من البابا شنودة للثوار: اجعلوا هدفكم (الفقراء أولا)الاثنين 18 يوليو 2011
يوسف رامز -
البابا شنودة
طالب البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، من سماهم «فرقاء الوطن» باحترام الاختلاف فى الرؤى وعدم اتخاذ الاختلاف ذريعة للتشهير والتشنيع.
وقال البابا خلال افتتاحية مجلة الكرازة ــ الناطق الرسمى باسم الكنيسة ــ «كلنا نحب مصر ونرجو الخير لها، ولكننا قد نختلف فى الوسيلة العملية التى قد توصلها لذلك.. لا شك أن الصراعات المستمرة لا تصلح، بل وحدة الفكر ووحدة الوسيلة، وإن لم نكن جميعا على رأى واحد فيجب علينا احترام الرأى الآخر، وعدم اتخاذه مجالا للهجوم والتشهير والتشنيع».
وأضاف: «هناك مثل عربى يقول: من بحث عن عيب وجده، فلو كان أسلوبنا هو الشك فى نيات وتصرفات غيرنا، سنظل نبحث له عن عيوب لمحاربته بها وهكذا تزداد الهوة بيننا وتضيع الوحدة».
وفيما يتعلق برؤيته لمسار العملية السياسية قال: «هل نريد هدم الماضى فقط أم بناء المستقبل، وهل الماضى كله شر وفساد وليس فيه خير على الإطلاق؟ وبهذا.. هل نحكم على الكل بأنهم كانوا فاسدين؟ ما أبشع هذه الصورة التى نرسمها عن مصر».
وخلال الكلمة التى تعد الثالثة من نوعها منذ اندلاع الثورة، بعد بيان الكنيسة الذى اعترف بالفضل لشباب ثورة 25 يناير، وافتتاحية الكرازة التى اعترفت بالشهداء الأقباط فى الثورة، طالب البابا بوضع «الفقراء أولا» على قمة أولويات الثورة، كذلك «كل من لا تصمد رواتبهم أمام غلاء الأسعار والعاطلين عن العمل».
وحذر البابا من مصير ماكسمليان روبسبير أحد زعماء الثورة الفرنسية والذى قاد عمليات تطهير انتهت بقتل أكثر من 6 آلاف من الإقطاع الفرنسى وأتباعه، وقال «فى الثورة الفرنسية حدث إن روبسبير الذى كان يطارد الأغنياء والنبلاء والقيادات بالمقصلة، انتهى أمره أيضا إلى نفس المصير».
وعلى جانب آخر حذر البابا من الانقياد وراء «الصوت العالى الضاغط» مطالبا بالالتفات أيضا إلى الغالبية الصامتة التى «ليست لديها موهبة التظاهر والاحتجاج».
وطالب شنودة بدراسة جميع المطالب لاختيار الأصلح بعيدا عن الضغوط، كذلك التمهيد لبرلمان حقيقى يعبر عن آراء الشعب دون الخضوع لضغوط حتى «لا نعيد تكرار أخطاء الماضى».
كما شدد البابا على ضرورة العمل على عودة الأمان والقضاء على البلطجة التى «انتشرت بشكل مخيف وأثرت على الاستثمار وعلى الاقتصاد وعلى السياحة» بحسب قوله.
من جهة أخرى جدد المجلس الملى للأقباط الأرثوذكس، وكنيسة القديسين بالإسكندرية، مطالبهما للنائب العام بسرعة الإفصاح عن مرتكبى حادث تفجير كنيسة القديسين مطلع العام ومحاكمة المتورطين فيه.