رئيس حزب الوفد يكتب ..الي البابا في عيده

رئيس حزب الوفد يكتب .. إلي البابا شنودة في يوم عيده .. " لنا في البابا شنودة حاجة لا بديل لها، تمليها ضرورة المرحلة التي نمر بها جميعا كمصريين "


إلي البابا شنودة في يوم عيده


علي مدي تاريخ البشر المسجل، أهدي المصريون للعالم جوهر كل الأديان، خالق أعظم واحد نصل إليه جميعاً برغم تنوع واختلاف السبل . وعلي ضفاف النهر الواحد عاش المصريون بدياناتهم المختلفة، أدرك المصريون هذه الحقائق برغم تعدد الأساليب والمؤامرات والمحاولات .. ما خفي منها وما ظهر، كان سبيلهم إلي هذه الحماية رجال عظام، امتد دورهم لأبعد من مسمياتهم ومكانتهم مهما كان شأنها عظيما .. كان امتدادهم وإسهامهم في حياتنا كبيراً لكونهم فلاسفة ومفكرين أدركوا روح الدين، وجوهر العقائد . ينتمي لهؤلاء المفكرين القادة البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية والذي يصادف اليوم عيد رهبنة .. البابا شنودة الذي وقف طوال سنوات طويلة - ندعو الله أن تمتد له بالصحة وطول العمر - وقف سنوات طوالاً كامتداد لبطاركة وآباء وحراس عظام علي الكنيسة القبطية المصرية .. صدوا بأفكارهم ومواقفهم محاولات امبراطوريات كبيرة حاولت النفاذ لمصر وأهلها ودائما تحت ادعاء الحماية للمسيحية .. وكان يقين عظماء البطاركة الكبار أن مصر وطن يحتضن اختلاف العقيدة . وعلي مر السنوات كانت مواقف البابا شنودة تعبيراً عن نظرة ثاقبة، ووطنية مصرية خالصة، وطالما كان الرجل بامتداد الرؤية وشمولها حائط صد منيعاً ضد كل ما عاصر من مؤامرات تحاك ضد هذا الوطن .. وقف أمام ضغوط نفسية ومعنوية قد تتلاعب بعقولنا وقلوبنا كمصريين لو تعرضنا لها .. أشار إلي الحق في وجه إسرائيل، وأصابعها الممتدة في العالم الغربي وحدد موقف الكنيسة المصرية وهي أكبر وأعرق الكنائس من زيارة القدس، وأعلن أنه لن يدخل القدس إلا ويده في يد شيخ الأزهر .. أدرك البابا شنودة جوهر القومية العربية وحضارتها الواحدة بأديانها المختلفة شأنه شأن مصري عربي آخر عظيم عرفناه في الوفد باسم المجاهد الأكبر مكرم عبيد . وقف شنودة الثالث ضد إيحاءات الغرب وادعاءاته .. وقف أمام كل الحرائق التي اشتعلت وتشتعل من آن لآخر ليؤكد لنا جميعاً أن ما قد نراه علي الأرض ليس كل الحقيقة كما يراها ويدركها .. فكان بذلك حاميا للمصريين جميعاً وهم شركاء الوطن بفضل وعي، وإدراك رجال مثله سخرهم لنا الله العلي القدير . لكل ما سبق، ولقيمة رجل الدين، والفيلسوف، والمفكر، وعن قناعة راسخة بأن لنا في البابا شنودة حاجة لا بديل لها، تمليها ضرورة المرحلة التي نمر بها جميعا كمصريين .. وكسياسي أعلم قدر الرجل وحاجتنا له، وبالقناعة الشخصية، وما بيننا من مساحة ود خالص أدعو له بطول العمر وامتداده صحيحاً ونقياً، وأن ينعم عليه العلي القدير، وعلينا بعودته سالماً بذات قدرته النافذة ورؤيته التي تحرس هذا الوطن بكل من فيه كما كان وسيبقي دائما .

تاريخ نشر الخبر : 17/07/2010

مرسي لمروركم الجميل