هذه قصة محاضرة عن الرجاء القاها دكتور جامعى على لاشباب ولعلها اقصر محاضرة يمكن ان تقال . ومع لك اوفت بالغرض على اكمل وجه .
فقد ذهب دكتور جامعى ليلقى محاضرة دعى اليها فى احدى الجامعات عن اليأس وفقدان الرجاء ..... اسبابه وطرق الوقاية والعلاج منه . وقف الدكتور امام الطلبة ومعه وسيلة ايضاح بسيطة عبارة عن لوحة ورق ورسم عليها امامهم دائرة سوداء صغيرة فى وسط اللوحة ثم اوقف الدكتور اح الطلبة وساله : ماذا ترى امامك ؟
اجاب الطالب : ارى دائرة سوداء صغيرة ثم اوقف الدكتور طالبا اخر وساله نفس السؤال فاجاب الطالب مثل زميله ارى دائرة سوداء صغيرة ......... وتكرر هذا الامر مع عدة طلبة اخرين فاجابوا بنفس الاجابة .
وهنا صمت الدكتور قليلا ثم قال :هذه فقط هى محاضرتى لكم اليوم عن اسباب فقد الرجاء وكيفية علاج ذلك فللاسف الشديد جميعكم رأى الدائرة السوداء الصغيرة . ولكن لمي قل احد انه رأى المساحةالبيضاء البيرة . فاغلبنا ينظر لحاضر حياته فيراه مظلما سواء فى المجال الدراسى او لاجل اخفاق عاطفى او لعدم حصوله على لفرصة عمل جيدة على الرغم من تخرجه منذ سنوات او لاجل مشكلة مادية او اسرية او صحية طالت دون حل او لاجل خطية او عادة تكرر سقوطه فيها واعترافه بها مرارا ولا زالت تغلبه وهنا يتدخل ابليس بمكره فيجعل الذهن يركز التفكير فى هذه الدائرة السوداء الصغيرة ليسقطه فى لاياس وقطع الرجاء ويبعده عن رؤية مراخم الله الواسعه جدا ومحبته ورعايته لكل اولاده . وتدخلاته بطرق عجيبة لحل مساكلهم ايا كانت .
من هنا ايها الحبيب جاءت اهمية الرجاء فى حياتنا كفضيلة وضعها الرسول بولس ضمن الفضائل الثلاث الكبرى
فى المسيحية عندما قال : (اما الان فيثبت الايمان والرجاء والمحبة هذه الثلاثة ولكن اعظمهن المحبة )(اكو 13 :13)وذلك لاننا بالرجاء لاننظرلحاضرنا المعتم بل لمستقبلنا المشرق . ولا ننظر لامكاناتنا الضعيفة وسط شدة الحرب فتزداد ياسا . بل ننظر ليد الله العاملة معنا فنثق فى الحلول القادمة من السماء . ما اجمل قول احد الحكماء(( المترجى ينظر الى الوردة ولا يرى اشواكها اما اليلأس فانه يركز نظره فى الاشواك فلا يرى الوردة))
ليتنا ايها الحيب وسط ظلمة ليالينا الحالكة نترجى شورق الشمس ...........وهى حتما لمشرقه بنعمة المسيح ..........لاننا بالرجاء خلصنا ( رو 8 : 24 ).