الخدمة الروحية ... كلمة منفعة لقداسة البابا شنودة
لو أحببنا النفوس المحتاجة فى كل مكان ،ما تنافسنا مطلقاً على خدمة. فالميادين واسعة . والخدمة بذل وليست تنافساً . الذى يتنافس فى الخدمة ، إنما تهمه ذاته وليس الخدمة ... لأن هنا يبدو المزاج الخاص ، وليس الإهتمام بإحتياج الآخر . قوة الخدمة تكمن فى عمق تأثيرها ، وليس فى كثرة المخدومين . فليس المهم عدد السامعين ، بل عدد التائبين منهم . الخدمة أحياناً قد لا تأتى بنتيجة سريعة ، ولكنها لابد أن تأتى بنتيجة ، ولو بعد حين . ليست قوة الخدمة فى عدد التابعين لك، وإنما فى عدد الذين توصلهم إلى معرفة الله ومحبته . كل من تقابله ، كلمه لتجذبه إلى الله ، أرثوذكسياً كان أو غير أرثوذكسى . اذهب والق بذارك على كل الأرض . لا يكفى نمو عدد الذين يدخلون إلى الكنيسة ، بل يجب أن ينمو عدد الذين يتوبون ويعترفون ويتناولون . لا تفرح فقط بازدياد عدد الذين ينضمون إلى فصلك ، بل بالحرى الذين ينضمون منهم إلى ملكوت الله . كلما نما الخادم روحياً ، على هذا القدر تنمو أيضاً روحيات المخدومين معه . وكلما هبط مستواه ، يحدرهم إلى أسفل . إعلم أن كل ما تتعبه فى الخدمة , مسجل لك فى سفر الحياة... وإن لم تجد تقديراً على الأرض ، ستجد كل التقدير فى السماء . كلما دخل الإنسان فى مجال محبة الله وخدمته ، كلما إزدادت رغبته فى توفير وقت أزيد للخدمة . النفس الثمينة التى مات المسيح لأجلها ، تستحق منك أن تبذل كل تعب فى سبيل خلاصها . لا تقف لتتفرج على الذين يتعبون . فملكوت الله ليس للمتفرجين . خير لنا أن نتعب نحن ، لكى يستريح الناس ..لا أن نستريح نحن ، ونتركهم يتعبون .. الذى يسكن فى الشارع الكبير قد يجد كثيرين يخدمونه ، أما الذى يسكن فى العطفة والدرب والزقاق ، فربما يكون من الذين ليس لهم أحد يذكرهم .. الأجر الكبير ليس لمن يزرع الأرض الجيدة , إنما لمن يستصلح الأراضى البور والأراضى المالحة ، ويحولها إلى أرض زراعية جيدة ..