mifa20014 قلب المنتدى الطيب
عدد الرسائل : 31565 العمر : 52 تاريخ التسجيل : 08/05/2007
| موضوع: مقاييس الفضيلة الأحد 1 أغسطس 2010 - 21:07 | |
| حياة البر والفضيلة8 مقاييس الفضيلة بقلم قداسة البابا شنودة الثالث وطني 1-8-2010
التعريف,والهدف,والوسيلة ما هو العمل الفاضل؟هل هو مجرد مسميات أو عناوين؟ كأن نقول:الصلاة,الصوم,الخدمة,العطاء...أم أن هناك مقاييس,نستطيع بها أن نصف العمل بأنه فاضل هناك ثلاثة مقاييس لكل فضيلة,وهي:التعريف,والهدف والوسيلة. وسنحاول أن نطبق هذه المقاييس الثلاثة لكي نختبر الفضائل ,هل هي حقيقية..أم زائفة: الصلاة: ندخل أولا في التعريف,ونقول ما هي الصلاة؟ هل هي حديث مع الله,أم هي مجرد تلاوات؟ والتلاوات كيف تؤدي؟ما مقياس الشعور فيها؟وما مقياس الفهم,وما مدي الصلة بالله؟ وإن كانت حديثا مع الله,فمن هو الله الذي نحدثه؟الله الذي تقف أمامه الملائكة ورؤساء الملائكة, الله الخالق ,غير المحدود, ملك الملوك ورب الأرباب..بأي خشوع نحدثه وبأية هيبة وإجلال ..هذا الذي قال له إبراهيم أبو الآباء عزمت أن أكلم المولي,وأنا تراب ورمادتك18 وإن كان الله هو الأب الحنون الذي يقول له داود النبي اشتاقت نفسي إليك يا الله كما تشتاق الأرض العطشانة إلي الماءمز63:1..فبأي حب نتحدث معه؟ أم الصلاة هي شعور بمتعة روحية للوجود في حضرة الله؟ إذن هي ليست مجرد كلام,بل هي متعة روحية وهنا يكون الهدف من الصلاة هو التمتع بالله وليس مجرد أي طلب خاص.بل الطلب هو الله نفسه كما قال داود النبي في مزاميره طلبت وجهك ولوجهك يارب ألتمس لاتحجب وجهك عنيمز26:8. إن الصلاة ليست مجرد واجب تؤديه . بحيث تعتذر لله أحيانا وأنت تقول آسفالست أجد وقتا للصلاة!!وكأنك تقول عمليالست أجد متعة في الصلاة... إن الصلاة ليست فرضا عليك,وليست مجرد الاستجابة لجدول روحي تملأه حتي لايتعبك ضميرك...واعلم تماما أنك المحتاج إلي الصلاة علي الأقل لتشعر بوجود قوة إلي جوارك تسندك وتعينك..وأنك محتاج إلي الله... الصلاة هي شركة مع الملائكة الذين يسبحون الله وهي جسر يربط الأرض بالسماء ويربطك أنت بالسمائيين والصلاة هي مصدر للشبع الروحي. كما يقول المرتل في المزمورباسمك أرفع يدي فتشبع نفسي كما من شحم ودسممز62:5...هي غذاء للروح وكما أن الجسد يتغذي بأنواع كثيرة من الأطعمة كذلك الصلاة هي من الأغذية الأساسية للروح. إذن لابد أن تعرف ما هي الصلاة,حتي تعرف كيف تصلي تعرف أن تصلي بحب,وتصلي بفهم وبإيمان بشعور بالوجود في حضرة الله..وتكون صلاتك أيضا بفرح,فرح التمتع بالله في الصلاة... وإن صليت بعاطفة وانسكبت دموعك في الصلاة,فلا تنشغل بالدموع وتفرح بها أكثر من الله الذي تحدثه لأن الدموع ليست هي الهدف من الصلاة...وإن كانت الصلاة ناتجة عن محبتك لله الذي تتحدث إليه إذن أحرص علي هذه المحبة ولاترتكب خطايا تبعدك عن الله وتفقدك الدالة في صلاتك ولاتجعل صلاتك مثل التي لاتصل إلي الله الذي قال للشعب الخاطيء حين تبسطون أيديكم,أستر وجهي عنكم وإن أكثرتم الصلاة لا أسمع أيديكم ملآنة دماأش1:15.إذن نقاوة القلب هي إحدي وسائل الصلاة التي نقترب بها إلي الله. ننتقل إلي نقطة أخري,وهي الصوم: الصوم: هل هو مجرد قهر الجسد وعدم إعطائه ما يشتهيه من طعام أم أن ضبط الجسد,هو مجرد وسيلة لضبط النفس وضبط الفكر,وضبط الحواس؟وضبط الإرادة عن كل خطأ؟.. وهنا تسأل نفسك عن تعريف الصوم. هل الصوم هو مجرد صوم الجسد أم أيضا صوم الفكر واللسان وصوم النفس؟ هل الصوم هو حالة جسد ممتنع عن الطعام أم حالة نفس زاهدة في الطعام كجزء من زهدها في المادة عموما؟هل أنت في الصوم تمتنع عن طعام تشتهيه أم وصلت إلي المستوي الذي لاتشتهي فيه طعاما؟ أهو تدريب للارتفاع عن الشهوة المادية بصفة عامة,هنا نبتدي أن نفهم ما هو الصوم؟هل الصوم إذن إسكات للجسد,لكي تتكلم الروح؟أهو إخضاع للجسد لتأخذ الروح حريتها وفرصتها؟ هل هو عدم إعطاء الجسد ما يشتهي لكي يرتقي بأن يشتهي ما تشتهيه الروح ويسير في طريقها؟أفهم إذن ما هو الصوم كثير من الناس يصومون ولايستفيدون روحيا لأنهم لم يفهموا ما هو الصوم,ولم يصوموه بطريقة روحية أنت في الصوم تقول:أنا يارب لا أريد أن أشتهي شيئا ماديا ولكن لأن جسدي يحتاج بين الحين والحين أن يأكل لكي يظل حيا ويشترك مع الروح في عملها الإلهي...لذلك أنا بين الحين والحين أعطيه ما يأكل ولكن لايكون الأكل بالنسبة إليه هدفا..وإنما الهدف هو شركته مع الروح في الاتحاد بك لذلك أنا أعطي الجسد ما يحتاجه لاما يشتهيه.. فهل نحن نصوم بهذا الهدف وبهذا الأسلوب؟ العطاء: ما هو العطاء؟هل هو صدقة من غني لفقير.هل تشعر أنك الذي تعطي؟وأنك تعطي المحتاج من مالك؟! كلا يا أخي,ليس الأمر هكذا ولن تستفيد من عطاء بهذا الشعور... فالمعطي هو الله وأنت مجرد وكيل علي ماله فالمال هو مال الله هو الذي أعطاك إياه لكي تعطي منه لهؤلاء وأنت إن لم تعط لهؤلاء حقهم يكون المال الذي احتجزته هو مال ظلم لأنك ظلمت مستحقيه... بهذا المعني,إذا أعطيت لاتفتخر, لأنك لم تعط من مالك شيئا وإنما من حقوق الله عليك...ولكنك ربما تقول مجرد الرغبة في إعطاء الفقير هي فضيلةأو تقول مجرد طاعة الوصية الخاصة بالعطاء هي فضيلة......هذا حق,ولكن تذكر أن الله هو الذي وهبك هذه الرغبة في أن تعطي وفي أن تطيع لأن الله-كما قال الرسول-هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا لأجل المسرةفي2:13 الله هو الذي أعطاك المال,وهو الذي أعطاك الرغبة في العطاء فقيم الفخر إذن؟ النقطة التالية في فهم العطاء هي: من هم أولئك الذين تعطيهم؟ أنت تعطي أولئك الذين سماهم السيد الرب إخوته فقال:مهما فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر,فبي قد فعلتم مت25:40لذلك يسميهم الكثيرون إخوة الرب...اعرف إذن جيدا أن هؤلاء ليسوا هم الشحاذون أو المتسولون أو الفقراء المعوزون,وإنما هو إخوة الرب. إذن عاملهم علي اعتبار أنهم إخوة الرب,بمحبة واحترام عاملهم بلطف بغير إذلال ولاتتكلم معهم بانتهار أو من فوق.. لاتتعال عليهم ولاتشعرهم بأنك تعطيهم فإنما أنت مجرد موصل لعطاء الله لهم.وكن في عطائك كمن يعطي المسيح نفسه لأنه قال عن الفقراء كنت جوعانا فاطعمتموني كنت عطشانا فسقيتموني كنت عريانا فكسوتمونيمت25:36,35 اعرف أيضا أن العطاء هو شركة حب مع المحتاجين إذن ليكن عطاؤك بحب حاول أن تعرف مقدار احتياج الفقير لكي تسد حاجته ليس بطريقة جزئية بل بطريقة كاملة تحل إشكاله وتجعله يخرج من عندك مستريحا.. فالعطاء ليس هو مجرد دفع صدقة مع ترك الفقير محتاجا وإن لم تستطع فحاول أن تشرك معك الآخرين لسداد حاجة المحتاج وفي نطاق محبتك للمحتاجين:تذكر قول الكتابلاتمنع الخير عن أهله حين يكون في طاقة يدك أن تفعله لاتقل لصاحبك اذهب وعد فأعطيك غدا وموجود عندكأم3:28,27وأنصت أيضا إلي قول الكتاب من يسد أذنيه عن صراخ المسكين يصرخ هو أيضا ولايستجابأم21:13. الخدمة: نبدأ أولا بتعريف الخدمة: وما هي؟ الخدمة ليست مجرد نشاط في الكنيسة سواء كان هذا النشاط في مدارس الأحد أو في الخدمة الإجتماعية أو العمل الإداري أو المالي في الكنيسة وليست هي مجرد تدريس أو وعظ أو تقديم معلومات. الخدمة هي روح تفيض من إنسان إلي آخر أو هي قدوة تقدم من شخص لآخر أو هي عبارة روحية تنتقل من خلال العمل الكنسي ,المعلومات هي مجرد وسيلة ولكن الهدف الحقيقي هو خلاص النفس,كما قال القديس يعقوب الرسول من رد خاطئا عن ضلال طريقه,يخلص نفسا من الموت ويستر كثرة من الخطايايعقوب5:20أو كما يقول القديس بطرس الرسول نائلين غاية إيمانكم:خلاص النفوس 1بط1:9 إذن هدف الخدمة هو خلاص النفس وهو بناء الملكوت وكل وسائط الخدمة ينبغي أن تتجه نحو هذا الهدف وطبيعي أنك لاتستطيع أن تعمل في بناء الملكوت وحدك بل بشركة مع الله لأنه إن لم يبن الرب البيت,فباطلا تعب البناءونمز126:1وقد قال السيد الرببدوني لا تقدرون أن تعملوا شيئايو15:5 إذن الخدمة هي شركة مع الله في العمل. كما قال القديس بولس الرسول عن نفسه وزميله أبلوسنحن عاملان مع الله1كو3:9فكر إذن :هل أنت تعمل مع الله أم تعمل وحدك؟وعليك أن تبدأ بأن تعمل مع الله ,تشرك الله معك كما تقول للرب في الأوشية اشترك في العمل مع عبيدك,في كل عمل صالح. وإن كانت الخدمة هي عمل الله فيك وبك ومعك إذن لابد أن تبدأ بالامتلاء من الله. لأن هذه هي الوسيلة التي توصلك إلي هدفك من الخدمة وهكذا قال الرسول امتلئوا بالروحأف5:18امتلئوا لكي تفيضوا علي غيركم... هذه وسيلة أساسية ومنها تنبع وسيلة أخري وهي: لكي تسعي لخلاص الناس, ينبغي أن تحبهم. تحب الناس,فتريد لهم أن يحبوا الله,كما أحببته أنت وأن يذوقوا ما أطيب الرب كما ذقته أنت وبهذا الحب تعرفهم طريق الرب وتعرفهم اسمه وليتك في ذلك تذكر قول السيد المسيح في حديثه مع الآب عن تلاميذه إذ قالعرفتهم اسمك وسأعرفهم ليكون فيهم الحب الذي أحببتني به وأكون أنا فيهميو17:26...الخدمة إذن هي رسالة حب.هذا هو تعريفها. ومادام الله هو العامل في الخدمة إذن فالصلاة هي من أهم وسائل الخدمة. ليست الخدمة هي مجرد تعبك وسعيك ووعظك وتعليمك إنما لكي يأتي كل هذا بثمر ينبغي أن تسكب نفسك أمام الله في الصلاة,لكي تعطي الكلمة النافعة كما قال بولس الرسول صلوا لأجلي لكي أعطي كلاما عند افتتاح فمي,لأبشر جهارا بسر الإنجيلأف6:19إن كان القديس بولس يطلب هذا فكم بالأولي نحن؟! عليك أيضا أن تصلي لكي يعطي الله قوة للكلمة فتدخل إلي قلوب الناس وتحدث تأثيرها وتأتي بثمر لاتسقط علي أرض محجرة ولا علي شوك ولا تخطفها الطيورمت13 وإن كانت الخدمة لبناء الملكوت فلا تكن إذن لبناء الخادم. فكثير من الخدام يهدفون إلي بناء أنفسهم وتدخل الذات في خدمتهم مثلما وبخ الرب الرعاة الذين يرعون أنفسهمخر 34:9,8ولذلك; في خدمتك ,رتل أيضا المزمورليس لنا يارب ليس لنا,لكن لاسمك القدوس أعط مجدامز115:1. واسلك في خدمتك باتضاع ,كخادم. لأن كثيرين يخدمون وينسون أنهم خدام وفي ذلك ما أجمل صلاة القديس أوغسطينوس من أجل رعيته إذ يقولاذكر يارب سادتي,عبيدك.... الكلام: ما أكثر الذين يحبون الصمت ويرون أنه فضيلة ويحترسون من الكلام.. فهل كل كلام خطية, وهل كل صمت فضيلة؟ هنا لابد أن ندرك تعريف الصمت وتعريف الكلام,وعلاقتهما بالفضيلة...قال القديس برصنوفيوس لما سئل عن هذا الأمر:الصمت من أجل الله جيد والكلام من أجل الله جيد من أجلك يارب نصمت ومن أجلك نتكلم نصمت لكي نعطي أنفسنا فرصة للصلاة وللتأمل وللبعد عن أخطاء الكلام ولكننا نتكلم حينما تكون كلمتنا:كلمة منفعة,أو كلمة تعزية,أو كلمة نصح أو تحذير أو شهادة لك ولملكوتك كما قال الحكيم فم الصديق ينبوع حياةأم10:11. وحينما يكون الكلام فضيلة لازمة ,حينئذ ندان علي صمتنا المهم أن يتمجد الله بكلامنا ويتمجد بصمتنا ولنعرف أن الكلام ليس هو طاقة مختزنة فينا من الألفاظ ,تريد أن تخرج منا إلي أذان الناس ولو بغير هدف,ولو كانت طاقة مدمرة لسلام الآخرين وروحياتهم!! في هذه الحالة يكون صمتك أفضل إلي أن يعطيك الرب كلمة تقولها كما قال المرتل في المزمور الخمسينافتح يارب شفتي فيخبر فمي بتسبيحكوالذين يتكلمون بهذا الأسلوب ينطبق عليهم قول الربلستم أنتم المتكلمين ,بل روح أبيكم هو المتكلم فيكممت10:20 فهل الكلام عندك من هذا النوع؟وهل الصمت عندك للصلاة والتأمل؟أم أنت تصمت وفي نفس الوقت تفكر أفكارا خاطئة!! كذلك إن تكلمت عن الحق تكلم بأسلوب حقاني. المعرفة: ما هي المعرفة؟ وما تعريفها الصحيح؟ليست هي مجرد معلومات. إنما المعرفة الحقة,هي المعرفة التي تبنيك وتبني غيرك عن طريقك. إن كان الأمر هكذا فتكون الوسيلة هي أن تدقق فيما ينبغي لك أن تعرفه ولاتفعل مثل الإنسان الأول الذي أكل من شجرة المعرفة فصار جاهلا,إذ بدأ يعرف الشر أيضا,هذا الذي قال عنه الحكيم: الذين يزيد علما يزيد حزناجا1:18يقصد معرفة أمور قد تعقد العقل.أو تجلب الشك,أو تكشف طريق الخطية أو تسبب لونا من الكبرياء,كما قال الرسولالعلم ينفخ1كو8:1. المعرفة الروحية,هي معرفة الله,ومعرفة طرقه كما قال السيد الرب في تأملاته مع الله الآبهذه هي الحياة الأبدية,أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلتهيو17:13.كذلك يقول المرتل في المزمورعرفني يارب طرقك,فهمني سبلك. هناك معارف أخري مفيدة جدا. وهي أن تعرف نفسك,وتعرف ضعفك فتتضع وتعرف حروبك فتجاهد لتنتصر.وتعرف حيل الشياطين فتبعد عنها.وتعرف الحق,والحق يحررك... | |
|