Boutros اصدقاء المنتدى
عدد الرسائل : 4697 العمر : 57 تاريخ التسجيل : 24/12/2007
| موضوع: يعقوب أبو الآباء (3 الإثنين 28 فبراير 2011 - 0:42 | |
| شخصيات الكتاب المقدس يعقوب أبو الآباء(3) ومتاعب بعد البركة بقلم قداسة البابا شنودة الثالث استطاع يعقوب أن يحصل علي بركة أبيه. وكانت بركة الآباء كنزا عظيما يسعي إليه الأبناء.. البركة في تاريخ البشرية صدرت من الله مباشرة, ومن الله وحده, كما بارك الله آدم وحواء(تك1:28). وكما بارك نوحا وبنيه (تك9:1). وكما بارك أيضا أبانا إبراهيم(تك12). وهو أول إنسان قال له اللهوتكون بركة(تك12:2). وهكذا صار الآباء مصدرا للبركة.. لم يكونوا بالنسبة إلي أبنائهم مجرد آباء جسديين, بل كانوا لهم آباء روحيين أيضا. في ذلك الزمان كان الكهنوت للأب رئيس العائلة. وهكذا كان أبونا نوح يقدم محرقات للرب(تك8:20). وأبونا إبراهيم كان كذلك بني مذابح ودعا باسم الرب (تك12:7, 8). وإسحق أيضا بني مذبحا ودعا باسم الرب (تك26:25). كان هؤلاء الآباء كهنة يقدمون علي المذابح محرقات. وكانت في أيديهم البركة واللعنة. من يباركونه يصبح مباركا. ومن يلعنونه يصبح ملعونا, كما فعل أبونا نوح( تك9:25-27). لعن كنعان فصار كذلك, لم يكن إسحق إذن مجرد أب جسدي لعيسو ويعقوب. بل كان أيضا أبا روحيا لهما, كاهنا له سلطان, ويمنح أن يمكن البركة كان وكيلا لله علي الأرض. وكل منهما كان بكل قوته يسعي لنوال بركته. يعقوب سعي إلي البركة بطريقة الغش والخداع لقد أطاع نصيحة أمه. وفي الواقع لقد أطاع شهوات قلبه التي كانت تتفق مع هذه النصيحة. والعجيب أن أمه لم تقدم له حيلتها كنصيحة. بل كأمر. وهكذا قال له:الآن يا ابني, اسمع لقولي في ما أنا آمرك به(تك27:8). ويعقوب لم يرفض. لم يقل لها في حزملا أقدر أن أخدع أبي, محتقرا عمي بصره. بل إنه كان يخشي فقط انكشاف الخدعة. ولم يكن يعقوب جريئا وشجاعا مثل سليمان الذي رفض طلب أمه في أن تعطي أبيشح الشونمية امرأة أبيه زوجة لأدونيا أخيه. بل أمر بقتل أدونيا الذي توسطت له أمه, عقابا له علي جرأته في أن يطلب امرأة أبيه(1مل2:17-25). وهكذا لم يطاوع سليمان أمه, محترما لأبيه حتي بعد موته. أما يعقوب فتقدم ليخدم أباه, مرتكبا خطايا عديدة...وقال لهأنا عيسو بكرك, قد فعلت كما كلمتني. قم اجلس وكل من صيدي, لكي تباركني نفسك(تك27:19). كم كذبة كذبها يعقوب في هذه العبارة؟! لا هو عيسو البكر, ولا أبوه كلمه عن صنع أطعمة له, ولا هو اصطاد شيئا....! ولما تعجب أبوه من السرعة في الصيد وإعداد الطعام, أجابه يعقوبالرب إلهك يسر لي!! كل هذا أدخل الشك في نفس إسحق وبخاصة لأنالصوت صوت يعقوب. فقال لهتقدم لأجسك يا ابني. أأنت هو ابني عيسو أم لا. وعاد إسحق يسأله مرة أخريهل أنت هو ابني عيسو! فقال أنا هو(تك27:21-24). ولم يكتف إسحق بهذا, بل أمره أن يتقدم,وشم رائحة ثيابه, إنها ثياب عيسو التي ألبستها رفقة لابنها يعقوب...إن رفقة كانت ذكية.فلم تطبخ الطعام فقط لإسحق بل طبخت العملية كلها. كانت رواية:ألفها الشيطان وأخرجتها رفقة, ومثلها يعقوب, وخدع بها أباه. هل كان قلبه مضطربا وخائفا خلال ذلك؟ خلال أسئلة أبيه المتكررة المرتابة, وهو يجسه ويشمه, ويقول له: هل أنت هو؟...عجبا إن هذا الضعيف كانت له وقتذاك قوة, أمكنه بها أن يصمد وأن يجيب, وأن يحتمل شك أبيه. بل إن يقبل أباه فيما كان يخدعه(تك27:26, 27) والعجيب أن البعض دافع عن يعقوب في خدعته!! فقال إنه لما اشتري البكورية من عيسو, اشتري شخصية عيسو!!وهذارأي غير مقبول من نواح عديدة: فيعقوب كان يعرف أنه يخدع أباه, بدليل أنه خاف من ذلك أولا وقال لأمهأجلب لنفسي لعنة لابركة (تك27:12). وبدليل أنه لبس ملابس عيسو, كما أن أمهألبسته في يديه وملامسة عنقه جلود جديي الماعز وأيضا كذبه علي أبيه في قولهقم اجلس وكل من صيدي وقوله من جهة السرعةالرب إلهك يسر لي ولو كان يعني مجرد شراء البكورية, فكان يقول لأبيه: أنا بكرك. وليس أنا بكرك عيسو...كما أنه كذب علي أبيه مرة أخري ,حينما سأله أبوههل ابني عيسو؟ فقال :أنا هو. وهنا السؤال عن الشخص وليس عن البكورية... الخلاصة أنه نال البركة بالخدعة, وبقي أن يواجه نتائجها. وأولي النتائج هي انكشاف الخدعة بعودة عيسو... ولاشك أن يعقوب ورفقة كانا يعلمان أن عيسو سيعود من صيده, ويقدم طعاما لأبيه ويطلب بركته, وتنكشف اللعبة, ولكن لابد أنهما كانا يعلمان أيضا أن البركة حينما تعطي لا يمكن أن تسحب لأن هبات الله ودعوته, هي بلا ندامة(رو11:29)...حتيإن كنا غير أمناء, فهو يبقي أمينا(2تي:13) وهو قد قال منذ الحبل بيعقوب وعيسو:وكبير يستعبد لصغير(تك25:23). فلابد أن هذا سيتم...كانت إرادة الله تنفذ حتي من خلال خطا يعقوب! وحتي من خلال حيلة رفقة واللجوء إلي طرق بشرية...إن الله يستطيع أن يجعل كل شئ يؤول إلي إرادته المقدسة. حتي الأخطاء يحول نتيتها إلي خير! لقد أخطأ يهوذا الأسخريوطي وباع سيده بثلاثين من الفضة. وأخطأ مجمع السنهدريم وحكم علي المسيح ظلما. واستخدم شهود زور(مت26:60). وأخطأ بيلاطس أيضا في أن سلمه لليهود ليصلبوه..ومع ذلك فقد آلت كل هذه الأخطاء إلي تنفيذ إرادة الله في قضية الفداء! آلت من هذه نتيجتها أما سوء فعل أولئك فهو مدان...عاد عيسو,وصنع أطعمة لأبيه. وطلب بركته. فسأله إسحق من أنت؟ فأجاب أنا بكرك عيسووهنا يقول الكتاب:فارتعد إسحق ارتعادا عظيما جدا(تك27:33). اكتشف أنه وقع في خدعة. وأن يعقوبأتي بمكر وأخذ البركة...ولكن كيف يمكن أن يحدث هذا؟! هل من المعقول أن يسمح الله بأن تعطي البركة لمن لا يستحقها؟! وهل ستثبت البركة التي أخذها يعقوب؟ طبعا سوف تثبت. ولكن كيف؟! وهناك بدأ ذهن إسحق يجول في أعماق بعيدة...ويقينا أنه تذكر في تلك اللحظات الكلام الذي قاله الله لرفقة في وقت حبلهافي بطنك أمتان, ومن أحشائك يفترق شعبان, شعب يقوي علي شعب وكبير يستعبد لصغير(تك25:23). كان قد نسي هذه النبوءة في شيخوخته...وعاد ليتذكرها الآن ...إذن فقد كان علي وشك أن يعطي البركة لعيسو. ولكن الله صحح له هذا الخطأ, ولم يسمح أن يقع فيه. فالبركة هي ليعقوب.هنا وقال إسحقنعم, ويكون مباركا(تك27:33). وهنا أيضا نضع أمامنا حقيقة مهمة وهي: إن عيسو لم يكن أمينا لنفسه , ولا لأخيه, ولا لله: لم يكن أمينا لنفسه, لأنه باع بكوريته...وباعها بثمن رخيص, بأكلة عدس(تك25:32). وهكذا باع الروحيات, وأخذ بدلا منها الماديات واحتقر البكورية! وعندما باع البكورية, لم يكن أمينا لله. ذلك لأن البكورية وقتذاك كانت تحمل في بركاتها الكهنوت, أي خدمة الله ومذبحه. بل كانت تحمل شيئا أهم. وهو أنه من نسل هذا البكر سيأتي المسيح, وبنسله تتبارك جميع قبائل الأرض.... فكيف باع كل هذا بأكلة عدس؟! وكيف ظن أنه سيموت, دون أن ينال بركات البكورية؟! ولم يكن عيسو أمينا لأخيه أيضا.. إذ كيف ينقض اتفاقاته معه. كيف بعد أن باع البكورية, يأتي إلي أبيه ويقول لهأنا بكرك عيسو(تك27:33).ويطالب ببركة هذه البكورية! أما كان الأجدر أن يقول لأبيه لست استحق هذه البكورية, لأني بعتها وهو لم يبع البكورية فقط, وإنما حلف لأخيه علي ذلك(تك25:33) أي أشهد الله علي ذلك. لذلك فهو يطالب بحق ليس له... فلما سمع أن أباه بارك أخاه يعقوب يقول الكتاب:إن عيسو صرخ صرخة عظيمة ومرة جدا, وبكي...وقال أما أبقيت لي بركة؟!ألك بركة واحدة فقط يا أبي, باركني أنا أيضا يا أبي..ورفع صوته وبكي(تك27:34, 38). ويجيبه أبوه: ماذا أصنع لك يا ابني؟! جاء أخوك وأخذ البركة. قد جعلته سيدا لك, ودفعت إليه جميع إخوته عبيدا, وعضدته بحنطة وخمر(تك27:37)..ولم يكن إسحق قاسيا أمام دموع ابنه عيسو... إنما لقد أخطأ عيسو فهم البركة والبكورية, أهم ما فيها أن يأتي المسيح من نسل من ينال هذه البركة. فما دامت البركة قد أعطيت ليعقوب, وصار له أن يأتي المسيح من نسله, فلايمكن أن يأتي إذن من نسل عيسو...ما معني إذن: ألك بركة واحدة فقط يا أبي؟! هل من المعقول أن يعطي نفس البركة لعيسو, فيأتي المسيح من نسل يعقوب ومن نسل عيسو؟! وهذا محال...لم يكن تفكير عيسو هنا تفكيرا روحيا.وكان الأجدر به أن يذهب إلي أخيه يعقوب ويسجد أمامه, ويطلب بركته, وليس بركة البكورية. ولكنه صرخ صرخة مرة وبكي, حيث لاينفع البكاء... وصدق في عيسو, ما قاله عنه القديس بولس الرسول:قال إنهلما أراد أن يرث البركة رفض, إذ لم يجد للتوبة مكانا...مع أنه طلبها بدموع(عب12-17). لقد جاء بعد فوات الفرصة, بعد أن أغلق الباب مثل الخمس العذاري الجاهلات, اللائي قلن ياربنا يا ربنا, افتح لنا فأجابهن الربالحق أقول لكن إني لا أعرفكن(مت25:10-12). لم يكن بكاء عيسو بكاء توبة, إنما كان بكاء حسرة وغيظ وحقد, بكاء من فقد شيئا لا يمكن أن يرجع. بكاء ليس فيه تذلل ولا انسحاق...بل يقول الكتاب عن هذا الباكيفحقد عيسو علي يعقوب...من أجل البركة التي باركه بها أبوه. وقال عيسو في قلبه: قربت أيام مناحة أبي فأقتل يعقوب أخي(تك27:41).وطبيعي أن الذي يحقد علي أخيه, ويفكر في قتله,لا يمكن أن يكون إنسانا تائبا. لقد بكي وطلب من أبيه بركة. فقال له أبوههوذا بلا دسم الأرض يكون مسكنك. وبلا ندي السماء من فوق. وبسيفك تعيش, ولأخيك تستعبد.ولكن يكون حينما تجمح أنك تكسر نيره عن عنقك(تك27:39, 40) وكانت مشاعر عيسو الحاقد تقول:بسيفي أعيش؟ ليكن, ولكن بسيفي لن أجعله يعيش...أقوم وأقتل يعقوب أخي...إن كانت النتيجة الأولي في خداع يعقوب لأبيه, هي انكشاف الخدعة بعودة عيسو من صيده, فإن النتيجة الثانية كانت عزم عيسو علي قتله, ونتيجة لذلك إن رفقة نصحته بالهروب من أخيه قائلة له: الآن يا ابني, اسمع لقولي. وقم اهرب إلي أخي لابان, إلي حاران...حتي يرتد سخط أخيك, حتي يرتد غضب أخيك عنك, وينسي ما صنعت به...لماذا أعدم اثنيكما في يوم واحد؟(تك27:42-45). وكانت رفقة امرأة ذكية, فاقنعت إسحق بذلك... اقنعته بذهاب يعقوب ليقيم عند أخيها لابان في حاران. فكيف فعلت ذلك؟ كان عيسو قد اتخذ لنفسه زوجتين من بنات الحيثيينفكاتا مرارة نفس لإسحق ورفقة(تك26:34, 35). فضربت رفقة علي هذا الوتر. وقالت لزوجها إسحقمللت حياتي بسبب بنات حث. إن كان يعقوب يأخذ زوجة من بنات حث. مثل هؤلاء من بنات الأرض, فلماذا لي حياة؟!(تك27:46). ومال إسحق إلي كلام رفقه, ودعا يعقوب وباركه, وقال له نفس النصيحة: قم اذهب إلي فدان آرام, إلي بيت بتوئيل أبي أمك, وخذ لنفسك زوجة من هناك, من بنات لابان أخي أمك..لا تأخذ لك زوجة من بنات كنعان(تك28:1, 2). وهنا نري إسحق يبارك يعقوب بركة ثانية, من قلبه, وليس كالأولي التي كانت بالخدعة.. لم يلمه علي خدعته, ولم يعاقبه علي أخذه البركة بالمكر, لأنه تذكر الوعد الإلهي, بل دعاه وباركه..وقال لهالله القدير يباركك, ويجعلك مثمرا...ويعطيك بركة إبراهيم لك ولنسلك...(تك28:1, 3, 4). ومضي يعقوب هاربا من وجه أخيه, بعيدا عن بيت أبيه وعن حنان أمه, فماذا حدث له. هذا ما سوف نتحدث عنه في العدد المقبل.إن أحبت نعمة الرب وعشنا. (جريدة وطني الأحد 27/2/2011) | |
|
mifa20014 قلب المنتدى الطيب
عدد الرسائل : 31565 العمر : 52 تاريخ التسجيل : 08/05/2007
| موضوع: رد: يعقوب أبو الآباء (3 الإثنين 28 فبراير 2011 - 2:10 | |
| تعيش يا بطرس
ربنا يعوض تعب محبتك
| |
|