البناء الناقص !!!

البناء الناقص

كان راعى اغنام شيخ يعيش مع زوجته وابنه فى هناء وسعادة ثم هاجر الابن الى وطن اخر بعيداً عنه وظلت الانباء المشجعه ترد اليه من الابن تباعاً

وكان الراعى الشيخ يقوم ببناء حظيرة جديدة للاغنام

وأخيراً تلقى اخباراً سيئة عن ابنه عرف منها انه حاد فى ارض الغربة عن طريق الفضيلة وانساق الى مسلك الشر والفساد واخذ يتمرغ فى حمأة العار

وكانت لهذه الاخبار المحزنة اثرها السئ فى كسر قلب الراعى الشيخ وصار يعمل فى بناء الحظيرة بأيدى كليلة وقلب خائر

وانقضت السنوات واختفى الراعى من مسرح الحياة وترك وراءه بقايا هذا العمل الناقص وتلك الحظيرة التى لم يكتمل بناءها كذكرى مؤلمة تتحدث عن شخص بدأ عمله ولم يفرغ منه كسر الحزن قلبه فارتخت يداه

حقاً

ففى احيان كثيرة يكون الحزن داعياً الى الوقوف فى بناء الحياة فترتخى الايدى الناشطة
ان ضعف الايمان وزعزعة العقيدة من البواعث المؤدية بنا الى ترك بناء الحياة ناقصاً مهجوراً
فقد تبعت الجماهير يسوع فى بدء خدمته فى ايام الاشراق والامل ولكن عندما لاح فى الافق ظل الصليب اداروا ظهورهم ولوا هاربين

وفى هذه الايام يحيد كثيرون عن الايمان ويهجرون هيكل حياتهم مهدماً ناقصاً يفعلون ذلك امام اضطهاد ضئيل لا يعتبر شيئاً اما الاضطهادات الشنيعة التى جازها اباؤنا واجادنا

انه لمن المؤلم حقاً ان نرى من حولنا بعض اخوتنا هياكلهم الروحية ناقصة البناء نرى بدايات حسنة لم تصل الى خاتمتها المنتظرة نرى مقاصد حارة نبيلة لم تلبث ان فسدت وبردت حرارتها

فالحياة حافلة من هذه البدايات والمشروعات المهملة الناقصة بسبب فتور فى العزم او زعزعة فى العقيدة او ضعف فى الايمان

ان ملائكة الله تتطلع من السماء فتقع اعينها على برية جرداء واسعة فيها كثير من الابنية الروحية الناقصة والممكنات المهملة

أليس فى هذا عبرة لنا لكى لا نتثاقل تحت اى ضغط فلا احداث تثبط همتنا ولا احزان او ضيقات تستطيع ان تحول انظارنا او تشل ايدينا عن بناء هيكل حياتنا لئلا نحزن قلب الله

فلنضع فى اعتبارنا دائماً ان

" اله السماء يعطينا النجاح ونحن عبيده نقوم ونبنى " ( نح 2 : 20 )

الاصرار على النجاح هو اول الخطوات نحو تحقيقه