Net for God
عزيزى الزائر .. سلام ونعمة

للدخول للمنتدى .....

اذا كنت عضو مسجل ... اضغط على دخول واكتب اسمك وكلمة السر

اذا كنت عضو جديد ... اضغط على تسجيل واستكمل بياناتك
Net for God
عزيزى الزائر .. سلام ونعمة

للدخول للمنتدى .....

اذا كنت عضو مسجل ... اضغط على دخول واكتب اسمك وكلمة السر

اذا كنت عضو جديد ... اضغط على تسجيل واستكمل بياناتك
Net for God
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

Net for God

منتدى مسيحى أرثوذكسى يجمع مسيحى العالم عند قدمى السيد المسيح
 
الرئيسيةWelcomeأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الآلام والانسان + الأب متى المسكين

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
moony219
عضو سوبر
عضو سوبر
moony219


انثى
عدد الرسائل : 157
تاريخ التسجيل : 25/03/2009

الآلام والانسان + الأب متى المسكين Empty
مُساهمةموضوع: الآلام والانسان + الأب متى المسكين   الآلام والانسان + الأب متى المسكين Icon_minitimeالأحد 3 مايو 2009 - 20:32

الآلام والإنسان *15
- 4 -
للأب متى المسكين




إحساسنا بالألم هو جزء هام من مَلَكَة الإحساسات البشرية المتعددة التي نحيا بها في هذا الكون العجيب الهائل. وليس هناك ما يفصل الإحساسات الجسدانية عن الإحساسات الروحية الوجدانية العامة، بل هما مزيج يأتلف ائتلافاً ليؤهلنا أن نشترك اشتراكاً فعلياً في الوجود لهذا الكون المادي والروحي معاً.
فأجسادنا تدبُّ على الأرض كجزء منها، تشترك معها في كل ما لها وما عليها، تخضع لكل قوانين الأرض، ويسري علينا كل ما يسري على المادة من جاذبية وحركة وتغيير وحرارة وبرودة وضغوط، لأن أجسادنا في الواقع هي حفنة من تراب الأرض ننتقل بها بقوة الروح.

وأجسادنا تحس بالمادة وكل قوانينها، لا إحساس الإدراك الفعلي فقط، ولكن إحساس الاشتراك في ذات المادة الواحدة. أما أرواحنا فهي أيضاً جزء هام من الوجود الروحي الحي، تحس به عن طريق إحساسها بذاتها وتشترك في وجوده بوجودها. وطالما نحن في الجسد فلن نستطيع أن نفصل بين مشاعر الجسد ومشاعر النفس لأن أُلفة الحياة البشرية وحَّدت بينهما، حتى يستطيع الإنسان أن يحيا في انسجام دون أن تنقسم جبلته على ذاتها، وإن كان يشعر شعوراً أكيداً أنهما إحساسان ولكل منهما مصدره وكيانه وأهدافه الخاصة.
وائتلاف الإحساسات الجسدية والروحية معاً في جُبلة الإنسان جعلته مخلوقاً متميِّزاً عن باقي المخلوقات، فلا هو حيوان محض بليد الإحساس محدود المشاعر في إطار الجسد المادي وحسب، ولا هو روح محض مترفِّع عن الأحاسيس محدود المشاعر في إطار الروح الخالص وحسب.
ولكنه ائتلاف عجيب بين إحساس بليد وإحساس مترفِّع، واتساع في المشاعر من أقصى حدود الجسد المادي إلى منتهى حدود الروح الخالص.
هذا الائتلاف الفريد من نوعه، جعل الإنسان يمتاز بأحاسيس جسدانية ممتازة أرهفتها الروح وجعلتها أكثر رقةً وعمقاً حتى صارت لا مثيل لها في مشاعر المخلوقات الأخرى.

نظرية عملية في
طبيعة الألم وتقبُّلنا له
الألم نوعان: جسداني ونفساني.
الأول: مركزه العقل، وطريقه الأعصاب، ومصدره مخالفة النواميس الطبيعية واصطدام بقوى الطبيعة وحرب الميكروبات.
الثاني: مركزه النفس، وطريقه المشاعر.
مصدر الألم:
اشتراكنا الفعلي، كجزء من الكون المادي، حاملين أجساداً مادية من عناصر الأرض؛ جعلنا نخضع ولابد لقوانين ونواميس الكون المادي. فلأن قوام أجسادنا مادة ذات وزن، صارت أجسادنا تخضع لجميع قوانين المادة من جاذبية، وحركة، وتغيير، وحرارة، وضغوط.
ولكل قانون فعله وردُّ فعله على مادة أجسادنا. وكل مخالفة لأي قانون يُنشىء فينا جهداً سلبياً. فإذا خضعنا لقوانين الجاذبية وجلسنا، فإننا نستريح؛ ولكن إذا خالفنا الجاذبية وصعدنا ضدها على سُلَّم طويل أو حتى بالمصعد فإننا نُجهَد ونتعب. كذلك إذا تحركنا لابد أن نقاوم الجاذبية ونتعرض للاحتكاك بالأرض والهواء، وفي مقاومة الجاذبية وفي الاحتكاك بالأرض والهواء فقدان لكتلة مادة أجسادنا. هذا علاوة على الحركة الداخلية للمادة ذاتها. كذلك فإن المادة تخضع لقانون التغيير، فهي تتفاعل عناصرها بعضها مع بعض، وتتحول من شكل إلى شكل. لذلك لابد أن تخضع مادة أجسادنا لهذا التفاعل والتحوُّل، ويكون من نتيجة ذلك جهد يضيع وجهد يُبذل.
- ثم إن إحساسنا بالكون ليس مسألة عقلية محضة، ولكنه اشتراك فعلي لكل أجزاء ودقائق الكون. فكما تسري الحرارة في قضيب حديد طويل من طرف إلى طرف، كذلك تسري في أجسادنا حركة الكون لأننا مادة منه وجزيئات من جزيئاته، نحس بالهواء والحرارة والجاذبية، لأن مادة أجسادنا هي من عناصر الهواء والأرض.
- إن الآلام إذا قبلناها حباً في المسيح تصير عملاً خالداً نستحق عليه التزكية، لأن الألم يُنشىء صبراً والصبر تزكية (راجع رو 5: 4،3). أما الآلام التي لا نريد أن نتحملها ونرفض قبولها ونتذمر عليها، فهي ستظل تؤلمنا أكثر ثم بعد أن تهدَّ كياننا العصبي والنفسي، تُحسَب علينا كخطية نستحق عليها الدينونة والعقاب (بسبب تذمُّرنا عليها).
طبيعة الألم:
(1) نوع أول:
الانتقال من استخدام الغرائز كعوامل خيِّرة لسعادة الإنسان، إلى استخدامها في غير ما وُضِعَت له وإرهاقها وإمراضها.
(2) نوع ثانٍ:
تعريف الشر في حقيقته بالنسبة للخير. ثم توضيح أن الشرَّ شرٌّ لا لذاته كطبيعة مستقلة، ولكن بسبب الأثر المترتِّب عليه بالنسبة للإنسان وليس بالنسبة لله.
حتى إنكار الله نفسه والتجديف عليه لا يُضير الله ولكن يُضير الإنسان. وعلاقة الشر بالألم علاقة شديدة مباشرة لأنه مخالفة لناموس الخير الكامل. فالشر في حقيقته إخفاق في الانتفاع بناموس الله البديع.
(3) نوع ثالث:
علاقة الألم بالخير علاقة هامة في الواقع، لأنه تنبيه شديد في حالة مخالفة الإنسان لناموس الله الخيِّر. فهو بالرغم من أنه نتيجة مباشرة للانحراف، إلا أنه في ذات الوقت تنبيه قوي لما فات الإنسان من السعادة في ظل طاعة ناموس الخير. فهو إن اعتبرناه عقاباً على خطية وانحراف، نعتبره في ذات الوقت هاتفاً وحافزاً للرجوع إلى الحق والسير تبع ناموس البر. كذلك إذا قلنا إن الألم هو عقاب للجسد وتعطيل للحياة الطبيعية للإنسان، نستطيع أن نقول إنه دعامة هامة للروح لحفظها في مستويات الخير ونموها الدائم.
والنتيجة العامة هي أن الألم نتيجة خطية ما، ولكنه سبب للخير. وهكذا نجد أن الألم يخضع في طبيعته لناموس الخير الكامل.
ولكن في النوع الثالث لا ينصبُّ جميعه على مخالفة ناموس الخير، بل ربما يكون هناك ألم لا دخل للمخالفة والخطية فيه.
أمثلة:
(1) آلام جسدية عارضة: وهي أنواع كثيرة جداً كالحوادث والأوبئة والعدوى... إلخ. وهي تدخل تحت الانحراف عن ناموس الطبيعة الكامل.
كذلك إذا قلنا إن الألم الطبيعي هو نتيجة مخالفة ناموس الطبيعة الكامل كسقوط إنسان على الأرض، نجد أيضاً أنه تنبيه قوي في ذات الوقت لحفظ ناموس الطبيعة والخضوع له.
فسقوط الطفل يُعلِّمه كيف يحترم ناموس الطبيعة ويخضع له، وأيضاً مرض عضو من الأعضاء هو نتيجة مباشرة أو غير مباشرة لمخالفة ناموس طبيعة الجسد من غذاء ونوم وراحة... إلخ. فهو مخالفة، وهو أيضاً تنبيه هام لإصلاح المخالفة والخضوع لناموس الطبيعة الكامل المختفي في الجسد للحصول على حياة أفضل. فألم المرض مُوضِّح ومُنبِّه لتجنُّب المخالفة.
وفوق هذا كله، فإنه حتى ولو كانت الأمراض مستعصية، أي أنها مُنبِّه عقيم لأنه لا فائدة من إصلاح العضو التالف؛ فإنها تحمل مع غيرها من جميع صنوف الآلام حكمة بالغة، أي هي تنبيه إلى حالة أرقى من ناموس الطبيعة، وهي حقيقة إمكانية واحتمال الخروج من الجسد جملةً والتحرُّر النهائي من الألم.
(2) آلام نفسية: كالعجز عن بلوغ الأهداف التي يتمناها الإنسان؛ الاضطهاد، موت الأقارب والأحباء... إلخ.
(3) آلام اختيارية: كالصوم، والسهر في الصلاة، والخدمة الدينية الشاقة... إلخ. وهذه كلها لا تخرج عن كونها آلاماً طبيعية، ولكن تدخل ضمن مُحفِّزاتٍ للخير ودوافع للنمو الروحي.
الألم في دائرة ناموس الله الخيِّر :
علمنا أن طبيعة الألم تخضع في جميع نواحيها لناموس الله الكامل الخيِّر. وعلينا أن نبين الآن الصلة القوية التي تربط ناموس الخير بالألم.
فالآلام بجميع أصنافها، ولو أنها حالات متعبة مؤلمة، إلا أنها تحمل في طياتها إشارة إلى رجاء الانتقال إلى حالة غير مؤلمة خالية من الآلام.
هذه إشارة وليست تأمُّلاً ولا فلسفة غامضة، ولكنها عمل وفعل يعمله الألم نحو هذه الغاية. فكل ألم لا يَعْبُر جزافاً، أي لا يعبر دون أن يترك أثراً، بل إن كل ألم مهما كان يسيراً يؤثر في حياة الإنسان تأثيراً ما. فأحياناً يُتلف حيوية أجزاء من الأنسجة والخلايا الحية، وأحياناً يُضعف من كفاءة عضو أو جهاز من أجهزة الجسم، أي أنه يعمل بنسبة خاصة في إضعاف الحيوية الوظيفية للإنسان.
ثم هو لا يكتفي بذلك، بل يتعدَّاه إلى الحالة النفسية أيضاً، إذ يقلل من مستواها بنسبةٍ ما، تزداد كلما تكرر الألم أو تعدد أو تعقَّد.
والنتيجة هي أن كل ألم يعمل لإضعاف كفاءة الإنسان وبالتالي من حيويته وحياته.
ولكن لا يصح أن نرى في هذا العمل عيباً، بل هو خير وفائدة، فكل ألم يعمل لتقصير الحياة، أي أن كل ألم يعمل لتقصير مدى الإحساس به!
ولكي ندرك أهمية هذا العمل من الناحية الخيِّرة، علينا أن نتصور أن الآلام لا تُضعف الإنسان مهما تعددت أو اشتدت، حتى أن الإنسان يرزح تحت ثقلها المريع.
وثمة عامل آخر يعمله الألم في الإنسان، ظاهره شر وباطنه خير، وهو إضعاف المراكز العصبية والإحساس. فعند بدء الألم نحس بالتعب والإرهاق إحساساً شديداً، وبطول الزمن نجد أن الإحساس بالألم يضعف بالرغم من ازدياد نوع الألم وشدته أحياناً.
فهذه نعمة، إذ أن تأثـُّر المراكز العصبية بالألم وتلف بعض خلاياها، يقلل من حساسيتها فيجعل الألم محتملاً. وهكذا نجد أن الألم يُهيئ لنفسه العلاج ويحمل ضمن أتعابه وسيلة للراحة. وكلما ازداد واشتد كلما كان تأثيره أقوى في إضعاف المراكز العصبية, حتى أنه في درجاته الشديدة يفقد الإنسان كل حساسية وتقف المراكز العصبية عن الشعور بالألم جملةً.
فإذا زاد الألم عن حدود احتمال المراكز العصبية، فإنه يعمل توّاً لإنهاء الحياة. وهكذا لا يمكن أن يتألم إنسان أكثر من احتماله!!
فالألم في صورته البسيطة الضعيفة تنبيه للسلوك حسب ناموس الطبيعة، وفي صورته المتوسطة تنشيط لناموس روحي أفضل، وفي صورته الشديدة تقصير لحياة الألم، وفي صورته الفائقة عن احتمال مراكز الإنسان إنهاء للحياة المؤلمة والدخول إلى راحة أبدية.
- وهو مُزكِّي لحياة أفضل.
- والعامل مع الموت لبلوغ حياة الخلود.

+++
أيُّ ألم يصيب الإنسان له تأثير غير مباشر على مستويات الجماعة:
أولاً: يفرز طاقات الحنان والرحمة نحو الإنسان المتألِّم.
ثانياً: يُقدِّم أمثلة رائعة للاحتمال والشكر من جانب الإنسان المتألِّم.
ثالثاً: عامل توحيد قوي من جهة تهذيب وتجميع العواطف بالنسبة للجماعة كلها.
ولو قسنا مجموع الآلام التي أصابت وتصيب البشرية قاطبة، فإنها لن تُكافئ عُشْر معشار طاقة الحنان والرحمة المتولدة منها والمزروعة في طبيعة المشاعر البشرية لمعادلة الآلام والانتصار عليها والسمو بها نحو غايات راقية. ?
(1958)

90258



منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Ghada
فنانـــــة المنتــــدى
Ghada


انثى
عدد الرسائل : 16804
الآلام والانسان + الأب متى المسكين Amauo6
تاريخ التسجيل : 21/04/2007

الآلام والانسان + الأب متى المسكين Empty
مُساهمةموضوع: رد: الآلام والانسان + الأب متى المسكين   الآلام والانسان + الأب متى المسكين Icon_minitimeالأحد 3 مايو 2009 - 21:15

ميرسى على الموضوع
وتم نقله الى منتدى العظات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الآلام والانسان + الأب متى المسكين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
Net for God :: المنتديات الكنيسية و الروحية-
انتقل الى: