mifa20014 قلب المنتدى الطيب
عدد الرسائل : 31565 العمر : 52 تاريخ التسجيل : 08/05/2007
| موضوع: الثمر في حياة الفضيلة وطني 8-8-2010 الثلاثاء 10 أغسطس 2010 - 14:23 | |
| حياة الفضيلة والبر (9) الثمر... في حياة الفضيلة والبر بقلم قداسة :البابا شنودة الثالث
أهمية الإثمار الحياة الروحية لابد أن يكون لها ثمر في حياتنا, بل وفي حياة الآخرين أيضا. وقد اهتم الرب بهذا الثمر أنا الكرمة الحقيقية وأبي الكرام. كل غصن في لا يأتي بثمر, ينقيه ليأتي بثمر أكثر... أنا الكرمة وأنتم الأغصان. الذي يثبت في وأنا فيه, هذا يأتي بثمر كثير (يو 15:1-5). ووصية الإثمار موجودة من بدء الخليقة, إذ قال الرب: أثمروا وأكثروا, واملاوا الأرض (تك 1:28). وإن كانت هذه الآية تتعلق بالإثمار الجسدي, أي التوالد, إلا أنها من الناحية الرمزية يمكن أن نتناولها بمعني روحي... كأنها دعوة إلي المؤمنين أن يثمروا روحيا, ويكثر عملهم الروحي حتي يملأوا الأرض... وفي قصة الخليقة يقول سفر التكوين أيضا أن تنبت الأرض شجرا ذا ثمر يعمل ثمرا كجنسه شجرا يعمل ثمرا بذره فيه كجنسه (تك 1:12,11). إذن ينبغي أن يكون كل منا شجرة مثمرة في جنة الرب, شجرة ذات ثمر, تصنع ثمرا بذره فيه كجنة... ومادمنا أشخاصا روحيين, إذن لابد إن يكون ثمرنا روحيا, وليس جسديا. فالكتاب يقول من يزرع لجسده, فمن الجسد يحصد فسادا. ومن يزرع للروح, فمن الروح يحصد حياة أبدية (غل 6:8). وهكذا يحدثنا الكتاب عن ثمر الروح. فيقول وأما ثمر الروح فهو محبة, فرح, سلام, طول أناة, لطف, صلاح, إيمان, وداعة, تعفف (غل 5:22, 23). ويشدد الكتاب علي أهمية الثمرة, وعقوبة من لا يثمر, فيقول: كل شجرة لا تصنع ثمرا, تقطع وتلقي في النار. هذا قاله السيد المسيح في العظة علي الجبل (مت 7:19). ونفس الكلام قاله أيضا يوحنا المعمدان: والآن قد وضعت الفأس علي أصل الشجرة. فكل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا, تقطع وتلقي في النار (3:10). وقد لعن الرب شجرة التين التي ليس فيها ثمر (مت21:19). الثمر الجيد شدد الرب علي أهمية الثمر الجيد, وقال اجعلوا الشجرة جيدة وثمرها جيدا لأن من الثمر تعرف الشجرة (مت 12:33) وقال: من ثمارهم تعرفونهم (مت 7:20). كل شجرة جيدة تصنع أثمارا جيدة. وأما الشجرة الرديئة فتصنع أثمارا رديئة. لا تقدر شجرة جيدة أن تصنع أثمارا ردية, ولا شجرة ردية أن تصنع أثمارا جيدة (مت 7:18,17).. لأنهم لا يجنون من الشوك تينا, ولا يقطفون من العليق عنبا (لو6:44,43). إذن يا أخي, انظر: ما هو نوع ثمرك؟ وما مقداره؟ قال الرب عن الأرض الجيدة إنها أعطت ثمرا: بعض مئة, وآخر ستين, وآخر ثلاثين (مت 13:8). من تواضع الرب أنه ذكر الثمر الذي أعطي ثلاثين... طوبة لأنه ثمر, ولو أنه قليل... إذن لابد أن تعطي ثمرا ولو قليلا... وماذا يصنع الرب إن وجدك تعطي ثمرا ولو كان قليلا؟! يقول إنه: ينقيه ليأتي بثمر أكثر (يو 15:2). إذن لابد أن تكون أرضك جيدة, وتعطي ثمرا. وماذا أيضا؟ يقول الرب أنا اخترتكم وأقمتكم, لتذهبوا وتأتوا بثمر, ويدوم ثمركم (يو15:16). ومع دوام هذا الثمر, ينقيه الرب ليأتي بثمر أكثر. إذن ينبغي أن يكون لك ثمر دائم, غير منقطع. وما أبشع الصورة التي رسمها القديس يهوذا الأسخريوطي غير الأسخريوطي, إذ قال أشجار خريفية , بلا ثمر ميتة (يه12). فاعتبر أن الشجرة التي بلا ثمر هي شجرة ميتة... ولقبها بشجرة خريفية, أي من النوع الذي يتساقط ورقه في الخريف. ولذلك حسن قيل عن الشجرة الجيدة في المزمور الأول: تعطي ثمرها في حينه, وورقها لا ينتثر (مز1:3). في حينه أي لا يتأخر في إعطاء الثمر, أو في حينه, بمعني أن يعطي الثمر في وقته المناسب... ولماذا وصف الشجرة بهذ الوصف الجميل؟ يقول: لأنها مغروسة غلي مجاري المياه... وهنا نتحدث عن عوامل الإثمار. عوامل الإثمار 1- لكي تعطي الشجرة ثمرا, لابد أن تكون الأرض جيدة, وهذا ما قاله الرب في مثل الز ارع, فقال عن البذار وسقط البعض علي أرض جيدة فأعطي ثمرا... (مت 13:8). فلا تكون الأرض محجرة, علي الطريق ولا مملوءة بالاشواك, ولا ضحلة بغير عمق, كما ورد في المثل... فالكلام الذي قاله الرب للشاب الغني, لم يقع علي أرض جيدة, وإنما علي نفسية محبة للمال, لذلك سمع الشاب الكلام ومضي حزينا (مت 19:22)... بينما نفس العبارة سمعها في الكنيسة شاب آخر غني, ولكن أرضه جيدة, فمضي وباع كل أملاكه ووزع المال علي الفقراء. وصار له ثمر كثير.. عشرات الآلاف من الرهبان, ومن النساك, تبعوا طريقه, وسلكوا مثله, لأن بذره كان يصنع ثمرا كجنسه (تك1:11). الأرض الطيبةتعني أن الإنسان يميل إلي الخير بطبيعته, يقبل كلمة الرب بفرح وباستعداد للعمل, ويعطي ثمرا. أما الأرض المحجرة, فتمثل القلب القاسي الذي لا يتأثر بسرعة, وربما لا يتأثر إطلاقا, مهما سمع من عظات, ومهما قرأ من كلام روحي. لذلك يقول الرسول عن نداء الله في القلب إن سمعتم صوته. فلا تقسوا قلوبكم (عب 3:8,7). الأرض الطيبة. تكون من الداخل غير محجرة. ومن الخارج لا تحيط بها الأشواك وتخنق زرعها. سليمان الحكيم كان أرضا طيبة. ومع ذلك أحاطت به الأشواك, أعني زوجاته الأجنبيات غير المؤمنات اللائي أملن قلبه وراء آلهة آخري, فلم يعد قلبه كاملا أمام الرب وأخطأ كثيرا, وأقام مرتفعات لآلهة الأمم (1مل11:4-8). وشمشون في أول حياته ابتدأ روح الرب يحركه (قض13:25), وحل عليه روح الرب (قض 14:6). ثم أحاطت الأشواك بهذه الأرض الجيدة, أعني صاحبته دليلة, حتي فقد نذره, وقص شعره, وقلعوا عينيه, صار يطحن في بيت السجن (قض 16:21). وقيل وقتذاك إن الرب قد فارقه (قض 18:20). 2- ومن عوامل الإثمار أن يتمتع الشجر بالغذاء والري. ومن أمثلة هذا الغذاء, ما قيل عن الشجرة التي لم تصنع ثمرا ثلاث سنوات أتركها هذه السنة أيضا, حتي أنقب حولها وأضع زبلا: فإن صنعت ثمرا, وإلا ففيما بعد تقطعها (لو13:9,8). والزبل هومن أجود أنواع السماد البلدي. إن كل إنسان يحتاج إلي غذاء روحي لكي يثمر... والأغذية الروحية اللازمة للاثمار كثيرة ومنها: قراءة الكتاب المقدس والكتب الروحية, كلمة الله التي يحيا بها الإنسان (مت 4:4). كذلك التأملات الروحية, والتداريب الروحية, والصلاة, والتناول من سر الإفخارستيا المقدس... لقد قيل عن الشجرة التي لا تعطي ثمرها في حينه إنها مغروسة علي مجاري المياه, والماء يمثل عمل الروح القدس في القلب (يو7:38). إنه الماء الحي الذي يروي النفس. إذن لكي تثمر لابد من عمل الله فيك. لابد من ثباتك في الله, كما يثبت الغصن في الكرمة, ولهذا قال السيد الرب كما أن الغصن لا يقدر أن يأتي بثمر من ذاته, إن لم يثبت في الكرمة, كذلك أنتم أيضا إن لم تثبتوا في الذي يثبت في وأنا فيه, هذا يأتي بثمر كثير... إن كان أحد لا يثبت في, يطرح خارجا كالغصن, فيجف ويجمعونه ويطرحونه في النار, قيحترق (يو 15:4-6). تثبت في الله معناها أن تثبت في محبته (لو 15:9), ومعناها أيضا أن تشترك مع روحه في العمل, فتدخل في شركة الروح القدس (2كو 13:14). فهل حياتك الروحية مغروسة علي مجاري المياه؟ وهل باستمرار تمتص من الله الماء الحي (أر2)؟ هل تأخذ منه الماء الذي وعد به المرأة السامرية؟ (يو4:11,10) هذا الماء الذي ينبع إلي حياة أبدية... وهل أنت مستمر علي غذائك الروحي, لا ينقطع عنك, بل تنمو به نفسك... وماذا أيضا. 3- لكي تعطي الشجرة ثمرا, لابد أن تمنع عنها الآفات سواء الآفات الحشرية, أو الأعشاب المتطفلة المؤذية, أو الأمراض الزراعية, وهكذا تتنقي الأرض ويتنقي الشجر, فيثمر ولا يتلف ثمره... افحص نفسك, ما هي الآفات التي تعطل ثمرك الروحي؟ وهل أنت تلاحظ نفسك, وتحرص أن تتنقي باستمرار من هذه الآفات سواء كانت أخطاء روحية أو نفسيةأو فكرية, أؤ عادات مسيطرة عليك, أؤ صداقات تجرك إلي أسفل... وتذكر قول الشاعر: متي يبلغ البنيان يوما تمامه إذ كنت تبنيه وغيرك يهدم ما فائدة أن تعطي أرضك الطيبة غذاءها الروحي, ثم يأتي الطير فيلتقط ثمرها, أو تحل عليه لطع تفسد الثمر. أو تدخل الديدان فتأكله أو تتعرض لقول الكتاب إن المعاشرات الردية تفسد الأخلاق الجيدة (1كو 15:33). فهل تتعرض إلي عثرات تفسد كل تأثيراتك الروحية؟ * لابد أن تموت نفسك عن كل أمور العالم, وكما يقول الكتاب عن حبة الحنطة إنها إن ماتت تأتي بثمر كثير (يو 12:24). ثمار متعددة هناك أنواع كثيرة من الثمر في حياة الإنسان: بعضها نافع له والبعض غير نافع. هناك ثمر عقلاني, مجرد فكر يعمل , وله إنتاج فكري, ولا علاقة له بالروح, وليس له ثمر في حياة الإنسان الروحية, وهناك ثمر اجتماعي, إنسان دائب العمل داخل المجتمع ومشاكله, وقد يكون لهذا النشاط الاجتماعي ثمر في حياته, وقد لا يكون. وهناك ثمر روحي, وهو خاص بروحك, أو بعلاقتها بالله, أو علاقتها بالناس: فالخاص بعلاقتك بالله هو المحبة والايمان. والثمر الخاص بك هو الفرح والصلاح. والثمر الخاص بالناس هو الوداعة والتعفف واللطف, وطول الأناة, والمحبة أيضا. كل هذه ثمار روحية (غل 5:23,22). إذا ظهرت في حياتك يعرفك الناس بها... وهذه الثمار يسمونها أحيانا ثمر البر. وعن هذه يقول الرسول لكي تكونوا مخلصين وبلا عثرة إلي يوم المسيح, مملوئين من ثمر البر الذي بيسوع المسيح لمجد الله (في 1:11,10), ويقول الكتابوثمر الروح يزرع في سلام (يع3:18) ومن ثمر البر, ثمار التوبة, كما قال المعمدان: اصنعوا ثمار تليق بالتوبة (مت 3:8). وثمر التوبة يظهر في انسحاق القلب وفي الدموع, كما قيل في المزمور الخمسين القلب المنسحق والمتواضع لا يرذله الله, وكما قيل أيضا الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج (مز 125). ومن ثمار التوبة الحرارة الروحية, والعمل علي إصلاح الأخطاء الماضية, والشفقة علي المخطئين وعدم إدانتهم (عب 13:3). وبهذه الثمار وأمثالها, لا يعود التائب يرجع إلي الوزراء. ومن الثمار الروحية أيضا ما قال عنه القديس بولس الرسول إن الرب لم يترك نفسه بلا شاهد, وهو يفعل خيرا. يعطينا من السماء أمطارا, وأزمنة مثمرة, ويملأ قلوبنا طعاما وسرورا (أع 14:17). إذن الأزمنة القاحلة هي الخالية من كل خير. أما المثمرة فهي المملوءة بالعمل الصالح. البعيدة عن أعمال الظلمة غير المثمرة (أف 5:11). ومن الثمار الروحية الخدمة في كسب النفوس إلي الرب. أتراك ياأخي لك ثمر في خدمتك, وثمر كثير يفرح به الرب, كما يقول الرسول من رد خاطئا عن طريق ضلالة يخلص نفسا من الموت, ويستر كثرة من الخطايا (يع5:20). اعلم إذن أن كل نفس تخلصها, تكون ثمرة في شجرة حياتك تقدمها حلوة إلي الله... وهي ثمرة لمجد الله كما قال الرب بهذا يتمجد أبي أن تأتوا بثمر كثير, فتكونون تلاميذي (يو 15:8). بل حتي حياتنا الروحية وأعمالنا الصالحة, يكون ثمرها تمجيد الله أيضا, كما قال الرب أيضا لكي يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السموات (مت 5:16). إن الكلمة الطيبة, كلمة المنفعة أو كلمة التسبيح, يسميها الكتاب ثمر الشفاه. فيقول فلنقدم به في كل حين لله ذبيحة التسبيح, أي ثمر شفاه معترفة باسمه (عب13:15). فما هي الثمار التي تقدمها شفتاك للرب. كما يقول الكتاب الصديق ينبوع حياة (أم 10:11) فم الصديق ينبت الحكمة (أم 10:31). ومن أمثلة الثمار في الخدمة, أرسل القديس بولس الرسول إلي أهل رومية يقول لهم قصدت مرارا كثيرة أن آتي إليكم... ليكون لي ثمر فيكم أيضا كما في سائر الأمم (رو1:13). أخيرا يا إخوتي, إن الثمر بركة من الرب. كما قال الرب لمن يطيع وصاياه مباركة تكون ثمرة أرضك, وثمرة بطنك, وثمرة بهائمك: نتاج بقرك وإناث غنمك (تث 28:4), ويقول في المزمور امرأتك مثل كرمة مثمرة في جوانب بيتك (مز 128:3). حقا إنها بركة من الرب, ولكنها بسبب رضاه, ورضا الله بسبب حياة الإنسان الصالحة المقبولة أمامه. فلنسلك إذن حسنا قدامه, لكيما يعطينا ثمرا في حياتنا الروحية, وثمرا في خدمتنا. يعطينا ثمر الروح القدس العامل في أرواحنا البشرية, هذا الذي شرحه القديس بولس في (غل 5:23,22). | |
|