يا خدام المسيح. أين نحميا فى هذه الايام

يا خدام المسيح .. اين نحميا فى هذه الايام ؟

عندما وصل الى علم نحميا اخبار مزعجة عن حالة اورشليم وما اصابها من تدمير ذاب قلبه فى داخله مثل الشمع ... عندما عرف ان الذين بقوا من السبى هناك فى البلاد هم فى شر عظيم وعار وسور اورشليم منهدم وابوابها محروقة بالنار

لما سمع هذا الكلام قال : " جلست وبكيت ونحت اياما وصمت وصليت امام اله السماء " ( نح 1 : 3،4 )

يا خدام المسيح

اين نحميا فى هذه الايام ؟

وماذا نصنع نحن وامام عيوننا اسوار اورشليم منهدمة وابوابها محروقة بالنار

الانشقاقات كثيرة بيننا والعبادة سطحية وشكلية وليست من اعماق القلب

اين نحميا فى هذه الايام ليسأل عن سلامة الكنيسة ؟

كانت الكنيسة قديما فى كل بيت بل كان كل بيت كنيسة يرتفع فيه نغمات الشكر والتسبيح

اما الان فيرتفع به اصوات التليفزيون والاغانى

كنائسنا واجتماعاتنا اصبحت خالية من المصليين

بينما نجد المنتزهات والخمارات واماكن اللهو غاصة باولاد الله

لقد اصبحنا عارا بين معاصرينا وسبة بين جيراننا بسبب طرقنا المعوجة

يا خدام الله .. اين نحميا فى هذه الايام ؟

ان كنا قد رأينا اسوار اورشليم منهدمة وابوابها محروقة بالنار

فلابد ان تخور عزائمنا ولا تضعف قوانا

بل يجب ان نكون ثابتين غير متزعزعين مكثرين فى عمل الرب كل حين عالمين ان تعبنا ليس باطلا فى الرب

متذكرين ان الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج

فلا تخوروا فى عمل الخير لاننا سنحصد فى وقته ان كنا لا نكل " هلم نبنى اسوار اورشليم ولا نكون بعد عارا " ( نح 2 : 17 )

ان البعيدين عن الله والضالين فى اشد الحاجة الى دموعنا

يقول الحكيم بن سيراخ :

" اقلل من البكاء على الميت فانه فى راحة .. اما الاحمق فحياته اشقى من موته .. النوح على الميت سبعة ايام والنوح على الاحمق والمنافق جميع ايام حياته " ( ابن سيراخ 22 : 11- 13 )

انها دموع الحب التى تنسكب من اجل النفوس التى لم تعرف زمان افتقادها

راهب من دير الانبا انطونيوس