فاتح النافذة

فاتح النافذة

ولد ( لويس برايل ) فى فرنسا وبعد عدة سنوات فقد بصره فى حادث ادى لتدمير العصب البصرى لعينيه وبمرور الوقت بدأ يفكر فى كيفية ابتكار طريقة سهلة للكتابة للمكفوفين واعتبر هذا الموضوع قضيته الاولى التى تشغله ليلاً ونهاراً

واخذ يحاول ابتكار رموز وطرق للتعبير عن العبارات والكلمات ولم ينس ابداً حلمه بأن يفتح افاقاً رحبة للمكفوفين ويبتكر طريقة تسهل لهم القراءة والكتابة

ولم يهدأ حتى ابتدأ يجرب طرقاً مختلفة لاستخدام النقط البارزة محاولاً ان يصل لابجدية للمكفوفين

كان كل هدفه ان يكسر قبر العزله الابدية الذى سجن فيه المكفوفين
وبعد خمسة سنوات من التجارب والعمل المرهق حقق ما يريد واعتمدت طريقته على نقاط بارزة تعبر عن حروف الهجاء
وفى عام 1930 نشر رسالة شرح فيها طريقته الجديدة الا انه قوبل بالمعارضة والهجوم ورغم هذا لم يحبط بل استمر فى تعليم طريقته لتلاميذه ورغم ان الدولة لم تعترف به لفترة إلا انه لم يعبأ

وفى يوم عزفت على احد مسارح باريس احدى تلميذاته وتلقت تصفيقاً حاراً ولكنها قالت للجمهور :
انا لا استحق شيئاً من تصفيقكم انه من حق ذلك الرجل المدعو ( لويس برايل ) الذى فتح لنا نحن المكفوفين نافذه نطل منها على العالم

بعد ذلك دعمت الصحافة ( برايل ) حتى اعترفت به الدولة رسمياً بصفقة الكفيف الذى اضاء ظلام حياة المكفوفين وحين جاء اصدقاؤه لتهنئته قال لهم والدموع تنساب من عينيه :
( لم ابكِ فى حياتى سوى ثلاث مرات )

المرة الاولى : عندما فقدت البصر
المرة الثانية : حين عرفت سر الكتابة وتوصلت الى الابجدية التى اريدها
والمرة الثالثة : الان فقد تأكدت ان حياتى لم تذهب هباء

عزيزى القارئ

لا تكن تائهاً فى الحياة .. اعرف طريقك وشقه

لقد خلقك الله بشخصية وقدرات ومواهب متميزة وليس هناك شئ قد يساعدك على الانطلاق فى الحياة بثبات وثقة وفرح اكثر من ان تحدد هدفك فى الحياة وتنطلق لتحقيقه وتسعى كل يوم لرؤية حياة سامية ونبيلة وطموحه

عليك ان تنظر الى مختلف امور الحياة وتتوقع دائماً الافضل وان تتذرع بالنشاط والاقبال على مشكلات الحياة فترى الجانب الايجابى من الامور مما يساعدك على حل تلك المشكلات او على الاقل يعينك على تحمل اثقالها بصبر حتى تنتهى على خير

فليكن نظرك موجه ناحية الشرق فى ثقة بأن الشمس سوف تشرق حتماً وليكن لك رؤية ممتدة للجانب المضئ من الحياة وتركيز على اساليب جديدة لحل المشكلات وللارتفاع فوق مستوى المعوقات وللتغلب على الصعوبات

اعتبر ان النكسات اموراً مؤقته وعابرة وليست دائمة
فالتفاؤل يولد الامل المشرق .. والامل يدفع الى العمل الجاد والعمل يؤدى الى النجاح الشامل

ثق فى اشراقة المستقبل اعتماداً على قدرة الله وامكانياتك الشخصية

اجعل الارادة عكازك فان الارادة تتربع على قمة ما يمتلكه الانسان لنفسه

ان الحياة تعرض علك دوماً كلا من الامل واليأس كما ان الحياة سلسلة من الاحداث التى تؤدى الى التفاؤل او الى التشاؤم

ولكن بارادتك وبارادتك وحدك يمكنك ان تجعل من حالة التفاؤل حالة ثابتة عندك وفى نفس الوقت اذا ما تعرضت لحالة التشاؤم يكون بمقدورك ان تمحو اثارها

وكلما هاجمتك الهموم تقاومها بتذكر النجاح فان الشخص الذى يتصور النجاح دائماً يشحذ ارادته ويزداد عقله اشراقاً

تذكر ان الامور الراهنة لا تدوم على ما هى عليه الى الابد

فعندما تصاب باى حالة فشل تذكر ان احوال الدنيا دائمة التغير فهى تتشكل من النور والظلام من الورود والاشواك

تعرف على الواقع بوجهيه الحلو والمر وتطلع الى الامور فى بهجة وامل متمتعاً باشراقه الرجاء

فالامل يجعلك ترى العالم من حولك بنظرة مختلفة فتعيش حاضراً ممتعاً ومستقبلاً مشرقاً

اقتنع بنفسك وبقدرتك وباستطاعتك الوصول الى هدفك مهما كانت المعارضة ضدك فكلما ازدادت الصعاب التى تواجهك تغلب عليها وكلما تغلبت عليها ازدادت قوة شخصيتك فطائرة الورق ترتفع ضد الريح وليس معه

احفظ غايتك فى ذهنك وانت تسير على الطريق الى النجاح

اجتهد فى صنع الحياة لكى تثرى الحياة الانسانية

النجاح ليس المحطات التى تمر بها لكنه الطريق نفسه