Ghada فنانـــــة المنتــــدى
عدد الرسائل : 16804 تاريخ التسجيل : 21/04/2007
| موضوع: الكآبة انواعها وعلاجها . 17 مايو 2009 الأحد 17 مايو 2009 - 4:48 | |
| الكآبة أنواعها وعلاجها
بقلم: البابا شنودة الثالث
17 - 5 - 2009
الكآبة المؤقتة قد تكون طبيعية تماما,. اما الكآبة الدائمة فغالبا ماتكون مرضا يحتاج الي علاج.
فالكآبة المؤقتة: مثالها انسان يكتئب بسبب خطاياه نادما عليها, وهذا شيء مقدس ونافع او يكتئب بسبب حالة محزنة في المجتمع, وهذا ايضا شيء طبيعي, والكآبة بسبب الخطيئة والسقوط قد تقود الي توبة والي طلب المغفرة, وهذا النوع من الكآبة مقدس, فالشخص الذي لايحزن بسبب خطاياه هو انسان مستهتر لايشعر بما هو فيه من سقوط ومن مخالفة لوصايا الله. كما ان الشخص الذي لاتحزنه مآس اجتماعية هو انسان لايشارك المجتمع, ولايتأثر بأحواله.
وهناك كآبة اخري طبيعية:ومن امثلتها حرن انسان علي وفاة شخص عزيز عليه, او حزن شخص علي فشل مشروع قام به, او علي عدم نجاحه في الامتحان,او عدم وصوله الي غرض كان يريده او وظيفة كان يتقدم اليها, علي ان هذا النوع الطبيعي من الكآبة ينبغي ان يكون له حد زمني فلا يستمر.
وهناك من الكآبة الخاطئة, اي التي تحوي خطيئة داخلها: مثالها كآبة شخص في قلبه شهوة خاطئة لم يستطع ان يحققها, او كآبة اخري سببها الغيرة والحسد, كأن يحزن شخص يشعر ان غيره قد حصل علي شيء نافع كان يتمناه هو. او يري أنه أحق منه بذلك الخير.
ومن امثلة هذا النوع حزن تلميذ لفشله في القدرة علي الغش اثناء الامتحان, او كآبة شخص في انه لم يستطع الانتقام من غريم له ان الفشل في ارتكاب خطيئة, يكون الحزن عليه خطيئة اخري.
وهناك كآبة سببها اليأس, واليأس في حد ذاته خطأ نفسي فالمفروض في شخص اذا فاتته فرصة, ان يلتمس غيرها, لا أن ييأس.
وهناك كآبة انسان ينحصر بالضيقات, ويبقي فيها حزينا بلا رجاء كشخص يجمع المشاكل ويكومها امامه, ويقف حزينا بلا حل وبلا رجاء. وبلا اتكال علي الله, لذلك ان احاطت بك المشاكل, ضع رحمة الله بينك وبينها, فتختفي ولايظهر امامك الا عمل الله الشفوق من اجلك.
وهناك الكآبة سببها الحساسية الزائدة:اذ قد يوجد انسان حساس جدا نحو كرامته, او حساس جدا نحو حقوقه, يتضايق بشدة لاي سبب او بلا سبب! يريد معاملة خاصة في منتهي الرقة, في منتهي الدقة, في منتهي الحرص, فإن لم يجدها وطبعا نادرا مايجدها حينئذ يكتئب.
وقد تأتي الكآبة ايضا للذين لايعيشون في الواقع بل يرفضونه, ولايكون لهم بديل عنه سوي خيال لايتحقق, فهم حزاني علي وضعهم ولايحاولون تغييره بطريقة عملية توصلهم الي مايريدون انما يكتفون بالحزن والثورة علي ماهم فيه, ويبقون حيث هم في كآبة وفي سخط علي كل شيء, وان أتتهم لحظات سعادة, نتيجة لبعض احلام اليقظة التي يسببها الخيال يستيقظون من احلامهم وخيالهم, ليجدوا واقعهم كما هو, فيزدادوا سخطا وكآبة, ونصيحتنا لهؤلاء ان يكونوا واقعيين, فإما ان يعيشوا قانعين بما هم فيه, واما ان يعملوا علي تغييره بطريقة عملية ترضيهم.
وقد يأتي الاكتئاب بسبب ضيق الصدر وعدم الاحتمال فالانسان الواسع الصدر والقلب, يستطيع ان يبرر اشياء كثيرة, تذوب في قلبه الواسع فلا يضيق بها, كذلك سعة الفكر تعالج الكآبة, فالانسان الذكي اذا احاطت به مشكلة او ضيقة, فإنه بدلا من ارهاق اعصابه ونفسيته بالمشكلة ومتاعبها, يشغل ذهنه لايجاد حل للخروج منها وان لم يجد الحل, يصبر, ويعطي المشكلة مدي زمنيا تزول فيه, اما كآبة الانسان بسبب المشاكل, فقد يكون سببها قلة الحيلة.
وقد تحدث الكآبة بسبب حرب خارجية من عدو الخير, دون ما سبب ظاهر, فهو يغرس في النفس اسبابا للضيق ولو يخترعها اختراعا,او يكبر ويضخم في اسباب تافهة لاتدعو الي الكآبة.. او يوجد الشخص في جو من التردد وعدم الثبات يكون سببا للكآبة.
ومن اسباب الكآبة والقلق, الشك اذا استمر في حالة تحطم فيها النفس سواء كان شكا في اخلاص صديق, او في امانة زوجة وعفتها اوكان شكا في حفظ الله ومعونته,او شكا في الايمان, او قد يكون الشك في الطريق الذي يسلكه الانسان هل هو نافع له ام ضار؟ او قد يكون شكا في تدابير تدبر له من عدو, وهو لايدري ان افكار الشك تخرج من العقل لكي تسبب عذابا للنفس وتقود الي الكآبة.
ننتقل من كل هذا الي الكآبة المرضية, حيث تتحول الكآبة الي مرض, اذ تضغط فيها الافكار علي الشخص حتي تحطم كل معنوياته, وتزيل منه كل بشاشة.
فكر الكآبة يلصق بالمريض ولايفارقه يكون معه في جلوسه وفي مشيه وفي نومه وفي صحوه, بتخيلات سوداء كلها حزن وقلق وخوف, وصور كئيبة امامه بلا حل ولارجاء انها كآبة تضيع حياته وروحياته ونفسيته وعقله, لإقتناع داخله انه قد ضاع وانتهي.
وقد تصور له كآبته المرضية ان اصدقاءه ماعادوا يحبونه كما كانوا في القديم, أو ان الله نفسه قد تخلي عنه, أو ان توبته لم تعد مقبولة, وكل ذلك يوقعه في اليأس والكآبة.
وقد يكون سبب الكآبة المرضية هو عقدة الذنب: كأن يموت له اب او ابن, فيشعر انه السبب في موته, أو انه قصر فيعلاجه والاهتمام به حتي مات, ويظل هذا الامر يتعبه ويجلب له حزنا لاينقطع.
وربما يكون سبب الكآبة انه وقع في مرض يظن انه بلا شفاء, او يتوقع له نتائج خطيرة يصورها له الوهم بأسلوب يتعب نفسيته.
بقي ان نحدثك عن اعراض اخري للكآبة, وعن طرق لعلاج الكآبة, ما ينفع منها وما لاينفع, وعن بعض نتائج للكآبة, وهذه كلها لايتسع لها هذا المقال, فأستأذنك في تكملة هذا الموضوع في المقال المقبل.
| |
|
mifa20014 قلب المنتدى الطيب
عدد الرسائل : 31565 العمر : 52 تاريخ التسجيل : 08/05/2007
| موضوع: رد: الكآبة انواعها وعلاجها . 17 مايو 2009 الأحد 17 مايو 2009 - 15:50 | |
|
ربنا يعوضك يا غادة يا دينامو | |
|