وكما يقول الكتابإن أرضت الرب طرق إنسان جعل أعداءه يسالمونهففي يدك يارب أن تسهل هذه الحياة فلا تكون حياة معقدة,ولاحياة قلقة ولاتكون الطرق مسدودة أمامها ومغلقة ولاتوجد عراقيل تعطلها...سهل حياتنا يارب,لأنك أقوي من ضعفاتنا إن كانت مشاكلنا بسبب الضعفات...وأنت أقوي من كل العراقيل إن كانت في طريقنا عراقيل.
وعندنا في الكتاب المقدس أمثلة كثيرة لمن سهل الرب حياتهم.
+ مثال ذلك لعازر الدمشقي الذي أرسله أبونا إبراهيم أبو الآباء لكي يختار زوجة لإسحق ابنه من بين أفراد أقربائه وليس من العالم الوثني وقد وضع لعازر هذا علامة أمامهم في من يختارها زوجة لابن سيده ,وتحققت تلك العلامة كما وضعها تماما تك24:42-48.وكان لما وصل إلي أهلها وحكي لهم قصته وافقوا وأرادوه أن يمكث عندهم بضعة أيام فقال لهملا تعوقوني والرب قد أنجح طريقي تك24:56.
+ نفس الوضع حدث مع أبينا يعقوب وهو هارب من وجه أخيه عيسو,ملتجئا إلي بيت خاله لابان.وكيف أن الفتاة التي قابلته عند البئر وسقي غنمها كانت راحيل ابنة خاله لابان فرفع يعقوب صوته وبكي متأثرا كيف أن سهل حياته وأرشده إلي هدفه تك28:11.
ويعقوب أيضا بعد عشرين عاماوهو عائد إلي وطنه وكان خائفا جدا من أخيه عيسو,لئلا يقابله في الطريق ويضربه:الأم مع البنينتك32:11وصلي طالبا من الرب أن ينجيه من يد أخيه عيسو وإذا به لما التقي بأخيهركض عيسو للقائه وعانقه,ووقع علي عنقه وقبله,وبكياتك33:4وهكذا سهل الله حياته في رجوعه وحقق الله وعده الذي كان قد سبق فقال له في أول رحلته ها أنا معك,وأحفظك حيثما تذهب,وأردك إلي هذه الأرض لأني لا أتركك حتي أفعل ما كلمتك به تك28:15.
وهكذا أرانا الله كيف سهل حياة أبينا يعقوب:في ذهابه وعودته.
وأيضا في لقائه مع ابنه المفقود يوسف وكذلك في لقائه مع فرعون مصر,وفي سكناه في أرض جاسان...
+ الرب أيضا سهل طريق الشعب في عبورهم البحر الأحمر.
كانوا خائفين:البحر أمامهم ,والملك الغاضب عليهم خلفهم ولكن موسي النبي طمأنهم قائلا:لاتخافوا الرب يحارب عنكم وأنتم تصمتونخر14:14وضرب البحر بعصاه فانشق أمامهم وسهل الرب طريقهم فيهوالماء سور لهم عن يمينهم وعن يسارهم خر14:22إلي أن خرجوا منه بسلام.
حقا إن الرب حينما يسهل حياة أحد قد يسهلها بأعجوبة.
كما قيل في سفر الرؤيا لراعي كنيسة فيلادلفيا:
هأنذا قد جعلت أمامك بابا مفتوحا ولايستطيع أحد أن يغلقهرؤ3:8نعم إ نه اللهالذي يفتح ولا أحد يغلق ويغلق ولا أحد يفتح رؤ3:7.
+++
داود النبي:الرب سهل حياته أكثر من مرة:
+ مرة حينما جاء أسد مع دب,وأخذ شاة من قطيعه فخرج داود وراءه وأنقذ الشاة من فيه وضربه فقتل داود الأسد والدب جميعا1صم 17:34-36.ولولا أن سهل الرب حياته لافترساه
+ وأكثر من مرة حينما أراد شاول أن يقتله وأنقذه الرب منه لأنه كان قد سهل حياته وحينما طارده شاول من برية إلي أخري سمح الله أن يقع شاول في يدي داود مرتين .ولم يقتله داود لأنه قال:حاشا لي أن أمد يدي إلي مسيح الرب.إنه مسيح الرب هو1 صم24:16صم26:11ونجا داود من شاول الملك وغدره لأن الرب كان قد سهل حياته ولذا كانت حياته عزيزة في عيني الرب فأنقذه من كل ضيق 1صم26:24.
+ وسهل الرب حياة داود حينما أنقذه من مؤامرة وجيش أبشالوم ابنه,ومن مشورة أخيتوفل لأبشالوم التي صلي من أجلها قائلا:حمق يارب مشورة أخيتوفل2صم15:31وقد كان وأبطل الرب مشورة ذلك الخائن وسهل حياة داود.
+ وسهل الرب حياته أيضا حينما وقف-وهو فتي صغير-أمام جليات الجبار ولم يكن مع داود في هذا القتال غير المتكافيء سوي خمس حصوات ملساء ولكن كان معه الرب ومعه رجاؤه في الرب الذي سيسهل حياته,قائلا لجليات في روح الرجاءاليوم يحبسك الرب في يدي 1صم17:46.
+++
وحينما يسهل الرب حياة إنسان,يسهلها مهما كانت المتاعب والمؤامرات.
لقد سهل حياة داود حينما كان يقوليارب لماذا كثر الذين يحزنونني مز3:1,أو حينما كان يقولأكثر من شعر رأسي الذين يبغضونني بلا سبب مز96:4.
وكم مرة قد أنقذ الرب نحميا من أعدائه القائمين عليه الشامتين به,وأنقذ أيوب من حسد الشيطان له,وأنقذ يوسف الصديق من حسد إخوته وتآمرهم عليه وبيعهم له...!
+ وقد سهل الرب حياة يوسف أمام فرعون مصر.
ومنحه النعمة في تفسير حلمي فرعون وفي تقديم النصيحة الحكيمة له,حتي قال فرعون عنههل نجد مثل هذا رجلا فيه روح اللهتك41:38وخلع فرعون خاتمه من يده,وجعله في يد يوسف وجعله فرعون سيدا علي كل مصر بل صارأبا لفرعون وسيدا لكل بيتهتك45:8وعلي الرغم من كل الضيقات السابقة التي لاقاها في حياته كان الله قد سهل حياته.
+ وسهل الرب حياة دانيال النبي حتي عندما ألقوه في جب الأسود فأرسل الله ملاكه وسد أفواه الأسود دا6:21.
+ وأيضا سهل الحياة للثلاثة فتية القديسين حينما طرحوهم في أتون النار المتقد,فلم تضرهم بشيء ,ولا وجدت رائحتها في ثيابهم,وشعرة من رؤوسهم لم تحترق دا31:27.
+ كذلك حياة يونان النبي وهو في جوف الحوت لم يكن للحوت سلطان عليه,لأن الله سهل حياته في جوف الحوت يون2
+ إسحق أبو الآباء أيضا كان الله قد سهل حياته حتي حينما ربط إلي حطب المحرقة ورفعت السكين فوق رأسه
تك22.
+ أيضا شاول الطرسوسي سهل الله حياته في الطريق إليه فاجتذبه من عدو للكنيسة وجعله إناء مختارا ورسولا للأممأع9وسهل حياته أيضا حينما كان في سجن فيلبي فأطلقه منه بمعجزة بها آمن السجان واعتمد هو وكل الذين له أع16.
+++
مشكلتنا أننا نعتمد في كل مشاكلنا علي ذكائنا أو علي الناس.
ويندر أننا نتجه إلي الله ونقول له:سهل حياتنا..
فياليتنا-علي الأقل-نطلب من الله أن يرشد أفكارنا ونقول له عرفنا يارب طرقك فهمنا سبلك أهدنا في طريق مستقيم.
+ الأمم Gentiles الذين كانوا بلا عهود ولا شريعة ولا آباء.
كيف أمكن أن الرب يسهل حياتهم ويجعلهم من مختاريه ومن أهل بيت الله..سهل حياة كرنيليوس وأرسل إليه بطرس الرسول لكي يشرح له طريق الرب ويعمده هو وأصحابه ثم افتقد الرب باقي الأمم وكان في مقدمتهم المجوس الذين سهل طريقهم بنجم عجيب أو بقوة إلهية ظهرت لهم في هيئة نجم حسب قول القديس يوحنا ذهبي الفم.
+ والسامريون أيضا الذين كان لايعاملهم اليهوديو4:9سهل الرب حياتهم ,واقتاد طريقهم إليه وهدي المرأة السامرية ثم أهل بلدتهايو4ودعا تلاميذه أن يشهدوا له في السامرة كما في أورشليم وكل اليهوديةأع1:8.
+++
اطلب من الله أن يسهل حياتك في كل صغيرة وكبيرة.
يسهلها لك في أي لقاء في أي مشروع في أي سفر وأية رحلة في كل ما تمتد إليه يدك من عمل.
سليمان الملك,لكي يسهل الله حياته طلب منه أن يهبه الحكمة حتي يتصرف حسنا في حكمة1مل 3:9.
ولكن أهم من هذا كله أن تطلب من الله أن يسهل حياتك في طريقك إلي الأبدية بعد الموت.
+++
علي أن عبارةسهل حياتي ليس معناها أن نسير في الطريق الرحب وندخل من الباب الواسع بعكس وصية السيد المسيح مت7:13.
كلا,بل ندخل من الباب الضيق .ويكون الرب معنا فيه.
بل نسير في وادي ظل الموت,ولانخاف شرا لأن الرب معنا ندخل في الضيقات ونقوللولا أن الرب كان معنا لابتلعونا ونحن أحياء نجت أنفسنا مثل العصفور من فخ الصيادين الفخ انكسر ونحن نجونا..عوننا من عند الرب الذي صنع السماء والأرض مز124.
+ المسيحية لما بدأت سارت في الطريق الضيق وسط مؤامرات اليهود,واضطهادات الدولة الرومانية ولكنها كانت تصلي باستمرارسهل يارب طريقنا أرشدنا إلي العمل بوصاياك..وإذ بها تنتصر علي الكل,وتملأ الكون إيمانا.
+ القديس أثناسيوس الرسولي في صراعه ضد الأريوسية والأريوسيين,سار في الطريق الكرب حتي قيل له:العالم كله ضدك يا أثناسيوس ولكن الرب سهل حياته وانتشر إيمانه وانتصر.
+ كذلك الرهبنة في حروب الشياطين,وحروب الوحدة والنسك ودبيب الأرض سارت في الطريق الكرب,وسهل الله حياتها إليه.
+++
+ كذلك نطلب من الله أن يسهل حياتنا حينما نجد ظلمة في العقل,ولا نعرف أين المسير,فيهدينا إلي طرقه ويسهل حياتنا..