هل أنت تركز كل اهتمامك بنفسك, أم تهتم بغيرك, ولو فضلته علي نفسك؟ هل اهتمامك الأول هو ذاتك؟ أم أنت تخرج من دائرة الذات, لتهتم بالآخرين.. اهتماما من عمق قلبك, تصل فيه إلي العطاء والبذل, إلي حد بذل النفس أيضا.. هل تهتم براحتك أم براحة غيرك؟ وهل في اهتمامك براحتك, لا مانع لديك أحيانا أن تبني راحتك علي تعب الآخرين؟! كالأسرة التي تطلب من عائلها طلبات فوق احتماله, وترهقه وتحرجه وتربكه, ولا تبالي! أما الروحيون والمصلحون فقد جعلوا اهتمامهم الأول يتركز في المجتمع الذي يعيشون فيه. كما يهتمون أيضا بالوطن كله, وبالعالم البشري أيضا, كالمساهمة في راحته وفي تخفيف أتعابه, وهكذا ظهرت هيئات وجمعيات هدفها إنقاذ الآخرين أو إعانتهم من كل ناحية.. مثل الهيئات العالمية للصحة, ولتربية الأطفال, ولإنقاذ العالم من الجوع والكوارث والمشكلات الاجتماعية, والهيئات التي تجاهد للمحافظة علي حقوق الإنسان.
** ونري للأسف أنه أحيانا يكون كل اهتمام الشخص أن يصل إلي طلب ما. وربما لا يكون غرضا روحيا, ولا غرضا اجتماعيا. إنما هو لإثبات الذات ووجودها أو لارتفاعها بطريقة ما. وفي سبيل الوصول لهذا الغرض, لا يهتم بالوسيلة ماذا تكون؟ بريئة أو غير بريئة, صالحة أو مدمرة, ولا يبالي إن كانت وسيلة خاطئة! إنه تركيز الاهتمام كله في الوصول إلي الغرض حتى ولو ضيع الإنسان نفسه! وكم من أشخاص باهتمامهم بأغراضهم قد وصلوا إلي الجريمة أو إلي إضاعة الغير. وعجيب أن بعض المهتمين بالإصلاح, قد يهتم بملء عقول سامعيه بالمعلومات, دون أن يهتم بروحياتهم أو أبديتهم!