mifa20014 قلب المنتدى الطيب
عدد الرسائل : 31565 العمر : 52 تاريخ التسجيل : 08/05/2007
| موضوع: من له أذنان للسمع فليسمع الإثنين 18 أكتوبر 2010 - 14:42 | |
| حياة الفضيلة والبر-19- "من له أذنان للسمع فليسمع مر"4 : 9، 23 بقلم قداسة: البابا شنودة الثالث وطني 17-10-2010
الرسائل التي أرسلها الرب إلي الكنائس السبع التي في أسيا كل منها تشمل عبارة أنا عارف أعمالك, وتنتهي بعبارة من له أذنان للسمع فليسمع ما يقوله الروح للكنائسونريد اليوم أنش نتأمل هذين الأمرين. رسائل للكل: جميل أن الله يرسل رسائل للناس,يبعث كلمته للكل,للأبرار والأشرار معا,للذين يحبونه وللذين تركوا محبتهم الأولي.يرسل حتي إلي ملاك كنيسة ساردس الذي قال له الربإن لك اسما أنك حي وأنت ميترؤ3:1وإلي ملاك كنيسة لأوديكية الذي قال لهلست حارا ولا باردا بل أنت فاتر. أنا مزمع أن أتقيأك من فميرؤ3:16,15مع ذلك يرسل إلي كل منهما رسالة. كل إنسان في الحياة ,لابد أن تصله رسالة من الله يتكلم في قلبه,في فكره.يرسل له كلمة تناسبه بأية الطرق عن طريق كتاب, عظة, عن طريق نصيحة من إنسان. تصوروا أنه كلم حتي قايين قبل أن يقتل أخاه وقال لهعند الباب خطية رابضة,وإليك اشتياقها وأنت تسود عليهاتك4:7خذ حذرك مازال الأمر في إرادتك احترس من تلك الخطية..ومن اشتياقك,احترس من مشاعرك. الله أرسل رسالة حتي إلي بلعام. وفي الرسالة إلي العبرانيين يقول الرسولالله بعدما كلم الآباء بالأنبياء قديما بأنواع وطرق شتي كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنهعب1:2,1بأنواع وطرق شتي. لاتستطيع أن تقول إن صوت الله لم يصل إليك البعض قد يكلمهم الله بالرؤي والأحلام ولكن ليست كل الرؤي والأحلام من الله!وهناك من كلمهم الله بصوته شخصيا كما حدث للأنبياء,والبعض كلمهم عن طريق الرسل والكتاب يقولإلي أقطار المسكونة بلغت أقوالهممز19والكل كلمهم الرب عن طريق الوحي المقدس الكتاب المقدس,الذي هو كلمة الله إليك.. وهناك من كلمهم الرب عن طريق الملائكة.. والكل عن طريق الوعظ كما كان بولس الرسول يقولكأن الله يعظ بنا,نطلب عن المسيح:تصالحوا مع الله2كو5:20,19 جائز الكلمة التي يرسلها لك الرب تكون كلمة بركة أو كلمة تعزية,أو تعليم,أو كلمة إنذار. وياليتك تسأل نفسك باستمرار:ماهي كلمة الله لي؟إنك تسمع كثيرا من الناس ولكن ماهي كلمة الله إليك؟تصوروا أن السيد المسيح يقول:أكتب إلي ملاك كنيسة أفسس.. إلي ملاك كنيسة سميرنا.. إلي برغامس.. إلي ثياتيرا.. إلي فلادلفيا.. إلي ساردس.. إلي لاوديكية.. أكتب. كل واحد له رسالة الله يوجهها إليه. وصية في الإنجيل هذه العبارة قالها السيد المسيح مرات عديدة في الأناجيل: قالها بعد كلامه عن يوحنا المعمدانمتي11:15وبعد مثل الزارعمتي13:9مر4:9وبعد شرح مثل الحنطة والزوانمتي13:43مر4:22وبعد كلامه عن أن ما يخرج من الفم هو الذي ينجس الإنسانمر7:16وبعد كلامه عن الملح الذي يفسدلو14:35..وهكذا قال في سفر الرؤيا للكنائس السبعمن له أذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائسسبع مرات فيرؤ3,2. وعبارة ما يقوله الروح للكنائس عبارة معزية: تعني أن الروح القدس مازال يكلم الكنائس,الروح يعمل فينا ويرشدنا إلي جميع الحقيو16:13ويذكرنا بكل ما قاله الرب لنايو14:26 أذنان للسمع هناك أشخاص كانت لهم أذان تسمع وتستجيب وتطيع مثل إبرآم أبو الأباء ,حينما قال له الرب:اخرج من أهلك ومن عشيرتكتك12وحينما قال لهخذ ابنك وحيدك الذي تحبه,إسحق وقدمه لي محرقة..تك22أطاع ولم يناقش.. له أذنان للسمع..لوط لما قال له:الملاك اخرج من سادوم.. لاتقف في كل الدائرةتك19سمع وأطاع.. من أكثر خلق الله سمعا لكلامهع:الملائكة يقول عنهم المرتل في المزمورباركوا الله يا ملائكته الفاعلين أمره عند سماع صوت كلامهمز103:20 بمجرد سماع الكلمة ينفذون سواء للإنقاذ أو للعقاب.. لذلك ونحن نريد أن نكون سامعين لكلمة الله,منفذين لمشيئته نقولكما في السماء كذلك علي الأرضأي نطلب أن تكون لنا آذان للسمع. ومن أمثلة الذين سمعوا الكلمة واستجابوا تلاميذ المسيح.متيلاويحالما سمع كلمةاتبعنيترك مكان الجباية وتبعهمتي9:9وكذلك بطرس وأخوه أندراوس تركا السفينة والشباك والأهل,حالما سمعا عبارة هلم ورائي فأجعلكما صيادي الناسمر1:18,17وكذلك فعل يوحنا ويعقوب.. ونفس الوضع أيضا مع شاول الطرسوسيأع9ولهذا قال السيد المسيح مطوبا تلاميذه: أما أنتم فطوبي لآذانكم,لأنها تسمع ذلك لأن هناك آخرين لهم آذان لاتسمعمز8:11رؤ28:21وما أكثر الأمثلة لهذا النوع وما أكثر أسبابها.. السيد المسيح نفسه كان كثير من معاصريه لهم آذان ولكنها لاتسمع. آذان لاتسمع أول أذن لم تسمع كانت لآدم وحواء.. سمعا الوصية وكأنهما لم يسمعا تذكرا الوصية بحذافيرها وعملا العكس!تك3لماذا؟لأن كلمة أخري قالتها الحية غطت علي كلمة الله إليهما وكانت أكثر تأثيرا وأكثر إغراء وإذا كلمة الله وكأنها لم تسمع لذلك احترس من أن الكلمة يخطفها أحد منك كما قيل في مثل الزارع أن بذارا خطفها الطير فلم تنبت متي13:4ألقيت البذار أي نزلت علي الأذن ولكن هناك من خطفها.. تسمع النصيحة أو العظة وتتأثر ويأتي إنسان آخر تأثير آخر يغطي علي الكلمة ويخطفها منك ويترك عندك تأثيره هو.قايين سمع الإنذار من الله وكأنه لم يسمع!فلماذا؟كانت هناك مشاعر وانفعالات في القلب غطت علي كلمة الله,,أزالت تأثيرها وكأنه لم يسمع! كانت مشاعر الحسد والحقد والغضب التي في قلبه,كأنها حاجز قوي يمنع كلمة الله من أن تدخل فسمعها كأنه لم يسمع.. كان مشغولا بسماع صوت الحقد والحزن الذي في قلبه. قال له الله احترس الخطيئة أمامك ولاتزال تسود عليها احرص ألا تخطيء ولكن الانفعالات الداخلية كانت تمنعه من سماع النصيحة.. وبعد أن كلمه الله ذهب وقتل أخاه!! احترس إذن من انفعالاتك الداخلية ومن سيطرتها الشاب الغني كلمه المسيح وقدم له كلمة منفعة ولكنه مضي حزينا ولم يسمع للربمتي19:22فلماذا؟ لأن هناك شهوة في القلب تمنع وصول الكلمة للقلب مع إن هذا الشاب كان يحفظ الوصايا منذ حداثته ولكنه عند الوصية الخاصة بالمال لم يستطع أن يسمع لأن هنا كانت الشهوة المسيطرة التي تحجب كل وصية وكل كلمة وتصد وترد.. كإنسان مستعد أن يسمع لك في كل شيء ماعدا شيئا واحدا لايستطيعه. هنا عدم السمع ليس مطلقا ولكنه في شيء واحد في نقطة الضعف في الشهوة المسيطرة.. مثال سليمان الحكيم كان أحكم الناس جميعا وقد أخذ الحكمة من الله ولكنه من جهة شهوة النساء والتزوج بالنساء الغريبات لم يستطع أن يسمع كلمة الله ولم يكن قلبه أمينا للرب مثل أبيه1مل11:1-10ولم يحفظ ما أوصي به الرب.إذا وجدت أذنك لاتسمع أبحث ماهو السبب؟ اذهب إلي طبيب آذان يعالجك بل اذهب بالأكثر إلي طبيب قلب يكشف ما في قلبك من شهوات مثل أي إنسان يخالف أباه وأمه ويخالف الوصية والكنيسة ويخالف القانون أيضا لأن هناك شهوة في قلبه يريد أن يحققها والشهوة تصم أذنيه عن السماع. أحيانا يكون عدم السماع بسبب قساوة القلب.. ولذلك يقول الكتابإن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكمعب3:15فرعون كان من هذا النوع القاسي القلب الذي لم يستطع أن يسمع لكل إنذارات الله ولم تؤثر فيه كل الضربات وكم من مرة صرخ إلي موسي وهرون ووعد بأن ينفذ ثم عاد كما كان.. والقساوة تولد العناد والعناد يمنع من سماع الكلمة: العناد الذي يغلق القلب ويغلق الفكر ومهما قيل له من كلام نافع ومقنع لايسمع!إنسان متشبث بفكره مهما كلمته كأنك لم تتكلم لأن في التشبث بالفكر نوعا من الكبرياء تغلق الأذن عن السماع بعكس الوديع المتواضع يمكن أن يسمع حتي إن أخطأ يقبل التأنيب والنصيحة ويصلح طريقه ويسمع الهراطقة كانت لهم أذان لاتسمع,اغلقها العناد والكبرياء. أريوس مثلا لم يسمع لصوت بطريركه ولا لصوت المجمع المحلي الذي عقد في الإسكندرية من مائة أسقف ولم يسمع لإقناعات القديس أثناسيوس ولم يسمع لقرار المجمع المسكوني.. كان عناده يغلق أذنيه وكانت كبرياؤه تغلق أذنيه ومات في هرطقته دون أن يسمع.. تمنعه العزة بالذات والتمسك بالفكر. وكذلك كل حوار لاهوتي من نفس النوع قد تحاور إنسانا وتجده متحفزا للرد قبل أن تكمل كلامك لسانه أسرع من أذنيه لا رغبة لديه في السماع ولا رغبة في الاقتناع. يمنعه التشبث والعناد له آذان ولكنها لاتسمع وبالمثل كل إنسان متمسك بفكره الخاص مصر علي فكره.. كأنك تكلم صخرا صلبا لاتوجد منافذ تدخل منها الكلمة. ونفس الوضع مع كل إنسان معتز بكرامته قد يشعر أن نصيحتك كأنها تهينه وتهز كرامته وتشعره بخطئه وتتعب نفسيته.. فلا يكون مستعدا إطلاقا أن يسمع لأن السماع يحتاج إلي تواضع ولهذا ليس كل عتاب يأتي بنتيجة:المتواضع المحب تعاتبه فتكسبه والمتكبر المعتز بكرامته تعاتبه فيزداد الأمر سوءا. هيرودس الملك لم يستطع أن يسمع كلمة يوحنا المعمدان كلام يوحنا المعمدان واضح لايحل لك أن تكون لك امرأة أخيكمتي14:4إنها وصية إلهية واضحة في موانع الزواجلا18:16والكتاب يعتبرها نجاسة لا20:21ولكن هيرودس لايسمع.. إغراء هيروديا يمنعه.. كما كان إغراء دليلة يمنع شمشون من بقاء وصية النذير في أذنيهقض13:7. هناك تأثير آخر يمنع تأثير كلمة الرب عليه هناك محبة أخري طغت علي محبة الله,فمنعت الأذن من أن تسمع.. كم نسمع كلام الله في القراءات وفي العظات في كل قداس وكأننا لم نسمع ,والطبع هو نفس الطبع.. شعب اليهود كانت تتلي عليه البركات فوق جبل جرزيم واللعنات من فوق جبل عيال باستمرارتث27:28ومع ذلك ما كان يعبأ!! السيد المسيح كان يكلم علماء اليهود فلا يسمعون علي الرغم من قوة اقناعاته ولكنهم تشبثوا بآرائهم. كانت الحرفية وتقاليد آبائهم الخاطئة وتعاليمهم تمنعهم من السماع. وربما كانت هناك مشاعر الحسد التي في قلوبهم التي كانت تدفعهم إلي محاولة التخلص من السيد المسيح وليس سماع كلامه.. وماذا أيضا هل هناك أسباب أخري تمنع من السماع؟ الخوف أيضا يسد الأذن أحيانا عن السماع بيلاطس البنطي كان مقتنعا ببراءة المسيح,وقال إنه لايجد فيه علة تستوجب الموتلو23:22وقد حذرته زوجته قائلةإياك وذلك البار لأني تألمت اليوم كثيرا في حلم لأجلهمتي27:19ولكنه لم يسمع لأن الخوف كان يمنعه من السماع.. كان يخاف أن يشكوه إلي قيصر.. الخوف علي المركز وربما نفس الخوف منع أغريباس الملك من سماع تبشير القديس بولس الرسول مع أنه قال لهبقليل تقنعني أن أصير مسيحياأع26:28إن قبل أغريباس المسيحية سيضيع منه منصب الملك كثيرون يضيعون البعض بالخوف.. إن فتحت فمك لتتكلم إن هربت منا إن كشفت المؤامرة إن لم تخضع سيحدث كذا وكذا من التهديد.. وبهذا الخوف لاتنفع معه كل نصيحة لإنقاذه..!تكلمه وكأنه لايسمع.. الخوف سد أذنيه. هناك سبب آخر يمنع الأذن من السماع وهو الاستهتار واللامبالاة أهل سادوم نصحهم لوط أن يخرجوا من المدينة قبل أن تحترق فقابلوا كلامه باستهزاء وكان كمازح في وسط أصهارهتك19:14ونفس الوضع حينما تكلم بولس الرسول في مدينة أثينا قابلوه بنفس التهكم قائلين ماذا يريد هذا المهذار أن يقولأع17:18إنه أيضا نوع من الاستهتار لم يأخذوا فيه الكلام بجدية لذلك لم تكن آذانهم للسمع,كإنسان تنصحه فيقابلك بتهكم أو يحول الجو إلي عبث ولايسمع بل يتهكم ويهزأ. إنسان أيضا لايسمع لأنه يعرج بين الفرقتين آخاب إن سمع كلمة من إيليا تستطيع إيزابل أن تعمل له غسيل مخ,وتحوله إلي الناحية الأخري فإن أردت أن تعطي نفسك فرصة للسماع لابد أن تبعد عن الجو الذي يمكنه أن يحولك كشاب يسمع عظة فيضيع تأثيرها بسبب أصدقائه. أصعب مثل في عدم السماع هو مثال يهوذا الذي كانت تمنعه الخيانة من السماع. كم مرة أنذره السيد المسيح ولكن الخيانة كانت تصم أذنيه مضافة إليها شهوة المال.. القلب كان في تلف كذلك تلفت أذناه فلم تسمع.. لكي تسمع أذناك ينبغي أن تكون لك رغبة في أن تسمع وتكون لك الجدية في التنفيذ,وتكون مشتاقا أن تسمع الكلمة ولو أدي الأمر أن تبذل حياتك من أجلها.. إن أتاك الصوت الإلهي احتفظ به في قلبك وفي إرادتك كما فعل القديس أنطونيوس لما سمع كلمة الرب وللحال نفذها في جدية بغير إبطاء بغير توان. ولنحاسب أنفسنا كم مرة سمعنا ولم نعمل وكأننا لم نسمع. | |
|