البستاني و الفخاري

البستانى ... والفخارى

أو لتكن مشيئتك

ماتت الزوجه وتركت لزوجها بنتين صغيرتين فوقف الاب حياته على ابنتيه واخذ يعمل جاهدا ليوفر لهما الحياة السهله حتى تزوجتا.

وقد تزوجت البنت الكبرىبستانيا يعيش مما ينتجه بستانه الخاص من ثمار تأتيه بمال كثير.
وتزوجت البنت الاخرى فخاريا يصنع الانيه من الطين على اشكال مختلفه ويجففها فى الشمس ثم يحرقها فى الفرن ويبيعها ويعيش بثمنها مع زوجته فى سلام وقناعه

وذات يوم اراد الاب ان يزور ابنتيه ويتفقد امرهما ويطمئن عليهما وبدأ بزيارة ابنته الكبرى زوجة البستانى فرآها تعيش فى رغد من العيش سعيده مع زوجها الذى يبذل جهده فى سبيل ارضائها واسعادها .

وقضى الاب اكثر من نصف النهار وهو فرح مغتبط بما رأى من هناءةابنته فى حياتها الزوجيه .

وبعد العصر قام قاصدازيارة ابنته الاخرى زوجة الفخارى
و فيما هو يودع ابنته الكبيره وزوجها قال لها ماذا تحبين يابنيتى العزيزه ان أسأل الله لك فى صلاتى؟
قالت البنت : ادع الله يا أبت فى صلاتك ان يرسل السحاب الممطر حتى يرتوى الزرع وينمو ويثمر الثمر الكثير

وذهب الاب الى دار ابنته الاخرى وقضى معها ومع زوجها بقية النهاروسره ما رأى من محبة ووفاء وتعاون واخلاص
حل المساء واراد الاب ان يعودالى قريته فالتفت الى ابنته وسألها اى شىء تريدين فأدعو الله تعالى ان ينعم به عليكما ؟
قالت البنت نحن يا أبت فى خير وعافيه ولايكدرنا الا شىءواحدا نسأل الله تعالى ان يبعده عنا ... انه المطر الذى يتلف الاوانى الطينيه الطريه التى يصنعها زوجى ! اسأل الله تعالى فى صلاتك ان يجعل السماء صافيه دائما والشمس مشرقه حتى تجف سريعا الاوانى التى يصنعها زوجى

وصار الاب فى طريقه الى قريته وهو حائر يفكر : اى الطلبين يسأل الله او اى البنتين يفضل على الاخرى؟
ولم يمكنه بعد ان ادىصلاته المسائيه الا ان يركع فى خشوع لله ويقول:

سبحانك يارب! انت الاله العظيم .. انا متحير: أى طلبى ابنتى أسأل ولكنك القادر على كل شىء الذى تشبع الجميع وترضى الجميع على اختلاف احوالهم وطلباتهم وتدير الكون بحكمتك العاليه وقدرتك القادره ولايسعنى الا ان أسلم لك الامروأقول:
لتكن مشيئتك.. لتكن مشيئتك

منقووول