Ghada فنانـــــة المنتــــدى
عدد الرسائل : 16804 تاريخ التسجيل : 21/04/2007
| موضوع: الثمن . مقال البابا شنودة 16-8-2009 الأحد 16 أغسطس 2009 - 8:29 | |
| الثــمن بقلم : البابا شنودة الثالث
مقال 16 - 8 - 2009
كل شيء له ثمن, سواء في السماء أو علي الأرض, وهكذا يقتضي عدل الله, كما تقتضي العدالة علي الأرض أيضا. فالحرية مثلا لها ثمن. وقد صدق الشاعر في قوله: وللحرية الحمراء باب... بكل يد مدربة يدق
أي تكون هذه الحرية مدربة بالدم, دم الذين جاهدوا ليحصلوا عليها.. فحرية العبيد في أمريكا, كان لها ثمن هو ثورة العبيد في امريكا... وحرية السود في جنوب افريقيا كان لها ثمن دفعه مانديلا الذي احتمل السجن سنوات عديدة, حتي خرج ليكون اول رجل أسود حكم جنوب افريقيا بعد زوال التفرقة العنصرية. ** وتخلص مصر من الإحتلال البريطاني, كان له ثمن هو الثورة الجبارة التي قام بها سعد زغلول سنة1919م بعد أن نفي إلي جزيرة سيشيل هو وأصحابه. تلك الثورة الشاملة التي قامت في مصر كلها. واعقبها الحصول علي الدستور لاول مرة سنة1923 م. وكذلك حصول الهند علي الاستقلال بعد ان حكمتها انجلترا سنوات عديدة. هذا ايضا كان له ثمن هو الجهاد المضني الذي قام به زعيمنا مهاتما غاندي في أصوام وفي صبر وإحتمال حتي اعترفت إنجلترا بإستقلال الهند أخيرا. ** النجاح أيضا في أي شيء له كذلك ثمن: وثمنه التعب والجهاد. فلا يمكن لأحد ان ينال النجاح بمجرد الرغبة فيه. والرغبة وحدها لاتكفي. ** الصحة أيضا لايحصل عليها احد الا بثمن. وثمنها هو مراعاة كل القواعد الصحية, وابعاد الجسد عن كل أسباب المرض والضعف. وتقويته مما يحتاج اليه من غذاء ورياضة وهواء نقي. أما في حالة المرض: فثمن الصحة هو العلاج اللازم والدواء, وإطاعة الإرشاد الطبي, وإحتمال الألم. وما أكثر الثمن الذي يبذله الإنسان في ظروف العمليات الجراحية سواء من جهة ماله أو احتماله, والصبر حتي يشفي. وبعد ذلك ايضا الحرص في فترة النقاهة خوفا من النكسة. ** كذلك ايضا كسب محبة الناس, ما أعظم الثمن الموصل إليه... يحتاج الإنسان في ذلك إلي تدريب طويل علي البذل والعطاء, والثبات في ذلك, واحتمال اخطاء الآخرين, وحسن معاملة الكل من الصغار والكبار, وعدم التعامل بالمثل مع المسيئين, وعدم الخوض في سيرة الناس. بل إن تحدث عنهم بذكر فضائلهم وينسي ما لهم من سيئات.. لهذا كله يكسب الإنسان محبة الآخرين. كما يلزمه أن يدرس ويختبر نفسيات الذين يتصل بهم, ويتعامل مع كل منهم حسب مايناسب نفسيته. ** الأمانة أيضا لها ثمن. والطاعة كذلك لها ثمن. الامانة الخاصة بعفة اليد ثمنها تدرج الشخص علي ألا يأخذ شيئا ليس من حقه, ولا يأخذ شيئا أزيد من حقه. وهكذا يبعد تماما عن المال الحرام, ويحترس من الرشوة بكل اغراءاتها.. والأمانة في أداء الواجب ثمنها بذل الجهد علي قدر المستطاع في القيام بالمسئوليات, وعدم التقصير في شيء منهما... أما عن الطاعة فثمنها محبة من تطيعه, والتضحية بمشيئتك الشخصية لأجل تنفيذ مشيئته, في نطاق مشيئة الله. ** كذلك تكوين الثروة له ثمن, والوصول إلي السلطة له ثمن.. فالثروة لاتهبط علي الإنسان من فوق كعطية مجانية من السماء! وإنما تحتاج إلي جهد وتعب في الحصول عليها وكثير من الناس يشتهون الثروة ويسعون اليها. ولكن لاينالها الا الذين كانت لهم حكمة وخبرة في إدارة الأمور المالية. وأيضا في الحرص علي الثروة حتي لايفقدوها وأيضا الحكمة في اختيار شركائهم.. لئلا يقعوا في شريك يضيع كل جهدهم.
أما من جهة السلطة, فما أكثر الذين يسعون اليها ويشتهونها. ولكن لايصل إليها الا الذين تعبوا في هذا السبيل وصبروا, وكانت لهم علاقات طيبة مع الذين بيدهم الأمر, حتي حصلوا علي مكانة توصلهم الي السلطة.
وفي كل ذلك ليس فقط الحصول علي الثروة والسلطة يحتاج الي ثمن, بل ايضا الحفاظ علي كل منهما يحتاج الي ثمن. لان كثيرين حصلوا علي الثروة وعلي السلطة ثم فقدوها, بسبب سوء الإستخدام او بسبب الكبرياء... ** ونوال المغفرة له ثمن وهو التوبة, والتوبة ايضا لها ثمن هو جهاد النفس ضد الخطية. وأقصد بالخطية كل انواعها: سواء خطايا الجسد او الفكر او القلب او الحواس, او خطايا اللسان وغير ذلك. ومن الناحية الإيجابية: حفظ نقاوة القلب, وامتلاؤه بمحبة الله. ثم الثبات في كل ذلك, والبعد من كل أسباب النكسة الروحية.
صدقوني يا إخوتي إن الخطية أيضا لها ثمن. فما اكثر الذين بذلوا الجهد والمال والصحة ثمنا للخطية. ثم بعد ذلك فقدوا الكل, فلا بقي لهم جهد ولامال ولا صحة. كما فقدوا الخطية ولم تدم لهم. ** أحب أيضا ان اقول: إن السعادة والحياة الأخري لها ايضا ثمن. وثمنها هو الايمان السليم, والحياة الطاهرة المقبولة أمام الله. وسعيد كل من ثبت فيهما, وكل من كان في كل حين مستعدا للقاء الله بضمير صالح قدامه.
فإن كان الثمن مطلوبا في كل الامور العالمية والاجتماعية والاقتصادية, فكم بالأولي الأمور الروحية! والناس عموما يختلفون في دفع الثمن, بقدر مايكونون أمناء وجادين في ذلك. ومادام الإنسان سيجازي بحسب اعماله في يوم الدينونة الرهيب, إذا عليه ان يبذل كل جهده, وكل ارادته لكي يصل الي اعلي قدر من الحياة الفاضلة, وينمو في ذلك كل حين حتي يصل بقدر الإمكان إلي الكمال النسبي الذي تستطيعه طاقته البشرية. وسوف يكافأ علي ذلك.
إجلس يا أخي إلي نفسك وحاسبها جيدا: هل بذلت كل طاقتها في عمل الخير؟ فهذا هو الثمن الذي يطلبه الله منها, لكي يكون لها نصيب مميز في السماء.
| |
|
mbassili عضو جديد
عدد الرسائل : 2 العمر : 48 تاريخ التسجيل : 19/08/2008
| موضوع: رد: الثمن . مقال البابا شنودة 16-8-2009 الإثنين 17 أغسطس 2009 - 15:00 | |
| Rabena Yedeem Khedmetak ya Sayedna | |
|