Boutros اصدقاء المنتدى
عدد الرسائل : 4697 العمر : 57 تاريخ التسجيل : 24/12/2007
| موضوع: نحب الله بتأمل صفاته الجميلة (مقال رائع) الإثنين 2 أغسطس 2010 - 16:21 | |
| نحب الله بتأمل صفاته الجميلة بقلم: البابا شنودة الثالث إنك يا أخي القارئ, قد تحب شخصا أحيانا, لمجرد أن صفة معينة فيه تجذبك إليه. كأن يكون إنسانا شهما, أو خفيف الظل مرحا, أو يكون إنسانا ذكيا أو قوي الشخصية.. إنما مجرد صفة واحدة تجذبك إلي محبته. فكم بالأولي الله سبحانه, الذي تجتمع فيه كل الصفات الجميلة, وعلي درجة غير محدودة من الكمال!! لا شك أنك كلما تأملت صفة من صفات الله الفائقة الوصف, ستجد نفسك تحبه. هناك صفات يتميز بها الله وحدة, ولا يشترك فيها أي كائن آخر. مما يجعلنا نقف في ذهول ونحن نتأمل الله الأزلي الذي لم يسبقه أحد. أو الله الخالق الذي صنع كل شيء من لا شيء. أو الله الواجب الوجود... الله الحاضر في كل مكان, وقبل مستوي الأزمات. الله غير المحدود, وغير المُدرك, وغير المرئي, وغير المحوري, الله العارف بالخفيات, وفاحص القلوب والأفكار. الذي يسبحه غير المرئيين, ويسجد له الظاهرون... ألوف ألوف وقوف قدامه, وربوات ربوات يقدمون له الخدمة... إلي غير ذلك من الصفات التي يختص بها لاهوته... لا شك ونحن نتأمل عظمة الله, لابد أن نمجده. وحينما نتأمل كيف أنه علي الرغم من كل هذا الجلال الذي يحيط بالله نري كيف أنه في كل مجده ينظر إلينا, ويولينا اهتماما خاصا. حينئذ نجد أننا نحبه.إننا نحب الله أيضا في صفاته الأخري التي يتصف بها بعض البشر, ولكنها عند الله كاملة وغير محدودة... مثل قوة الله وحكمته, ومحبته ورحمته, وصبره وطول أناته. وقد يتصف بعض البشر بإحدي هذه الصفات او بكثير منها. ولكنها عند البشر ضئيلة, أما عند الله فهي في جمال من الروعة لا يعبر عنها, وفوق مستوي إدراكنا. مثال ذلك إن الله رحوم وعادل. وهو كامل في عدله, وفي نفس الوقت كامل في رحمته. ولا تتناقض الصفتان. بل عدله مملوء رحمة, ورحمته مملوءة عدلا. هو عادل في رحمته, ورحيم في عدله. وهنا يملكنا العجب والإعجاب. ولا نستطيع ان نملك أنفسنا من أن نحبه.نحب الله القدوس, الكامل في صلاحه. والذي علي الرغم من كل هذا, يتعامل معنا نحن الخطاة, في رفق وحنو وشفقة. بل يستر علينا في كثير من أخطائنا, ولا يكشفها لغيرنا! ويحافظ علينا. ولا يحاكمنا علي كل صغيرة وضئيلة كما يفعل معنا أخواتنا في البشرية, الذين يخطئون مثلنا, ولكنهم يركزون علي كل خطأ من أخطائنا, ويشمئزون!إننا نحب الله الغفور, الذي لم نجد مثله في مغفرته. الله الذي لم يصنع معنا حسب خطايانا, ولم يجازنا حسب آثامنا. لأنه يعرف طبيعتنا, يذكر أننا تراب نحن.. الله الذي يغفر الخطايا مهما كثرت, ويصفح عنها إذا ما تبنا. ولا يعود يذكرها لنا فيما بعد.. أي حنان هذا الذي يذيب قلب الإنسان التائب! وكلما يغفر له الرب أكثر, يحب الله أكثر وأكثر!! فيقول للرب في صلواته: مثل كثرة رأفتك تمحو إثمي!!.... حقا لو كان الله يرصد جميع خطايانا, ما كان يخلص أحد. ولهذا فإنه يستحق كل الحب, هذا الإله الحنون الغفور, الذي لا يذكر لنا كل الماضي الأثيم, من أجل حاضر مستقيم!إننا نحب أيضا إلهنا الحكيم, ذا الحكمة الفائقة الوصف, الذي صنع كل المخلوقات بحكمة عجيبة. الذي بحكمه أوجد علاقة بين الأرض والشمس والقمر, ينتج عنها الليل والنهار, والصيف والشتاء, وأوجه القمر المتعددة. والذي جعل حكمة ما بين الأجواء, تنتج عنها الأهواء المتعددة. بل صور الإنسان في حكمة عجيبة.. في كل من عمل المخ, والقلب, والأعصاب, وسائر الأعضاء. بدقة لا تخل إذا صارت حسب طبيعتها... الله الذي في خلقه أوجد العشب والزهر. وأوجد الألوان العجيبة في كثير من الطيور والأسماك, والألحان المتنوعة في أصوات الطير. إننا نحب الله الذي ـ في حكمة بالغة ـ جعل هناك علاقة بين القوي والضعيف, فهو مثلا وهب الغزال قوة في الجري, تجعله يستطيع الهروب من الأسد القوي القادر علي التهامه.إننا نحب الله الغني القوي. الذي في غناه منح العالم كله من جوده. حتي انه من فيض جود خيراته, لم يعد العالم معوزا شيئا من نعمة تحننه. فالخير يملأ الأرض كلها, إذا ما أحسن توزيعه, وإذا ما تحركت قلوب الجميع بحب الخير علي كل أحد... الله الذي يملأ الدنيا غني, والذي يجعل السماء تمطر علي الأرض فتغذيها, أو الينابيع تنفجر من باطن الأرض لكي ترويها. فمن السماء من فوق ينزل الخير, ومن باطن الأرض من تحت يأتي الخير أيضا سبحانه الله في كل عطاياه. ونحن نحب الله القوي, الذي يستطيع ان يحمي, وأن يدافع عن كل ضعيف, ويمنح نعمة لصغيري النفوس, ويقوي الرُكَّب المخلّعة. ولا يترك الضعفاء مضغة في أفواه الأقوياء... نحب الله الموجود بقوته في كل مكان, ينظر ويسمع, ويسجل. وإذا بعبارة ربنا موجود, يسمعها الضعفاء فيطمئنون. ويسمعها العنفاء فيقشعرون. ويشعر الكل بأن ميزان الله العادل مازال موجودا... يري ويعمل ويحكم. إننا نحب الله الذي يمنح الدب القطبي فروة في جسده تعطيه الدفء من برودة الجو. الله الذي يهتم باليتيم وبالأرملة, وبالغريب وبالضيف. ولا يحرم أحدا من أعمال نعمته. فالكل من غنم رعيته. أوجدهم ويهتم بهم.(مقال بجريدة الأهرام يوم 1/8/2010) | |
|
mifa20014 قلب المنتدى الطيب
عدد الرسائل : 31565 العمر : 52 تاريخ التسجيل : 08/05/2007
| موضوع: رد: نحب الله بتأمل صفاته الجميلة (مقال رائع) الإثنين 2 أغسطس 2010 - 16:31 | |
| ربنا يعوض تعب محبتك يا بطرس فعلا مقالة رووووعة للبابا | |
|
kokomina اصدقاء المنتدى
عدد الرسائل : 5026 العمر : 47 Localisation : cario تاريخ التسجيل : 26/09/2009
| موضوع: نحب الله بتأمل صفاته الجميلة (مقال رائع) الأربعاء 4 أغسطس 2010 - 4:04 | |
| مقالة روعة لقداسة البابا شنودة الثالث
ميرسى يا بطرس على هذا المقال الرائع ربنا يعوضك | |
|
الرب نصرتي اصدقاء المنتدى
عدد الرسائل : 1048 العمر : 40 تاريخ التسجيل : 30/11/2009
| |