" اغفروا يُغفر لكم " ( لو 6 : 37 )
ونحن سائرين في غربة هذا العالم ،علينا ان نتسلح بالمحبة بغير ضعف،والتسامح بدون خوف ، والغفران للمسيئين بلا تذمر أو شرط ..لا ندع الأخرين يحددو تصرفاتنا وكيف نعاملهم؟ بل نحن نبادر بالمحبة والتسامح والغفران كابناء لابينا السماوي ، الذي يحبنا بل شرط وينعم علينا بالغفران والقبول رغم الضعف والبعد ونقص المحبة .. الله هو الذى يغفر الذنوب والخطايا والآثام ، وأمثالها من التعديات التى يقترفها الأشرار ، ضد قداسة الله ، بشرط أن يتوبوا فعلاً ، ويندموا على ما فعلوه ، ويرتبطوا بكل وسائط النعمة ، ليظلوا بعيدين عن الخطية ، ويغلبون كل محاربات عدو الخير ، بمعونة الروح القدس ، العامل فى النفس .
وبالنسبة للإنسان الحكيم ، فإنه يتشبه بالرب يسوع ، الذى غفر لكل الخطاه ، حتى صالبيه وقال : " يا أبتاه أغفر لهم …… " ( لو 23 : 34 ) .ويطيع دعوة الله ، فيصفح ويسامح كل من يخطئ إليه .
+ " متى وقفتم تصلون ، فاغفروا ، إن كان لكم على أحد شيئ ، لكى يغفر لكم أيضاً أبوكم الذى فى السموات زلاتكم ، وإن لم تغفروا أنتم ( للمسئين إليكم ) لا يغفر أبوكم الذى فى السموات أيضاً زلاتكم " ( مر 11 25 – 26 ) . أى أن الرب يشترط ضرورة أن نسامح ، وأننصفح عن كل من يخطئ فى حقنا ، لكى يعاملنا هو بالمثل ، كما علمنا فى الصلاة الربانية " وأغفر لنا ذنوبنا ، كما نغفر نحن أيضاً للمذنبين إلينا " ( مت 6 : 11 ) ، ( لو 11 : 4 ) .
+ وسأل القديس بطرس الرسول ، الرب يسوع : " يارب كم مرة يخطئ إلىّ أخى وأنا أغفر له ؟ هل إلى ( مقدار ) سبع مرات ( يوميا ً ) ؟ ! ، فقال له يسوع : " إلى سبعين مرة سبع مرات " ( مت 18 : 21 – 22 ) أى غفران بدون حدود .ولكن هناك قلوب جاحدة وجامدة ( قاسية ) لا تريد أن تسامح وتصطلح وتصفح ، وربما تموت فجأة ، فتمضى إلى الجحيم بالطبع . وقال أحد القديسين متسائلاً : " بأى وجه تطلب من الرب أن يسامحك ، وأنت لا تسامح من أخطأ إليك ؟! " .
+ وإن كان الإنسان محتاج إلى رحمة الله ، فيجب عليه أن يرحم كل من يخطئ إليه ، ويلتمس له العذر كبشر ، وكما يفعل الله معه لأنه " طوبى للرحماء ، لأنهم يُرحمون " وأنه : " ليس هناك رحمة ، لمن لا يفعل رحمة " . وقد صفح الرب عن خطايا السامرية وبطرس وزكا وشاول الطرسوسى القاسى ، والمرأة الخاطئة ، والمرأة التى أراد اليهود رجمها ، وداود ، وأغسطينوس ، وموسى الأسود ، وبلاجية ، ومريم المصرية ، وغيرهم كثيرون من الخطاة والدنسين التائبين .فهل تفعل مثله ، وتنال رحمته ورضاه فى دنياه وسماه . وها هو صوت الرب يخاطبك – باستمرار- يا ابنى سامح ، واصفح ، لكى تنال الجزاء من نفس جنس العمل ( غل 6 : 7) .
+ وصوت إبليس الخبيث يقول : لا تسامح بل انتقم ، وتعال معى إلى جهنم ! وماذا يتعبك لو قلت بفمك للمخطئ إليك : " أنا مسامحك " ؟! وبذلك يرتاح قلبك ، ويرضى الرب عن عملك ، ويكافئك خير الجزاء فى الأرض وفى السماء . فهل تقبل وتفعل ؟! أم تطيع عدو الخير ، الذى يريد هلاكك ، وحملك معه إلى جهنم ؟ ويقول المثل الشعبى الصادق : " عقلك فى راسك ، تعرف خلاصك " . وقال ذهبى الفم : " لا يستطيع أحد أن يضرك سوى نفسك " . بيدك إسعاد ذاتك ، أو إتعاس نفسك بنفسك ، وهى حقيقة لا ينكرهاأى مكابر ، اليس كذلك ؟!فهل تسامح من أخطا فى حقك ، ليرحمك المسيح .