لكذب هو حل سهل يلجأ إليه الضعفاء وغير الأذكياء. وكثيراً ما ينكشف. فيلجأ الكاذب إلى كذبة أخرى يُخفى بها الأولى. وهكذا يدخل فى حلقة مفرغة من الأكاذيب لا تنتهي ... والكذب دليل على الخوف وعلى ضعف الشخصية. أما الإنسان الصادق فهو شجاع، يتحمل مسئولية أعماله.
والكاذب لا يثق أحد بكلامه. حتى إن قال صدقاً يشك الناس فى صدقه. وقد يلجأ إلى القسم ليثبت قوله، فيشك الناس فى أقسامه أيضاً ... كلامه فقد هيبته.
فالكذب خطية مزدوجة، تخفى وراءها فى الغالب خطية أخرى. أنه غطاء لخطية سابقة، أو حيلة لخطية مقبلة. لذلك فالمرشد الروحى الذى يُعالج الخطية عند الكاذبين، عليه أن يسألهم ماهى الخطية الأخرى التى دفعتهم إلى الكذب.
والكذب قد يكون مباشراً أو غير مباشر. لذلك فإن ناقل الكذب يعتبر كاذباً، وشريكاً فى الكذب ونشره. ويدخل تحت هذا العنوان مروجو الإشاعات الكاذبة. وقد يقع فى هذا الأمر أيضاً البسطاء الذين يصدقون كل ما يسمعونه، ويتكلمون عنه كأنه حقيقة، دون فحص وتأكيد. وفى الحقيقة لا نستطيع أن نسمى هذه البساطة بمعناها الدقيق، بل هى سذاجة.
من أجل هذا نقولها نصيحة لكل إنسان من هؤلاء: لا تصدق كل ما يقال، ولا تحكم بدون تحقيق. فلو كنا نعيش فى عالم مثالى، لأمكن أن نصدق كل ما يقال. ولكن ما دام الكذب موجوداً فى العالم، فيجب علينا أن نحقق وندقق قبل أن نصدق. فمصدر الخبر الذى يصل إلينا قد يكون جاهلاً حقيقة الأمر، أو على غير معرفة وثيقة أكيدة بما يقول. أو قد يكون مبالغاً فيما يسرده من أخبار