الموت اللذيذ ...

الموت اللذيذ !!

استوقفتني اية جميلة في سفر الحكمة الاصحاح الرابع اية 7 :
" اما الصديق فإنه وان تعجله الموت يستقر في الراحة"
وجأء السؤال يلح عليَ....
لماذا لا يخاف الصديقون من الموت؟.... بل ويشتهونه!!!
هوذا بولس الرسول يهتف " لي اشتهاء ان انطلق" فهو يعتبر الحياة تقييد والموت انطلاق!!!... ويقول في موضع اخر " الموت هو ربح" !!!
فما هي فلسفتك في الحياة يا بولس الرسول؟ او بالاحري ما هي فلسفة القديسين او الصديقين في هذه الحياة؟ فالكل يحب الحياة ويكره الموت؟ فلماذا انتم تحبونه؟

انا اعتقد انهم لا يخافون الموت بسبب عدة اشياء:
1) انهم ليسوا مرتبطين بالعالم وشهواته, يعيشون في العالم ولا يعيش العالم فيهم, يعيشون في العالم كغرباء ... وبالتالي مستعدون لترك هذا العالم ... لن يحزنوا لو تركوا العالم بجسدهم لأنهم تركوه قبلا بقلوبهم وارواحهم ..... ويهتفون:
غريبا عشت في الدنيا نزيلا مثل ابائي
تركت مفاتن الدنيا ولم احفل بناديها
ورحت اجر ترحالي بعيدا عن ملاهيها
خلي القلب لا اهفو لشئ من ملاهيها
نزيه السمع لا اصغي الي ضوضاء اهليها
2) انهم ايضا غير مرتبطين بذواتهم, هناك اناسا ممكن يكونوا غير مرتبطين بالعالم لكن مرتبطين بذواتتهم... ممكن يكونوا بيصلوا ويصوموا ومنهمكين في القراءة الروحية ولا يتركون قداسا واحدأ ولكن من اجل تربية ذواتهم والفرح برؤية ذاتهم تنمو وتعمل الاعمال المجيدة فقط .... هؤلاء وإن فاجئهم الموت سوف يخافون ويقلقون لأنهم سوف يتركون ذواتهم... هم موجودون في بيت الرب دائما ولكن رب البيت ليس في قلوبهم وهم اشد البعد عنه... لكن الصديقين يقومون بكل عمل روحي حبا في الملك المسيح وليس حبا في ذواتهم, هم انكروا ذواتهم من زمان فبالتالي لا يوجد عندهم مشكلة لو تركوا ذواتهم واجسادهم هنا علي الارض ...
3) التوبة المستمرة, الصديقون يعيشون دائما حياة التوبة المستمرة ويواظبون علي الاعتراف والندم ويتمتعون ببركات التوبة وامتيازاتها من راحة وسعادة وسلام
4) اخر سبب واهم سبب, هو الحب الالهي... زي مثلا, لو واحدة بتحب واحد, والواحد دة سافر بعيد, اكيد هيكون يوم السعد والفرح يوم ما تسيب اهلها ودنيتها لكي تذهب الي حبيب قلبها .... هكذا كل نفس تحب عريسها السماوي تشتهي الموت دائما لأنه سيكون بمثابة البوابة لعبورها الي حيبيبها , بعكس الاشرار الذين لا يوجد في قلوبهم هذا النوع من الحب, بل قلبهم لا يوجد فيه مكان ولو لنقطة واحدة من نهر الحب الالهي..
لذا نستنتج ان :
" اما الصديق فإنه وان تعجله الموت يستقر في الراحة"
القديس يعقوب السروجي يقول عن الموت:
+ الموت مر وذوق الحلاوة بالمسيح+

فماذا نفعل لكي نتقبل الموت بالراحة وبالافراح؟؟؟؟
1) نتفرغ من حب العالم ونعيش كغرباء فيه... نقول للرب يسوع , انت وكفي ونسمع صوت بولس الرسول مؤنبا " اذا ان كنتم قد متم مع المسيح عن اركان العالم فلماذا كأنكم عائشون في العالم؟" " اهتموا بما فوق لا بما علي الارض"
ونهتف مع اساف " من لي في السماء ومعك لا اريد شيئا علي الارض"
2) نتفرغ من ذواتنا ومن تدليلها ... ونقول للرب يسوع ها ذواتنا علي مذبح الحب نبذلها من اجلك وننكرها
3) نغرق في بحر حب المسيح و نشبع من ذلك الينبوع الصافي المتناهي النقاء
4) نتمتع ببركات التوبة , ونشكر الله علي اعطائنا التوبة ... تلك التي تجعل الزناة بتوليين

copy1

موضوع اكثر من رائع يا استاذ جمال..........تعيش و تكتب

ميفا

حقيقى موضوع رائع يا ا. جمال

هكذا كل نفس تحب عريسها السماوي تشتهي الموت دائما لأنه سيكون بمثابة البوابة لعبورها الي حيبيبها

تلميذي الحبيب مايكل
اولا منور المنتدي