وجود الله فى حياتهم هو سر نجاحهم

سر النجاح

زار الرجل الفريسى ( الكسى دى توكفيل ) امريكا فى القرن الماضى وبعد زيارته لها قال :

( لقد بحثت عن عظمة امريكا فى حقولها ومزارعها الغنية ذات المحاصيل الوافرة والواسعة الاطراف فلم اجد امريكا هناك

ولقد ذهبت الى جامعاتها العظيمة ذات العلوم الحديثة فلم اجد امريكا هناك
ولقد زرت مصانعها الضخمة ذات التعاليم الالهية والشريعة السماوية واستمعت الى منابرها وهى تنادى بالحق والخير وتعلم وصايا الله وتعاليمه حينئذ وجدت امريكا هناك

وستبقى امريكا عظيمة وخيرة طالما تنادى كنائسها برسالة السماء ، رسالة الحق والخير ، وستنتهى امريكا يوم تضعف او تنتهى رسالة الكنيسة وتنتهى رسالة منابرها

وكل نجاح حققته امريكا فى جميع المجالات سيتحطم يوم يبتعد شعبها عن الله

وسنقول دائماً ( لا ) لاعظم حضارة يمكن ان تكون بعيدة عن الله وعن رسالته ومقدساته )

عزيزى القارئ

ان اعظم ما ساروا فى الطريق البشرى هم اولئك الذين قالوا لكل ما فى العالم من مجد ( لا ) وحملوا صليب الرب يسوع فى موكب الخالدين

ان سر نجاح اولاد الله هو وجود الله فى حياتهم فيقول الوحى الالهى :

" وكان الرب مع يوسف فكان رجلاً ناجحاً " ( تك 39 : 3 )

وقال عنه ايضاً :
" لان الرب كان معه ومهما صنع كان الرب ينجحه " ( تك 39 : 23 )

ويقول الوحى الالهى ايضاً عن داود النبى :
" وكان داود مفلحاً فى جميع طرقه والرب معه " ( 1 صم 18 : 14 )

لا شك ان النجاح فى الحياة هو غاية الجميع ونهاية امالهم ولقد اختلفوا الناس فى وجهة نظرهم الى الطرق المؤدية الى النجاح فمنهم من ينسب النجاح الى الحظ والظروف ومنهم من ينسب النجاح الى الجهاد والمثابرة

فايهما على حق؟؟؟

يجيبنا الوحى الالهى فيعرفنا ان النجاح فى الحياة ليس مرهوناً بالسعى والجهاد كما انه ليس مرهوناً بالحظ والظروف ولكنه يتوقف على وجود يسوع فى سفينة حياتنا وطاعتنا له ويتضح ذلك فى معجزة صيد السمك ( لو 5 ) لقد اصيب الرسل بفشل ذريع فى صيد السمك رغم المجهود الكبير الذى بذلوه الليل كله مما جعل بطرس يقول للرب
" قد تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئاً " ( لو 5 : 5 )

ورغم ان الظروف كلها كانت تساعد على نجاح الصيد لان الوقت كان ليلاً وكانت سفينتهم بجوار الشاطئ حيث يكثر السمك عادة ولكن لما قال الرب لسمعان بطرس
" ابعد الى العمق وألقوا شباككم للصيد "

واطاع بطرس قائلاً

" على كلمتك ألقى الشبكة " ( لو 5 : 4-5 )

ففى هذه الحالة أصاب التلاميذ نجاحاً باهراً وصادوا سمكاً كثيراًجداً
" فصارت شبكتهم تتخرق فأشاروا الى شركائهم الذين فى السفينة الاخرى ان يأتوا ويساعدوهم فأتوا وملاوا السفينتين حتى اخذتا فى الغرق " ( لو 5 : 6-7 )

كل هذا النجاح تحقق رغم قلة المجهود الذى بذلوه ورغم ان الظروف كلها كانت لا تساعد على نجاح الصيد فان الوقت كان صباحاً وكانوا قد دخلوا بسفينتهم الى العمق حيث ينعدم السمك ولكن سر نجاحهم هذه المرة هو ان يسوع فى السفينة

ولكن ليس معنى ذلك ان نجلس فى عقر دارنا ولا نجاهد منتظرين النجاح يدركنا ويسعى الينا فالتعاليم الالهية لا تشجعنا على الخمول والكسلبل تشجعنا على الجهاد والسعى والمثابرة والسهر فالتلاميذ كانوا الساهرين المجاهدين الليل كله

فلابد من الجهاد والعمل مع نعمة الله ومعونته
لابد من الجهاد مع وجود المسيح فى سفينة حياتنا

فقد يتعب الفلاح ويجاهد فى حرث الارض وبذر البذور وتسميد الارض ومع ذلك يضيع مجهوده هذا اذا لم ينزل المطر من السماء

كذلك يضيع كل جهاد الانسان ويكون بلا ثمر اذا لم يكن مسنوداً بالنعمة من السماء

هذا هو الهدف الذى يستحق ان تعيش لاجله

" الرب قد انجح طريقى " ( تك 24 : 56 )

ربى يسوع
حبك محا من ذاكرتى كلمة فشل
ف بك اعيش فى سلسلة من النصرات
نجاح يلحق بنجاح