زيـــارات النعمــــة

"وبعد ستة ايام اخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا اخاه وصعد بهم الى جبل عال منفردين. وتغيرت هيئته قدامهم واضاء وجهه كالشمس وصارت ثيابه بيضاء كالنور. واذا موسى وايليا قد ظهرا لهم يتكلمان معه" (مت 1:17 -3)

تحتفل الكنيسة بعيد التجلي قبل عيد القديسة مريم بثلاثة أيام، فما هو الارتباط بينهما؟؟

إن سألنا يهوديَّاً مُتديناً قبل مجيء السيد المسيح، لو سألتك السماء شيئاً فماذا تطلب؟؟ غالباً ما يُجيب: أشتهي أن أرى ثلاثة أشخاص:
1. المسيّا ابن داود المُخلّص الذي اشتهي الآباء والأنبياء أن يروه.
2. أن أتعرَّف علي موضع دفن موسي النبي، فيكفيني أن أُقبّل تراب الموضع أو ألمس جثمانه مرّة واحدة في كل حياتي.
3. أن أري إيليا النبي الذي حملته مركبة ناريّة إلي السماء، وقد نلنا وعداً إلهياً أنه سيأتي ليُعدّ الطريق لمجيء المسيّا. (ملا 5:4).
هذه الأمور الثلاثة تشغل قلوب الكثيرين من اليهود حتي اليوم، خاصة الأرثوذكس منهم.

الآن صعد السيد المسيح علي جبل تابور ومعه تلاميذه الأخصَّاء بطرس ويعقوب ويوحنا ليتمتعوا بهذه الشهوات المُقدّسه معاً في أروع منظر في تاريخ البشرية، حتي أعلن بطرس بأسم الثلاثة: "يا رب جيد أن نكون ههنا" (مت 4:17). انفردوا عن كل البشرية في رؤيتهم الثلاثة.. رب المجد يسوع وموسي وإيليا مُجتمعين، يتحدثون عن الأمور المُقبلة الخاصة بصلب السيد المسيح وموته وقيامته.
رأوا السيد المسيح وقد أشرق وجهه كالشمس، وصارت ثيابه بيضاء كالنور (مت 3:17)

ولكن لماذا لم يهب والدته ذات العطية الفريدة، فتصعد معهم وتري ابنها مُتجليّاً وتسمع صوت الآب، وتشعر أنها كمن في السماء عينها؟

إذ ثار هذا السؤال في ذهني تذكّرت ما قدّمه لنا الشيخ الروحاني من خبرته عن "زيارات النعمة" أو "زيارات نعمة الروح". فإنه يُميّز بين ثلاثة أنواع من هذه الزيارات:

1. زيارات للمُبتدئين، حيث يُبكِّتهم الروح القدس، فيندمون ويهبهم تعزياته (يو 8:16)، فتمتزج دموع التوبة بدموع الفرح وبهجة الخلاص.

2. زيارات لأصحاب المنزلة الوسطي، حيث يُقدِّم لهم مواهب متنوعة للعبادة الروحية والشهادة لإنجيل المسيح (1كو 4:12). فتتكرّس قلوبهم للعبادة والخدمة بالحُب لله ولكل البشر حتي المُقاومين لهم.

3. زيارات للكاملين، الذين يحملهم الروح كما إلي السماء عينها، فيرون الرب ويتحدثون معه كما يُكلّم الرجل صاحبه (خر 11:33)، ويدخلون في شركة مع الطغمات السماويّة.

الآن إذ نتطلّع إلي القديسة مريم نراها العضو الأمثل بين الكاملين. فعندما التقت بأليصابات وسلّمت عليها، امتلأت أليصابات من الروح القدس (لو 41:1)، وانفتح لسانها بالتسبيح، فترنمت قائلة: من أين لي أن تأتي أم ربي إليّ (لو 43:1)، وارتكض الجنين في أحشائها كمن يُشرك السمائيين تهليلهم.
كانت القديسة مريم مع كل يوم تقف في دهشة تتأمل ابنها وربّها ومُخلِّصها، فلم تكن محتاجة للصعود علي جبل تابور، بل تمتّعت بتجلّي مُخلّصها في قلبها.
كان التلاميذ الثلاثة مُحتاجين إلي التجلّي لكي لا يهتز إيمانهم بالمُخلّص أثناء محاكمته وصلبه، وإن اهتز يرجعون إليه سريعاً.
ارتبط عيد التجلي بالقديسة مريم ليدخل المؤمن في صفوف الكاملين بروح التواضع، فيُشرق رب المجد بنوره، ويُقيم ملكوته الإلهي في داخله. يطلب أن يصعد كل يوم علي جبل تابور. فيُعلن عن السماويات في قلبه، وتكون كل أيامه عيد التجلّي الدائم.

+ إلهي ومُخلصي، ليفتقدني روحك القدوس. يُبكتني علي خطية، ويحثني علي الرجوع إليك.
تبكيته يملأ نفسي بتعزيات إلهية فائقة. وسط دموعي علي خطاياي، تتهلل نفسي بحبك يا غافر الخطية.

+ ليعمل روحك الناري في داخي، فأتشبَّه بالسمائيين الملتهبين بنار الحب.
أحبك، وأحب كل خليقتك. اشتهي خلاص الجميع.
روحك القدوس يهبني مواهب فائقة، ويقودني للعمل.
أعمل في كرمك بلا توقف.

+ ليفتقدني روحك القدوس، فأنعم بعربون السماء. به أتحدث معك كما يُكلّم الرجل صاحبه.
يُجمّل أعماقي، فتحمل أيقونتك البهيّة.

+ بروحك الناري أتحدى كل شهوة رديئة.
لا تستطيع خطيّة أن تتسلل إليّ، ولا يقدر إبليس أن يقتحم أعماقي، إذ أنت حالّ فيّ بجمالك وبهائك وقدرتك.

(من كتاب جلسات مفرحة مع الكتاب المقدس -القمص تادرس يعقوب ملطي)

ليفتقدني روحك القدوس، فأنعم بعربون السماء. به أتحدث معك كما يُكلّم الرجل صاحبه.
يُجمّل أعماقي، فتحمل أيقونتك البهيّة.
الموضوع جميل جدا
لسة سمعة تعليق الانبا روفائيل والانبا موسى عن تجلى المسيح مع موسى واليا قيبل الصلب
وشبه به الى بيحصل الان من ظهورات العدرا وبعدها حادث نجح حمادى
ذى المسيح ما اظهر مجدة وادهم ثبات قبل الصلب العدرا جت ثبتت ايمانا وقوتنا قبل الحادث
شكرا كتير