mifa20014 قلب المنتدى الطيب
عدد الرسائل : 31565 العمر : 52 تاريخ التسجيل : 08/05/2007
| موضوع: عناصر الحوار الناجح الأربعاء 25 أغسطس 2010 - 15:02 | |
| عناصر الحوار الناجح بقلم القس بيمن الطحاوى
الحوار الناجح هو الذي يصل فيه المتحاورين إلى الحقيقة معاً كنتاج مشترك لحوارهم ، فالحقيقة أكبر من أن يسعها عقل ، وأعظم من أن تكون ملكاً لواحد بمفرده مهما كان علمه ومعرفته وخبرته ، والحوار الناضج الناجح هو حوار قائم على:- 1- الحب : فالحب هو نقطة البداية لأي حوار فعال ، فإذا لم أكن قادراً على حب من أحاوره فلن أستطيع أن أقيم معه أى نوع من الحوار الفعال ، فالحب أساس الحوار إن لم يكن هو الحوار نفسه . والحب الحقيقي هو انطلاق من الأنا المنعزلة للالتقاء بالآخر كما هو وحيث هو ، والحوار هنا رغبة فى إذكاء هذا الحب الذى يحمى فرادة كل شخص ، ويحترم وجوده كإنسان ، ويضمن تميزه بل ويؤكد عليه ويصونه ، وفى نفس الوقت يوظف هذا التمايز لصالح الوحدة ولخدمة المحبة ، فالحوار بما فيه من انفتاح ومشاركة يضمن استمرار الحب ونموه . 2- التفاهم : هدف الحوار الناضج ليس هو كسب الموقعة واثبات الرأى وتحقيق الذات ، بل البلوغ إلى تفهم الآخر وقبوله ثم التفاهم معه للوصول إلى رأى صائب . لكن لماذا نجد كثيرون يرفضون أن يقتنعوا ، رغم أننا نقدم لهم كلاماً صحيحاً صادقاً منطقياً ؟ وذلك لأن كل شخص لديه فلتر فيه تصب كل ما يتعرض له من مؤثرات فيختار ما يريد ويحجز ما لا يريده ، هذا الفلتر يحتوى على كل ما نعرفه ، ونؤمن به أو نعتقد فيه . فأفكارنا ليست هى بنت يومها ، وإنما هى ثمرة ظروف كثيرة وسنوات طويلة من الخبرة والدراسة ، فلا تتطلب من محدثك أن يصل – فى جلسة واحدة معك – إلى ما وصلت إليه فى مدى طويل من حياتك ، ولا تفترض أنه لابد أن يخرج مقتنعاً بأرائك ، وإنما من حقه عليك أن تعطيه فرصة لاستيعاب ما وصل إليه من أفكار جديدة عليه أو معارضه له .. فرصة للتفكير والتروي والتأمل والفحص والتشبع بالفكرة واختبارها فى ضوء الحياة العملية .، ولا تحزن إذا بذلت فى نقاشك جهداً كبيراً للإقناع ، ولم تحصل على النتيجة الكاملة ، بل اعتبر إنك مجرد زارع حكيم ألقى بذرة حية وعليه أن ينتظر حتى تنمو وتثمر . 3- الصراحة : الصراحة هى وقود الحوار الناضج ، والصراحة التى نقصدها ليست الصراحة الجارحة التى تعتدي على مشاعر الآخر وتهينها ، وإنما صراحة الرأى والمشاعر والانفعالات والآلام والمعاناة ، صراحة التعبير عن النفس بلغة راقية واضحة .، وإن حدث أثناء الحوار وصدر عنا تعبيرات مؤلمة عفواً أو قصداً ، فهنا يكون الاعتذار القلبي والمصالحة الفورية واجباً حتمياً . أحبائى .. الحوار يحتاج إلى إنسان صادق مع نفسه ، أمين مع غيره ، يعنى ما يقول ، ويقول ما يعنى . 4- الإصغاء : هناك فرق بين الاستماع ( من الفعل يسمع ¬¬To here) والإصغاء ( من الفعل يصغى To listen) ، فالاستماع سلبي ، أما الإصغاء فإيجابي ويحتاج إلى جهد ، ويشمل إعطاء كل الحواس للآخر ، ومحاولة فهمه واستيعابه ، والإصغاء يحمل معنى وضع الإنسان نفسه مكان الآخر . والإصغاء فى المفهوم النفسى يشمل :- - سماع كل التفاصيل وإعطاء الوقت الكافي . - الفهم الحقيقي لكل ما يقال مع تبليغ الآخر استيعابك بإيماءات واضحة وتعليقات محددة تعبر عن الاندماج فى الخبرة . - القبول دون نقد أو سخرية أو تبسيط للمشاعر أو استهانة بها ، فما يبدو لك صغيراً ، قد يبدو للآخر كبيراً وهاماً . لكن أحيانا نصم آذاننا تجاه الأشخاص الذين لا نؤيدهم ، وفى هذه الحالة يحدث لنا ما يُطلق عليه " الصمم العاطفي " وهو مرض عام وشائع لا يسمح برسائل معينة أن تصل إلينا ، لكننا لو فتحنا آذاننا لهؤلاء الأشخاص بإخلاص ، فسوف نسمع منهم أشياء مفيدة لم نلتفت إليها من قبل . لذا كانت عبارة الرب يسوع المشهور بعد كل حديث هى " من له أذانان للسمع فليسمع " فقد كان يعرف أنه توجد –للأسف – آذان لا تسمع ، مغلقة لا تحب أن تسمع .، وآذان أخرى تسمع ولا تتأثر ولا تقتنع ، وربما تأخذ موقفاً سلبياً مضاداً .، وآذان ثالثة تسمع ولا تعمل . 5- الاتفاق على المصطلحات : سر من أسرار فشل الحوار هو عدم الاتفاق على المصطلحات ، فلكل إنسان مفاهيمه الخاصة للمصطلحات ، والتى تُمثل ذخيرة خبرته الإنسانية التى أدخرها فى ذهنه منذ الطفولة وإلى اليوم .، لذا فمن أهداف الحوار الناضج بناء لغة مشتركة يفهمها كل الأطراف بوضوح وتحديد . ---------------------------------------------------------- + كاهن كنيسة مار مينا الأثرية بطحا الأعمدة - المنيا | |
|