لمسات عن روح الخدمة

لمسات عن روح الخدمة

سمات الخدمة فى كنيسة ما قبل نيقية

الفكر الانجيلى الكرازى سواء فى عصر الرسل او عند اباء ما قبل نيقية او اباء ما بعد نيقية متناغم معا ، يحمل ذات السمات ، ونفس الهدف ، وان كان لكل عصر ظروفه الخاصة ومتطلباته

فيما يلى لمسات خفيفة نقتبسها من كتابات اباء ما قبل نيقية : 1 –

1-الصبغة الاسخاتولوجية ( الانقضائية ) eschatological character

اتسمت كتابات الاباء الرسوليين ( تلاميذ الرسل مباشرة ) بالسمة الانقضائية .. عند صعود السيد المسيح الى السماء عاد التلاميذ الى تلك الفترة التى عاشوها مع السيد المسيح كأسرته الملتصقة به .. انفتحت اعينهم على حقيقة شخصه بكونه كلمة الله المتجسد محب البشرية ومخلص العالم بالصليب .

لم يشتهوا لو رجع الزمن الى الوراء ليعيشوا معه بعد ان عرفوه ، انما ان يأتى ليحملهم اليه ويكونوا معه الى الابد وقد تحقق هذا نسبيا بحلول روحه القدوس عليهم فى العنصرة ..
هذا ما قدموه لتلاميذهم وكل من يلتقون بهم

صارت كرازتهم فى جوهرها دعوة وانتظار للمجئ الثانى السيد المسيح
كشفت كتابات الاباء الرسوليين عن شوق عميق نحو السيد المسيح المخلص الصاعد ، وهو لا يزال حيا وقائما فى وسطهم .. ينتظرون مجيئه ليروه وجها لوجه .. هذا الشوق حمل شكلا قدسيا فى حياتهم وعبادتهم وكتاباتهم وكرازتهم

2 – التمتع بعربون السماء وترقب الابدية

ان كانت الكرازة فى ذلك العصر فى كل صورها هى دعوة للتمتع بشخص المسيح محب البشر ، واقامة ملكوته فى القلب ، فان ما نناله هنا عربون للقاء معه وجها لوجه فى الابدية ( 1 كو 13 : 12 )

هذا يليق بالخادم ان يرفع اعين قلوب مخدوميه نحو السماء كمثال جاء فى رساله القديس اكليمنضس الرومانى المسماة بالثانية :

" اذ نحن مقيمون مؤقتا فى هذا العالم الحاضر ، فلنتمم ارادة الذى دعانا ، ولا نخاف الرحيل من هذا العالم "

" بالحب وعمل البر نتوقع من ساعة الى ساعة ملكوت الله ، فاننا لا نعرف يوم ظهور الله "

" لو اعطى الله المكافأة فى الحال ، لصار تدريبنا تجارة ، وليس برا فاننا نظهر ابرارا بينما نحن نسعى لا من اجل الصلاح بل من اجل الربح "

انتظروا معى باقى السمات

3- العبادة الكنسية

ان كان الخادم الحقيقى يلهب قلوب من يلتقى بهم بالوجه ، او خلال الكلمة المكتوبة او المقوله بالشوق نحو الالتقاء والاتحاد مع المسيح السماوى ، فانه يدعو الكل للعبادة الجماعية كعربون للعبادة السماوية ، ففى السماء لا يفتر كائن ما عن الشركة مع الاخرين فى التسبيح الكنسى السماوى

يليق بنا فى كل خدمتنا حتى مع الاطفال ان نحثهم على الشركة فى كل الليتورجيات : فى الافخارستيا ( القداس الالهى ) كما فى سر الزواج وسر مسحة المرضى ... الخ ، بكل القلب والمشاعر مع اللسان علانية ان امكن ، بهذا يمكننا القول ان الكنيسة ايقونة السماء

كتب القديس اكليمنضس الرومانى من رجال القرن الثانى ( اعطيت لرئيس الكهنة " الاسقف " ليتورجيات خاصة ، وحددت للكهنة اماكن معينة وللاويين " الشمامسة " خدمات خاصة بهم ، وللشعب القوانين الخاصة بهم . ليصنع " يشترك " كل واحد منكم يا اخوة فى افخارستيا otietsirahcsue لله حسب ترتيبه " وضعه " )

4- بث روح الغلبة والتحدى

يبعث العالم باحداثه اليومية المؤلمة روح الاحباط فى حياة الكثيرين ، حتى الذين يفتخرون ظاهريا بعظمة قدراتهم او سلطانهم او نجاحهم .. لذا يليق بالخادم ان يبرز سلطان المؤمن ليتحدى ابليس وقوات الظلمة والظروف التى تبدو مظلمة والخطية ، لا بقدرته او امكانياته الذاتيه ، انما بالمسيح الساكن فيه ، القائل : " ثقوا انا قد غلبت العالم " ( يو 16 : 33 )
بقوة يتغنى الرسول : " اين شوكتك يا موت ؟ اين غلبتك يا هاوية ؟ " ( 1 كو 15 : 55 )
ويكتب القديس يوحنا : " اكتب اليكم ايها الاحداث ، لانكم قد غلبتم الشرير " ( 1 يو 2 : 13 ،14 )

جاء فى الرسالة الاولى عن البتولية المنسوبة للقديس اكليمنضس الرومانى :
اتريد ان تكون بتولا ؟ ...
ان كنت تتوق الى هذا اغلب الاسد ، اهزم شهوات الجسد ،
اغلب العالم فى روح الله ، انتصر على الزمنيات الباطلة التى تعبر وتشيخ وتفسد وتنتهى ،
اغلب التنين ( رؤ 12 : 7 ) اغلب الاسد ( 1 بط 5 : 8 ) ، اغلب الحية ( 2 كو 11 : 3 ) ،
" اغلب الشيطان بيسوع المسيح الذى يقويك ،بسماعك كلماته ، وتمتعك بالافخارستيا فى الله "

5- اهتمام الكل بالخطاه

كتب القديس اكليمنضس الرومانى فى رسالته ( لنصل نحن ايضا من اجل الذين ارتكبوا اية خطية ، حتى اذ نعاملهم بالوداعة والتواضع يمتثلون لا لنا بل لارادة الله بهذه الكيفية يكون ذكرنا لهم مثمرا وكاملا وبلطف فى صلواتنا لله وقدام القديسين )

الكنيسة كما يشبهها هرماس من رجال القرن الثانى ببرج عال والمؤمن كعضو فيها اشبه ببيت مقام على برج مراقبة عمله الرئيسى قيادة الغير للتمتع بالنور الالهى .. لا فائدة من البرج بدون قيادة الغير

6- تأكيد مركزنا الجديد فى المسيح يسوع

كرازتنا هى الدعوة الى التواضع ، فقد نزل مسيحنا الينا ، لكى نحمله فينا فندرك بروح التواضع غنى نعمة الله الفائقة ، فصرنا " ابناء لله " نحمل الله فينا !

يلقب القديس اغناطيوس نفسة فى كل افتتاحيه من رسائله بالثيؤفورس ، وعند محاكمته سأله تراجان الامبراطور : " ماذا تقصد بحامل الله " ثيؤفورس " ؟
اجابه : " ان يكون السيد المسيح فى قلبه " ... ونراه يدعو المؤمن " ثيؤفورس " اى حامل الله " ثاؤفورس " اى حامل الهيكل و " خريستوفورس " اى حامل المسيح و"اجيافورس " اى حامل القدسات

اعترافنا اننا خطاه ، نحتاج الى غفران يومى لا يحطم نفوسنا ، اذ صار لنا المسيح برا وفداء وقداسة ( 1 كو 1 : 30 )

جاء فى الرسالة الى ديوجنيتوس ان العلاقة الكنسية بالعالم كعلاقة الروح بالجسد مصدر حياته ، انها خميرة المجتمع البشرى ، والنور الذى يهديه سواء السبيل
" يقيمون المسيحيين فى العالم كما تقيم الروح فى الجسد
الروح منتشرة فى اعضاء الجسد انتشار المسيحيين فى مدن العالم
الروح تقيم فى الجسد ، الا انها ليست من الجسد المنظور ...

الجسد يكره الروح ويقاومها ، وان لم ينله منها اذى ، سوى انها تحول دون انغماسه فى حمأة اللذات . والعالم يكره المسيحيين ، لا لانهم اساءوا اليه ، بل بكونهم يتصدون لما فيه من شهوات منحرفة فاسدة تحب الروح الجسد الذى يبغضها ، كما يحب المسيحيون مبغضيهم

الروح سجينه الجسد ، ولولاها لما كان للجسد من حياة ، والمسيحيون موثقون فى سجن العالم ، ولولاهم لا قيام ولا حياة للعالم "

7- انفتاح المؤمن على العالم بالحب

يليق بالخادم ان يكون الخط الانجيلى واضحا فى كلماته كما فى سلوكه ، وهو الدعوة لاتساع القلب نحو البشرية كلها

جاء فى الرسالة الى ديوجنيتوس ان العالم يضاد الكنيسة ، لكنه لا يقدر ان يؤذيها ، وتبقى الكنيسة تحب العالم وتخدمه باخلاص ، قد يسلبها العالم الامور الزمنية لتفتقر ، وبفقرها تغنى كثيرين " الجميع يضطهدونهم ويتنكرون لهم ، يحكمون عليهم ، اما هم فبموتهم يربحون الحياة .. انهم فقراء وبفقرهم يغنون الكثيرين .. يفتقرون الى كل شئ فائض لهم "

8- حياتنا على الارض رحله جاده للروح

يليق بالخادم ان يكشف عن حقيقة الحياة
يعتبر العلامة اوريجينوس الحياة رحلة جادة للروح ، تعود من خلالها وبواسطة النعمة الالهية الى طبيعتها السابقة ، فتصير ايقونة لله ترتفع بجهادها القانونى حتى ترجع الى حضن الاب هى رحلة خطرة او هى معركة مستمرة ، لها حلاوتها من خلال انتصارات متواليه على عالم الشر والخطيئة والشيطان

وطول جهادهم يختبر المؤمنون عمل الثالوث القدوس بنعمته يقود الرب النفس بغير انقطاع / من معرفة بالذات الى جهاد ضد الخطيئة الى ممارسات للنسك الى تسام خفى حتى يتحقق قبولها اخيرا فى اتحاد غير مدرك " روحى " مع اللوغوس

" يحرك النفس حب واشتياق سماوى ، واذ ادركت بجلاء جمال كلمة الله ولطفه .. تشعر بحب عميق للكلمة ، وتصيبها منه سهم وجرح الحب

فاذا حدث وامتد انسان بفكره يتأمل فى جمال وسمو كل ما يختص بالكلمة
يخترقها جلال اشراقها كاختراق سهما مبريا " اش 49 : 2 "
فيصاب بجرح خلاصى ، ويضطرم بنار الحب المبارك "

ابونا تادرس يعقوب ملطى

اقتباس :: " يحرك النفس حب واشتياق سماوى ، واذ ادركت بجلاء جمال كلمة الله ولطفه ..
تشعر بحب عميق للكلمة ، وتصيبها منه سهم وجرح الحب
فاذا حدث وامتد انسان بفكره يتأمل فى جمال وسمو كل ما يختص بالكلمة
يخترقها جلال اشراقها كاختراق سهما مبريا " اش 49 : 2 "
فيصاب بجرح خلاصى ، ويضطرم بنار الحب المبارك "

شكرااا عروسة النشيد

لمسات عن روح الخدمة 953893