كان السيد المسيح يجمع بين العظمة والتواضع
كان يجمع بين الهيبة والوقار من جهة, والبساطة من جهة أخري..
* كانوا في هيبته يدعونه يا معلم أو أيها المعلم الصالح أو السيد..البعض كان يستمع إليه وهو جالس عند قدميه, والبعض كان يسجد له.. وكانت له مكانة كبيرة عند الناس, وتوقير واحترام, وشعبية هائلة جدا..وفي عظمته وقف في نور عظيم, متجليا علي جبل طابور( مر9)
*ومن جهة التواضع, أخلي ذاته وأخذ شكل العبد( مت2:7) وأنحني وغسل أرجل تلاميذه( يو13). وسلك في بساطة مع الأطفال. وحضر موائد العشارين والخطاة. وحينما كانوا يلومونه علي ذلك كان يقول لا يحتاج الأصحاء إلي طبيب بل المرضي.. لأني لم آت لأدعو أبرارا بل خطاة إلي التوبة( متي9:13,12)
كان أيضا يعرف متي يمنح, ومتي يمنع
كان في منحه كثير العطاء. فمنح تلاميذه أنواعا من السلطان والمواهب. ومنح مكانة للطفل وللمرأة, مما لم يكن معروفا لدي اليهود. وفتح باب الملكوت أمام الكل, وبخاصة للأمم وللسامريين الذين ما كان اليهود يتعاملون معهم( يو4:9). ومنح شفاء للمرضي, وعتقا للمأسورين من الشياطين, وكذلك عطفا علي الضعفاء والمساكين, ومغفرة للخطاة( لو7)( يو( مر2). وبركة للكثيرين...
*وكما كان يمنح, كان أحيانا يمنع. مثلما منع الكهنوت عن كهنة اليهود في أيامه. وقال لهم إن ملكوت الله ينزع منكم, ويعطي لأمة تصنع ثماره( مت21:43). وكما رفض طلب الكتبة والفريسيين في أن يصنع لهم آية( أي أعجوبة). وقال لهم جيل شرير وفاسق يطلب آية ولا تعطي له( مت12:39)
وكما كان المسيح رجل الجماهير,كان كذلك يهتم بالفرد الواحد
*كانت تتبعه الآلاف, وتزدحم حوله الجموع والجماهير. وفي معجزة إشباع الجموع من الخمس خبزات, قيل عن الجموع الذين حوله أنهم كانوا خمسة آلاف رجل ما عدا النساء والأولاد( مت14:21) أي نحو12 ألفا. وفي معجزة شفائه للمفلوج, كان الزحام شديدا حول البيت لدرجة أنهم أنزلوه إليه من السقف( مر2:4)وفي عظته المشهورة علي الجبل, قيل في مقدمتها انه لما أبعد الجموع صعد إلي الجبل( مت5:1)
*وعلي الرغم من أزدحام الجموع حوله, كان يهتم بالنفس الواحدة. ففي قصة زكا العشار, كان الزحام شديدا جدا, لدرجة أن زكا صعد إلي جميزة لكي يراه. فمن وسط هذا الزحام, قال له السيد يا زكا إسرع وانزل, لأنه ينبغي أن أمكث في بيتك. ولما تذمر اليهود علي دخوله إلي بيت رجل خاطيء, قال لهم اليوم حصل خلاص لهذا البيت إذ هو أيضا ابن لإبراهيم, لأن ابن الإنسان جاء يطلب ويخلص ما قد هلك( لو19:1 ـ10) وترك الجموع ليبحث عن الواحد الضال تكررت في( لو15). وبحثه عن النفس الواحدة, ظاهرة في لقائه مع نيقوديموس, ومع المرأة السامرية, ومع مريم ومرثا...
بكرة هاقولكم امتي يتكلم وامتي يصمت وحاجات تانية كتير من صفاته