Boutros اصدقاء المنتدى
عدد الرسائل : 4697 العمر : 57 تاريخ التسجيل : 24/12/2007
| موضوع: ما بين الداخل والخارج الأحد 15 نوفمبر 2009 - 20:13 | |
| ما بين الداخل والخارج بقلم : البابا شنودة الثالث الحياة الروحية الحقيقية ليست مجرد مظاهر خارجية, إنما العمل الروحي يكون في حقيقته في داخل العقل والقلب, في المشاعر والنيات والأحاسيس, وإذا كان قويا في الداخل فمن الطبيعي أن تظهر ثماره في التصرفات الخارجية.
أما البر الذي من الخارج فقط فقد يكون رياء, فقد يقوم البعض ببعض أعمال البر من الخارج, وفي داخله حب الخطية. إنه قد يفعل الخير خوفا من انتقاد الناس, وقد يبعد عن الخطيئة خوفا من عقوبة المجتمع أو من عقوبة القانون. أو يمتنع عن الخطيئة أمام الناس خجلا, أو يقوم بعمل البر من أجل كسب مديح الناس, وليس من أجل محبة الله ومحبة الخير, أو قد يعمل الخير مجاراة وتقليدا لتيار المجتمع.. وهو في كل ذلك غير مقتنع من الداخل, وربما هو محرج لايستطيع أن يقول لا!!
إن الفضيلة ليست في مجرد عمل الخير إنما هي ا صلا في محبة الخير. إنما في محبة الخير من داخل القلب, حتي لوكانت هناك موا نع للتنفيث. فالله يكافيء هذا الإنسان علي محبة للخير حتي إن لم يتمكن من فعله عمليا لأسباب خارجة عن إرادته. فمثلا الذين يقدمون عطاياهم للفقراء يكافئهم الله, وأيضا يكافيء الذين يريدون أن يقدموا وليس معهم. فيأخذون البركة علي مجرد النية أو الرغبة الداخلية مادام هناك عائق يمنع الممارسة الفعلية ونحن نعرف ان الله يفحص القلوب ويعرف مدي صدقها ومدي إلتزامها إذا اتيحت ا لفرصة للعمل.
والإنسان البار من الداخل قد تحاربه من الخارج حروب روحية سواء من الشيطان أو من الناس الأشرار, أو من عثرات المجتمع, ولكنه في كل ذلك ينتصر, لأن قوة بره الداخلية تكون أقوي من الحروب الخارجية, ومثالنا لذلك يوسف الصديق: كان قويا في الداخل ولما ألحت عليه الخطية من الخا رج, استطاع أن يرفضها وينتصر, ومثالنا ايضا كثرة الحروب الخارجية التي تعرض لها شهداء الإيمان, وأيضا ماعرض عليهم من إغراءات كثيرة لكي ينكروا إيمانهم, ولكنهم رفضوا كل ذلك لأن الإيمان القوي الموجود في قلوبهم كان أقوي من التعذيب وأقوي من الإغراء. أما الإنسان الضعيف من الداخل فأمامه حربان: إما أنه يسعي بنفسه الي الخطيئة, أو إذا سعت الخطية إليه لايرفضها ولايقاومها, إن الخطيئة تجد قلبه مزينا لها ومستعدا لقبولها فتدخل وتستريح فيه.
وفي حديثنا عن الضعف نقول إن هناك إنسانا ضعيف من الداخل, وإنسانا آخر يتسبب في إضعاف نفسه, فما أسهل علي الإنسان الضعيف ان يحاول تقويم نفسه, ولا يعتبر الضعف الذي فيه طبيعة ثابتة. ولكنه يحاول أن يتغير الي أفضل, بعكس غيره الذي يشتهي الخطيئة, ويلجأ الي الأسباب التي تؤدي الي ضعفه أو تزيده ضعفا, فيستسلم.
أما البار في الداخل فإنه محصن ضد السقوط. مهما تصدمه الحروب الروحية, فإنها لاتقدر عليه. أبوابه دائما مغلقة أمامه إذ قد أغلق أبواب فكره وأبواب مشاعره امام كل خطية وكل شهوة, مثل هذا يستطيع ان يقاوم إبليس بكل حيلة. علي أن الإنسان قد تمر عليه احيانا فترات قوة أو ضعف, فهو قد يكون قويا ينتصر علي كل ا غراء وعلي كل حرب من الشيطان مهما تكن قوتها.. ونفس الشخص قد تأتي عليه فترة يضعف فيها من الداخل ويسقط. إنه نفس الشخص الذي قاوم وانتصر ثم في وقت ما استسلم وسقط.. علي انه في حالة ضعفه الطارئ كثيرا ما تتلقفه نعمة الله وتحرسه من السقوط.. أما أسباب السقوط فقد تأتي من الداخل أو من الخارج. وربما الضعف الداخلي قد يأتي بالتدريج أو قد يأتي السقوط من الداخل والخارج معا.. مثل ذلك يهوذا: كن مثقلا بمحبة المال من الداخل وبالخيانة أيضا.. فلما أتته الفرصة من الخارج نفذ مابداخله.
وقد يكون إنسان محاربا من الداخل بمحبة المديح, فإذا أتاه من الخارج تملق بعض الناس يستسلم ويسقط.
من جهة الخوف مثلا: ليس سببه مجرد عوامل خارجية تسبب الخوف. فالقلب القوي من الدا خل لايخاف, والمؤمن بحماية الله وحفظه له لايخاف, والشهداء لم يخافوا من الموت لأن قلوبهم البارة كانت تشتهي محبة الأخرة مع الله. كذلك القلب الذي من الداخل يكون قويا في الإيمان, لايمكن أن تهزه الشكوك الخارجية, بل يكون إيمانه الداخلي أقوي من الشكوك وهكذا فإن المؤمنين الأقوياء في داخلهم استطاعوا ان يصمدوا أمام الشكوك التي يثيرها بعض رجال الفلاسفة أو ا لعلم أو مايثيرها بعض الملحدين والمنحرفين.. إن الخارج قد يضغط ملتمسا استجابة من الداخل.. فإن لم يجد استجابة تفشل كل حيله وينصرف في خزي.
كذلك أيضا من جهة التجارب والضيقات إن أيوب الصديق اذا كان بارا في داخله, وحلت عليه تجارب شديدة ولكنه ظل محتفظا بإيمانه.
من جهة الداخل والخا رج: نقول إن هناك إنسانا يبدو من الخارج صائما وفي داخله يشتهي الطعام ويتحايل علي ذلك. أما الصوم الحقيقي فهو أن يكون القلب صائما والنفس زاهدة ولايتمسك بمجرد الشكليات في الصوم.. ومن جهة العفة, فقد يمتنع الجسد عن كل أنواع الزنا, ومع ذلك قد يكون جسده عفيفا وربما روحه تكون زانية, ومن جهة الحشمة ينبغي أن يكون القلب محتشما ولايعتمد علي مجرد مظاهر خا رجية, ولذلك قال أحد القديسين: إن الإنسان البار يكون محتشما حتي وهو جالس وحده في غرفته الخاصة. كذلك من جهة التسامح: فقد يلفظ الإنسان بكلمة الله يسامحك بينما لايكون قلبه متسامحا علي الإطلاق.. ولايستطيع ان ينسي الإساءة.. وإذا حدث أن المسيء إليه تعرض لكارثة. وقد يفرح هو بذلك في قلبه, إذن المهم ان تكون الفضيلة في الداخل ولا تكون مجرد مظاهر خارجية. | |
|
kokomina اصدقاء المنتدى
عدد الرسائل : 5026 العمر : 47 Localisation : cario تاريخ التسجيل : 26/09/2009
| موضوع: ما بين الداخل والخارج الأحد 15 نوفمبر 2009 - 22:10 | |
| مقالة حلوة قوى لقداسة البابا شنودة الثالث معلم الاجيال القلب والفكر من الداخل اهم من الشكل الظاهرى مرسى جدا يا استاذ بطرس على هذه المقالة الجميلة ربنا يعوض تعب محبتك | |
|
mifa20014 قلب المنتدى الطيب
عدد الرسائل : 31565 العمر : 52 تاريخ التسجيل : 08/05/2007
| موضوع: رد: ما بين الداخل والخارج الإثنين 16 نوفمبر 2009 - 15:35 | |
| مرسي يا بطرس علي المقالة الجميلة ربنا يعوضك | |
|
Boutros اصدقاء المنتدى
عدد الرسائل : 4697 العمر : 57 تاريخ التسجيل : 24/12/2007
| موضوع: رد: ما بين الداخل والخارج الإثنين 16 نوفمبر 2009 - 16:14 | |
| أشكركم علي مروركم أيها الأحباء | |
|
Ghada فنانـــــة المنتــــدى
عدد الرسائل : 16804 تاريخ التسجيل : 21/04/2007
| موضوع: رد: ما بين الداخل والخارج الثلاثاء 17 نوفمبر 2009 - 16:01 | |
| - اقتباس :
- والإنسان البار من الداخل قد تحاربه من الخارج حروب روحية سواء من الشيطان أو من الناس الأشرار, أو من عثرات المجتمع, ولكنه في كل ذلك ينتصر, لأن قوة بره الداخلية تكون أقوي من الحروب الخارجية
ربنا يديم علينا حكمة البابا شنودة شكرا على المقال ربنا يعوضك | |
|
Boutros اصدقاء المنتدى
عدد الرسائل : 4697 العمر : 57 تاريخ التسجيل : 24/12/2007
| موضوع: رد: ما بين الداخل والخارج الثلاثاء 17 نوفمبر 2009 - 16:50 | |
| | |
|
ماجى اصدقاء المنتدى
عدد الرسائل : 1540 تاريخ التسجيل : 16/11/2008
| موضوع: رد: ما بين الداخل والخارج الأربعاء 18 نوفمبر 2009 - 1:20 | |
| اجت يابطرس على اختيارك الموضوع فى اختيار موضوعاتك الى دايما موفق باذن يسوع فى اجيدتها . شكرا لك وربنا يعوضك كل الخير . | |
|
Boutros اصدقاء المنتدى
عدد الرسائل : 4697 العمر : 57 تاريخ التسجيل : 24/12/2007
| موضوع: رد: ما بين الداخل والخارج الأربعاء 18 نوفمبر 2009 - 1:47 | |
| ألف ألف شكر يا مدام ماجي علي شكرك وتحفيزك الدائم لي | |
|