اسألك ياأخي بماذا تهتم؟ ماهي الأولويات في اهتماماتك؟ لاشك انه حسب اهتمامك يكون حماسك، ويكون عملك وتكون ارادتك. والسؤال الخطير هو: هل كل اهتمامك بحياتك الأرضية، أم بمصيرك الأبدي في العالم الأخر ؟ انه حسب اهتمام كل واحد، هكذا تكون حياتك.
وانت مثلا حينما تستيقظ كل يوم، بماذا يكون اهتمامك؟ هل تهتم بالاستعداد للذهاب الي عملك، فتشغل كل وقتك بذلك؟ ام اهتمامك الأول هو كيف تبدأ اليوم مع الرب، فيكون الله اول من تتحدث اليه في صلاة أو تأمل ام تقول ليس لدي وقت للصلاة ! ويقينا لو وضعت الصلاة والتأمل في قمة اهتمامك لأمكنك أن تجد لهما وقتا.
حتي في الحياة الروحية كثيرون يجعلون قمة الأهتمام في النشاط والحركة. وليس في روحانية العمل. ففي الخدمة الاجتماعية مثلا قد نجد نفس الظاهرة: الاهتمام الوحيد هو الغاية بالفقراء ماديا سواء في المساعدات المالية او في مشاكل المرض او الاسكان وما الي ذلك. ويندر ان نعطي اهتماما حقيقيا بروحيات هؤلاء المحتاجين.
ونفس الوضع في عناية الأسرة بالطفل: نري الاهتمام الاول للأب والأم هو تربية أطفالها من جهة الاهتمام بصحة اولادها، واكلهم وشربهم ولبسهم وتعليمهم واعدادهك لوظائف لائقة. ثم بعد ذلك تزويجهم وفي كل ذلك لاتهتم الاسرة باعطاء الاطفال الغذاء الروحي اليومي، مثلما يهتمون بغذائهم الجسدي. بينما كل أب مسئول عن تربية ابنائه روحيا، وكذلك الام المسئولة .. وعل رغم من عدم تربية الأولاد روحيا، يقول كل من الأب والأم "اشكرك يارب، اني اديت رسالتي من جهة ابنائي الأن ضميري استراح من جهتهم.
مثال اخر يحدث في حالة الخصم والخصومة : هل اذا كان لك خصم، يكون اهتمامك الاول ان تحطمه ام ان تحاول ان تكسبه؟ انه حسب اهتمامك سيكون تصرفك معه.
نتطرق الي اهتمام كل شخص بنفسه : الاهتمام هو في شهوات جسده كيف يحققها ؟ ام اهتمامه في اموره المالية كيف ينميها يوما بعد يوما؟ ام اهتمامه في الوصول الي السلطة باية الطرق؟ ام اهتمامه في ان يكون له مركز اجتماعي ينال به احترام الناس واعجابهم؟ وفي كل ذلك يختفي من اهتمامه يقتني الفضائل واحدة بعد الأخري ! وايضا لايكون من اهتمامه ان يضبط نفسه بالطريقة التي لا يخطيء بها ابدا عجيب ان الناس لا يهتمون بهذا الأمر ابدا.
هناك سؤال اساسي نعرضه في موضوع الاهتمام : هل انت تركز كل اهتمامك بنفسك، ام تهتم بغيرك، ولو فضلته علي نفسك ؟ هل اهتمامك الاول هو ذاتك ؟ ام انت تخرج من دائرة الذات، لتهتم بالأخرين اهتماما من عمق قلبك، تصل فيه الي العطاء والبذل، الي حد بذل النفس ايضا... هل تهتم براحتك ام براحه غيرك ؟ وهل مانع ان تبني راحتك علي تعب الأخرين ؟