من الذين يقولون ان الحب اعمى ؟!

من الذين يقولون ان الحب اعمى ؟!

الحب بدايته الصحيحية بالعقل والتعقل الذى يعرف ماذا يريد ومتى وكيف ...

فشاب وشابه لا يزال فى بداية حياتة او طريقة او لا تزال فى الدراسة ويشعر بميل عاطفى او فكر فى طرف اخر او حتى ولو بهدف الارتباط الزيجى

ترى هل هذا حباً ... ا م انه مجرد ميل جنسى يشتت ذهنه وقلبه وفكره وطاقاته ويعطله عن الوصول الى هدفه وهو بناءء حياته ومستقبله والوصول الى تكوين شخصيته ووظيفته وعمله وايضاً تكوين بيت واسرة سعيدة ... لعله هنا يستطيع ان يرد على الفكر الممنوع المندفع الذى يهدف الى تشتيت العقل ( الذى يقول لعل الطرف الاخر لا ينتظرنى .. عصفور فى اليد .. لئلا ينظر الى غيرى )

لكنه لو تعقل للحظات يعرف انه هذا الامر لو من يد الله فسوف ينتظره تعيين الله حتى يتم اكتمال نضجه واستعداده وكفاحه لحياته هو اولاً ثم استعداده لتقبل الشريك الاخر معه .... هذا من جانب ومن جانب اخر يعطى فرصة لعمل الروح القدس من خلال الايام والزمن لتكشف له نوعيه الطرف الاخر ونوعية بذرته وايضاً تكشف له فعلاً اصاله وحقيقة الميل الذى شعر به ناحية الطرف الاخر ...( لعلك تدركوا يا اعزائى هنا حكمة تدبير الكنيسة من فترة الخطوبة وذلك ليتعرف كل طرف على الاخر من جهة طباعة واسلوبه الذى من الممكن ان يتلائم معه الطرف الاخر )

وايضاً يكتشف الرب بروحه عن امكانية حدوث ميل تلقائى بين طرفى الحب الزيجى وايضاً مدى اصالة وسعى كل طرف نحو الاخر واخلاصه له وهذا يحتاج الى شدة استضاءة هائلة من نور الروح القدس فى اطراف العلاقة ، لا يشوش او يشوشر عليها اى ارتباط او ميل عاطفى او استسلام من طرف لاخر .. بل عقل واعى يستمد صحوه وتركيزه من الصلاة والعمق والدم الالهى قوة الكلمة الالهية وذلك ليستقبل ارشاد تدبير الروح القدس بعمق ووعى

اما اذا كان الانسان ( شاب ام شابه ) وصل لمرحلة معقوله من الاستعداد للدخول للزواج ( روحياً .. فكرياً ... نفسياً .. عاطفياً ثم اخر مادياً ووظيفياً وعملياً ) فالبداية الصحيحة هو الوقوف امام الله فى عمق صلاة مستمرة وليس لفترة يطلب النعمة والارشاد الالهى والاستنارة فى القلب والذهن وهنا يبدأ فى مراجعة الفكر والخواطر او المشاعر والميول التى قد تطوف به وتأتى اليه ، وهنا ايضاً من الممكن ان يطلب من الابوة الروحية والجسدية ( الامينة ... المستنيرة المرشدة من الرب )

او من المحبين المتعقلين جداً ( وهنا تحتها مئة خط )

وفى كل الاحوال يجب ان يكون عاملاً بنعمة الصلاة والكلمة الالهية مستمعاً اميناً لارشاد الروح فى القلب والذهن

هنا اتسائل مع اى شاب او فتاة ، هل من الممكن فى هذه المرحلة الدقيقة والحرجة فى الاختيار والاستعداد للاقتران بشريك الحياة ان يخضع لاى تشويش او شوشرة من العاطفة او الميول او الاهواء الجنسية والجسدية باى صورة من الصور وان كان الشخص لم يستطيع بعد ان يتحرر من هذه الامور

فعليه ان يراجع نفسه بصورة دقيقة على فكر ابوى روحى امين مستنير يملك ناصية الحياة الروحية فى تجربة وشيبة صالحة تعلنها الايام او الثمار

يبقى اذاً يا عزيزى الشاب وابنتى الشابة هل من الممكن .. كما يدعى ويفترضى البعض ان تدخل فى قصص حب ( وهى فى حقيقتها هوى وشهوة ) فى هذه المرحلة الدقيقة لاختيار العمر وبدلاً من ان يتفرغا ( الطرفين ) لادراك وارشاد الروح القدس يتفرغا لتبادل الهوى والمداعبات الجنسية والميول العاطفية .. ترى يا احبائى هل هذا سيبنى بيتاً ؟؟

ام سيفاجئ جميع الاطراف بعد الزواج بان كل ما قد رأوه قبلاً هو خيالات واوهام مريضة لم تدعهم يروا شخصية وفكر واعمال الطرف الاخر ولا حتى شخصيتهم رؤية صحيحة .. ويفاجئوا انهم لم يعرفوا هذا الشخص ، وان الامور لم تكن هكذا ويقولون والدموع تملا عيونهم دماً ، ان الحب اعمى وانهم قد انخدعوا وفى الحقيقة الحب من هذة الامور برئ وان خديعتهم تمت من انفسهم قبل ان تكون من اى شخص اخر

لذلك نصيحتى يا اعزائى الاحباء الى قلبى جدا فى المسيح .. ان تبدءوا بالعقل الواعى الصاحى الخالى من الميول والمتحرر من الاهواء الخاضع بالصلاة والصوم والانجيل لارشاد الروح القدس الامين فى الابوة .. وفى الكلمة الالهية ..فى القلب

اما ان احسست باى ميل عاطفى وفكرى .. او اتت اليك اى كلمة فى الذهن من اى مصدر فاختبرها اولا ًمن جهة الامانة والاخلاص والمحبة والتعقل والاستنارة ثم غربلها بالروح القدس فى الصلاة والدموع والالحاح بلجاجة على الله ان يكشف لك الحق باستقامة قلب فيك وعلى لسان الابوة والكلمة الالهية