ينصحنا ربنا يسوع المسيح قائلاً "كونوا حكماء كالحيات بسطاء كالحمام" (مت 10: 16) أى إمزجوا الحكمة بالبساطة فتكون لكم الحكمة البسيطة والبساطة الحكيمة، لا تتطرفوا فى الحكمة فتتحول إلى خبث ومكر ولا تتطرفوا فى البساطة فتصل إلى البلاهة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). سيروا فى الطريق الوسط الملوكى كما قال موسى عظيم الأنبياء "فى طريق الملك نمشى، لا نميل يميناً ولا يساراً" (عدد 20: 17).
والذى يسير فى الطريق الوسط المعتدل المستقيم فى ممارسة الفضيلة يسير بخطى ثابتة متمكنة فينجو من الهزات والشطحات ويكمل مسيرته الروحية بسلام وأمان. ويقول فى ذلك إشعياء النبى "ذو الرأى الممكن تحفظه سالماً سالماً" (أش 26: 3) كما يقول "طريق الصديق إستقامة (أى إعتدال)" (أش 26: 7).
وكان القديس العظيم الأنبا أنطونيوس أب الرهبان معتدلاً فى نسكه فنقراً عنه أنه أمضى عشرين سنة فى المغارة فى الصوم والنسك وخرج منها لا نحيفاً ولا بديناً، وهذا كنتيجة لإعتداله وإتزانه فى النسك والصوم والعبادة.