Boutros اصدقاء المنتدى
عدد الرسائل : 4697 العمر : 57 تاريخ التسجيل : 24/12/2007
| موضوع: محبة الخير ومحبة الغير الأحد 24 يناير 2010 - 19:53 | |
| محبة الخير ومحبة الغير بقلم: البابا شنودة الثالث الخير في معناه الايجابي هو البرّ والفضيلة والنقاوة وفي معناه السلبي هو البعد عن الخطأ بكل معانيه وتفاصيله. ونحن حينما نتكلم عن الخير في حياتنا لا نقصد إطلاقا مجرد عمل الخير, وإنما محبة الخير. فالله تبارك اسمه لا يهمه الخير الذي نعمله مضطرين أو مجبرين. كما لا قيمة للخير الذي نبغي من ورائه مديحا أو مجدا من الناس أو اعجابا. لأننا في هذه الحالة يكون حبنا هو للمديح والأعجاب وليس للخير. كما أننا ننال أجرا علي مافعلناه هنا علي الأرض. وأحيانا قد يفعل الإنسان الفضيلة أو الخير خوفا أو خجلا من انتقاد الناس, أو اتقاء للعقوبة أو حفظا لسمعته, أو مجاملة أو مجاراة للمجتمع, أو رياء.. بينما تكون محبة الخطية في أعماقه, إذن أهم ما نريده هو محبة الخير. إن الخير مصدره هوالله القدوس الذي يدعو إلي الخير, ويساعد الناس علي عمله, لذلك إن ابتعدنا عن الله تبتعد طبيعتنا عن الخير, كما أننا إذا ابتعدنا عن الخير نكون قد ابتعدنا عن الله إن الذي يحب الخير, سيجد أنه قد ارتفع فوق مستوي الصراع مع الخطية. فالمرحلة التي يشتهي فيها الجسد ضد الروح, وتشتهي الروح ضد الجسد, هي مرحلة خاصة بالمبتدئين الذين يجاهدون ضد الجسد غير الخاضع للروح, أما الجسد النقي البار الذي يحب الخير فهو لا يشتهي ضد الروح بل إن الروح البارة هي التي تقود جسده نحو الخير. الذي يحب الخير يجاهد لكي يغصب نفسه علي حياة الفضيلة, فمادام هو يحب الفضيلة طبيعي أنه لا يغصب نفسه عليها. هذا البار قد أصبح الخير جزءا من عناصر نفسه, يفعله تلقائيا كشيء عادي طبيعي لا يبذل فيه جهدا يصير الخير في حياته كالنفس الذي يتنفسه, دون أن يشعر في داخله أنه يفعل زائدا أو عجبا, لذلك فهو ايضا لا يفتخر أبدا بهذا الخير, باعتباره شيئا عاديا بالنسبة إليه. ومحبة الخير توصل الإنسان بالطبيعة إلي محبة الله الذي هو مصدر كل خير فيحب الله, ويحب وصاياه ويحب نعمته التي تشجع دائما علي عمل الخير.. هذا بعكس الخاطيء الذي يحب الخطية, ولا يستطيع أن يحب الله معها في نفس الوقت. لأنه لا شركة بين النور والظلمة ولا خلطة بين البر والأثم, مثال ذلك الوجوديون الذين يظنون ان الله يعطل ممارستهم لشهواتهم فينكرون وجود الله الذي يدعو إلي الخير ويعاقب علي تلك الشهوات.إن الخير هو الأصل في طبيعتنا البشرية قبل أن نعرف الشر. الشر دخيل علي طبيعتنا. ونحن حينما نحب الخير إنما نرجع الي الطبيعة البشرية التي خلقنا الله بها وأيضا نستعد للمصير الذي نصل إليه في الأبدية. وفي محبتنا للخير لا يكون لنا جهاد للوصول إليه إنما يكون جهادنا في النمو في حياة الخير والتدرج للوصول إلي خير أكبر ثم أكبر. وفي محبتنا للخير, نحب أن نوصل هذا الخير إلي الغير, ونقصد بالخير كل أخ لنا في البشرية أيا كان نوعه أو لونه, وأيا كانت علاقتنا بهذا الغير. سواء كان صديقا لنا, أو عدوا, أو مقاوما سواء كان بارا أو خاطئا, البار نحبه من أجل قدوته الصالحة, والخاطيء نحبه مصلين من أجله أن ينقذه الله, من أخطائه ويقوده الي الخير. ومحبتنا للناس توصلنا إلي محبتنا لله لأنه إن كان أحد لا يحب أخاه في البشرية اذي يبصره, فكيف يقدر أن يحب الله الذي لم يبصره؟!لذلك يا أخي القارئ إن أردت أن تحب الله, ابدأ أولا بمحبتك للناس, اخدم الناس, ساعدهم احترمهم, ابذل نفسك عنهم, اعط من قلبك حبا لكل المحتاجين الي الحب, أعط حبا للأطفال, للعجزة والمسنين, للأيتام, للمحتاجين والفقراء, للمعوقين, للذين ليس لهم أحد يذكرهم, فإن أحببت كل هؤلاء ستجد أن محبة الله قد دخلت إلي قلبك بقوة وستجد أيضا أنك ترفع قلبك الي الله ليساعدك علي خدمتهم ومحبتهم, وأنك تشكره إذ قدم لك احتياجاتهم لتعطيهم. أنت تحب الغير لأنه رعية الله.. وتحبه لأنه يحبهم ويساعدك علي محبتهم. وحينما تحب الغير احرص علي أن تكون محبتك له محبة طاهرة نقية, ومحبة عملية فلا تحب بالكلام أو باللسان, بل بالعمل والحق.. وفي محبة الغير احترس من المحبة الخاطئة التي تسبب ضررا. ولتكن محبتك للغير محبة عادلة. ولا تكن محبتك له محبة الاستحواذ, أي المحبة التي تحبس محبوبها في حيزها الخاص, كالذي يحبس عصفورا في قفص لكي يتمتع وحده بتغاريد ذلك العصفور. وفي محبتك للغير عليك أن تحتمله في أخطائه وفي ضعفاته وفي نقائصه, وتحتمل التعب من أجل الغير. وثق بأنك ستنال أجرتك من الله حسب تعبك في محبة الآخرين وفي خدمتهم وفي قيادتهم الي الخير. ومحبة الغير تظهر أيضا في المحبة الروحية التي تظهر في الرعاية وفي التعليم وفي الارشاد, وفي حل مشاكل الناس, والتعب في اقناعهم بالسلوك السوي, والصلاة من أجلهم والمحبة شجرة ضخمة كثيرة الثمار. ومن نوعة ثمرها نعرف قيمتها ودرجتها.ومن جهة محبتنا للخطاة لا يجوز لنا أن نحتقر هؤلاء الخطاة أو نوبخهم وننتهرهم, بل نقودهم بوداعة وحنو إلي التوبة. ونجاهد لأجل الساقطين لكي يعودوا إلي الله. وفي محبتنا العملية, لا نكتفي بمجرد الاشفاق, أو إلقاء النصائح وإنما نبذل جهدا عمليا لسد احتياجات الناس, سواء كانت مادية أو معنوية. وبمحبتنا للخير ومحبتنا للغير نصل إلي نقاوة القلب وبذل الذات لأجل الآخرين (جريدة الأهرام يوم 24/1/2010) | |
|
Arsany عضو سوبر
عدد الرسائل : 238 العمر : 53 تاريخ التسجيل : 31/10/2009
| موضوع: رد: محبة الخير ومحبة الغير الأحد 24 يناير 2010 - 20:04 | |
| اللة اللة يا سيدنا يا فصيح اللسان و بارع فى الكتابة و بانى ومالء كل كيان الأنسان | |
|
Ghada فنانـــــة المنتــــدى
عدد الرسائل : 16804 تاريخ التسجيل : 21/04/2007
| |
kokomina اصدقاء المنتدى
عدد الرسائل : 5026 العمر : 47 Localisation : cario تاريخ التسجيل : 26/09/2009
| موضوع: محبة الخير ومحبة الغير الإثنين 25 يناير 2010 - 2:04 | |
| كلام من دهب من ذهبى الفم ومعلم الاجيال قداسة البابا شنودة الثالث
ميرسى يا اخى بطرس على هذه المقالة ربنا يعوضك | |
|
mifa20014 قلب المنتدى الطيب
عدد الرسائل : 31565 العمر : 52 تاريخ التسجيل : 08/05/2007
| موضوع: رد: محبة الخير ومحبة الغير الإثنين 25 يناير 2010 - 3:34 | |
| تعيش لينا يا سيدنا و تدوم حكمتك علي مر الازمان | |
|
ريمونده رمزى عضو سوبر
عدد الرسائل : 169 العمر : 72 تاريخ التسجيل : 11/04/2009
| موضوع: رد: محبة الخير ومحبة الغير الإثنين 25 يناير 2010 - 14:48 | |
| المقال جميل من فم ذهبى الفم ربنا يخليك يا سيدنا | |
|
Boutros اصدقاء المنتدى
عدد الرسائل : 4697 العمر : 57 تاريخ التسجيل : 24/12/2007
| موضوع: رد: محبة الخير ومحبة الغير الإثنين 25 يناير 2010 - 17:05 | |
| ربنا يبارك فيكم أيها الأحباء وشاكر مروركم وصلواتكم من اجل سيدنا البابا ليديم لنا الله حياته ازمنه وسنين علي سنينه هذه | |
|
الرب نصرتي اصدقاء المنتدى
عدد الرسائل : 1048 العمر : 40 تاريخ التسجيل : 30/11/2009
| موضوع: رد: محبة الخير ومحبة الغير الأربعاء 17 فبراير 2010 - 5:33 | |
| اعط من قلبك حبا لكل المحتاجين الي الحب,
كلام رائع مش محتاج تعليق شكراااا ليك | |
|
Boutros اصدقاء المنتدى
عدد الرسائل : 4697 العمر : 57 تاريخ التسجيل : 24/12/2007
| موضوع: رد: محبة الخير ومحبة الغير الخميس 18 فبراير 2010 - 15:35 | |
| أشكرك لمرورك يا من الرب دائما ناصرها | |
|