mifa20014 قلب المنتدى الطيب
عدد الرسائل : 31565 العمر : 52 تاريخ التسجيل : 08/05/2007
| موضوع: حديث رحلة الصوم الكبير الأربعاء 3 مارس 2010 - 14:10 | |
| حديث رحلة الصوم الكبير للأب يوحنا جودة الفرنسيسكاني
ها نحن المؤمنون بالمسيح الرب,نقوم برحلة صغيرة خلال هذه الأيام المباركة والتي تدعونا إليها أمنا الكنيسة الجامعة. إن رحلة الصوم الكبير تهيئة للاحتفال الكبير العظيم بالمسيح الرب القائم من بين الأموات ويعني عيد القيامة,عيد الفصح,عيد العبور وعيد التحرر... -نحاول في قراءة النصوص التي دونها لنا الإنجيليون الأربعة,نحاول القراءة الربية ويعني برفقة الرب يسوع,ونحاول أن نأخذ منها نورا لحياتنا...نتخذ منها قاعدة حياة جديدة...نقطة انطلاق من أجل حياة مسيحية حقيقية,مركزة علي الصلاة الشخصية والجماعية أيضا...والحياة الباطنية الروحية,لتنطلق في عمل الرسالة...عمل الكرازة ونشر الخبر السار. -إن النداء الذي حمله يسوع للرسل يوم ظهوره لهم علي الجبل...مازال حتي يومنا هذا يتوجه إلينا ويتجدد هذا التوجيه الإلهي لأبناء القرن الواحد والعشرين قائلا لهم:اذهبوا إلي العالم أجمع...تلمذوا الأمم,عمدوهم بالنار والحق والمحبة. -إن الهدف من تأملاتنا بشأن الصوم,حسب الليتورجيا القبطية السائدة في مصر عسي أن تساعد المؤمنين ولاسيما الشباب علي التعمق إلي ذاك الذي هو أعظم معلم ,إلي ذاك الذي يعطي الحياة ويعطيهم حياة الحق...الذي يجعل المستقبل أملا ورجاء وحقا.. -إن الأحد الأول-أحد الرفاع-هو مدخل للصوم الكبير,وتدعونا فيه الكنيسة تلك الأم المعلمة,لأن نعي جيدا أنه زمن ولادة جديدة,ورحلة مقدسة من التجديد والعلاقة مع الله بالصلاة والتوبة,وتجديد مع الله بالصلاة والتوبة,وتجديد العلاقة مع الذات بالصوم وأعمال التضحية والإماتات,بهدف التحرر والانطلاق في عالم حب الله والامتلاء من محبته وتأهيل صورة الله فينا وتغيير في العلاقة مع الآخر...وأن يهتم الناس بأعمال البر والرحمة والمحبة الصادقة لترميم حياة الأخوة الجامعة. -وهذا التجديد والتغيير بدلالته الثلاثية,لن يحدثه فينا إلا المسيح ذاته بقدرته الإلهية وبروحه القدوس وبشفاعة مريم العذراء أم البشرية جمعاء. -إن النصر الإنجيلي(مت6:1-18) يدعونا إلي: 1)محبة الأعداء...أحبوا أعدائكم...باركوا لأعنيكم...أحسنوا إلي مبغضيكم...وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويضطهدونكم,فتكونوا أبناء أبيكم الذي في السموات. 2) الصدقة:إياكم أن تعلموا الخير أمام الناس ليشاهدوكم...وإلا فلا أجر لكم عند أبيكم السماوي...وإذا أحسنت إلي أحد فلا تجعل شمالك تعرف ما صنعت يمينك ليكون إحسانك في الخفية ولأبوك الذي يري في الخفية هو يكافئك علانية. 3)الصوم والصلاة:ويشدد النص علي محاربة المجد الباطل,العالمي,حتي يرانا الناس وأن يكون في السر,في صدق النية والتجرد,في نزاهة ضمير. إن هذه الممارسات,والعبادات ليست بجديدة علي المسيح,فكان هناك فئة كبير من الشعب,أعني الفريسيين كانوا يؤدون الصوم والصلاة والصدقة,وكانت الغاية أن يراهم الناس ويمدحونهم...ويرفعونهم إلي المراتب والأمجاد,برغم معرفة نبوة يوئيل النبيتوبوا إلي بكل قلوبكم(2:12). إن التوبة والصلاة والصوم,ممارسات ليست خارجية فحسب,بل هي تعبير نزيه داخلي وضميري,يعيشه المؤمن مع الله...ويدعو الرب إلي الخفية,ويشدد يسوع ثلاث مرات:الله الذي يري في الخفية وهو يجازيك علانية.. وبذلك نحارب التظاهر والرياء وإرضاء الناس,فالمهم أن نرضي الله لنكون أحرارا متصالحين مع الآب السماوي,تصالحوا مع الله(2كو5:10). | |
|