Boutros اصدقاء المنتدى
عدد الرسائل : 4697 العمر : 57 تاريخ التسجيل : 24/12/2007
| موضوع: عطايا من الله للبشر الإثنين 7 سبتمبر 2009 - 19:05 | |
| إن العطاء من صفات الله وإحساناته إلينا. فهو باستمرار يعطي. وبعطائه يعطينا أيضا درسا في العطاء. وهو يعطينا ما نعطيه لغيرنا. ويعطينا ايضا موهبة العطاء. ولنبدأ حاليا في قصة العطاء بين الله والبشر. أول عطاء لنا هو نعمة الوجود, إذ خلقنا من العدم. خلق التراب أولا ثم خلقنا من التراب وأعطانا نفسا عاقلة ناطقة... من منا يشكر الله علي هذه النعمة كلها؟! قد يقول البعض هذا شيء طبيعي, ونحن نشكر الله الذي اعطانا هذا الوجود وهذه الطبيعة, إنه من كرم الله ومن محبته انه انعم علي العدم بالوجود. ومن عطاء الله انه مهد للإنسان كل سبل الراحة قبل خلقه, خلق له اولا الطبيعة التي تريحه: النور والماء والنبات.. رفع له السماء سقفا, ومهد له الارض لكي يمشي عليها.من اجله ألجم البحر, وأخضع له طبيعة الحيوان, ولم يدعه معوزا شيئا بل خلق له الشمس تمنحه النور بالنهار, والقمر والنجوم لإضاءة الليل... خلق له الطعام الذي يأكله, والطيور التي تغني في أذنيه, والطبيعة التي تمتعه بمناظرها. ومنحه ايضا كل الطاقات التي تساعده علي الحياة. وعندما خلق الله الإنسان, خلقه في منتهي الجمال, وفي منتهي النقاء والبساطة والطهارة التي كانت تضفي عليه جمالا آخر. وكان جسمه قويا في صحته, كان خاليا من كل الامراض الجسدية والأمراض النفسية. كان كاملا جسدا ونفسا وروحا. بل ان كلمة المرض لم يكن لها وجود في القاموس اللغوي للبشر ولا في الحياة العملية. ومن كرم الله ايضا انه اعطي الانسان منذ خلقه سلطانا علي كل المخلوقت الحية علي الأرض وقتذاك: أعطاه سلطانا علي كل حيوانات الأرض, وكل طيور السماء, وكل أسماك البحر, وهذا السلطان كما كان لأبينا آدم وأمنا حواء, كان لأبينا نوح وأولاده. فإن كان الانسان قد فقد سلطانه فإن ذلك لم يحدث الا بعد الخطية. ففي حياة الانسان الأول ما كان يأكل لحوم الحيوانات, وما كان يصيدها, وما كان يحبسها في أقفاص بقصد الفرجة عليها. لذلك كله لم تكن هنك عداوة بينه وبينها فهي أيضا ما كانت تفترسه, وما كانت تؤذيه. وكانت الخليقة كلها أسرة واحدة يرأسها آدم.ومن كرم الله ومحبته منح الإنسان البركة: فبارك أبوينا الأولين آدم وحواء وبارك أبانا نوحا وبنيه. وبعد ذلك بارك أبرام (إبراهيم) أب الآباء... وفيما بعد أرسل البركة, ومن أفواه الوالدين.. وأبونا نوح كان بركة للعالم كله. لولاه لفني العالم وقت الطوفان... ولكن الله أبقاه لنا بركة وإمتدادا للبشرية.وأعطي الرب للإنسان مواهب كثيرة, وأعطي الرب للإنسان وصايا ترشده كيف يسلك في الحياة, وأولي تلك الوصايا كتابة كانت ما قدمه موسي النبي للناس. وقبل موسي النبي اعطي الله لكل فرد الضمير وبه يعرف الخير والشر, فلما قتل هابيل البار عاقب الله اخاه علي قتله بينما وصية موسي النبي التي وردت في الوصايا العشر لا تقتل كانت بعد مقتل هابيل بحوالي الف وأربعمائة عام. وكذلك الشرور التي بسببها حكم الله بالطوفان علي الأشرار. اعتبرت شرورا لأنها كانت ضد الضمير قبل ان يرسل الله اية وصية للتوبة... إننا نشكر الله من اجل الضمائر التي وضعها فينا منذ البدء.وأعطانا الله ايضا نعمة الصلاة لكي تكون لنا صلة به, نتحدث بها الي جلاله الأقدس. وهذا من فرط تواضعه ومحبته ان يسمح لنا نحن التراب والرماد ان نحدثه مباشرة وهذا ايضا لون من محبته الالهية للبشر ان يحدثوه عن احتياجاتهم لكي يرسلها اليهم.هناك مواهب خاصة اعطاها الله للبعض. مثلما اعطي سليمان موهبة الحكمة حتي تلقب بسليمان الحكيم. وأعطي شمشون موهبة القوة حتي تلقب بشمشون الجبار. اعطي موسي موهبة النبوة وأصبح لقبه موسي النبي. وأعطي البعض موهبة القيادة... وأعطي الكثيرين مواهب متعددة: وما اكثر الذين وهبهم الرب موهبة الذكاء فمنهم من كان ذكاؤه في الطب او الكيمياء وغير ذلك من العلوم. ومن الناس من وهبهم الله سرعة البديهة, ومنهم من اعطاهم الله مواهب الفن بكافة تفاصيله. وكل من نالوا موهبة من الله, لا يجوز لهم ان يفتخروا بها, بل ان يرجعوها الي الله الذي منحهم إياها. ومن أعظم المواهب التي انعم بها الله علي البشر عمل النعمة فيه. وبهذه النعمة يمكنهم ان يقودوا الغير الي فعل الخير. هؤلاء هم الخدام الانقياء الأقوياء في إرشاد الناس. وإذا بنعمة الله تعمل فيهم, وتعمل معهم, وتعمل بهم وهذه النعمة تعطيهم الفهم السليم وتقودهم اليه.النعمة يعطيها الله للانسان لكي يحيا في حياة البر والفضيلة. فإذا لم يخضع الي عمل النعمة فيه وأخطأ واستمر في خطئه, فإن النعمة تعمل فيه لكي يتوب, وكثيرا ما يفشل الانسان في ان يتوب الا بقوة الله العاملة معه التي تقود ضميره الي التوبة, وتقود قلبه الي كراهية الخطية وإلي الندم علي أفعاله السابقة والرغبة في تغيير اسلوب حياته وسلوكه.ومن اهم عطايا الله للانسان استمرار حياته بعد الموت. وذلك عن طريق القيامة, التي يكون لنا بها حياة أخري هي الحياة الابدية التي لا موت بعدها. وما أعمق المتعة التي يعطيها الله لنا في الحياة الأخري, وما قد وعده الله فيها بما لم تره عين, ولم تسمع به أذن. ولم يخطر علي قلب بشر.. هذه بلا شك قمة عطايا الله. أما علي الأرض فمن عطايا الله التي نشكره من كل قلوبنا عليها, فإنها الرعاية والحماية التي يحيطنا بها سواء كانت رعايته لنا عن طريق الملائكة القديسين الذين يرسلهم لحمايتنا او عن طريق الابرار من البشر الذين يكلفهم الله لعمل الخير من أجلنا.أخيرا اننا لانستطيع ان نحصي عطايا الله. وما ذكرناه ما هو الا مجرد أمثلة ويكفي الوعود التي وعدنا الله بها في الابدية وكل هذا يستدعي منا الشكر, ولا يصح ان ننكر عطايا الله فالذين ينكرون فهم لهم عيون ولكنها لاتبصر.(نقلاً عن جريدة الأهرام يوم 6/9/2009) | |
|
mifa20014 قلب المنتدى الطيب
عدد الرسائل : 31565 العمر : 52 تاريخ التسجيل : 08/05/2007
| |
ريمونده رمزى عضو سوبر
عدد الرسائل : 169 العمر : 72 تاريخ التسجيل : 11/04/2009
| موضوع: رد: عطايا من الله للبشر الأربعاء 9 سبتمبر 2009 - 15:24 | |
| مرسى يا بطرس الرب معاك | |
|
Boutros اصدقاء المنتدى
عدد الرسائل : 4697 العمر : 57 تاريخ التسجيل : 24/12/2007
| موضوع: رد: عطايا من الله للبشر الأربعاء 9 سبتمبر 2009 - 19:37 | |
| شاكر مروركم ومحبتكم يا ميفااااا ويا مدام ريمونده | |
|