مع المسيح فى اسبوع الالام ... قصة مسلسلة

(حلم ام حقيقة ؟)

مع المسيح فى اسبوع الآلام

سبت ليعازر

- تابعت بكل اهتمام الاحداث الجارية فى مدينة الاسكندرية ، والهجمات الدموية على المسيحين هناك ، ثم ذهبت إلى حجرتى للنوم كعادتى كل يوم ولكن كان هناك سؤالاً يشغل كل تفكيرى ولم اجد له اجابة وهو : ما هو مصير هؤلاء الذين يموتون هكذا ؟ ...<O

<O
ثم استيقظت على صوت حنون يقول : " انا هو القيامة والحياة من آمن بى ولو مات فسيحيا وكل من كان حياً وآمن بى فلن يموت إلى الابد " ... ولكنى لم افهم اين انا او كيف اتيت الى هنا ، نظرت حولى ففهمت اننى بمكان مخصص لدفن الموتى وهناك جمع كثير يترقبون حدوث شيئاً ما ، فوقفت انظر إلى ما ينظرون إليه فوجدتهم ينظرون إلى من كان يتحدث منذ قليل وهو ساجداً امام احدى القبور يصلى ،

وكان هذا القبر تخرج منه رائحة كريهة فسألت من حولى عما يحدث ، قالوا : إنه يسوع الجليلى ونحن نتنظر حتى يقيم لنا ليعازر من الموت فقد مات ليعازر هذا منذ اربعة ايام ، سألتهم والدهشة تعلو وجهى .. وهل يعود الموتى إلى الحياة مرة اخرى ؟! ، فأجابونى قائلين : إنتظر وسترى بعينيك ، سألتهم : ولم كل هذه الثقة التى تتحدثون بها ؟ ، أجابونى : لانها ليست المرة الاولى فقد اقام اثنين من قبل من بين الاموات وهما إبنة يايرس وإبن ارملة نايين غير انه قام بالكثير من المعجزات .. فقد جعل الاعمى يبصر والمفلوج يمشى والابرص يبرىء والاخرس يتكلم ... فنظرت مرة اخرى إلى ذلك العظيم المدعو يسوع فرأيته يرفع عينيه نحو السماء قائلاً : " أيها الآب ، أشكرك لأنك سمعت لى ، وانا علمت انك فى كل حين تسمع لى . ولكنى لأجل الجمع الواقف قلت ، ليؤمنوا انك ارسلتنى " ثم نظر ناحية القبر وصرخ قائلاً : " إليعازر هلم خارجاً " . وللوقت رأيت رجلاً ملفوفاً بأقمشة يخرج من القبر فقال يسوع للجمع : حلوه من أربطته ودعوه يمضى إلى بيته ...
<O
وهنا وجدت جميع الواقفين يهللون ويسبحون الله على هذه المعجزة العظيمة ، وكان الجميع سعداء بعودة ليعازر الى الحياة مرة اخرى ، ما عدا مجموعة من الشيوخ وقفوا غاضبين يتحدثون فيما بينهم قائلين : ماذا سنفعل الآن مع ذلك المدعو يسوع ، كثيرون اتبعوا تعاليمه وآمنوا انه المسيا المنتظر الذى تنبأ عنه الانبياء فى القديم وبعد قليل يصبح جميع الشعب يتبعونه ، لابد وان نجد طريقة نهيج بها الشعب عليه حتى نعود الى مكانتنا الاولى وإلا سيأتى الرومان ويأخذون كل ما لنا ...
<O
وفيما انا اسمع هذا الحوار رأيت شابة تجول بين الناس وتخبرهم انهم مدعوون جميعاً لحضور وليمة فى بيتها ، فسألت : من تكون هذه ؟ ، فقالوا : انها مريم اخت ليعازر الذى اقامه يسوع . وفيما انا اتحدث معهم وجدتها امامى وتحدثنى قائلة : انت ايضاً مدعو للحضور الى بيتنا الليلة ... ، فقلت فى دهشة : انا ؟؟؟!!! ، قالت : نعم لانه يبدو انك غريب ولست من هذه البلدة . فقبلت دعوتها .. ولكنى لا اعرف البيت فسألتها واجابتنى قائلة : بعد قليل نمضى وأخوتى مع يسوع الى البيت وما عليك الا ان تتبعنا ، فقلت لها حسناً . <O
وبالفعل تبعتهم الى ان وصلوا الى بيت ليعازر ولكنى من شدة الزحام لم اتمكن من دخول البيت لحظة وصولى بل دخلت بعدها بوقت طويل ، وعند دخولى نظرت الى المتكأ فوجدت يسوع يجلس مع ليعازر واخرين لم اكن اعرفهم ، وفجأة تنبهت لتلك الفتاة التى قامت بدعوتى للحضور ورأيتها تحمل زجاجة فى يدها وهى تجوز وسط الجموع حتى وصلت إلى يسوع وفتحت الزجاجة ودهنت قدمى يسوع بها ومسحتهم بشعر رأسها ، وعلمت انها دهنت قدميه بطيب غالى الثمن لان رائحته إنتشرت فى كل ارجاء البيت ، ونظرت فإذا بأحد المتكئين بجوار يسوع يقول فى تذمر : " لماذا لم يبع هذا الطيب بثلاثمئة دينار ويعطى للفقراء ؟ " ، فأجابه يسوع قائلاً : " اتركوها انها ليوم تكفينى قد حفظته ، لان الفقراء معكم فى كل حين ، اما انا فلست معكم فى كل حين " ، لم افهم ماذا يقصد يسوع بكلامه هذا ولكنى سألت الجموع عن هذا المتذمر فقالوا : إنه الاسخريوطى احد تلاميذ يسوع ، فقلت لهم : كيف يكون تلميذه ويتذمر هكذا ؟ ،فقالوا : إنه ايضاً امين الصندوق ولكنه لم يتذمر هكذا من اجل الفقراء كما ادعى ولكن نحن نعلم انه يقتطع الكثير من الاموال لنفسه .<O
<O
وظللت معهم حتى انتهت الوليمة ، ولكن اين سأبيت ليلتى ؟؟؟ انا لا اعرف اى احداً هنا ، وفيما انا فى حيرتى هذه دعانى احد اهالى البلدة حتى ابيت ليلتى عنده وذهبت معه بالفعل ونمت هناك ........<O

<O

وغداً نلتقى مع دخول السيد المسيح الى مدينة اورشليم<O

مع المسيح فى اسبوع الآلام

وظللت معهم حتى انتهت الوليمة ، ولكن اين سأبيت ليلتى ؟؟؟ انا لا اعرف اى احداً هنا ، وفيما انا فى حيرتى هذه دعانى احد اهالى البلدة حتى ابيت ليلتى عنده وذهبت معه بالفعل ونمت هناك ........

أحد الشعانين

مع المسيح فى اسبوع الالام ... قصة مسلسلة 1051fb

مع المسيح فى اسبوع الالام ... قصة مسلسلة 1051fb

- وفى الصباح أتى صاحب البيت وأيقظنى قائلاً لى : هيا بنا هوذا يسوع صاعداً إلى اورشليم مع تلاميذه ، فقمت وذهبت معه وفى الطريق إلى اورشليم وجدت الجموع يخلعون ثيابهم ويلقون بها تحت اقدام الجحش الذى يجلس عليه يسوع ، فسألتهم : لماذا تفعلون هذا ؟ ، فقالوا : لانه هو. ، فقلت : هو من ؟ ، فقالوا : انه هو الآتى بأسم الرب ووجدتهم يسجدون واحداً تلو الاخر قائلين : مبارك الآتى بأسم الرب ، ومباركة هى ممكلة داود ، واخرون قطعوا اغصان الاشجار والقوها فى الطريق ، رأيت كل هذا وانا احاول الوصول إلى يسوع لكنى لم استطع الوصول إليه الا عندما وصلنا الى ابواب مدينة اورشليم وهناك ترك يسوع دابته واقترب من المدينة فأرتجت المدينة كلها قائلة : من هذا ؟ ، فقالت الجموع : هذا يسوع النبى الذى من ناصرة الجليل ... <O
<O

هنا رأيت يسوع ينظر الىَ يبتسم فأقتربت منه لكنه عاد ونظر إلى اورشليم وبكى قائلاً : " إنكِ لو علمتِ انتِ ايضاً ، حتى فى يومك هذا ما هو لسلامك ولكن الآن قد اخفى عن عينيكِ . فإنه ستأتى ايام ويحيط بكِ اعداؤكِ بمترسة ، يحدقون بكِ ويحاصرونكِ من كل جهة ، ويهدمونك وبنيكِ فيكِ ، ولا يتركون فيكِ حجراً على حجر ، لانك لم تعرفى زمان افتقادك " ...<O

<O
ثم نظر الىَ ثانيةً وقال لى : تعالى ولا تخف ، فأتيت إليه وجلست معه نتحدث سوياً ،

فسألته : لماذا يارب كل هذا الحزن ؟ فقال لى : ارأيت كل تلك الجموع ؟ وكيف وضعوا ثيابهم فى طريقى ؟ ، قلت : نعم يا رب فهم يحبونك حباً عظيماً ، فنظر إلىَ وقد ازداد حزنه وقال : إن هذا شعب غليظ الرقبة إنظر كيف يرحبون بى ولكن بعد عدة ايام سيطالبون بصلبى وموتى على عود الصليب ، صرخت قائلاً : لا يارب كيف وهم يحبونك ؟ ، فأجابنى قائلاً : " لأن أشعياء قال ايضاً : قد اعمى عيونهم وأغلظ قلوبهم لئلا يبصروا بعيونهم ويشعروا بقلوبهم ويرجعوا فأشفيهم " ، فقلت له : كيف يحدث هذا يارب ، فقال لى : لا تندهش فمن تلاميذى من يسلمنى إلى رؤساء الكهنة ومنهم من ينكر انه يعرفنى فلا تتعجب مما سيفعله الشعب .<O
<O
وفيما نحن نتحدث جاء إليه فيلبس واندراوس ومعهم جماعة من اليونايين طلبوا ان يروا يسوع ، " واما يسوع فأجابهما قائلاً : ( قد اتت الساعة ليتمجد ابن الانسان . الحق الحق اقول لكم إن لم تقع حبة الحنطة فى الارض وتمت فهى تبقى وحدها لكن إن ماتت تأتى بثمر كثير ، فمن يحب نفسه يهلكها ومن يبغض نفسه فى هذا العالم يحفظها إلى حياة ابدية ) " ، ثم انهى يسوع كلامه معهم قائلاً : " النور معكم زماناً قليلاً بعد فسيروا مادام لكم النور لئلا يدرككم الظلام ، والذى يسير فى الظلام لا يعلم إلى اين يذهب ، مادام لكم النور أمنوا بالنور لتصيروا ابناء النور " ، وهنا نظر الىَ يسوع فقلت له : يا رب لقد حل الظلام بالفعل ، فأبتسم وقال لى : هيا بنا سنذهب إلى بيت عنيا ونبيت ليلتنا هناك .............

وغداً نلتقى مع السيد المسيح وتطهير الهيكل

مع المسيح فى اسبوع الآلام

وهنا نظر الىَ يسوع فقلت له : يا رب لقد حل الظلام بالفعل ، فأبتسم وقال لى : هيا بنا سنذهب إلى بيت عنيا ونبيت ليلتنا هناك .............

يوم الاثنين

- وفى الصباح ايقظنى "توما" احد تلاميذ يسوع وقال لى : المعلم سيذهب إلى الهيكل فهل تريد ان تأتى معنا ؟ ، فقلت له : بكل تأكيد ، وسرت معهم فى الطريق إلى الهيكل ، وفيما نحن فى الطريق قال لى الرب يسوع : انا جائع فتعال معى ربما نجد ثمراً فى شجرة التين البعيدة هذه ، فقلت له حسناً يارب ، ولكن عندما أقتربنا من الشجرة لم يجد شيئاً إلا ورقاً ، فنظر إلىَ وقال : ماذا ترى فى تلك الشجرة ؟ ، فقلت له : انها ممتلئة ورقاً فقط لان هذا ليس بوقت التين ، فقال لى : إنظر .. لو كانت تلك الشجرة تعلم انى سوف آتى اليوم لأطلب ثمرها لكانت اخرجت افضل ثمر لديها ولكن لانها لا تعلم متى يكون الوقت لم تخرج ثمرها ، انت ايضاً هكذا ، فقلت : انا يا رب ؟؟؟ كيف ؟ ، فقال لى : انت ايضاً لا تعلم متى يطلب منك ثمرك ، لذلك لا تكون مثل هذه الشجرة ممتلىءً ورقاً من الخارج بل كن مستعداً دائماً وإلى النفس الاخير ، لانه فى يوم الحصاد كل شجر لا يأتى بثمر يقطع ويلقى فى النار. ، ثم نظر إلى الشجرة وقال لها : "لايكن منك ثمر بعد إلى الابد " ....<O
<O
ثم اكملنا طريقنا إلى الهيكل ودخلنا سوياًً انا والرب يسوع ، وما ان رأيت الشكل الداخلى للهيكل تحدثت إلى الرب يسوع قائلاً : يبدو اننا اخطئنا مقصدنا يا رب ، فهذا ليس بهيكل للصلاة بل من الواضح جدا انه سوق للبيع والشراء ، وفيما انا اتحدث سمعت اصوات صراخ الباعة ، فألتفت فلم اجد الرب يسوع بجوارى بل كان يقلب موائد الباعة والصيارفة وهو يصرخ فيهم قائلاً : " أليس مكتوباً : بيتى بيت صلاة يدعى لجميع الامم وأنتم جعلتموه مغارة لصوص " ، ورأيت الاطفال يسبحون صارخين : " أوصنا لابن داود " واما رؤساء الكهنة لما سمعوا تسبيح الصغار غضبوا جدا وقالوا للرب يسوع : " أتسمع ما يقول هؤلاء ؟ " واما هو فأجابهم قائلاً : " نعم . أما قرأتم قط : من افواه الاطفال والرضع هيأت تسبيحاً ؟ " فصمت رؤساء الكهنة لانهم لم يجدوا ما يردوا به عليه ، وبعد قليل قدموا إليه أناس بأمراض كثيرة فمد يسوع يده عليهم وشفاهم ، وهنا اغتاظ رؤساء الكهنة وطلبوا ان يهلكوه ، وهجم عليه جنود الهيكل حتى يمسكوه ولكن التلاميذ قاموا بتعطيلهم حتى خرجنا انا والرب يسوع من الهيكل ....<O
<O
وإنتظرنا التلاميذ بالخارج ، وعندما أتوا كان الوقت قد امسى فقال لهم الرب يسوع : هيا بنا الآن لنستريح فغداً لدينا يوم طويل فى الهيكل ، فقلت له : هل ستأتى إلى الهيكل ثانيةً وهم يريدون أن يقتلوك ؟ ، فقال لى : " الآن نفسى قد إضطربت . وماذا اقول : أيها الآب نجنى من هذه الساعة ؟ ولكن لأجل هذا أتيت إلى هذه الساعة . أيها الآب ، مجد إسمك " فجاء صوتً من السماء : " مجدت وأمجد ايضاً " .<O
<O
ثم نظر إلىَ وقال : هل سمعت الآن ؟ ولكن اقول لك لا تخف فلم تأتى ساعتى الآن ، ثم ذهبنا إلى بيت عنيا مرة أخرى وقضينا ليلتنا هناك ................<O
<O

وإلى اللقاء غداً مع يوم الأمثال <O

مع المسيح فى اسبوع الآلام

يوم الثلاثاء

<O

- وفى الصباح جاء الىَ توما ايضاً وأيقظنى قائلاً : هوذا المعلم ذاهب إلى الهيكل كما قال لنا بالأمس فهيا بنا ، وفيما نحن فى الطريق رأيت التينة التى لنها الرب يسوع بالأمس وقد يبست من الاصول ، فذهبت إلى بطرس واخبرته ، فتذكر بطرس وقال له " يا سيدى انظر التينة التى لعنتها قد يبست " فأجاب يسوع وقال لهم " ليكن لكم إيمان بالله . لأنى الحق اقول لكم : إن من قال لهذا الجبل : إنتقل وانطرح فى البحر ولا يشك فى قلبه ، بل يؤمن ان ما يقوله يكون ، فمهما قال يكون له . لذلك اقول لكم : كل ما تطلبونه حينما تصلون ، فآمنوا ان تنالوه ، فيكون لكم . ومتى وقفتم تصلون ، فأغفروا إن كان لكم على احدٍ شىء ، لكى يغفر لكم ايضاً ابوكم الذى فى السموات زلاتكم . وإن لم تغفروا انتم لا يغفر ابوكم الذى فى السموات ايضاً زلاتكم " ....<O
<O
- ثم دخلنا الهيكل وصار يسوع يمشى وسط الجموع ويعلمهم ، فجاء إليه بعض رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب قائلين له : " بأى سلطان تفعل هذا ؟ ومن اعطاك هذا السلطان ؟ " فأجاب يسوع وقال لهم : " وانا ايضاً اسألكم كلمة واحدة ، فإن قلتم لى عنها اقول لكم انا ايضاً بأى سلطان افعل هذا : معمودية يوحنا من اين كانت ؟ من السماء أم من الناس ؟ " .. فرأيتهم يتشاورون فيما بينهم قائلين : " إن قلنا : من السماء ، يقول لنا : فلماذا لم تؤمنوا به ؟ وإن قلنا : من الناس ، نخاف من الشعب ، لان يوحنا عند الجميع مثل نبى " فأجابوا يسوع وقالوا : " لا نعلم " فقال لهم هو ايضاً : " ولا انا اقول لكم بأى سلطان افعل هذا " ....<O
<O
- ثم بعد قليل ونحن فى الهيكل إبتدء يسوع يكلمهم بأمثال ولكنهم لم يستطيعوا ان يجيبوا عليه بشىء ، لانهم علموا انه تكلم عنهم بتلك الامثال ، وارادوا ان يمسكوه ولكنهم خافوا من الجموع ، فتذكرت كلام الرب يسوع لى بالامس بأنه لم تأتى ساعته بعد ، ولكنهم تشاوروا فيما بينهم مرة اخرى حتى يصطادوه بكلمة فأرسلوا إليه تلاميذهم وبعض الهيرودسيين ليسألوه عن دفع الجزية لقيصر ،

ولما كانت إجابته لا تحتمل التأويل تركوه ومضوا ، ثم بعد ذلك أتى إليه قوماً من الصدوقيون ، فسألت توما من يكون هؤلاء ؟ ، فأجابنى : إنهم قوم يقولون انه ليس هناك قيامة للموات فى اليوم الاخير ، واما هؤلاء فسألوا يسوع عن قيامة الاموات ولكنهم نالوا ما نال من سبقهم فبهتوا من تعاليمه وتركوه ومضوا ، وعندما رأى الفريسيين ما حدث مع الصدوقيين جاء احدهم إلى يسوع وسأله قائلاً : " يا معلم ، أية وصية هى العظمى فى الناموس ؟ " فقال له يسوع : " تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك هذه هى الوصية الاولى والعظمى . والثانية مثلها : تحب قريبك كنفسك ، بهاتين الوصيتين يتعلق الناموس كله والانبياء "....<O
<O
- وحدثت مناقشات كثيرة بين يسوع ورؤساء الكهنة والكتبة والفريسيين ، ولكن كل محاولاتهم لإصطياده بكلمة بائت بالفشل ، كل هذا يحدث وانا اشاهد فقط ولم استطع التحدث مع يسوع عن قرب بسبب الجموع ، ثم بعد ذلك حذر يسوع الجموع من الكتبة والفريسيين ، وقبل ان نغادر الهيكل وقف يسوع ونظر إليه وكأنها النظرة الاخيرة .. وقال : [size=21]" يا اورشليم ، يا اورشليم . يا قاتلة الانبياء وراجمة المرسلين إليها ، كم مرة اردت ان اجمع اولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ، ولم تريدوا . هوذا بيتكم يترك لكم خراباً . لأنى اقول لكم : إنكم لا تروننى من الآن حتى تقولوا : مبارك الآتى باسم الرب . " ....<O
<O
- ثم غادرنا الهيكل وتركت انا الرب يسوع وتلاميذه يذهبون الى بيت عنيا وذهبت انا الى بيت الرجل الذى استضافنى فى الليلة الاولى ، وجلسنا نتحدث بعض الوقت حتى ذهب كلاً منا لينام ....<O
<O

إنتظرونى اليوم مع يوم الاربعاء وخيانة يهوذا

[/size]

مع المسيح فى اسبوع الآلام
<O
يوم الاربعاء

<O

- وفى الصباح جاء صاحب البيت وأيقظنى قائلاً لى : سأذهب الى الحقل لأعمل هناك ، فماذا ستفعل انت اليوم ؟ ، فقلت له : سأذهب الى يسوع واقضى معه اليوم بالكامل ثم اعود فى الليل لأبيت هنا ، فقال لى : حسناً كما تريد ، وذهب كلاً منا فى طريقه ، وعند وصولى الى بيت عنيا وجدت التلاميذ يجلسون معاً وهم متحيرون جدا ، فسألتهم عن سر هذه الحيرة ، فأجابوا قائلين : لقد تحدث المعلم بالامس عن خراب اورشليم ونحن مغادرين الهيكل ولكنه لم يقل لنا متى يكون هذا ؟ ، فقلت لهم : وأين يسوع الان ؟ ، قالوا : انه يجلس على جبل الزيتون ، فقلت لهم : اذن هيا بنا لنسأله ، وبالفعل ذهبنا الى يسوع وتقدم إليه التلاميذ قائلين : " قل لنا متى يكون هذا ؟ وما هى علامة مجيئك وإنقضاء الدهر ؟ " ، فأجابهم يسوع قائلاً : " انظروا لا يضلكم احد ، فإن كثيرون سيأتون بأسمى قائلين انا هو المسيح فيضلون كثيرين ، وسوف تسمعون بحروب واخبار حروب ، إنظروا لا ترتاعوا لانه لابد ان تكون هذه كلها ، ولكن ليس المنتهى بعد ...... ولكن هذه كلها مبتدأ الاوجاع حينئذ يسلمونكم الى ضيق ويقتلونكم وتكونون مبغضين من جميع الامم لأجل اسمى ." ... ثم كلمهم يسوع بأمثال عن انقضاء الدهر ومجيئه الثانى ، ثم انهى يسوع كلامه معهم قائلاً : " الحق اقول لكم بما انكم لم تفعلوه بأحد هؤلاء الاصاغر فبـى لم تفعلوا ، فيمضى هؤلاء إلى عذاب ابدى والابرار الى حياة ابدية "<O

<O
- ثم قال لهم يسوع : " تعلمون انه بعد يومين يكون الفصح وابن الانسان يسلم ليصلب " ، فقلت له : الازلت مصراً يا رب على ان احدهم سيسلمك ؟ ، فقال لى : انتظر وستعرف كل شى بنفسك ... ثم أتى الينا احد الفريسيين يدعى "سمعان الابرص" ودعانا الى بيته ، وفيما نحن نأكل مع المعلم فإذا بإمراة تدخل البيت وهى تبكى وفى يدها زجاجة مثل التى كانت فى يد مريم اخت ليعازر ثم فتحتها وسكبتها على راس يسوع ، ولكن هذه المرة فقد اغتاظ جميع التلاميذ قائلين : " لماذا هذا الاتلاف ؟ لانه كان يمكن انا يباع هذا الطيب بكثير ويعطى للفقراء " ، فعلم يسوع وقال لهم : " لماذا تزعجون المرأة ؟ فإنها قد عملت بى عملاً حسناً ، لان الفقراء معكم فى كل حين واما انا فلست معكم فى كل حين ، فإنها إذ سكبت هذا الطيب على جسدى انما فعلت ذلك لاجل تكفينى ، الحق اقول لكم حيثما يكرز بهذا الانجيل فى كل العالم يخبر ايضاً بما فعلته هذه تذكاراً لها " .<O

<O
- بينما كان يسوع يتحدث لاحظت ان يهوذا صامتاً ولا يتحدث كثيراً ، ثم انسحب فى هدوء من بين المتكئين فشككت فيما سيفعله ، فخرجت وراءه اتتبعه دون ان يلاحظنى ، فإذا به يذهب الى بيت رئيس الكهنة ودار بينهما الحوار الآتى :<O
<O

* جئت إليكم حتى أسلمكم يسوع الناصرى .<O

* ومن قال لك اننا نريد ان نضع يدنا عليه ؟<O

* انا يهوذا الاسخريوطى تلميذ يسوع واعلم انكم حاولتم كثيراً القبض عليه ولكنكم لم تتمكنوا خوفاً من الجموع ولكنى سأخبركم بمكانه عندما يكون بعيداً عن الجموع .<O

* حسناً وماذا تريد فى المقابل ؟
<O
* اريد اموالاً كثيرة كى أتاجر واربح الكثير والكثير .<O

* حسناً عندما تأتى وتخبرنا بمكانه سنعطيك ما تريد .<O

<O
- وخرج يهوذا من بيت رئيس الكهنة وعلى وجهه ابتسامة خبيثة ، فتحدثت معه قائلاً : لماذا ؟ ، فقال : لماذا ماذا ؟ ، قلت : لماذا تسلم المعلم وانت احد تلاميذه ؟ ، قال : وما دخلك انت ؟ ... انا سأسلمه لهم حتى يتكلموا معه على انفراد وأأخذ انا الاموال ... فما العيب فى ذلك ؟ ، قلت : إنك لا تعمل ما ستفعله بالمعلم لان رؤساء الكهنة لو وضعوا ايديهم عليه سيقتلوه . ، فقال : لا ... لن يحدث هذا .. وإياك ان تقول لأحدٍ انك رأيتنى هنا ....<O

<O
- ثم بعد ذلك رجعت الى الرب يسوع فى بيت عنيا وأخبرته بما حدث بين يهوذا ورئيس الكهنة ، فقال لى : ألم اقل لك ان منهم من ينكرنى ومنهم من سيسلمنى ؟ ، فقلت : نعم يارب عندما كنت تقول هذا لم اكن اصدق ان هذا سيحدث ، ولكن الآن بعد ان رأيت بعينى تأكدت من كل شىء ....<O

<O
- ولكنى لاحظت أن يسوع يريد ان يجلس بمفرده فتعللت بطول الطريق بين بيت عنيا والبيت الذى أبيت فيه ، واستئذنت منه وسرت فى طريقى الى البيت ، حتى وصلت ونمت ليلتى هناك ....<O
<O

<O

وغداً نلتقى مع يوم الخميس والعشاء الأخير<O

مع المسيح فى اسبوع الآلام

خميس العهد<O

<O
<O

- وفى الصباح إستيقظت ، وذهبت إلى الرب يسوع فقابلنى التلاميذ ، ولكنى لم أجد بينهم بطرس ويوحنا فسألتهم عنهما ، فقالوا : إنهم مع المعلم بالداخل لانه طلبهما هما الاثنين فقط ، فتسللت الى الداخل لأرى ما هو هذا الشىء الهام والسرى الذى يريد يسوع ان يخبر به بطرس ويوحنا ، فرأنى يسوع وقال لى : تعال . ، فتعجب بطرس ويوحنا قائلين : ولكن يارب لا يجب ان يعلم احداً غيرنا بما سوف تقوله ، فقال لهم يسوع : لا تخافوا إنه يحبنى ولن يخبر احداً بشىء ، ثم نظر إلىَ وقال : أليس كذلك ؟ ، فقلت : بكل تأكيد يا رب ، فعاد ونظر الى بطرس ويوحنا وقال لهم : " إذهبا الى المدينة فيلاقيكما انسان حامل جرة ماء اتبعاه ، وحيثما يدخل فقولا لرب البيت : المعلم يقول : اين المنزل حيث أكل الفصح مع تلاميذى ؟ فهو يريكما علية كبيرة مفروشة معدة ، هناك أعدا لنا " ... فذهبت معهم وحدث كل ما قال عنه يسوع ليوحنا وبطرس ، ثم بعد ذلك ذهبنا الى السوق وأشترا بطرس فطيراً وخمراً واعشاباً مرة ، فسألته : لما كل هذا ؟ ، فقال : إنه الاستعداد للفصح كما أمرنا به الرب فى العهد القديم ....<O
<O

- ثم رجعنا الى يسوع وقال له بطرس : كل شىء معد يا رب ، فهيا بنا . ، وذهبنا جميعاً (الرب يسوع والتلاميذ وانا معهم) وصعدنا الى العلية ، وأبتدء التلاميذ يغتاطون فيما بينهم قائلين : " لماذا لم يخبرنا المعلم بمكان الفصح منذ البداية ؟ ولم بطرس ويوحنا بالتحديد ؟ ألا يثق بنا المعلم ؟ ام انهما اعظم منا لديه ؟ ، فعلم يسوع بما فى قلوبهم ، واما هو قام عن العشاء ، وخلع ثيابه ، وأخذ منشفة وأتزر بها ، ثم صب ماءً فى مغسل ، وابتدء يغسل ارجل التلاميذ ويمسحها بالمنشفة التى كان متزراً بها . فجاء الى سمعان بطرس فقال له ذاك : " يا سيد ، انت تغسل رجلىَ ؟ " ، أجاب يسوع وقال له : " لست تعلم انت الآن ما انا اصنع ، ولكنك ستفهم فيما بعد " . قال له بطرس : " لن تغسل رجلىَ ابداً " أجابه يسوع : " إن كنت لا اغسلك فليس لك معى نصيب " قال له سمعان بطرس : " يا سيد ، ليس رجلىَ فقط بل ايضا يدى ورأسى " قال له يسوع : " الذى قد اغتسل ليس له حاجة الا الى غسل رجليه ، بل هو طاهرٍ كله . وأنتم طاهرون ولكن ليس كلكم " لأنه عرف مسلمه لذلك قال : " لستم كلكم طاهرون " ....... ثم إلىَ يسوع ليغسل رجلىَ فلم استطع ان امنعه بعدما سمعت ما قاله لبطرس ، ثم اتكأ مرة أخرى وحدث التلاميذ قائلاً : " أتفهمون ما قد صنعت بكم ؟ انتم تدعونى معلماً وسيداً وحسنا تقولون لانى انا كذلك . فإن كنت وانا السيد والمعلم قد غسلت ارجلكم فأنتم يجب عليكم ان يغسل بعضكم ارجل بعضٍ ، لانى اعطيتكم مثالاً ، حتى كما صنعت انا بكم تصنعون انتم ايضاً ، الحق الحق اقول لكم أنه ليس عبد اعظم من سيده ولا رسول اعظم من مرسله . إن علمتم هذا فطوباكم إن عملتموه "<O
<O

- ثم جلسنا لنأكل وفيما نحن نأكل قال لهم يسوع : " الحق اقول لكم : إن واحداً منكم يسلمنى " فحزن التلاميذ جداً وأبتدء كل واحدٍ منهم يقول له : " هل انا هو يا رب ؟ " فأجاب وقال : " الذى يغمس يده معى فى الصحفة هو يسلمنى ، إن ابن الانسان ماضٍ كما هو مكتوب عنه ولكن ويل لذلك الرجل الذى يسلم ابن الانسان كان خيراً لذلك الرجل لو لم يولد " ، فأجاب يهوذا مسلمه وقال : " هل انا هو يا سيدى ؟ " قال له : " انت قلت " ....<O
<O

- ثم بعد ذلك ونحن نأكل قام يسوع فى الوسط وأخذ الخبز وبارك وكسر واعطى التلاميذ وقال : " خذوا كلوا . هذا هو جسدى " ، وأخذ الكأس وشكر وأعطاهم قائلاً : " اشربوا منها كلكم ، لان هذا هو دمى الذى للعهد الجديد الذى يسفك من اجل كثيرين لمغفرة الخطايا . وأقول لكم إنى من الآن لا أشرب من نتاج الكرمة هذا لإلى ذلك اليوم حينما اشربه معكم جديداً فى ملكوت أبى "

.......... ثم بعد أن تناولنا جميعاً من جسد الرب ودمه تحدث يسوع للتلاميذ قائلاً : " كلكم تشكون فىَ فى هذه الليلة ، لأنه مكتوب : أنى اضرب الراعى فتتبدد خراف الرعية . ولكن بعد قيامى اسبقكم الى الجليل " فأجاب بطرس وقال له : " وإن شك فيك الجميع فأنا لا أشك فيك ابداً " ، قال له يسوع : " الحق اقول لك : إنك فى هذه الليلة قبل ان يصيح ديك تنكرنى ثلاث مرات " قال له بطرس : " وإن اضطررت ان اموت معك لا انكرك " هكذا قال ايضاً جميع التلاميذ .. وفى هذه الاثناء كان يهوذا قد اختفى من وسطنا .

<O
<O

- فأخذنا يسوع إلى ضيعة فى جبل الزيتون يقال لها "جثسيمانى" ، ثم قال للتلاميذ : " اجلسوا ههنا حتى امضى واصلى هناك " ثم اخذ معه بطرس وابني زبدى ، وكان حزيتاً جدا ومكتئب حتى انه قال لنا : " نفسى حزينةً جدا حتى الموت . امكثوا ههنا واسهروا معى " ، ثم ابتعد عنا قليلاً فتبعته فرأيته يسجد على الارض باكياً من شدة حزنه وكان يصلى قائلاً : " يا أبتاه إن أمكن فلتعبر عنى هذه الكاس ، ولكن ليس كما اريد انا بل كما تريد انت " ثم ذهب يسوع ليرى بطرس وابني زبدى فوجدهم نياماً فقال لبطرس : " أهكذا ماقدرتم ان تسهروا معى ساعةٍ واحدةٍ ؟ اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا فى تجربة أما الروح فنشيط واما الجسد فضعيف " ثم عاد يسوع الى حيث كان يصلى وصلى قائلاً : " يا أبتاه إن لم يمكن ان تعبر عنى هذه الكاس إلا أن اشربها فلتكن مشيئتك " ، فتقدمت إليه وسألته : عن اى كأس تتحدث يا رب ؟ ، فأجابنى : كأس رجسات ونجاسات وخطايا العالم . ، قلت : ولماذا تشربها انت يا رب ؟ ، فقل : لأنه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية . ، قلت : اى حباً هذا ؟ ، قال : إنه حبى لك ولكل إنسان فى العالم . ، قلت : حبك لى ؟؟؟!!! ، هل تعنى انك ستشرب مرارة خطاياى انا ايضاً ؟؟ ، قال : لهذا قد ولدت انا . ، قلت : [size=21]آآآآآآآآآآآآهٍ يا رب ، لو كنت اعلم اننى سأفعل هذا بك لما كنت اخطأت ابداً ، فنظر إلىَ فى حنو ثم ذهب ليرى التلاميذ فوجدهم نياماً ايضاً ، فعاد وصلى ثانيةٍ وفجأة ظهر له ملاك ليقويه ، ومن شدة الاجهاد كان عرقه كقطرات من الدم تسقط على الارض ،

ثم ذهب مرة اخرى ليرى التلاميذ فوجدهم لازالوا نياماً فقال لهم : " ناموا الآن واستريحوا ، هوذا الساعة قد إقتربت وابن الانسان يسلم الى ايدى الخطاة . قوموا ننطلق هوذا الذى يسلمنى قد إقترب . " <O
<O

- ورأيت يهوذا قادم من بعيد ومعه جمع كثيراً بسيوف وعصى ، فال لهم يسوع : " كأنه على لص خرجتم بسيوف وعصى لتأخذونى . كل يوم كنت معكم فى الهيكل اعلم ولم تمسكونى ولكن لكى تكمل الكتب " ، ثم تقدم يهوذا وقبل يسوع ، فقال له يسوع : " أبقبلة تسلم ابن الانسان ؟ " ، فهجم بطرس على عبد رئيس الكهنة "ملخس" وقطع أذنه ، فقال يسوع لبطرس : " أجعل سيفك فى الغمد ، الكأس التى اعطانى الرب ألا اشربها ؟ " وانحنى يسوع وأخذ الاذن المقطوعة واعدها كما كانت ، وبعد ذلك قام يسوع وسأل الجنود قائلاً : " من تطلبون ؟ " ، أجابوه : " يسوع الناصرى " قال لهم " انا هو " فرأيتهم يرجعون إلى الوراء ويسقطون على وجوههم وعندما قاموا سألهم ثانيةٍ : " من تطلبون " فقالوا : " يسوع الناصرى " . أجاب يسوع : " قد قلت لكم : إنى انا هو فإن كنتم تطلوبننى فدعوا هؤلاء يذهبون " ، ... وهنا حدث ما لم اكن اتوقعه فقد هرب جميع التلاميذ تركوا يسوع وحيدا ، حتى يوحنا جرى بعيداً فذهبت خلفه ولكننى فقدت آثره وتهت ، وفيما انا اسير فى الطريق كان الفجر قد اقترب وابتدء النور يظهر ، وتحت احد الاشجار وجدت كيساً ملقى على الارض وتخرج منه قطع فضية فنظرت لأعلى فرأيت يهوذا معلقاً من رقبته فى احدى فروع الشجرة فخفت كثيراً وهربت من المكان ، وبعد ذلك استطعت العثور على يوحنا ثانيةٍ ولكنه هذه المرة لم يكن وحيداً بل كانت معه "مريم ام يسوع" و "مريم التى يقال لها المجدلية" ، وعلمت منه ان رؤساء الكهنة قد حاكموا يسوع وأتوا بشهودٍ زور ، ثم قالوا انه مستوجب الموت ولكنهم سيذهبون به غداً الى بيلاطس لانهم لا يقدرون ان يحكمون عليه بالموت حسب الشريعة ، وسألته عما اذا كان بطرس قد انكر يسوع بالفعل أم لا ؟ ، فرأيت علامات الحزن على وجه يوحنا وقال لى : نعم لقد أنكره بطرس ثلاث مرات قبل ان يصيح الديك . ، فسألته : وماذا سنفعل الآن ؟ ، فأجابنى قائلاً : سننتظر حتى الصباح ونذهب الى دار الولاية ونرى ماذا سيحدث .......<O
<O

وفى هذه الليلة لم ينم أحد ......<O
<O

وغداً مع الجمعة الحزينة وصلب الفادى

[/size]

الجمعة الحزينة<O<O

- وعند شروق الشمس ذهبنا انا ويحنا والمريمات إلى دار الولاية ، وكان اليهود قد سبقونا إلى هناك مع يسوع ، وكان الجميع فى إنتظار بيلاطس ، فخرج بيلاطس وتحدث مع رؤساء الكهنة ولكنهم لم يستطيعوا ان يأتوا بدليل إدانة ليسوع يستحق الحكم بالموت ، فأخذ يسوع وكلمه على انفراد قائلاً : أأنت ملك اليهود ؟ ، فأجابه يسوع قائلاً : انت تقول ولكن مملكتى ليست من هذا العالم ، لو كانت مملكتى من هذا العالم لكان خدامى يجاهدون لكى لا اسلم لليهود ، ولكن الآن ليست مملكتى من هنا ، فقال له بيلاطس : أفأنت اذاً ملك ؟ ، أجاب يسوع : انت تقول إنى ملك . لهذا قد ولدت انا ولهذا قد أتيت الى العالم لأشهد للحق . كل من هو من الحق يسمع صوتى ، قال له بيلاطس : ما هو الحق ؟ ، وفى تلك الاثناء أتى احد خدام بيلاطس برسالة من زوجته "كلوديا" جاء فيها : أياك وذلك البار لانى تألمت اليوم كثيراً فى حلم من اجله. ، فخاف بيلاطس من ان يحكم على يسوع وخرج مرة اخرى الى رؤساء الكهنة وقال لهم : انى لا اجد علة فى هذا الانسان ، فصرخ رئيس الكهنة قائلاً : ولكن يا سيدى الوالى ان هذا المضلل يفسد الشعب ، فأجاب بيلاطس : حسناً ان ٍاجلده ثم أطلقه ، ولكنى رأيت جموع اليهود تصرخ قائلة : ((إصلبه ... إصلبه)) ، فأمر بيلاطس احد جنوده بأن يأخذ يسوع ليجلدوه ، ثم بعد فترة ليست بقليلة عاد به ثانيةٍ فنظرت إلى جسد الرب يسوع فوجدته اصبح مثل أرض حرثت بمحراث كله ثقوب والدماء تنزف من كل جزء فيه ، ورأيت اكليلاً من الشوك مضفر وموضوع على هامته وذلك من استهزاء الجنود به كما انهم ألبسوه الارجوان ، فلم استطع ان انظر الى يسوع كثيراً وهو بهذه الحالة ، فنظرت الى بيلاطس فوجدته يحدث اليهود قائلاً : انا الآن قد عاقبته ولكنى لا اجد فيه علة واحدة تستحق الموت لذا فانا سأطلقه ، فصرخ الشعب بصوت عظيم ((إصلبه ... إصلبه)) ، فخاف بيلاطس من ان يثور عليه الشعب فقال لهم : لقد اعتدت ان اطلق لكم اسيراً فى كل عيد وها انا الآن اعطيكم حق الاختيار بين يسوع الذى يدعى "المسيح" وباراباس القاتل ، فصرخ الشعب قائلاً أطلق باراباس ، فقال بيلاطس : وماذا افعل بيسوع ؟ فصرخ الشعب قائلاً : ليصلب .. إصلبه .. إصلبه ، فطلب بيلاطس من احد خدامه أن يأتيه بماء ، وغسل بيلاطس يديه وهو يقول : انى برىء من دم هذا البار ، فأجاب اليهود وقالوا : دمه عينا وعلى اولادنا ، وتكرر هذا الرد ثلاث مرات ، ثم سلمهم يسوع ليصلبوه ....<O

<O
- وصار يسوع فى طريق الصلب ، وفيما هو يسير فى الطريق كان يسقط من ثقل حمل الصليب وضرب الجنود الرومان له ، وبينما انا اشاهد كل هذا رأيت الرجل الذى استضافنى لأبيت فى بيته فسألته : أين كنت ؟ ، فأجابنى : لقد كنت أعمل فى الحقل منذ الصباح وعندما علمت بما حدث ليسوع أتيت مسرعاً ، فقلت له وانا انظر الى يسوع : أتعلم .. منذ ان قابلتك اول مرة وحتى الان وانا لا اعرف ما هو اسمك !! ، فسمعته يقول : سمعان القيروانى يا سيد ، فنظرت له وقلت : سيد ؟؟؟!!! فتنبهت فإذا به لا يحدثنى انا بل يتحدث الى احد الجنود الرومان والذى سأله عن اسمه فى نفس لحظة سؤالى ، ثم قال له الجندى : تعال واحمل الصليب عن هذا المذنب فهو لم يعد يستطيع ان يحمله ، فرفض سمعان ولكنى اقنعته بأن يساعد يسوع ، فحمل سمعان الصليب مع يسوع . حتى وصلا إلى موضع يقال له "جمجمة" ، وهناك صلبوا يسوع بين اثنين من المجرمين واحداً عن يمينه والاخر عن يساره حتى يتم المكتوب "وأحصى مع أثمة" فوقفت مع يوحنا والمريمات تحت الصليب وسمعت يسوع يقول : يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون ،

وسمعت رؤساء الكهنة يستهزئون به ويسخرون منه قائلين : يدعى انه يخلص الهالكين واما نفسه فلا يقدر ان يخلصها ... إن كنت انت المسيا النتظر فإنزل عن الصليب حتى نؤمن بك ... هــهــهــا ، حتى ان اللص الذى عن يساره عايره قائلاً : إن كنت انت المسيح فلما لا تخلص نفسك وتخلصنا معك من هذا العذاب ؟ ، واما اللص الذى عن يمينه وبخ اللص الاخر قائلاً : ماذا تقول ؟ ألا تخاف الله ؟ إننا فى هذا العذاب بسبب ما اقترفناه من اخطاء واما هذا فلم يفعل شيئاً يستحق الموت ، ثم وجه كلامه الى يسوع قائلاً : اذكرنى يا رب متى جئت فى ملكوتك ، فأجاب يسوع وقال له : الحق الحق إنك اليوم تكون معى فى الفردوس ، ثم بعد قليل قال يسوع : انا عطشان ، فتقدم احد الجنود وبلل إسفنجة بخل ممزوج بمر وقدمها ليسوع فللوقت صرخ يسوع قائلاً : إلهى .. ألهى .. لماذا تركتنى ، وفجأة حل على الارض ظلام ما يقرب من ثلاث ساعات رغم اننا كنا فى وقت الظهيرة وكأن الآب قد استجاب لصرخة الابن ، فنظر يسوع الى يوحنا وقال له : يا يوحنا هوذا امك ... ثم نظر الى مريم أمه وقال لها : يا امرأة هوذا ابنك ، فصرخت أمه قائلة : واما العالم فيفرح لقبوله الخلاص واما احشائى فتلتهب عند نظرى الى صلبوتك الذى انت صابر عليه من اجل الكل ... يابنى وإلهى ، وبكت بكاءٍ مراً ، فرفع يسوع رأسه نحو السماء وقال : يا أبتاه بين يديك استودع روحى ، ثم صرخ بصوت عظيم وأسلم الروح .... <O

<O
- وهنا حدثت زلزلة عظيمة وركض الجميع من شدة الخوف حتى انا خفت وركضت بعيداً ولكن يوحنا والمريمات بقوا تحت الصليب وفيما انا اركض بعيداً مررت امام الهيكل فسمعت رؤساء الكهنة ينحون لأن حجاب الهيكل قد إنشق من المنتصف ، ولكننى أكملت ركضى فإذا بالقبور تنفتح والاموات تخرج منها فإزداد خوفى ، حتى وصلت الى الشجرة التى رأيت يهوذا معلقاً بها فوجدت جسده يسقط من شدة الزلزلة ولكنه سقط على قطعة حديدية فدخلت الى امعائه واخرجت احشائه خارجاً فإزددت خوفاً أكثر وأكثر ، ولكن بعد قليل هدأت الزلزلة فعدت الى يوحنا وسألته : ماذا سنفعل الآن ؟ ، أجابنى إن يوسف الذى من الرامة وأخر يدعى نيقوديموس يطلبان الآن من بيلاطس أخذ جسد يسوع لندفنه ، فنظرت الى جسد يسوع المعلق على عود الصليب فوجدته مطعوناً بحربة فى جنبه ، فسألت يوحنا قائلاً : من فعل هذا ، قال : ان الجنود الرومان عندما حدثت الزلزلة كسروا ارجل اللصين حتى يموتوا وعندما أتوا الى يسوع وجدوه قد مات بالفعل ولكن احدهم اراد ان يتأكد من موته فطعنه بالحربة وللوقت خرج من جنبه دماً وماء ، وفيما نحن نتحدث جاء يوسف الرامى ونيقوديموس وقالا : ان بيلاطس سمح بأن نأخذ الجسد ، ثم انزلا الجسد من فوق الصليب وكفنوه ووضعوه فى قبر جديد لم يوضع فيه احداً من قبل ....

<O
- وعندما علم رؤساء الكهنة بما حدث ذهبوا الى بيلاطس وكلموه قائلين : نطلب منك يا سيدى ان تضع حراسة على القبر لئلا يأتى التلاميذ فى الليل ويسرقون الجسد ويقولن انه قد قام من بين الاموات كما تنبأ من قبل ، واما بيلاطس فأجابهم قائلاً : لكم جنودكم فافعلوا انتم ما تريدون ، وبالفعل قام رؤساء الكهنة بوضع حراسة مشددة على القبر وختموا الحجر الموضوع عليه ....<O
<O

ورجعنا جميعاً إلى بيت مريم ام يسوع ....<O

<O

وفى اليوم التالى قضيت النهار كله مع التلاميذ فى العلية ،

لأنهم كانوا خائفين من ان يحدث لهم مكروه<O
<O
<O

وغداً

" المسيح قام ... بالحقيقة قام "
<O
" إخرستوس أنستى ... أليسوس أنستى "<O

يوم الأحد

إخرستوس انستى ... أليسوس انستى

مع المسيح فى اسبوع الالام ... قصة مسلسلة 17

- وفى الفجر كانت المريمات قد اعددن حنوطاً واطياب ليضعوها على جسد يسوع فى القبر ، فطلبت منهم ان اذهب معهم ، وفيما نحن فى الطريق كن يتسائلن كيف سيحركون الحجر المختوم الموضوع على القبر ؟ ، وهل سيسمح لهم جنود رؤساء الكهنة بهذا أم لا ؟ ، فقلت لهم : إذا سمح لنا الجنود أن نزحزح الحجر وندخل الى القبر فسأساعدكم فى ذلك ....

- وما أنا وصلنا الى القبر وجدنا الجنود نائمون ، والقبر مفتوح ، فأسرعنا ودخلنا الى القبر فوجدناه فارغ ، ولكن كان هناك ملاكان واحداً عند موضع القدمين والاخر عند موضع الرأس ، وأما المريمات كن خائفات ونكسن وجوههن الى الارض ، فقالا الملاكان لهن : "لماذا تطلبن الحى بين الاموات ؟ ليس هو ههنا ، لكنه قام . اذكرن كيف كلمكن وهو بعد فى الجليل قائلاً : إنه ينبغى ان يسلم ابن الانسان فى ايدى اناس خطاة ، ويصلب ، وفى اليوم الثالث يقوم " فتذكرت المريمات كلام يسوع وذهبن جميعا ليخبرن التلاميذ ماعدا مريم المجدلية بقت وحدها تبكى امام القبر وانا اراقبها من بعيد ... ثم ظهر امامها رجلاً بملابس شديدة البياض وكلمها قائلاً : يا امرأة لماذا تبكين ؟ أجابته : لقد اخذوا المعلم ولا اعلم اين وضعوه ... ثم نظرت اليه قليلاً ثم صرخت " المعلم المعلم " ، واقتربت منه تريد ان تلمسه واما هو فمنعها قائلاً : " لا تلمسينى لانى لم اصعد بعد الى ابى . ولكن اذهبى الى اخوتى وقولى لهم : انى اصعد الى ابى وابيكم وإلهى وإالهكم " ....

- فذهبت مريم الى التلاميذ فوجدتهم غير مصدقين كلام من سبقوها فقالت لهم : صدقونى فقد ظهر المعلم لى وقال انه صاعد الى السماء و ........ وفيما هى تتحدث جرى بطرس ويوحنا الى القبر ليروا ويتأكدوا بنفسهم فوجدوا القبر فارغ بالفعل فرجعوا وهم متحيرون ....

- وفى المساء كنت مع التلاميذ فى العلية ولكن توما لم يكن موجوداً ، وكان التلاميذ قد اغلقوا الابواب من شدة الخوف ، وجلسنا نتناقش هل قام يسوع بالفعل ام لا ؟ ، وفجأة ظهر يسوع فى الوسط وقال : " سلام لكم " فظنوا انهم رأوا شبحاً فمد لهم يديه وقال لهم : انى انا هو ، جسونى وانظروا اثار المسامير فى يدىَ ورجلىَ " ثم اختفى بعد ان تأكدوا انه هو يسوع وانه قد قام من بين الاموات ....

- وبعد قليل أتى توما واخبرناه بما حدث فلم يصدق وقال : لن اصدق ما تقولون الا اذا وضعت اصبعى فى جنب يسوع مكان طعن الحربة ، وبالفعل ظهر له يسوع وجعله يضع اصبعه فى جنبه فآمن توما بقيامة يسوع ، فقال له يسوع : " لانك رأيتنى يا توما آمنت ، طوبى للذين آمنوا ولم يروا " ....

- وبعد ذلك صعدت الى الدور العلوى من بيت يوحنا ونظرت من النافذة فوجدت شىء يلمع اسفل النافذة فمددت يدى لالتقطه ولكنه كان بعيداً فمددت يدى اكثر حتى فقدت توازنى وسقطت من النافذة الى الاسفل ...................

وعندما افقت وجدت نفسى ملقى على الارض ولكن ليس تحت نافذة يوحنا

ولكن ملقى على الارض بجوار سريرى وفى غرفة نومى

فنهضت من على الارض وانا اتسائل ( هل كان هذا حلمٍ ام حقيقة ؟ )

وبكده تكون القصة انتهت واتمنى انها تكون عجبتكم

وبشكر كل واحد تابع القصة او رد وشجعنى

وكل سنة وانتم طيبين وبكل صحة وسلام

المسيح قام ... بالحقيقة قام

مجهود رااااااائع
تعيشي يا غاده

نانووووووووووووو Very Happy