بمناسبة موسم زيارات اديرة السيدة العذرا

بمناسبة موسم زيارات اديرة السيدة العذراء

بمناسبة وغير مناسبة يهرع الاقباط لزيارة الاديرة ويذهب البسطاء بمتاع لا يزيد عن الكتاب المقدس واجبية وابصلمودية وبعض الضروريات

اما الناس الواعية فيعدون انفسهم تمام الاعداد للرحلة فمن اطنان من الطعام والمقليات والمعلبات والمشروبات الى اكياس اللب والحمس والترمس الى اجهزة الراديو وادوات التسلية .. ولم لا ؟ اليست رحلة

وسرعان ما يصدع جو الاتوبيس بالاهازيج والاغانى مختلطة بصوت القداس المذاع على الهواء ، اعنى هواء الاتوبيس
وما الداعى للتنكيد على الناس بالتراتيل والمواعظ فجو الرحلة ينبغى ان يكون مشبعاً بالبهجة والفرح .. الفرح الروحى طبعاً !!

وتصل الناس الواعية فينقضون مسرعين على راهب طيب وتنهمر الاسئلة " اترهبنت ليه يا ابونا ؟ ! " وينظر الراهب اليهم فى وداعة وعيناه تكاد تقول " وما شأنكم انتم ؟!
وسرعان ما ينقلب هدوء الدير الى ضجة ونظافته الى فوضى وتتحول الممرات الساكنة الى ما يشبه ميدان رمسيس وقت الذروة بل انى ذات بل انى ذات مرة رأيت اسرة قبطية اصطحبت كلبها المدلل الى الدير لنوال البركة وهو اعنى الكلب مع المجاملة وحش من النوع " الوولف " فى حجم الخرتيت !! ويجلس الناس للشاى والطعام دون مراعاة لصوم او غيره ، فهم على سفر ثم الدردشة الطويلة حول قراطيس اللب والمزاح الممتع على انغام الالحان المنبعثة من اجهزة التسجيل الزاعقة

واخيراً النوم العميق وعبثاً تدق اجراس الدير داعية الى التسبحة فما يستيقظ الا قلائل وسرعان ما يستأنف اغلبهم النوم ... الروحى طبعاً

يعترض بعض البسطاء بان زيارة الدير فرصة للخلوة ونوال دفعة للتوبة وبداية الحياة الروحية بجدية ولكن بما نجيب على هؤلاء الناس ؟! ناس واعية !!!

انه
النوم الروحى

مجلة اغابى
اصدار
كاتدرائية القديس ماريوحنا الحبيب

مرسي عروسة النشيد