الثمر الروحي

الثمر الروحي

للانبا ديمتريوس اسقف ملوي

" أجعلوا الشجرة جيدة وثمرها جيداً أو اجعلوا الشجرة رديه وثمرها رديا لأنه من الثمر تعرف الشجرة "

وإذا كان حتى في الاصطلاح العامي يقول الناس الطيور على أشكالها تقع .. الانسان يعرف من أصحابه . أو كما يقول الآباء : عرفني ماذا تقرأ أقول لك من أنت .

فالانسان يعرف من قراءاته .. ومن أصدقائه .. ومن تصرفاته ... فكل هذه تعتبر ثمار . كذلك كلامك يظهرك .. الكلام نفسه يبين طبيعة الإنسان . لو انسان مهذار يكون كلامه كله في الهزار .. ولو إنسان مدقق تجده ملتزم ومدقق حتى في صغائر الأمور .. وكل شئ يرتبه لخلاص نفسه ..

الانسان مفروض يكون مدقق في حياته لكي يكون ثمر جيد لأن هناك نوعان من الثمر جيد أو رديء . وقال لا يمكن للشجرة الرديه أن تصنع أثماراً جيدة ولا شجرة جيده تصنع أثماراً ردية .

مطالبين بالصلاح ليس فقط بالأعمال الظاهرة ولكن أيضاً بالثمر الداخلي .. ثمر القلب .. ثمر الفكر . الإنسان يكون مدقق في حياته ويراقب تصرفاته ونظراته ، يراقب حواسه .. وفكره .

فلو اصطاد في فكره شئ مش كويس يقول أوقف هنا في شئ مش كويس . يشوف أفكاره إلي أين تتجه إلي السماء والملائكة والأشياء الروحية يكون إنسان روحي كويس . واحد كل تفكيره في الأرضيات والماديات يبقي إنسان ترابي تعبان . تلاقي في المزمور الأول " طوبي للرجل الذي لم يسلك في مشورة المنافقين وفي طريق الخطاه لم يقف وفي مجلس المستهزئين لم يجلس لكن في ناموس الرب إرادته وفي ناموسه يلهج نهاراً وليلاً ".. يعني تلاقي واحد ماسك الإنجيل يقرأ فيه طول النهار والليل ماذا تتوقع من هذا الانسان ؟ تتوقع منه يكون " كالشجرة المغروسة على مجاري المياه التي تعطي ثمرها في حينه وورقها لا ينتثر . وكل ما يصنع ينجح فيه " .

طبعا لو إنسان ماسك في ربنا دائما وماسك في الكتاب المقدس والصلوات تتوقع منه إن ربنا ساند هذا الانسان وينجح طريقه . يقول " ليس كذلك المنافقون ليس كذلك لكنهم كالهباء الذي تذريه الريح عن وجه الأرض " . لما يدرسوا القمح يبقي التبن أي شويه هواء يطيّروه لكن القمحه نفسها تبقى تقيلة مش ممكن حاجة تطيرها . ولكن في نقطه مهمه خالص وهي أن مصدر الثمر هو الله الانسان يتعب ويجاهد ولكن الثمر يأتي من الاتكال علي الله الذي يعطي هذا الثمر .

يقوم الإنسان يزرع الزرعه وينام ويقوم والزرعة نفسها هي من ذاتها تعطي عشبا ثم سنبلاً ثم قمحاً ملآن في السنبل . الثمر نعمة من الله . الانسان لا يفتخر ولا ينتفخ إنه لم يِأتِ بشئ من عنده ولكنها عطية من الله " كل عطية صالحة وكل موهبة تامة هي من فوق من عند أبي الأنوار وان كنت قد أخذت فلماذا تفتخر كأنك لم تأخذ . ربنا هو الذي يعطي فإن كان ربنا أعطاك ثمر فلا تفتخر بهذا الثمر على أنه ثمرة جهادك وحدك .. ولكن تفرح بالثمر لأنه عطية من الله . ففي مثل الزارع نجد الجزء الذي وقع على الطريق وأكلته الطيور ليس لأن البذر غير صالح فلم تعطى ثمر ، لكن لأن ليس هناك عمق في الأرض ولا
رطوبة ..

المهم في القلب يوجد قلب يكون مستعد ويسلم نفسه كآله طيعه في يد الروح القدس لكي يعمل الله في قلبه ليأتي بثمر صالح . وفي إنسان يكون معاند زي الشوك . لذلك كانت كرازة يوحنا المعمدان وكرازة أبائنا الرسل تركز علي التوبة .

يوحنا المعمدان يقول " اصنعوا أثماراً تليق بالتوبه ولا تفتكروا أن تقولوا في أنفسكم لنا إبراهيم أباً لأني أقول لكم إن الله قادر أن يقيم من هذه الحجارة أولادً لإبراهيم . قال اصنعوا أثمار تليق بالتوبة ثم يقول لهم والآن قد وضعت الفأس علي أصل الشجرة فكل شجرة لا تصنع ثمراً جيداً تقطع وتلقي في النار ". أبائنا الرسل في كرازتهم في البداية يقولوا للناس الذين عمل الرب معهم أى "نخسوا في قلوبهم " فقالوا توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا. فكان مهم جداً أن البداية تكون بالتوبة .

انسان عايز ثمر لازم يفلح الأرض ويعزقها .. ده عمل صعب في الأرض واحد عمال كأنه بيحفر في الأرض ولكن الخبط في الأرض لمصلحتها لكي تأتي بثمر ولما الكتبة والفريسون ورؤساء كهنة اليهود كانوا بيعاندوا آبائنا الرسل .. كان رد الرسل عليهم أنه يجب أن يطاع الله أكثر من الناس .

وفي موضوع الثمر أيضاً نقطة مهمة جداً وهي التنقية .. واحد يقول أنا ماشي كويس مع ربنا ومدقق لكن ليه ربنا يجربني .. نقول كده " كل غصن في لا يأتي بثمر يقطع وكل ما يأتي بثمر ينقيه ليأتي بثمر أكثر . فلو أصابك شئ وأنت أمين في وزناتك يبقي ده من عند ربنا لتزكيتك وتنقيتك ، تفرح من اجلها ولا تحزن ؟ والإنسان يجب ان ينمو هذه الأمانة وهذا التدقيق .. في مثل الشجرة العديمة الثمر جاء صاحب الأرض ؟ وقال للفلاح اقلعها لماذا تعطل الأرض لي 3 سنين أطلب ثمر ..قال له اتركها هذه السنة أيضاً .

ربنا يعطينا أن نثمر ثمراً متكاثراً ثلاثين وستين ومائه لخلاص نفوسنا ولحياتنا الأبدية .

له المجد دائماً أبدياً آمين .