mifa20014 قلب المنتدى الطيب
عدد الرسائل : 31565 العمر : 52 تاريخ التسجيل : 08/05/2007
| موضوع: الله احبنا اولا فأحبوا اعداءكم لو6: 27 الإثنين 15 فبراير 2010 - 15:41 | |
| الله أحبنا أولا- فأحبوا أنتم أعداءكم (لو 27/6-38)
سمعتم أنه قيل: تحب قريبك وتبغض عدوك; وأما أنا فأقول لكم: أحبوا أعداءكم, باركوا لاعنيكم, أحسنوا إلي مبغضيكم, وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم. لا شك أن هذه الوصية تضع الرب يسوع في فئة مختلفة تماما عن باقي المعلمين وبالتالي فأن أحدا لن يستطيع تطبيق الوصية إلا بمساعدة خاصة من الله فما علينا إلا أن نطلب معونته وهو لن يتخلي عنـا وسيعطيننا القوة التي نحتاجها بدل الانتقام الذي هو أول مظاهر الضعف. لا تحدد الوصية من هو الذي أخطأ إلينا, ولا تحدد قيمة 'الدين'. وهذا معناه أن مجال المغفرة غير محدود بفئة من البشر أو بنوع محدد من الديون. بل نحن نعيش حياة فيها بعد إنساني صحيح إن كانت منفتحة دون شروط علي المغفرة. وهذا من شأنه أن يكسر مواقف الدفاع التي غالبا ما نشعر بها عندما نتعامل مع القريب, ويحملنا علي اتخاذ مواقف استعداد لقبول القريب ولإقامة علاقات أخوية معه. هذه هي صلاة من طلب منهم يسوع المسيح أن يحبوا أعداءهم, وأن يباركوا لاعنيهم وأن يصلوا لأجل من يضطهدهم ( متي 5/ 44-45). هم الذين يعلمون أن العلاقات العميقة بين البشر, والتي بدونها تصبح الحياة مستحيلة, لا تكتفي بمقاييس العدل, لكنها تتعدي العدل إلي قوة المصالحة. إن محبة الأعداء أمر غريب تماما علي طبيعتنا البشرية, بل أن الانتقام من أحب الأشياء إلي القلب البشري. ولا يوجد دين في العالم يحض الناس علي أن يحبوا أعداءهم, فهذا يخالف طبيعة البشر ويخالف طبيعة الأمور, لكن علي العكس من ذلك, نجد التحريض علي الانتقام من الأعداء لكي تشفي الصدور المليئة بالغل. إن من اختبر الظلم والافتراء من حياته, ومن مسه الضرر يوما من حقد الأعداء, يعرف كم من الصعب عليه أن يغفر, فضلا عن أن يقابل الإساءة بالإحسان والبغض بالمحبة. لكن هكذا علمنا المسيح, وهكذا نحن مطالبون أن نفعل. إن محبة الأعداء ليست مسألة مشاعر أو عواطف بالدرجة الأولي, لكنها قضية إرادة. إنها تحتاج إلي نعمة من السماء, ويمكنها أن تظهر فقط عند الذين يتمتعون بحياة جديدة من الله, والذين يسلكون بروح الله في هذه الحياة.
للأب روماني أمين اليسوعي | |
|