن كما قلنا فالنبوة لن نفهم كيف ننفذها إلاّ في حينه (رؤ6:12 يشير لموضع مُعَّدٌ في البرية حيث يعول الله الهاربين). ليفهم القارئ= يا من تقرأ إفهم وإهرب. وهذا ما حدث سنة 70م وسيتكرر في نهاية الأيام.

الآيات (16-20): "فحينئذ ليهرب الذين في اليهودية إلى الجبال. والذي على السطح فلا ينزل ليأخذ من بيته شيئاً. والذي في الحقل فلا يرجع إلى ورائه ليأخذ ثيابه. وويل للحبالى والمرضعات في تلك الأيام. وصلوا لكي لا يكون هربكم في شتاء ولا في سبت."

عاد الجيش الروماني لحصار أورشليم بعد ساعات يقدرها البعض بحوالي 6ساعات من إنسحابه، فلو حدث أي تباطؤ من أي مسيحي في تنفيذ ما طلبه المسيح بالهروب لكان قد قاسى آلام الحصار ثم هلك مع اليهود. والمسيح طلب من المؤمنين في أورشليم أن يتركوها إلى الجبال فالرومان سيدمروها تماماً. والذي على السطح فلا ينزل ليأخذ من بيته شيئاً= فكانت درجات سُلَّمْ البيوت تعمل من الخارج على جوانب البيت. ولا وقت لدخول البيت ليأخذوا أمتعة تعوقهم. والذي في الحقل فلا يرجع إلى ورائه ليأخذ ثيابه= والثياب المقصود بها الرداء الخارجي. وويلٌ للحبالى= فهن لن يستطعن أن يسرعوا في الهرب. وصلوا لكي لا يكون هربكم في شتاء ولا في سبت ففي الشتاء يكون الجو بارداً والنهار قصير. وفعلاً كان هروبهم في الربيع. واليهود حددوا أقصى مسافة للسير يوم السبت بألفي خطوة أي نحو ميلين. والمعنى أن صلوا حتى لا تكون أمامكم عوائق تمنع هربكم. ممّا سبق نرى أن السيد المسيح يرسم صورة واضحة لكل مؤمن تشير لضرورة هربه في أسرع وقت وبلا إبطاء. وهذا الكلام له مفهوم روحي ينطبق على الأيام الأخيرة التي نبه السيد في آية (12) أن فيها ستبرد محبة الكثيرين. فكيف لا تبرد محبة المؤمنين.

الذين في اليهودية= (المؤمنين في الكنيسة)،
الذي على السطح=(عالياً في الروح، كاملاً في قلبه)،
الذي في الحقل= (يخدم لحساب المسيح)،
الحبالى= (النفس المملوءة بالخطايا)،
الشتاء= (البرودة الروحية)،



يهربوا للجبال=(يطلبوا أن يعيشوا في السماويات)
لا ينزل=(لا يشغف بالممتلكات الزمنية)
لا يرجع=(مثل إمرأة لوط، ولا يرتبك بأمور الحياة)

والمرضعات=(من يكونوا سبب عثرة للآخرين)
السبت=(عاطل عن العمل الروحي)


الآيات (21،22): "لأنه يكون حينئذ ضيق عظيم لم يكن مثله منذ ابتداء العالم إلى الآن ولن يكون. ولو لم تقصر تلك الأيام لم يخلص جسد ولكن لأجل المختارين تقصر تلك الأيام."

هذا يتفق مع (دا 1:12+ يؤ2:2). وفي حصار أورشليم، كانت المجاعة قد وصلت أن أكلت الأمهات أبنائهن وإنتشرت الأوبئة من الجثث المتعفنة. هذا غير الصراعات الداخلية ضد بعضهم. ولقد قُتِلَ نحو 2مليون يهودي ما بين المجاعة وبين سيف تيطس وبيع حوالي مليون كعبيد. ولكن لأجل المختارين تقصر تلك الأيام= لعل بعض اليهود بسبب هذه الضيقات آمنوا بالمسيح، ولأجلهم أنقص الله مدة الحصار الذي كان حوالي 5أشهر. وقيل أن تيطس نسب نجاحه إلى معونة إلهية.

وفي الأيام الأخيرة سيصنع الدجال سمة لأتباعه (رؤ16:13) ولا يقدر أحد أن يشتري أو يبيع إلاّ من له هذه السمة. وستكون ضيقة عظمى، لذلك فستهرب الكنيسة التي رفضت السمة إلى البرية. لم يخلص جسد= كما هلك كثيرين أيام تيطس بسيفه، هكذا في الأيام الأخيرة سيثير الوحش إضطهاداً دموياً ضد الكنيسة. والله سيقصر الأيام= حتى لا ييأس أولاده.


الآيات (23-27): "حينئذ إن قال لكم أحد هوذا المسيح هنا أو هناك فلا تصدقوا. لأنه سيقوم مسحاء كذبة وأنبياء كذبة ويعطون آيات عظيمة وعجائب حتى يضلوا لو أمكن المختارين أيضاً. ها أنا قد سبقت وأخبرتكم فان قالوا لكم ها هو في البرية فلا تخرجوا ها هو في المخادع فلا تصدقوا. لأنه كما إن البرق يخرج من المشارق ويظهر إلى المغارب هكذا يكون أيضاً مجيء ابن الإنسان."

إنتشر الأنبياء الكذبة قبل خراب أورشليم سنة 70م. وسوف يوجدون بكثرة في أيام الدجال. والمسيح يحذرنا حتى لا ننخدع بهم، فهم سيفعلون عجائب بواسطة عدو الخير، لذلك علينا أن لا ننخدع بالعجائب ونجري وراءها، فالشيطان قادر على عمل عجائب (رؤ13:13-15). ها هو في البرية= يدعو أتباعه للإجتماع به، ويلتف حوله كثيرون. يدَّعي صورة التقوى. والبرية أي في العلن. ها هو في المخادع= يتسلل للقلب عن طريق نشر أفكاره الخبيثة سراً. إذاً البرية والمخادع= أي لا تصدقوه إن أتى علناً أو سراً. ولكن نفهم أن البرية تشير للحياة القفرة من الإيمان والخروج عن إيمان الكنيسة. أما المخادع فتعني العمل في الظلمة بعيداً عن نور الحق.

والمسيح لن يأتي في مجيئه الثاني هكذا سراً بل كالبرق= [1] هو نور [2] لا يحتاج إلى من يعلن عنه بل يُنظر في لحظة في العالم كله [3] يأتي من السماء [4] يأتي فجأة [5] مجيئه الثاني لن يكون معه آيات أو معجزات بل سيأتي في الأعالي من السماء يشرق على كل المسكونة ليحملنا من أرجاء العالم ويرفعنا للسماء، وليدين كل العالم.


آية (28): "لأنه حيثما تكن الجثة فهناك تجتمع النسور."

لأنه حيثما تكن الجثة فهناك تجتمع النسور= هي نبوة عن خراب أورشليم السريع حيث أسرع الجنود الرومان (وكان رمز الدولة الرومانية هو النسر) نحو فريستهم من اليهود، فاليهود صاروا في نظر الله جثة وعليهم أن لا ينتظروا مخلصاً لهم فقد عينهم الله للهلاك، فصاروا كجثة في نظر الله وهذه الجثة سيلتهمها نسور الرومان سريعاً، وهذا ما سيحدث في الأيام الأخيرة حيث يكون الأشرار كجثة تشبع من لحومها الجوارح (رؤ17:19-21). وهذا ما قيل أيضاً عن جيوش الأشرار التي تحارب شعب الله في الأيام الأخيرة (حز17:39-20). فالوحش وكل تابعيه ما هم إلا جثة في نظر الله بسبب شرورهم وبسبب قبولهم لعمل الشيطان فيهم. والنسور هنا هم الملائكة الذين سيأتون مع المسيح (مت31:25). ولاحظ قوله لأنه وسبق قوله أن المسيح سيأتي كالبرق. إذاً المعنى أن المسيح سيأتي لأنه أعطى كل واحد فرصته، فمن بحريته إختار أن يكون جثة تعمل بها الشياطين، يدينه المسيح وتهجم عليه النسور. كأن الله يقول كفى هجوماً على كنيستي.


آية (29): "وللوقت بعد ضيق تلك الأيام تظلم الشمس والقمر لا يعطي ضوءه والنجوم تسقط من السماء وقوات السماوات تتزعزع."

هذه الأمور ستتحقق بلاشك حرفياً قبل مجيء السيد المسيح الأخير، وإننا نسمع اليوم عن بعض الإنفجارات الشمسية وإظلام أجزاء منها (بقع شمسية) وهذا سيتزايد في فترة الدجال. ونحن نعلم أن الأرض وسماء الكواكب التي حولنا ستزول لتأتي الأرض الجديدة والسماء الجديدة التي سيكون رب المجد شمسها (رؤ1:21+ 5:22). وروحياً فالشمس تشير للمسيح، والقمر للكنيسة والنجوم هم جبابرة الكنيسة وقادتها. وفي أيام الدجال حين تبرد محبة الكثيرين فإن نور الإيمان ينطفئ وكثير من القادة والجبابرة يسقطون ويعملون لحساب الدجال، وإذ يرتد كثيرون عن الإيمان فإن نور القمر ينطفئ. وكل خاطئ الآن يقبل أفكار العالم ينطفئ نور الإيمان في قلبه. وفي هذا التفسير الروحي يكون معنى تظلم الشمس= المسيح لم يعد معروفاً فالهرطقات والخطايا شوهت المعرفة.


الآيات (30،31): "وحينئذ تظهر علامة ابن الإنسان في السماء وحينئذ تنوح جميع قبائل الأرض ويبصرون ابن الإنسان آتياً على سحاب السماء بقوة ومجد كثير. فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت فيجمعون مختاريه من الأربع الرياح من أقصاء السماوات إلى أقصائها."

هذه عن الأيام الأخيرة فبعد ما سبق يأتي المسيح للدينونة وسط موكب ملائكي. والملائكة تجمع القديسين لمكانهم في السماء. وستظهر في السماء علامته قبل مجيئه وهي علامة الصليب. فيفرح المؤمنون الذين كانوا يشتهون هذه اللحظة "كما قال يوحنا آمين تعال أيها الرب يسوع" أما غير المؤمنين فينوحون= حينئذ تنوح جميع قبائل الأرض= وأسماهم قبائل الأرض إذ هم عاشوا يبحثون عن لذات الأرض وهذا في مقابل المؤمنين الذين عاشوا حياتهم على الأرض وكأنهم في السماء (أف6:2) فهم الآن سيكملون أفراحهم السماوية. والسحاب يشير إمّا للقديسين الذين يأتون مع المسيح (عب1:12+ أش1:19) وهذه الأخيرة عن العذراء مريم. وإمّا يشير لإحتجاب مجده عن الأشرار (أع9:1،11).


الآيات (32-34): "فمن شجرة التين تعلموا المثل متى صار غصنها رخصا وأخرجت أوراقها تعلمون أن الصيف قريب. هكذا انتم أيضاً متى رأيتم هذا كله فاعلموا انه قريب على الأبواب. الحق أقول لكم لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كله."

هذه الأقوال يقولها المسيح يوم الثلاثاء صباحاً.وقد توجه إلى الهيكل صباحاً مع تلاميذه وفي الطريق رأوا التينة اليابسة والتي كانت علامة على نهاية الدولة اليهودية، وحينما رآها التلاميذ تعجبوا. والآن ومازالت هذه القصة في أذهانهم تثير تساؤلاتهم نجد المسيح يشير مرة أخرى إلى شجرة التين أنها لابد وستعود للإخضرار قبل نهاية العالم، إشارة لأن اليهود سيعودون ويكونون ثانية مملكتهم إستعداداً لقبولهم المسيح الدجال وسيكون قبولهم للمسيح الدجال خراباً لهم ولدولتهم ولأورشليم ثانية (إذاً هذه العلامات لخراب أورشليم تنطبق على خرابها لأول مرة سنة 70م على يد تيطس وخرابها نهائياً في أيام نهاية العالم). ولكن تجمع اليهود سيكون له هدف آخر، أن هناك بقية مؤمنة ستدرك مع الأحداث أن المسيح الذي رفضوه وصلبوه هو المسيا المنتظر فيؤمنوا به، وأن هذا المسيح الدجال هو الشر نفسه مجسداً فيرفضوه ويكون إيمان اليهود هو علامة النهاية (رو25:11،26). إلاّ أننا أيضاً يمكن أن نفسر قول المسيح هنا، أنه كما تعرفون أن الصيف قريب إذا لاحظتم أن أوراق شجرة التين تصبح خضراء، فأنتم سيمكنكم أن تميزوا النهاية من العلامات التي أعطيتها لكم. الصيف= الضيقة العظيمة (آية21).

لا يمضي هذا الجيل= الجيل يقدر بحوالي 40-50سنة. وهذه الآية خاصة بخراب أورشليم. ولقد خربت أورشليم فعلاً بعد المسيح بحوالي 37سنة، وربما يشير هذا إلى إنقضاء سنوات قليلة بعد تكوين أورشليم والدولة اليهودية في نهاية الأزمان ليأتي المسيح الدجال إليها كعلامة للنهاية، والجيل الذي رأى تكوين إسرائيل أو عودة إسرائيل للوجود سيرى نهايتها، كما أن الجيل الذي رأي المسيح رأي خراب أورشليم على يد تيطس.

الآيات (35،36): "السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول. وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا ملائكة السماوات إلا أبي وحده."

المعنى أنه لا يصح أن نجهد أنفسنا في تحديد السنة أو الشهر الذي يأتي فيه المسيح، فالمسيح لا يريد أن يعلنه. فلنتضع ولا نحاول أن نعلم ما أغلق المسيح معرفته على الإنسان. وما طلبه المسيح منّا بدلاً من تحديد الأزمنة هو أن نسهر وتكون مستعدين (42،44) وأن لا ننخدع بأي ضلالة خارج الكنيسة.


الآيات (37-39): "وكما كانت أيام نوح كذلك يكون أيضاً مجيء ابن الإنسان. لأنه كما كانوا في الأيام التي قبل الطوفان يأكلون ويشربون ويتزوجون ويزوجون إلى اليوم الذي دخل فيه نوح الفلك. ولم يعلموا حتى جاء الطوفان واخذ الجميع كذلك يكون أيضا مجيء ابن الإنسان."

الطوفان أتى فهلك الأشرار ونجا نوح وهكذا ستأتي أحداث النهاية فيهلك الأشرار وينجو كل من يوجد في الكنيسة (الفلك) ثابتاً مؤمناً. ونلاحظ أن الأكل والشرب والزواج ليسوا في حد ذاتهم شراً. ولكن المقصود أن من يستغرقه العالم بشهواته وينسى الله يهلك (في19:3+ رو18:16+ تي12:1+ رو17:14).


الآيات (40،41): "حينئذ يكون اثنان في الحقل يؤخذ الواحد ويترك الآخر. اثنتان تطحنان على الرحى تؤخذ الواحدة وتترك الأخرى."

والمقصود أن واحد يؤخذ للمجد، وواحد للدينونة. قد يكون إثنان أصدقاء. ولكن أحدهما يحيا في قداسة، في السماويات، والآخر يحيا في الشر تستغرفه هموم الأرض وغناها، فهو من قبائل الأرض (آية30) وحينما تأتي هذه الساعة يفترق كلٌ منهما للأبد. فهما أمام العالم سيان من ناحية المظهر ولكنهم في طبيعتهم الروحية مختلفان. إذاً لنسهر ونهتم بحياتنا الروحية فهي التي تحدد مصيرنا.


الآيات (42-51): "اسهروا إذا لأنكم لا تعلمون في أية ساعة يأتي ربكم. واعلموا هذا انه لو عرف رب البيت في أية هزيع يأتي السارق لسهر ولم يدع بيته ينقب. لذلك كونوا انتم أيضا مستعدين لأنه في ساعة لا تظنون يأتي ابن الإنسان. فمن هو العبد الأمين الحكيم الذي أقامه سيده على خدمه ليعطيهم الطعام في حينه. طوبى لذلك العبد الذي إذا جاء سيده يجده يفعل هكذا. الحق أقول لكم انه يقيمه على جميع أمواله. ولكن إن قال ذلك العبد الرديء في قلبه سيدي يبطئ قدومه. فيبتدئ يضرب العبيد رفقاءه ويأكل ويشرب مع السكارى. يأتي سيد ذلك العبد في يوم لا ينتظره وفي ساعة لا يعرفها. فيقطعه ويجعل نصيبه مع المرائين هناك يكون البكاء وصرير الأسنان."

الرب يدعونا أن نستعد لمجيئه كعبد ينتظر سيده. ويدعو رسله وخدامه إن يكونوا أمناء على ما تسلموه من وزنات. ولنلاحظ أن كل مالنا هو أمانة إستودعها الله لنا وما نحن سوى وكلاء ولابد أن نكون أمناء. وأمّا من يحسب ما عِنَدهُ ملكاً له وإنغمس في ملذاته بدعوى أن من حقه أن يستمتع بما عنده فمثل هذا يُحَسبْ غير أميناً فيما ائتمنه الله عليه. العبد الحكيم= هو من يستعد لأبديته. لا يدع بيته ينقب= كانت حيطان البيوت تبنى من الطين المجفف أي الطوب اللبن، أي تبنى وتترك حتى تجف، ولذلك كان من عادة اللصوص أن ينقبوا الحيطان ويدخلون. المطلوب منّا قبل أن نهتم بزيادة مواردنا المالية والإهتمام بصحتنا ومستقبلنا على هذه الأرض أن نهتم بمستقبلنا السماوي وننمو روحياً وتزداد ثمارنا الروحية وهذا لا يلغي ذاك ولكن الأولوية لحياتنا الأبدية. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). فيوم مغادرة العالم يأتي فجأة= السارق. السهر= الإنتباه لخلاص النفس بالتوبة. والجهاد بطول العشرة مع الله لتنمو محبتنا لله. هزيع= اليهود يقسمون الليل إلى أربع أقسام، كل قسم= 3 ساعات يسمونه هزيع. ويبدأ الهزيع الأول الساعة 6مساءً.خدمه= كل من أنا مسئول عنهم. بل كل إنسان قد يتعثر بسبب تصرفاتي. يقيمه على جميع أمواله= التمتع بأمجاد السماء. يأكل ويشرب مع السكارى= ينهمك في ملذاته وشهواته. فيقطعه= أي يهلكه أبدياً.



(مر13)
آية (3): "وفيما هو جالس على جبل الزيتون تجاه الهيكل سأله بطرس ويعقوب ويوحنا وإندراوس على انفراد."

على إنفراد= العلامات والأسرار لا تكشف للجميع بل لخاصته الأحباء على إنفراد. وهو يريد أن يطمئن تلاميذه، أنها أيام صعبة لكنهم في يده محفوظين، يكشف لهم أنه عالم بكل شئ، وهذا يعطينا إطمئنان فلا شئ خارج عن معرفته ولا عن سلطانه، وهو وحده القادر أن يحفظنا فنحن في يده يحملنا خلال هذه الآلام. وبالنسبة لموضوع الهيكل فهو كان كل شئ في قلوب اليهود وأي مساس به يعتبرونه علامة غضب الله عليهم، لذلك حينما طلب منهم تيطس أن يسلموا المدينة ظنوا أن الله يخلصهم كما كان يفعل في القديم، فرفضوا تسليمه لتيطس إلى أن سقطت المدينة وكان تيطس يقدر الجمال وأراد الإحتفاظ بالهيكل كقطعة فنية ولكن جنوده الذين أرهقهم الحصار أشعلوا فيه النار إنتقاماً من اليهود ولكن كان هذا تنفيذاً لنبوة السيد المسيح مخالفين أوامر تيطس. وهذا الهيكل ليس هو هيكل سليمان، فهيكل سليمان حطمه نبوخذ نصًّر سنة 586ق.م. وأعاد بناءه زربابل ويشوع بعد العودة من السبي سنة 536ق.م. وكان أضخم من هيكل سليمان ولكن هيكل سليمان كان أفخم. وقد بدأ هيرودس ترميم الهيكل سنة 20ق.م. وإستمر هذا الترميم 46سنة (يو20:2) بل يقول التاريخ أن أعمال الترميم إستمرت حتى سنة63م. وموقع الهيكل الآن الحرم الشريف أو قبة الصخرة في القدس الشرقية كما يقول اليهود.

وكان سؤال التلاميذ أو لفت نظر السيد للهيكل وعظمته، هي محاولة منهم لكي يتأكدوا أن السيد حين طهَّر الهيكل كان قصده أن يكون مركز ملكه الأرضي من خلاله يملك على كل العالم، ولكن إجابة المسيح جاءت لتخيب أمالهم الأرضية ولكي تفتح أمام أذهانهم أن الهيكل الأرضي لابد أن يخرب حتى يقوم الهيكل السمائي. بل أن العالم كله سينتهي ليبدأ الإنسان يحيا الحياة الأبدية. كان هدف المسيح رفع أنظارهم من النظرة المادية للأفكار الروحية وأننا غرباء على هذه الأرض. المسيح أراد أن يسحب قلوبهم للهيكل السماوي [1] المسيح يؤسس هيكله الآن الذي هو الكنيسة [2] كل منا هو هيكل للروح القدس ونحن حجارة حية في هذا الهيكل (1كو16:3 + 1بط5:2) [3] ما نحصل عليه هنا هو عربون حياتنا السماوية في الأبدية. [4] حتى يقيم المسيح فينا هيكله السماوي ينبغي أن يهدم هيكل جسدنا العتيق. [5] حتى تقوم الكنيسة كان ينبغي أن ينتهي دور العبادة اليهودية بهدم هيكلها فطالما أتى المرموز إليه بطل الرمز. [6] هذا ما يحدث في المعمودية حيث يحطم الروح القدس إنساننا القديم لكي لا يكون له أثر في حياتنا، فإن سلكنا بروح الله يقوم في داخلنا إنسان جديد روحي على شكل جسد المسيح، وإن عادت قلوبنا تطلب الشر الذي في العالم نكون كإمرأة لوط ونفقد بهاء ملكوت الرب فينا. لذلك علينا أن نحيا كأموات أمام الخطية (رو11:6+ كو5:3).

وفيما هو جالس على جبل الزيتون= الزيتون يشير للزيت وهذا يشير للروح القدس الذي سيؤسس الهيكل الجديد.


آية (6): "فإن كثيرين سيأتون باسمي قائلين أني أنا هو ويضلون كثيرين."
قال يوسيفوس المؤرخ اليهودي أن مزورين كثيرين وسحرة جذبوا إليهم كثيرين إلى البرية يخدعونهم، فمنهم من جُنَّ ومنهم من عاقبه فيلكس الوالي. من بينهم ذلك المصري الذي ذكره الأمير (أع38:21). هذا المصري وعد الآلاف أنه يهدم أسوار أورشليم بكلمة، وهذا ما يحدث الآن ونحن نقترب من المجيء الثاني.


الآيات (7،8): "فإذا سمعتم بحروب وبأخبار حروب فلا ترتاعوا لأنها لابد أن تكون ولكن ليس المنتهى بعد. لأنه تقوم أمة على أمة ومملكة على مملكة وتكون زلازل في أماكن وتكون مجاعات واضطرابات هذه مبتدأ الأوجاع."

حدث هذا فعلاً قبل خراب أورشليم سنة 70م. فقد إلتهبت المملكة الرومانية بنار الحروب في الفترة ما بين صعود المسيح وخراب الهيكل. منها الحرب التي إشتعلت في الإسكندرية سنة 38م بين المصريين واليهود المقيمين فيها، والحرب التي نشبت في سلوكية ومات فيها 50.000يهودي، كما حدث هياج شديد بين اليهود وبين السامريين. وحدثت مجاعات كالتي تنبأ عنها أغابوس (أع28:11) وحدثت سنة 49م. وتفشى وباء في روما مات بسببه 30.000 سنة 65م. وحدثت زلازل في كريت سنة 46م وفي روما سنة 51م وفي أورشليم سنة 67م. وهكذا فكثير من هذه الأحداث ستتكرر قبل مجيء المسيح الثاني وبصورة أصعب، حتى يلهي الشيطان أولاد الله عن حياتهم الداخلية بإهتماماتهم الزمنية، إمّا باللهو أو بالخوف والقلق. بل أن كل من يحاول أن يقترب من الله يلهيه إبليس إمّا بلذات العالم أو بالمشاكل فيضطرب. والسيد يطالبنا بالصبر "الذي يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص" (آية13) ويطالبنا بأن لا نهتم ولا نخاف (لو9:21) فهو سيعطينا ما نحتاجه (آية11) ويطالبنا بأن نسهر (آية35) وقوله يصبر إلى المنتهى، أي لأقصى حد أي إحتمال كامل. عموماً الله يسمح بالآلام لعلها تخيف الناس فيتوبوا عن شرورهم.


آية (9): "فانظروا إلى نفوسكم لأنهم سيسلمونكم إلى مجالس وتجلدون في مجامع وتوقفون أمام ولاة وملوك من اجلي شهادة لهم."

فأنظروا إلى نفوسكم= أي مهما إشتدت الضيقة، وحتى لو كان مصدرها الملوك والولاة، أو من المقربين منّا كالأولاد والأباء، أو من الحروب والزلازل والمجاعات أو الإضطهاد.. فإن سر القوة أو الضعف يتوقف على أعماق النفس الداخلية. فعلينا أن نعلم أن السلام الداخلي لا يتوقف على الظروف الخارجية، بل هو عطية إلهية تملأ القلب (مز1:27-3). فإذا حدث ورأينا في داخل نفوسنا أي إضطراب فالسبب ليس الظروف الخارجية، بل أن الله لا يملك على القلب، فلو كان لنا بصيرة داخلية لرأينا الرب عينه علينا يحيطنا برعايته وعنايته ومحبته فكيف نضطرب، أمّا لو إنغلقت البصيرة الداخلية لن نرى سوى الضيقات الروحية فنرتعب (راجع موضوع إليشع وجحزي 2مل16:6،17). والبصيرة الروحية تنفتح إذا إمتلأ الإنسان من الروح القدس الذي يدرب الحواس (عب14:5) والروح القدس أيضاً هو الذي يعطينا ما نتكلم به.


آية (14): "فمتى نظرتم رجسة الخراب التي قال عنها دانيال النبي قائمة حيث لا ينبغي ليفهم القارئ فحينئذ ليهرب الذين في اليهودية إلى الجبال."

ليفهم القارئ= هي عبارة قصيرة من كاتب الإنجيل لتكون علامة للهروب.


آية (22): "لأنه سيقوم مسحاء كذبة وأنبياء كذبة ويعطون آيات وعجائب لكي يضلوا لو أمكن المختارين أيضاً."

لو أمكن المختارين أيضاً= قوله لو أمكن معناه أن عدو الخير سيحاول مع القديسين ويحاول خداعهم، وربما يشكوا ولكن إلى حين، فالله لمن يترك مختاريه ومعنى لو أمكن أن عدو الخير لن يمكنه أن يخدعهم.

آية (32): "وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن إلاّ الآب."

ولا الإبن= هذه كمن يسأل أب إعتراف عن خطايا إنسان فسيقول لا أعرف. أو حين تسأل مدرس عن إمتحان وضعه. إذاً هو لا يعرفه معرفة من يبيح بالأمر. وقطعاً هو يعرف فكل ما للآب هو للإبن (يو10:17) والإبن هو حكمة الآب (1كو24:1) والآب رأى أنه ليس في صالحنا أن يخبرنا بهذا الميعاد فمن يعرف سوف يحيا حياة الإستهتار وينسى حياة السهر والجهاد. والقديس يوحنا ذهبي الفم يفسرها بأن المسيح يمنعهم من سؤاله هذا السؤال [(راجع مت12:25). ما أعرفكن= هم يعرفهم قطعاً ولكن عدم المعرفة هنا تعني لن تدخلوا معي..] ولكن نفهم القول أيضاً على أن الآب يريد. وما يريده الآب ينفذه الإبن والروح القدس. فالآب مثلاً يريد أن الجميع يخلصون . فالإبن نفذ الفداء، والروح القدس يقود الكنيسة ويقود كل نفس للخلاص. هذا إتفاق داخل المشورة الثالوثية. ومعنى أن الآب يعرف والإبن لا يعرف. أن الآب لا يريد الإعلان، فالإبن ينفذ ولن يعلن. وهذا قاله المسيح بطريقة أخرى. أن ما يسمعه عند الآب يقوله (يو26:8). وبنفس المفهوم يقال هذا عن الروح القدس (يو13:16).


آية (34): "كأنما إنسان مسافر ترك بيته وأعطى عبيده السلطان ولكل واحد عمله وأوصى البواب أن يسهر."

سافر= صعد إلى السماء بعد أن أتم الفداء. ترك بيته= كنيسته. أوصى البواب= متى أسماه العبد الأمين الحكيم، فهم يكلم اليهود ويرسم لهم الصورة التي ينبغي أن يكون عليها رؤساء الكهنة والكهنة واللاويين الذين ائتمنهم الله على تعليم الشعب. ومرقس يكلم الرومان فيرسم لهم صورة البواب الذي يحرس منزل أحد النبلاء الرومان، وكل من التشبيهين يكمل الآخر، فالوكيل الأمين يشير لعمل الخدام في إشباع الناس بأمانة، وسهر الحراس والبوابين يشير لليقظة الأمينة. أمساء أم نصف الليل أم صياح الديك أن صباحاً= هذا هو التقسيم الروماني لليل.



(لو5:21-38)
آية (5): "وإذ كان قوم يقولون عن الهيكل انه مزين بحجارة حسنة وتحف قال."

حجارة حسنة= كانت بعضها تصل أحجامه إلى 45×12×18قدم. ومعظمها كانت إرتفاعها 37 قدم. والأثر الباقي منه حائط المبكي. وتحف= أتى بها العابدين من كل أنحاء العالم. وكان الهيكل من الرخام وبعضه مطلي بالذهب فكان كأنه جبل ثلجي ومنظره غاية في الروعة. واليهود كانوا يتصورون أن المسيا حين يأتي سيجعل الهيكل مقرا له وكأن التلاميذ يتصورون هذا، أن هذا سيكون مقر المسيح معلمهم حين يملك.


الآيات(12-19): "وقبل هذا كله يلقون أيديهم عليكم ويطردونكم ويسلمونكم إلى مجامع وسجون وتساقون أمام ملوك وولاة لأجل اسمي. فيؤول ذلك لكم شهادة. فضعوا في قلوبكم أن لا تهتموا من قبل لكي تحتجوا. لأني أنا أعطيكم فماً وحكمة لا يقدر جميع معانديكم أن يقاوموها أو يناقضوها. وسوف تسلمون من الوالدين والاخوة والأقرباء والأصدقاء ويقتلون منكم. وتكونون مبغضين من الجميع من اجل اسمي. ولكن شعرة من رؤوسكم لا تهلك. بصبركم اقتنوا أنفسكم."

العالم سيكون في ضيق الحروب والمجاعات والزلازل والأوبئة، أمّا المؤمنين فسيكونون في ضيق بسبب إيمانهم بالمسيح. بل أن الإضطهاد سيكون من الأقرباء. والفرق أن من في العالم سيكونون في خوف وهم، أمّا المؤمنين فسيكونون في فرح (أع41:5)


آية (20): "ومتى رأيتم أورشليم محاطة بجيوش فحينئذ اعلموا انه قد اقترب خرابها."

في متى ومرقس قال رجسة الخراب. وهنا يقول أورشليم محاطة بجيوش، وهذا تحديد واضح. حدث أيام تيطس وسيحدث ثانية.


آية (22): "لأن هذه أيام انتقام ليتم كل ما هو مكتوب."

لأن هذه أيام انتقام= بسبب دم المسيح الذي صار كفارة للعالم، صار علة دينونتهم. ونلاحظ أن حصار أورشليم كان لإنذارهم لعلهم يتوبون.


آية (23): "وويل للحبالى والمرضعات في تلك الأيام لأنه يكون ضيق عظيم على الأرض وسخط على هذا الشعب."

ويلٌ للحبالى والمرضعات= بسبب الحصار والمجاعة أكلت الأمهات أطفالهن.


آية (24): "ويقعون بفم السيف ويسبون إلى جميع الأمم وتكون أورشليم مدوسة من الأمم حتى تكمل أزمنة الأمم."

يسبون إلى جميع الأمم= وهذا غير ما حدث أيام سبي بابل، ففي سبي بابل ذهبوا إلى مكان واحد هو بابل. وقد باع تيطس الباقين أحياء كعبيد فتشتتوا في كل مكان.

أورشليم تظل مدوسة من الأمم، يحتلونها ويسكنون فيها. حتى تكمل أزمنة الأمم= أي الحقبة التي أعطيت للأمم التي يتاح فيها أن يقبلوا الإنجيل. ثم يعود بقية شعب اليهود للإيمان (رو25:11،26).


آية (25): "وتكون علامات في الشمس والقمر والنجوم وعلى الأرض كرب أمم بحيرة البحر والأمواج تضج."

وعلى الأرض كرب أممٍ بحيرة= في نهاية الأيام إذ تجتمع أمة اليهود ويأتي المسيح الدجال وسيتبعونه وكلهم رجاء كاذب في ملك عالمي، سيخيب رجاءهم فيه وسيعتريهم كرب وحيرة من الأحداث المخيفة، وهم بلا عزاء إلهي كالمؤمنين. والبحر والأمواج يشيرون للعالم المضطرب كالبحر. بل هذا ما حدث في زلزال جنوب شرق آسيا فعلاً. أمواج تسونامي تضرب الناس بإرتفاع 10-30متراً وبسرعات مخيفة.


آية (26): "والناس يغشى عليهم من خوف وانتظار ما يأتي على المسكونة لأن قوات السماوات تتزعزع."

قوات السموات تتزعزع= هذه قد تشير إلى:-

1) المؤمنين الذين هم في حالة سماوية سيضطربون مماّ يحدث من إضطهاد.

2) السماء تفرح بخاطئ واحد يتوب، فكم يحدث للسماويين من إضطراب ناتج عن إرتداد المؤمنين الذين على الأرض.

3) ربما تشير فعلاً لإضطرابات في الكواكب وتساقط النجوم (مت29:24) إستعداداً لكي يكون هناك سماء جديدة وأرض جديدة.

آية (28): "ومتى ابتدأت هذه تكون فإنتصبوا وارفعوا رؤوسكم لأن نجاتكم تقترب."

فإنتصبوا= بفخر وفرح وإعتزاز فالمسيح سيتمجد وتتمجدون معه. ويوم هلاك الأشرار إقترب. وإنتصبوا أي إثبتوا لأن كلما إقتربت الأيام من نهايتها زادت الشدائد، فتحملوا بثبات فالفجر قريب.إرفعوا رؤوسكم= إلى السماء التي سيأتي منها المسيح وإنتظروه بفرح وبلا تراخٍ.

آية (34): "فاحترزوا لأنفسكم لئلا تثقل قلوبكم في خمار وسكر وهموم الحياة فيصادفكم ذلك اليوم بغتة."

فإحترزوا= الإرتداد وارد ولذلك فالتحذير مهم. خُمار= تترجم خلاعة وتترجم شَرَهْ. والإحتراز يكون بالسهر والصلاة فهذا اليوم يأتي فجأة.

آية (38): "وكان كل الشعب يبكرون إليه في الهيكل ليسمعوه."

كان جبل الزيتون مفروشاً بخيام الجليليين وغيرهم الذين أتوا للفصح.



(مت25 – مت1:26،2)

سبق وأعطى المسيح علامات النهاية وعلامة إقتراب الملكوت وهنا يعطينا مفاهيم حية للملكوت. هو إستمر في حديثه السابق ليحدد من الذي يدخل هذا الملكوت.

(مت 1:25-13) مثل العذارى الحكيمات

(مت1:25-13): "حينئذ يشبه ملكوت السماوات عشر عذارى أخذن مصابيحهن وخرجن للقاء العريس. وكان خمس منهن حكيمات وخمس جاهلات. أما الجاهلات فأخذن مصابيحهن ولم يأخذن معهن زيتاً. وأما الحكيمات فأخذن زيتا في آنيتهن مع مصابيحهن. وفيما أبطأ العريس نعسن جميعهن ونمن. ففي نصف الليل صار صراخ هوذا العريس مقبل فاخرجن للقائه. فقامت جميع أولئك العذارى واصلحن مصابيحهن. فقالت الجاهلات للحكيمات أعطيننا من زيتكن فان مصابيحنا تنطفئ. فأجابت الحكيمات قائلات لعله لا يكفي لنا ولكن بل اذهبن إلى الباعة وابتعن لكن. وفيما هن ذاهبات ليبتعن جاء العريس والمستعدات دخلن معه إلى العرس واغلق الباب. أخيراً جاءت بقية العذارى أيضاً قائلات يا سيد يا سيد افتح لنا. فأجاب وقال الحق أقول لكن أني ما أعرفكن. فاسهروا إذاً لأنكم لا تعرفون اليوم ولا الساعة التي يأتي فيها ابن الإنسان."

أخذ المسيح المثل من عادة يهودية، فكان العريس يأتي مع أصدقائه ليأخذ العروس ومعها صديقاتها العذارى اللواتي يضئن الطريق بالمصابيح. وتقرأ الكنيسة فصل هذا الإنجيل في صلاة نصف الليل، ليتذكر كل من يصلي أنه يجب أن يكون مستعداً لإنتظار العريس، مهتماً أن يكون كإحدى العذارى الحكيمات. ويبدأ المثل بقوله حينئذ= أي أن السيد بعد أن أنهى حديثه عن العلامات الخاصة بالمجيء الثاني يريد أن يشير أن هذا المثل لهو إستمرار لحديثه الخطير.. ليميز كل سامع هل هو من الحكيمات أو هو من الجاهلات ليعرف هل نصيبه هو الملكوت أم سيقف خارجاً ومن ملَّك المسيح على قلبه هنا سيملك المسيح عليه في ملكوته، أي يكون نصيبه ملكوت السموات= العُرس. (راجع قطع نصف الليل). وفيما يلي محاولة لشرح رموز هذا المثل.

العريس= هو الرب يسوع.

العذارى= هن جماعة النفوس المؤمنة أي الكنيسة وعمل العذارى أن يستقبلن العريس بنور الإيمان والرجاء والمحبة. ولقب العذراوية لا ينطبق عادة على المتزوجين، ولكن المقصود بهذا التعبير، طهارة النفس الكاملة. وبولس الرسول في (2كو2:11) يقول خطبتكم لرجل واحد لأقدم عذراء عفيفة للمسيح، وهو يكلم كل أهل كورنثوس، متزوجين وغير متزوجين. المقصود هنا أن النفس لا تعرف لها إلهاً سوى المسيح وغير متعبدة لأي شهوة عالمية، بل متحررة من كل خطية. العذراء تكون مكرسة لعريسها فقط، ونحن صرنا مكرسين للمسيح بواسطة سر الميرون. ولذلك تمثل الكنيسة كلها بعشر عذارى.

عشر= عدد كامل يرمز للكنيسة كلها، التي إجتازت المعمودية ودهنت بزيت الميرون.

الحكيمات= من ملأن آنيتهن أي قلوبهم بزيت النعمة، أي يمتلئ القلب بالروح القدس فتستنير النفس بالرب وتتمسك بحبه. عندما تنشأ علاقة بين المسيح والنفس، تقدم النفس عبادة حارة ولكن هناك من يحزن الروح القدس ويطفئه. فنحن في الميرون نحصل على نعمة محددة، بجهادنا تزيد (لذلك يقول إمتلئوا بالروح) وبإستهتارنا تقل (لذلك يقول لا تطفئوا الروح).

الجاهلات= تركن القلب فارغاَ ونسين حقيقة مجيء الرب ولهون بمحبة العالم. لهم المسيحية الإسمية، أمّا القلب فخالي من المحبة. هؤلاء أطفأن الروح.

نعسن= هل على المؤمن ألاّ ينام؟ قطعاً ليس هذا هو المقصود. ولكن الحكيمات ينعسن وهم ممتلئون سلاماً حقيقياً "فالرب يعطي لأحبائه نوماً" قال عنه سفر النشيد "أنا نائمة وقلبي مستيقظ". أمّا الجاهلات فهن يتمتعن بسلام مزيف قال عنه النبي (أر12:5+ 13:6،14+ 11:8+ حز6:13،10). وراجع أيضاً (مز2:127+ نش2:5). بالنسبة للجاهلات فهن نسين أن الرب سيأتي فلهون في العالم. ولكن علينا أن لا تفارقنا حقيقة أن الرب قادم وفجأة. نعسن ونمن= إذاً إشارة للموت.

المصابيح= هي حياتي. وهناك من حياته مستنيرة وصار نوراً للعالم. وهناك من يسلك في شهوات هذا العالم خاضعاً لسلطان الظلمة.

صراخ=أصوات الملائكة بالبوق الأخير تنادي للأبرار بالخلاص وللأشرار بالدينونة.

الزيت= هو نعمة الروح القدس، وهذه نأخذها في سر الميرون، ولكن من يجاهد يمتلئ لذلك يقول بولس الرسول (إمتلأوا بالروح، إضرم موهبة الله التي فيك بوضع يدي، وهذه الأخيرة قالها لتلميذه تيموثاوس) ويحذرنا من أن نقاوم الروح القدس .. .. .. لا تحزنوا الروح.. لا تطفئوا الروح. فبجهادنا تنسكب النعمة فينا. ومن لا يجاهد تنطفئ النعمة التي فيه. فنحن إذاً من خلال جهادنا إمّا نملأ مصابيحنا أو نطفئها. ولاحظ أن الجاهلات كان لهن رغبة أن يدخلن لكنهن لم يدخلن لأنهن لم يسمعن لصوت إبن الله ولم يجاهدن بل هن نعسن، فالرغبة وحدها لا تكفي. ونلاحظ أنهن أخطأن إذ تصورن أنه يمكنهن الحصول على الزيت في أي وقت والسبب بسيط أن النفس التي تعودت على الإستهتار والتراخي يصعب عليها أن تقوم فجأة وتبدأ الجهاد. لذلك يطلب المسيح منا السهر، أي عدم التراخي حتى تكون آنيتنا مملوءة زيتاً بصفة مستمرة.
الباعة= المسيح هو المصدر الوحيد وهو يبيع مجاناً (يو37:7-39+ رؤ17:3،18+ رؤ17:22+ أش1:55) والمسيح أعطانا وسائط النعمة وهي بلا ثمن. لكن لا فرصة للشراء من هذه العطية المجانية سوى في هذه الحياة. أمّا العذارى الجاهلات فأردن أن يشترين بعد فوات الأوان، بعد مجيء العريس= بعد أن نغادر نحن هذه الحياة، أو يأتي العريس فجأة في مجيئه الثاني.

إنطفأت مصابيح الجاهلات= كان الواجب على كل نفس أن تضرم هذه الموهبة التي أخذتها من الله (2تي6:1). ولكن الجاهلات خدعن أنفسهن معتمدات على أن لهن المواعيد أو هن قادرات على أن يمتلئن في أي وقت. ولكن الرياء سريعاً ما ينكشف وهو لا يدوم. والذين أهملوا نعمة روح الله سينكشفون في نور الرب.

أعطينا من زيتكن= هذا خطأ فلا يوجد إنسان قادر أن يعطيني الإمتلاء، فهذا يعتمد على جهادي الشخصي، ولا وسيلة سوى طلب الإمتلاء من المسيح (يو37:7-39+ 2تي6:1).

لا يكفينا وإياكن= لا يوجد إنسان له قداسة تزيد عن حاجته إذاً لا توجد بدعة زوائد فضائل القديسين.

نصف الليل= ساعة لا ينتظره فيها أحد، ويكون الناس في أضعف درجات الإستعداد.

إني ما أعرفكن= ما يحدث مع العذارى هو إمتداد لما مارسوه على الأرض، فالحكيمات يتمتعن بالحياة الجديدة كحياة شركة وإتحاد مارسنها على الأرض مع العريس، أما الجاهلات فلا خبرة لهن بالعريس، فهن عشن على الأرض خارج أبواب هذه الشركة حتى وإن كان لهن منظر الحياة التعبدية.

مصابيح= من إمتلأ بالروح سيظهر هذا في حياته وأعماله ويكون نوراً للعالم، ويرى الناس أعماله ويمجدوا الآب الذي في السموات (مت16:5+ لو35:12).

أغلق الباب= ثبات القرار، فما عاد الأبرار يخرجون، ولا الأشرار ولا الشيطان يدخلون.

والمستعدات دخلن= وصاروا في أمان، لا يستطيع أحد أن يخطفهن.

رقم 5= يشير للحواس الخمسة وأصابع اليد الخمسة وأصابع القدم الخمسة أي يشير لمسئولية الإنسان، فالحواس هي التي أتعرف بها على العالم، وأنا مسئول عن كل ما يدخل إلى القلب عن طريق حواسي الخمسة، فهناك من يقدس سمعه رافضاً أن يسمع أي شئ يدنسه، وهناك من يفتح أذنه لسماع أي شئ فيتدنس، هذه مسئوليتي، وهناك من يستعمل لسانه في التسبيح فيتقدس قلبه، وهناك من يستعمل لسانه في الذم والنم والشتيمة والكذب.. الخ فيدنس قلبه (يع5:3) وأصابع اليد تشير لأعمالي وأصابع القدم تشير لإتجاهاتي وأنا المسئول عنهما. إلاّ أن رقم 5 يشير للنعمة، فالمسيح أشبع 5000 من 5خبزات. والمعنى أن من يجاهد ليضبط ويقدس حواسه وأعماله وإتجاهاته يمتلئ ويشبع من النعمة ويملأ مصباحه فيكون مستعداً للقاء العريس.



(مت 14:25-30) مثل الوزنات

(مت14:25-30): "وكأنما إنسان مسافر دعا عبيده وسلمهم أمواله. فأعطى واحدا خمس وزنات وآخر وزنتين وآخر وزنة كل واحد على قدر طاقته وسافر للوقت. فمضى الذي اخذ الخمس وزنات وتاجر بها فربح خمس وزنات آخر. وهكذا الذي اخذ الوزنتين ربح أيضاً وزنتين أخريين. وأما الذي اخذ الوزنة فمضى وحفر في الأرض وأخفى فضة سيده. وبعد زمان طويل آتى سيد أولئك العبيد وحاسبهم. فجاء الذي اخذ الخمس وزنات وقدم خمس وزنات آخر قائلاً يا سيد خمس وزنات سلمتني هوذا خمس وزنات آخر ربحتها فوقها. فقال له سيده نعما أيها العبد الصالح والأمين كنت أميناً في القليل فأقيمك على الكثير ادخل إلى فرح سيدك. ثم جاء الذي اخذ الوزنتين وقال يا سيد وزنتين سلمتني هوذا وزنتان أخريان ربحتهما فوقهما. قال له سيده نعما أيها العبد الصالح والأمين كنت أميناً في القليل فأقيمك على الكثير ادخل إلى فرح سيدك. ثم جاء أيضاً الذي اخذ الوزنة الواحدة وقال يا سيد عرفت انك إنسان قا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
يوم الثلاثاء من أحداث أسبوع الآلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
Net for God :: المنتديات الكنيسية و الروحية-
انتقل الى: