احترس من النجاح

احترس من النجاح

حقق احد ملوك الفرس نجاحاً مبهراً وامتدت مملكته فخضعت له الملوك وفى احدى الايام طلب من احد امناء قصره ان يذهب الى بيته الحقير الذى كان يعيش فيه مع اسرته قبل ان يصير ملكاً وان يحضر الفراش البالية التى كان ينام عليها واوانى الطعام الرخيصة التى كان يأكل فيها وان يضعها امامه فى قاعة العرش حتى يتذكر اصله ولا يهلكه الكبرياء

اخى الحبيب

قد يحسب البعض ان النجاح صديق عزيز لا يستحق المواجهه
والحقيقة ان النجاح شأنه شأن الفشل يحتاج الى مواجهه

لحظات النجاح تهددنا دائماً بالغرور وتههدنا دائماً بالاسترخاء وتهددنا دائماً بالسقوط فالواقف فوق القمة تختلف اعباؤه وتزيد كثيراً عن اعباء الواقفين عند السفح

لا تستسلم لغرور النجاح بل واجهه لتضمن لقدميك مكاناً ثابتاً على ارض نجاحك

اجعل نجاحك مؤيداً بالرضا الالهى وسانده بالشكر لله والتقدير لفضله عليك

قال اباؤنا القديسون :
ما اكثر من يحتملون الاهانة .. وما اندر من يحتملون الكرامة فاحتمال الاهانة امر سهل ويسير اما احتمال الكرامة فهو شئ صعب وعسير فوراء كل نجاح يربض اسد الكبرياء وخلف كل فوز يتربص ذئب تشامخ الروح

" قبل الكسر الكبرياء وقبل السقوط تشامخ الروح " ( ام 16 : 18 )

لذلك حذرنا اباؤنا قائلين :

( من يفتخر بالقداسة يسقط فى الزنى ومن يفتخر بالعلم يسقط فى الهرطقة ) فلنحذر من النجاح بعد الفشل ومن النصرة بعد الهزيمة

فداود النبى كان فى احسن ايام حياته الروحية فى ازمنة الشدة والضيق التى مر بها فحين كان طريد شاول الملك كتب اجمل واكثر مزاميره وفى ازمنة الراحة التى مر بها زنى وقتل

احترس ايها الحبيب من النجاح اكثر من احتراسك من الفشل

فالفشل قد يرجع الانسان الى نفسه ويجعله متضعاً

اما النجاح قد يغرب الانسان من نفسه ويجعله متكبراً

ربى يسوع

اعطنى يارب نجاحاً روحياً يرتبط بك يمتد وراء الايام