لنتأمل منهجها الكامل للتوبة

لنتأمل منهجها الكامل للتوبة ( السامرية )
هذه المرأة كانت عظيمة فى شهرتها لانها عظيمة ايضا فى خطيتها -تشعر بثقل اثامها وتسمع ان هذا المعلم الطاهر متكئفى بيت الفريسى - فتذهب تحمل مع طيبها الغالى الثمن - خطاياها وقد ماتت لتنحنى من ورائه باكية - تبل قدميه بالدموع - نمسحها بشعر راسها - وتسكب الطيب فى صمت أورع من الكلامبتنهدات يسرق الملكوت ويشق ريقة الى السماء !!!
ويالها من جرأة عظيمة تتخطى بها المرأة تخوم الخجل - فهى لم تنتظره حتى يفرغ من مائدته - لتلتقى به بعيدا
عن الناس من منعطف طريق - او انتظرت دعوة من احد لتجد مكانا لها فى وليمة سمعان .... لكنها فىجرأة تسندها المحبة شقتطريقها - فى وقت غير مناسب - هكذا ظنه المتكئون وهكذا قدر سمعان ....لكنفى وقت مناسب جدا لتنال خلاصها - فوقت نيل الخلاص من لاسيد الحاضر فى كل حين ويداه لا تكفان عن عمل الخير .
هذه المرأة ادركت انها مريضه جدا وايقنت ان هذا المعلم الشاب الطاهر غير الدنس هو الذى يمنحها الشفاء فجاءت اليه .
ولماذا نقول انها هخطت تخوم الخجل ؟؟!! ولماذانجردها من خجلها ؟! أم كيف نفسر صمتها وانحناءة قلبها!!
كيف نجد تفسيرا لدموعها التى تسكب فى صمت وشعرها المسترسل الذى يمسح قدمى السيد !!!
لا .... لقد كانت هذه الخاطءة فى خجل شديد !!!
كانت فى خجل شديد من عارها وخطيئتها - وماضيها الملطخ بالوحل والاثام - ولهذا جاءت من ورائه باكية - تطلب ولكن فى تنهد لا تقدر على الكلامفماذا عساها ان تقول : دع الدموع تتكلم ....... وليأخذ هو الدموع ويمنحها الغفران ...
ومن ذا الذى قال - ان التوبة يمكن تجريدها من الخجل ؟؟ ان الخجل ضرورى جدا للانسان وهو يتوب ...
الخجل هو لاذى يجعل التوازن قائمابين الخطيئة وبين نتيجتها .. فسوف تظل الحطيئة هى العار الذى يحمله
الانسان فى نفسه وجسده !!!
هذه الخاطيئة تخطت تخوم الخجل - وبالرغم من انها تعيش فيه !!! انها تركت عنها الخجل الذى يعوقها عن مقابلة من يهبها اشفاء - فكيف تخجل من ان تقدمعلى الاعتراف تلك التى ارتبت المعاصى ؟؟؟؟
هذا هو الخجل المعوقللتوبة -بل قل هو احد جوانب الكبرياء ---
حسنا يقال : انها تركت تخوم الكبرياء لكى ترتفع فوق نفسها - وتقدم توبتها فى انسحاق وفى خجل شديد مــن
خطيئتها - انسحاقها واحساسها بالخجل من شدة مرضها جعلاها تنشغل عن النظرات التى تلاحقها لتسكب
الدموع تبل قدميه بواجب الاعتراف .

انظر هل تريد دليلا على اتضاعها - انها لم تسكب الطيب على رأسه بل على قدميه ومن ورائه - وسيظل
الاحساس بالخجل وتزايده فى قلب الخاطئ - واسفه الشديد هو اول طريق التغيير نحو الحياة السامية .

wel2