اختيار شريك الحياة
بقلم نيافة الأنبا موسى أسقف الشباب
توقيت الاختيار
يجب إن يدرك الشاب – من الجنسين – إن هناك وقتا مناسبا للتفكير في هذا الموضوع، وذلك للاسباب التالية:
ýيجتاز الشاب في بدء المرحلة طورا جنسيا يسميه العلماء "الجنسية الغيرية العامة" فيبدأ يحس بالجنس
الآخر، ويلمح زوايا معينة في هذا الشخص أو ذاك، ويعجب بواحد لسبب، ثم ينتقل إلى آخر لسبب آخر، وتتدخل العاطفة أحيانا، والجسد غالبا، في هذا الاستحسان المتنقل بسرعة، لذلك فحين يظن أي من الطرفين إن هذا الاستحسان اختيار حقيقى لشريك الحياة، فهو يخطئ قطعا، لأنه في مرحلة الجنسية الغيرية الأحادية، وذلك في سن العمل، وتحمل مسئوليات الحياة.
ýهذا التنقل السريع يحدث مصادمات عاطفية ونفسية كثيرة، تتعب الجهاز النفسى في الطرفين، اذ يحس
احدهما أنه ظالم، ويحس الآخر انه مظلوم.
ýكما أنه يسىء حتما للطرفين، فالايام لا تنسى – خصوصا للفتاة – ارتباطها باسم ما دون خطوات
رسمية.
ýويستحيل إن ننكر – وهذا علمى ايضا – إن العاطفة جزء من الجسد، لأنها جزء من مكونات
الشخصية الإنسانية، لهذا فأن بدأت في نقاوة إلا انها سريعا ما نكشف عن إيحاءات أخرى غريزية لا تخلو من مخاطر.
ýواخيرا.. فالشاب حين يرى تجاوبا من الشابة التي ارتبط بها عاطفيا، سرعان ما يشك فيها ويتركها،
حتى بعد الاقتراب من الخطوات الرسمية، ذلك لان أكثر الشباب انحرافا يختار اطهر الفتيات حين يقدم على الزواج.
لهذا كله يجب إن يحرص الشاب والشابة، على السلوك المقدس، وعدم الخضوع لإيحاءات العاطفة والغريزة والحواس، وذلك بأن يكون اختلاطهم مسيحيا مقدسا فما سمات الاختلاط السليم؟
سمات الاختلاط السليمالاختلاط بين الجنسين شىء طبيعى موجود الآن في البيوت والمدارس والجامعات وميادين العمل، وخطورة الاختلاط تكمن في الانحراف به عن حادة الصواب سواء انحرفنا به نحو الانفلات كما يحدث في المجتمعات الغربية، أو نحو التزمت كما يحدث أحيانا في المجتمعات الشرقية، بالفصل المتشدد بين الجنسين. أما الاختلاط المسيحي فله سماته وحدوده، وهذه بعضها:
ýهو أختلاط في حضرة المسيح ، فكلا الطرفين مرتبط بالمسيح، شبعان بنعمته ، مقدس بروحه، لذلك
فهو يختلط لدواعى طبيعة العمل والحياة، في روح أخوية مقدسة، ومن يقرأ فيلبى 4 أو رومية 16 يرى نموذجا مقدسا للاختلاط المسيحي، فالخدام والخادمات يعملون معا في كرم المسيح، في نقاوة وعفة وتحفظ، والجميع أسماؤهم مكتوبة في سفر الحياة.
لذلك فالشاب المسيحي لا ينزل من بيته دون إن يطمئن انه في يد المسيح، وان المسيح في قلبه، وبهذا السلاح ينزل إلى الميدان، وفى كل المواقف يشعر إن المسيح هو نوره (يفرز له الغث من السمين) وهو قوته (يعطيه المعونة في لحظات الاحتياج)، وهكذا يصيح دائما: "يعظم أنتصارنا بالذى أحبنا".
ýوهو اختلاط في حدود العمل ، فالأحاديث تجرى دون داع، أو في أي موضوع أو دالة مفسدة ، أو
أحاديث هامة، ولكن في محيط العمل، وفى مكان العمل لا خارجه، إنها علاقة عمل وزمالة مسئوليات، فإذا ما أحس الإنسان – بالمسيح المنير الساكن فيه – إن الخط سينحرف، يتحرك سريعا نحو الطريق السليم، مستعينا بالمخلص الأمين، الحاضر معه في كل حين.
ýوهو اختلاط في إطار الجماعة، فالكل يتعاون في نقاوة وبراءة، أنها كنيسة أي جماعة متحدة بالروح،
تعمل لمجد المسيح ولسعادة الكل، لذلك فالتركيز الفردى مرفوض تماما، فهو خروج عن الخط السليم، وعن الجماعة المترابطة بالمسيح وداخل إطار القداسة، أي إن علاقة فردية بشخص معين هى نذير بخطر يحدق بالطرفين، أما اذا كان ذلك في إطار اختيار الشريك، فليكن هذا بأسلوب مقدس ورسمى، وتحت إرشاد أب الاعتراف، وفى النور الواضح.
وهنا يبقى سؤال، ما هو الاسلوب السليم فى اختيار شريك الحياة؟