Boutros اصدقاء المنتدى
عدد الرسائل : 4697 العمر : 57 تاريخ التسجيل : 24/12/2007
| موضوع: الله الخالق الإثنين 24 أغسطس 2009 - 18:51 | |
| الله الخالق بقلم : البابا شنودة الثالث إن الله هو الوحيد الخالق, أما كل ما وصل إليه الإنسان من اختراعات عجيبة, فما هو إلا نوع من الصنع, فالصانع يصنع أشياء من مواد موجودة, أما الخالق فإنه يخلق من العدم.
أي أنه ينشئ شيئا من لاشيء, والله جلت قدرته خلق كل شيء من لاشيء.
في الأزل كان الله وحده, ومن تواضع الله, ومن كرمه وجوده خلق كائنات أخري متنوعة في هذا الكون كله: خلق كائنات مادية ليس لها حياة ولا فهم, وخلق كائنات روحية تماما هي الملائكة, وخلق الإنسان خليطا فيه المادة التي هي الجسد وفيه أيضا الروح وفيه العقل.. ولم يكن الله محتاجا الي هذه الخليقة, بل هي المحتاجة إليه, لم يخلق الإنسان لكي يمجده فهو من قبل الإنسان كان ممجدا من ملائكته, ومن قبل الملائكة كان ممجدا بطبيعته الإلهية القادرة علي كل شيء, والله قبل أن يخلق الإنسان, خلق له كل ما يحتاج إليه لقيام حياته.
وخلائق الله متنوعة: فيها الجماد الذي لاحياة له, وفيها الحيوان الذي له نفس تنتهي بموته, وفيها الملائكة الدائمة الحياة, والإنسان الذي له حياة أخري بعد موته, ومن عظمة الله العدد الهائل من مخلوقاته التي تصل الي ملايين الملايين, التي تتكرر في كل جيل أو كل عام.
وبعضها لا يحصي مثل رمل البحر, وما تحويه السماء من كواكب ومجرات, ومن مخلوقاته الأشياء الظاهرة التي نعرفها, والخفي الذي لم نعرفه بعد, سواء في باطن الأرض أو داخل الجبال أو في أعماق البحار, وما تظهره لنا البراكين, وأعمال التنقيب والحفر, وتوجد معاهد لعلوم البحار وأخري لعلوم الفضاء ومعاهد للجيولوجيا وأخري للفلك, ونحن باستمرار تزيد معلوماتنا عن ذلك الجانب الخفي من خلق الله.
وإلهنا الحكيم في خلقه وضع نظاما عجيبا يربط خليقته بعضها البعض, وهناك نظام للأجواء يشمل الحر والبرد والعلاقة بين الرياح والأمطار وباقي الهواء, وتوالي الليل والنهار, والظلمة والنور, والرطوبة والجفاف.. كل ذلك بدقة عجيبة بحيث يمكن استنتاج ما يمكن ان يحدث بعد حين, خلق الله النور للعمل, والظلمة للراحة.. انه عالم منسق ومنظم. وهناك نظام لدورة الأرض حول نفسها أمام الشمس طول الأربعة والعشرين ساعة لا يختل علي مدي الدهور الطويلة, وينتج عن ذلك الليل والنهار, ودوران القمر حول الأرض مرة كل شهر ينتج عنه أوجه القمر من هلال وتربيع وبدر وأحدب ومحاق.. كل هذا في نظام ثابت دل علي قوانين فلكية حتي إن بعض الفلاسفة القدامي كانوا يسمون الله بالمهندس الأعظم.نضيف الي ذلك ما وضعه من نظام وتناسق في جسد الإنسان سواء في علم وظائف الأعضاء, أو في المخ وتركيبه وعمله, وما يصدره من أوامر لباقي أعضاء الجسد وما فيه من مراكز الحركة والبصر والسمع والذاكرة لغير ذلك, كذلك عمل القلب والجهاز الدوري وما يتعلق بذلك من ضغط الدم, وفصائل الدم التي تتغير من إنسان الي آخر.. وباقي الأعصاب وعملها.. والأجهزة الأخري في جسم الإنسان مثل الجهاز الهضمي, والجهاز التناسلي, وقوانين الوراثة كل ذلك عجب في عجب.. صدقوني حتي مجرد الأسنان. هذه العظام الصغيرة التي ليست في حجم العمود الفقري وباقي العظام! لأن كل سنة أو ضرس منها هي عالم عجيب تربطه أعصاب ودم, وعمل متناسق لا يمكن اطلاقا ان تماثله أسنان صناعية.
بل ان عجب الله في كل خلقه, يظهر عميقا جدا في بصمات الإنسان: فكل إنسان خلقه الله له بصمات خاصة به تختلف عن بصمات أي انسان آخر, وهنا نقف في ذهول أمام ملايين ومئات وآلاف الملايين من البصمات التي لاتتشابه!! بحيث لا يستطيع أي مهندس أو رسام مهما كانت براعته أن يرسم بصمات مثلها.. وما نقوله عن بصمات الأصابع نضم اليه ايضا بصمات الصوت المتنوعة, بحيث يكلمك أي شخص في التليفون مثلا, فتستطيع أن تميز صوته وتتعرف عليه, كما نستطيع أن نضيف الي كل هذا ما خلقه الله, نري ايضا قوة الخالق العظيم في عالم الأرواح: سواء قدرته في خلق الملائكة الأطهار الذين قيل عنهم إنهم ملائكة من نور الذين ينتقلون من السماء الي الأرض في لمح البصر.
والذين لهم قوة عجيبة في الانقاذ, وصنع المعجزات, والذين لهم مثالية عديدة في الطهارة والنقاوة..ويمكن أن ننزل في مستوي الأرواح, الي عظمة الله في خلق روح الانسان, وصلة هذه الروح الانسانية بالجسد وصلتها أيضا بالعقل, وبالضمير, وبالحياة والموت, هذه الروح الخالدة العاقلة الناطقة, ومصيرها بعد الموت, وعودة الروح مرة أخري الي الجسد في القيامة العامة, وما يحيط بكل ذلك بأسرار, وما أكثر ما فكر علماء الأرواح وأحاطوا كل علمهم بعبارة لا أعرف!.. يكفي اننا كلما نتطرق الي عالم الروح أن نذكر قدرة الله الخالق العظيم. ولماذا نتكلم عن المستويات العليا؟ فلنهبط الي مستوي المخلوقات البسيطة كالحشرات فلنتحدث مثلا: فما أعظم قوة الله في خلق النحلة مثلا كالتي تنتج رحيقها من الأزهار وتحوله بدقة عجيبة الي عسل, وأكثر من هذا الي غذاء الملكات فنعرف كم وهبها الله كي يهبها لنا.
كذلك النملة في نشاطها العجيب الذي أصبح مثلا للبشر.. كل ذلك يرينا عظمة الله في خلقه, سواء في السماء العالية أو في الحشرات البسيطة, وفي الجبل العالي, وفي الوادي المنخفض في الأسد القوي الشجاع, وفي الأرنب الضعيف الخائف.
ونحن اذا تأملنا قوة الله الخالق انما نصل الي قوة الله غير المحدودة والي قدرته التي تشمل كل مايحيط بنا, والي حكمته وحنوه علي الكل وفي كل ذلك نشكره علي ما أعطانا إياه من عقل ولايتملكنا الغرور كبشر في كل ماننتجه كبشر, انما هو بسبب العقل الذي خلقه الله لنا, تبارك اسمه. | |
|
mifa20014 قلب المنتدى الطيب
عدد الرسائل : 31565 العمر : 52 تاريخ التسجيل : 08/05/2007
| موضوع: رد: الله الخالق الإثنين 24 أغسطس 2009 - 20:19 | |
| تعيش يا بطرس و تجيب لنا موضوعات لسيدنا جميلة اوي ربنا يعوض تعب محبتك | |
|
Ghada فنانـــــة المنتــــدى
عدد الرسائل : 16804 تاريخ التسجيل : 21/04/2007
| موضوع: رد: الله الخالق الإثنين 24 أغسطس 2009 - 20:34 | |
| ميرسى يا فندم على المقال المتميز ده ربنا يحفظ لنا حياة البابا ويديم عليه حكمته وكهنوته | |
|
Boutros اصدقاء المنتدى
عدد الرسائل : 4697 العمر : 57 تاريخ التسجيل : 24/12/2007
| موضوع: رد: الله الخالق الثلاثاء 25 أغسطس 2009 - 1:40 | |
| ربنا يعوضكم يا غادتي المنتدي العظام علي تشجيعكم | |
|