يقرعون ابواب السماء ... وليس من مجيب

هذا هو حال الكثيرين الذين يقضون فترات الصلاة ، يقرعون على أبواب السماء ، وقبل أن يستجيب الرب لصلواتهم يتركون موضع الصلاة في الكنيسة أو في المخدع. يشعرون كأن الله لا يسمع لهم ، ولا يتجاوب مع صرخاتهم.

مسكين هو الإنسان الذي يتكلم ولا يصمت ليسمع صوت إلهه يناجيه!
هذا ما دفعني أن أجلس مع نفسي لأسمع صوت إلهي الحبيب إليّ يناجيني.
في كل الظروف : في الأفراح ووسط الأحزان، في المرض كما في الصحة، في وسط الجماعة كما منفردا في المخدع ، أسمعه يناجيني قائلا : " إسمع لي يا إبني. أنت شهوة قلبي!"

صوت حبيبي يناجيني :

أنت جنّتي المبهجة !!(1)

لقاؤنا معا جنّة مبهجة!....أشتهي دوما ثمارها !!



أنا هو الحب الحق .(2)
شوقي إليك لهيب نار لن ينطفئ قط !
لا تقدر محيطات العالم أن تطفئه !
إني أنزل إليك يا إبني .



لقاؤنا معا جنّة مبهجة ، أشتهي دوما ثمارها !(3)
أنا مصدر الشبع (4) لكل الخليقة سماوية وأرضية .
أجوع وأعطش إليك أيها المحبوب إليّ جدا .(5)
لتضع رأسك على صدري(6)
ولتترك حياتك بين يديّ
فتختبر شركة الحياة المقامة(7)
وتتمتع بحبي طعاما لنفسك
وسلامي الفائق (8) صحة لروحك !
يصير بري هو برك(9)
وتتمتع بكمالي فيصير كمالا لك .
لتشرب من ينابيع حبي فترتوي
بل وتفيض في داخلك ينابيع حب لا تنضب !(10)



يا إبني ، أنا أعلم أنك كنت جائعا وعطشانا ،
وكان البؤس واضحا على وجهك .
الآن روحي لم يشبعك ويرويك وحدك.
بل صرت جنّة مملوءة بأشجار مثمرة (11) ، وبها ينبوع لا ينضب (12)


إخوتك يجدون شبعهم وإرتواءهم بلقائهم معك (13)
وبتلامسهم مع روحي القدوس الساكن فيك .
ليس فقط إخوتك ، بل أنا مع أبي نحل فيك لنتمتع بالجنّة العجيبة (14)!
إننا ندعو السمائيين معنا ليتمتعوا بثمر الروح في جنّتنا المفرحة التي غرسناها فيك !



لا تستهن بنفسك يا إبني .
لم تعد بعد برية قاحلة مسكنا للشياطين .
ها أنت جنّة مملوءة من كل شجر (15) ، يبهج الأرضيين والسمائيين !
تحول أعماقك من وحل مملوء قذارة إلى سماء لن يدخلها شيئ دنس أو نجس .
لقد صارت أعماقك بيتي المقدس....فردوسي المبهج !!



مقدمة كتاب
أنت موضوع حبى
للقمص تادرس يعقوب ملطى