تأملات ومشاعر قلب ناري (الحلقة الأخيرة

الحلقة الأخيرة...

إخوتي الأحباء... هيا إلي الأحضان الإلهية

+ فهذا إلهنا القدوس يقف بالحب فاتحاً أحضانه لكل أحد.. وكم هي شهوة قلبه أن يضع رؤوسنا علي شماله، ويحتضننا بملء حب يمينه..

+ فهيا بنا يا إخوتي لنركض إلي أحضان الرب إلهنا في كل موقف من مواقف حياتنا.. فكم سنجد حُبّاً، وسلاماً، وحكمة، ومعرفة، وتدبيراً حسناً لكل أمورنا في تسليم كامل، واثقين أنه إلهنا الصالح الأمين الذي يُدبَّر حياتنا كل حين كما يليق.

+ فهيا بنا يا إخوتي لنركض إلي أحضان الرب إلهنا في نهاية يومنا المليء بالمشاكل والمشاغل الكثيرة جداً.. فتهدأ رؤوسنا وتستريح علي شماله الأمين، وتبتهج نفوسنا وتبيت في أحضان الحبيب..

+ فهيا بنا يا إخوتي لنركض إلي أحضان الرب إلهنا ونحتمي بها وقت الشدة.. كما ترنَّم مُعلمنا داود النبي، وقال: "أعظمك يا رب لأنك احتضنتني، ولم تُشمِتْ بي أعدائي" (مز 1:30).

"لأنه بك احتمت نفسي، وبظل جناحيك أحتمي إلي أن تَعْبُر المصائب" (مز 1:57).

"لأنه يُنجّيك من فخ الصيّاد، ومن الوباء الخطر، في وسط منكبيه يُظلّلك، وتحت جناحيه تَعتصم" (مز 3:91 ،4).

إنها أحضان الرب إلهنا التي نركض إليها في وقت شدّتنا، فتستريح نفوسنا وتطمئن تماماً مهما كانت أعاصير هذا الزمان المُتقلب التي تحيط بنا.. تماماً كهذا الحَمَّل الذي يكون في الصور نائماً مطمئناً في حضن راعيه الأمين، بالرغم من الرعود والبروق والعواصف والأمطار التي تحوط به.

+ هيا بنا يا إخوتي لنركض إلي أحضان الرب إلهنا في مخدع الصلاة، فكم ستشبع نفوسنا وترتوي.. وكم سننسي هذا العالم المنظور، وكأننا لسنا تحت قوانين الزمان والمكان، إذ تكون نفوسنا في أحضان رب الآنام.. في لُجة الحب والحنان.. ترنم بملء الكيان.. وتنشد بأشجى الألحان.. وترتل مع داود النبي وتقول: "أعظمك يا رب لأنك احتضنتني.. "باسمك أرفع يدي، فتشبع نفسي كما من شحم ودسم. وبظل جناحيك (في حضنك) أبتهج" (مز 4:63 ،5).. هكذا ترنم نفوسنا، وهكذا تبتهج مع عروس النشيد وتقول:

شماله تحت رأسي، ويمينه تعانقني"

إنها أحضان الرب إلهنا الحانية جداً يا إخوتي الأحباء، تلك التي يعجز تماماً أي قلم بشري أن يصف أغوارها وأعماقها الروحانية.. فكم هي سرّية، وفائقة، وعجيبة للغاية..
وكم كنا نتوق أن يكتب لنا القديس يوحنا الحبيب عن أحضان إلهه التي كان مُستقراً فيها بالحب.. أو يكتب لنا القديس الأنبا بولا عن تذوقه واختباره لتلك الأحضان الإلهية الحانية طيلة ثمانين سنه لم يرَ فيها وجه إنسان.. كم كنا نتوق يا إخوتي أن يسجل لنا آباؤنا القديسون عن مشاعرهم المقدسة داخل تلك الأحضان الإلهية.

قال أحد الآباء عن تلك الأحضان الإلهية:
"حينما تجد النفس رأسها علي شمال الحبيب، وهو يعانقها بيمينه المجيد، تسمو فوق مستوي هذا العالم، ويتضاءل جداً حجم هذا العالم أمامها حتي يصير كنقطة ندى صغيرة.. فتترنم مع سليمان الحكيم (عروس النشيد) من داخل أحضان إلهها، وتقول: يا رب، إن العالم كله أمامك مثل نقطة ندى تسقط علي الأرض وقت السَحَّر. (حك 23:11).

+ حينما تجد النفس رأسها علي شمال الحبيب، وهو يعانقها بيمينه المجيد، تدرك مدى قيمتها الغالية عند إلهها الحبيب.. مدي مكانتها السامية في قلبه العجيب.. تدرك عمق قوله الإلهي: "ليس كما يُعطي العالم أُعطيكم أنا" (يو 27:14).. تدرك أن لحظة واحدة في تلك الأحضان الإلهية الأمينة، لا تساوي كل أفراح هذه الدنيا الفانية ومباهجها..

+ حينما تجد النفس رأسها علي شمال الحبيب، وهو يعانقها بيمينه المجيد، تشعر وكأنها قد غاصت في لُجة حُبّه وحنانه العجيب، وقد ملأ قلبها هذا الحب والحنان الإلهي اللانهائي (أف 19:3).. وتكون النفس ليست بعد تحت قوانين هذا العالم المنظور، بل بين جبال الأطياب (نش 14:8) والنور السماوى غير المنظور.. تترنم مع عروس النشيد وتقول:

شماله تحت رأسي ويمبنه تعانقني

انظروا معي يا إخوتي ذلك المؤمن الذي يمكث في أحضان إلهه، مُستنداً برأسه علي شماله الحبيبة، ويمينه المجيدة تعانقه بملء محبته العجيبة..
انظروا كيف يعيش هادئاً مُطمئناً وهو بين أحضان الحبيب القدوس..

أنظروا كيف يترك في أحضانه الأمينة كل أتعابه وأحماله الثقيلة، فيجد فيها ملء راحته وحياته الكريمة..

انظروا يا إخوتي إلي رأسه المسندة علي شمال الحبيب، كيف تفكر بهدوء واتزان، وتسليم واطمئنان، وثقة وإيمان، لأنها مستنده علي شمال إلهها الضابط الكل..

انظروا يا إخوتي كيف يُشبع إلهنا نفس ذلك المؤمن بيمين حبه، وهو يُعانقها ويحيط بها كل الأيام.

يلتقي كل هؤلاء مع عروس النشيد داخل أحضان الحبيب القدوس ويترنمون معاً بنشيدها الجميل:
شماله تحت رأسي، ويمينه تعانقني

ربي الحبيب القدوس

+ كم هو اشتياقنا بالحقيقة لأحضانك الإلهية..

+ كم هو اشتياقنا أن نضع رؤوسنا المريضة علي شمالك الشافية الحبيبة، فتسندها وتشفيها بمحبتك العجيبة..

+ كم هو اشتياقنا أن نلقي بنفوسنا الصغيرة في أحضانك الأمينة، فتُعانقها بيمينك الحصينة، وتشبعها بنظرات محبتك العجيبة، وترويها من نهر نعمتك الجليلة..

ربي الحبيب القدوس

كثيرون من تكلموا عن أحضانك الإلهية، وكثيرون جداً من سمعوا عنها، ولكن قليلون جداً من تذوقوها.

+ فهبنا ربي الحبيب أن نتذوق أحضانك الإلهية هذه الحانية الأمينة..

+ هبنا ربي الحبيب أن نسلك بالحب والبساطة والتواضع، لنؤهل لتلك الأحضان العجيبة..

+ هبنا ربي الحبيب أن نركض إلي أحضانك هذه الأمينة مهما كانت متاعبنا وحمولنا الثقيلة.. فها أنت واقف فاتح أحضانك بالحب لكل أحد، وتنادي قائلاً: "تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال، وأنا أريحكم" (مت 28:11).

+ هبنا ربي الحبيب أن نتذوق أحضانك هذه العجيبة.. أن نتذوق شمالك الأمينة تسند رؤوسنا، ويمينك الحصينة تعانق نفوسنا.. فنترنم مع عروس النشيد قائلين:

شماله تحت رأسي ويمينه تعانقني

(أرجو يا أحبائي ان تكون كلمات هذا الكلام سبب بركه وهدوء واطمئنان لنفسي ولنفوسكم في وقت نحتاج فيه بشده لتعزيات الروح القدس الدائمه....
بمشيئة ربنا ساقوم بتجميع الحلقات الأربعه مع صورة غلاف الكتاب ونشره في قسم الكتب المسيحية)

ههههههههههههههههههه شوفت انت قريب عند ربنا ازاى اهو صلح النت ميرسى لك كتير استاذ بطرس بجد وحشتونى جميعا بس يارب اكون مفيدة لانى بستفاد كتير من وجودى بينكم .شكرا محبتك ومحبه اخواتى الصغار سنا وليس عقلا لمحبتهم لى وحاضر ربنا يرتب واتواجد بصفة مستمرة امين يارب .
ماجى ............