Ghada فنانـــــة المنتــــدى
عدد الرسائل : 16804 تاريخ التسجيل : 21/04/2007
| موضوع: من هو الآخر في حياتك وفي علاقاتك؟ الأحد 19 يوليو 2009 - 5:19 | |
| من هو الآخر في حياتك وفي علاقاتك؟ بقلم : البابا شنودة الثالث
19 - 7 - 2009
هل كل شخص آخر, هو غريب عنك؟ أم انك تنظر إليه, وكأنك تنظر في مرآة وتري فيه بحق انه ذاتك الأخري.. هكذا كان الإنسان الأول: خلق الله أبانا آدم, ثم خلق له إنسانا آخر هو امناء حواء, بمعني عميق عن الآخر, فهي لم تكن غريبة عنه اطلاقا, بل هي لحم من لحمه, وعظم من عظامه, أو هي جزء من كيانه, ولم يذكر التاريخ انهما اختلفا معا في يوم من الأيام.
وصار آدم وحواء مثلا لحياة كل إنسان مع الآخر: يعيشان دوما معا في حب: يقطعان غربة العمر معا, متلازمين ومتزاملين, يقطفان الورد معا, ويجرحان من الشوك معا. وتطور معني كلمة الآخر, من علاقة بين فرد وفرد, إلي علاقة بين أفراد أسرة واحدة, إلي علاقة بين أفراد القبيلة, إلي علاقة بين أفراد الوطن الواحد, إلي علاقة بين البشرية جمعاء. ** ووضعت علاقات عامة للتعامل مع الآخر, فهو قريب لك, انتما الاثنان من أسرة واحدة هي أسرة أبوينا آدم وحواء, ويقتضي ذلك الحب والتعاون, وبذل الذات من أجل الآخر, وما اجمل عبارة ذلك الحكيم الذي قال: ماعاش لنفسه فقط, أي أنه لاتعتبر حياته حياة حقيقية, من يتمركز حول نفسه, ولايخرج منها ليندمج بالحب مع الآخر, وهذا الاندماج هو البذرة التي يتكون بها المجتمع, بل الأكثر من هذا من يرون أنهم لايستطيعون ان يعيشوا دون الآخر, فكل نشاطهم هو من أجل الآخر, وكل مواهبم هي من اجل الآخر, وفي هذا المعني يقول الشاعر إيليا أبو ماضي:
ياصديقي أنا لولا أنت ماغنيت لحن
كنت في قلبي لما كنت وحدي اتغني
والمعني الذي يقصده هذا الشاعر, هو أيضا علاقة كل كاتب بمن يكتب له, هو من اجلهم يكتب, فهم الهدف, وهو مجرد وسيلة, وفي كتابته إنما يختلط فكره بفكرهم, ويصير للاثنين فكر واحد وليس آخر, وكأنه يقول للقارئ: أنت اذني وأنا فمك, وكلانا واحد, فحقا ماذا تكون جدوي كلماتي من غيرك. إن لم تجد أذنا لتسمعها؟!
نفس المعني مع كل من يعمل, فالعمل لغيره ونتيجته لغيره, البائع لاشئ ان لم يوجد المشتري, والراعي لاصفة له ان لم تكن هناك رغبة, والمعلم ليس له هدف, ان لم يكن هناك من يتلقي العلم علي يديه... وهكذا في كل الأمثلة المشابهة تظهر أهمية الآخر. ** نقطة أخري في علاقة الإنسان بالآخر: وهي ان الإنسان الواسع القلب لايزاحم الآخر في طريق الحياة, بل هو يفسح طريقا لغيره لكي يعمل, أو لكي يسير معه في نفس الطريق, إنه لايتعالي علي الآخر ولايتفاخر وهدفه ان يتلاقيا معا لا أن يتباعدا. ** بصراحة كاملة: كلما كبرت عندكالأنا, حينئذ يختفي الآخر في مقاييسك, حيث تقول: من الذي يعيش ويظهر, وينمو وينتشر: أنا أم الآخر, أو كما قال البعض: إذا مت عطشانا فلا نزل المطر! أو تقول: الدنيا هي دنياي أنا, خلقها الله لي لكي أعيش!! وتنسي ان الله تبارك اسمه قد خلق الدنيا للكل, والكل رعاياه وموضع اهتمامه.
لماذا تطلب ان يختفي الآخر لكي تظهر أنت؟ ألا يمكن لكما ان تعيشا معا, حقا ان عمق الاهتمام بالآخر يكمن في إنكار الذات, وإيثار الغيرة علي النفس, بينما إهمالك للآخر هو لون من الأنانية. ** ياأخي, لماذا يكون قلبك ضيقا فلا يتسع للآخر؟! ولماذا إذا ما اتسع قلبك. فإنما ينفتح لنوعية خاصة من الناس؟! بينما ينغلق أمام الآخرين! ولماذا تخسر هؤلاء الآخرين؟ استمع إلي سليمان الحكيم حينما قال: رابح النفوس حكيم, علي أني أسمعك وأنت تهمس قائلا: ولكن فلانا لااتفق معه: طبعه لايتفق مع طبعي وفكره لاينسجم مع فكري, وهنا أردد عبارة قالها القديس يوحنا ذهبي الفم وهي: من لاتوافقك صداقته, لاتتخذه لك عدوا, نصيحتي لك: لاتوسع دائرة أعدائك. فليس هذا من الصالح لك ولالغيرك.
واحب أن اسألك هل إذا اختلف معك الآخر في الرأي, هل تحول ذلك إلي خلاف في القلب أيضا؟! وتهاجم ذلك الآخر وتعاديه, وتحقره وتشهر به؟! أم تحاول ان تلتقي به وتتفاهم, وذلك في حوار هادئ يسوده الاحترام والمودة, وهل حوارك مع الآخر هدفه ان تنتصر عليه وترغمه علي قبول رأيك؟! وهل يؤول حواركما إلي مزيد من التباعد في الرأي والقلب؟! وهل أنت تؤمن بحرية الرأي وبالتنوع وبالتعدد في الأفكار؟ وهل يظهر ذلك في تعاملاتك؟ ام انك تعمل علي إلغاء شخصية الآخر؟! فإما ان يوافقك, أو تطرحه بعيدا عنك, ويتحول التنوع إلي خلاف, ويتحول الخلاف إلي قتال, ويتطور القتال إلي عداؤة تحتد وتشتد!! ** في الزواج مثلا, لماذا يحدث الطلاق أحيانا؟ أليس السبب هو نفس الإشكال: أنا أم الآخر, بينما الحكمة في الزواج ان يصير الزوجان واحدا, لا أن يكون واحدا وآخر.. وهكذا عن باقي أفراد الأسرة والأقارب. حيث يقول الواحد منهم عن قريبه: إنه لحم من لحمي وعظم من عظامي, وبالحب يتسع نطاق أسرتك حتي يشمل المجتمع كله, ولاتقول عن فرد منه إنه آخر, هذا المجتمع إذن هو ذاتك الكبري وليس آخر.. وبالتالي يتحول العالم كله إلي أسرة كبيرة متحابة. ** لهذا كله, ينبغي ان نتدرب علي محبة الآخر, فالعلاقة مع الآخر كلما ازدادت قربا, تتحول إلي وحدة, وأتذكر انني سئلت مرة عن الوحدة الوطنية فقلت: ياأخي المواطن: حينما انظر إلي نفسي فأراك, وانظر إليك فأراني, وكأنني انظر في مرآة, وكأننا روح واحدة في جسدين, حينئذ تكون هذه هي الوحدة الوطنية. ** لقد تعود البعض بأسلوب خاطئ ان يعتبر كلمة الآخر مجرد تعبير عن الغير المخالف!
بينما الآخر هو الأخ والصديق والحبيب, والمشارك لك في طريق الحياة, بكل تعاون وكل حب, وهو الذي تتطور العلاقة معه إلي اخوة.
| |
|
dr_n_usf عضو سوبر ستار
عدد الرسائل : 861 تاريخ التسجيل : 20/03/2008
| موضوع: رد: من هو الآخر في حياتك وفي علاقاتك؟ الأحد 19 يوليو 2009 - 5:29 | |
| | |
|
mifa20014 قلب المنتدى الطيب
عدد الرسائل : 31565 العمر : 52 تاريخ التسجيل : 08/05/2007
| موضوع: رد: من هو الآخر في حياتك وفي علاقاتك؟ الأحد 19 يوليو 2009 - 15:52 | |
|
مرسي يا غدود علي تعبك ربنا يخليك لينا يا سيدنا و نتمتع بحكمتك | |
|
ريمونده رمزى عضو سوبر
عدد الرسائل : 169 العمر : 72 تاريخ التسجيل : 11/04/2009
| موضوع: رد: من هو الآخر في حياتك وفي علاقاتك؟ الأحد 19 يوليو 2009 - 18:37 | |
| : يا سيدنا ربنا يخليك | |
|
Mira عضو سوبر ستار
عدد الرسائل : 829 العمر : 59 تاريخ التسجيل : 26/11/2008
| موضوع: رد: من هو الآخر في حياتك وفي علاقاتك؟ الثلاثاء 21 يوليو 2009 - 0:56 | |
| | |
|