إلـه الصلاح
اَلرَّبُّ صَالِحٌ وَمُسْتَقِيمٌ، لِذَلِكَ يُعَلِّمُ الْخُطَاةَ الطَّرِيقَ ... مِنْ أَجْلِ اسْمِكَ يَا رَبُّ اغْفِرْ إِثْمِي لأَنَّهُ عَظِيمٌِ ( مز 25: 8 - 11)
إننا في علاقة مع إله الصلاح الذي سيُظهِر في الدهور الآتية غِنى نعمته الفائق باللطف علينا في المسيح يسوع. ولأن الله الصالح أبدي، فصلاحه أبدي. وسيُظهِر صلاحه لنا إلى الأبد، وسنبقى إلى الأبد مباركين ببركاته غير المحدودة. وماذا سيفعل الله لإظهار غنى صلاحه أمام الملائكة وأمام الكون بأجمعه؟ سيأخذنا ـ نحن الذين كنا أتعس الخطاة نظير ذلك اللص الذي كان مُعلقًا على الصليب قصاصًا عادلاً لجرائمه، ويُوجِدنا في نفس المجد الذي فيه ربنا يسوع المسيح. ففينا يُظهر الله أنه «صالح ومستقيم». نحن الذين نعترف أننا كنا ضعفاء وتُعساء، قد اختارنا الله لأنه يريد أن يُظْهِر عظمة صلاحه، ولذلك كان لا بد أن يأخذ أقل الناس استحقاقاً ليُظْهِر كم هو صالحٌ. أ ليس هذا مما يجعل قلوبنا تغني بفرح؟ ولا يمكن أن الله يتوقف عن إظهار صلاحه لنا، وإلا كان صلاحه محدودًا، وحاشا أن يكون كذلك. لقد «غُفرت لكم الخطايا من أجل اسمه» ( 1يو 2: 12 ) وهو «يرُّد نفسي. يهديني إلى سُبل البر من أجل اسمهِ» ( مز 23: 3 ).
ومجرَّد إدراك عظمة صلاح الله من نحونا يجعل نفوسنا مستقيمة ومخلِصة أمامه، غير راغبة أن تُخفي عنه شيئًا، لأنها تعلم أنه في صلاحه العظيم، قد غَفر لها كل خطاياها وأبعدها إلى الأبد بواسطة ذبيحة ابنه «في هذا هي المحبة: ليس أننا نحن أحببنا الله، بل أنه هو أحبنا، وأرسل ابنه كفارةً لخطايانا» ( 1يو 4: 10 ).
انظر كيف كان الرسول بولس وهو شاعر بالسلام الكامل في حضرة الرب، يتكلم معه عن خطاياه السالفة قائلاً: «يا رب، هم يعلمون أني كنت أحبس وأضرب في كل مجمع الذين يؤمنون بك. وحين سُفك دم استفانوس شهيدك كنت أنا واقفًا وراضيًا بقتلهِ، وحافظًا ثياب الذين قتلوه» ( أع 22: 19 ، 20).
لا يمكن أن توجد استقامة حقيقية في قلوبنا إلا متى رأينا وشعرنا بالحالة التي نحن عليها أمام الله كخطاة، ووثقنا أن الله قد غفر لنا كل خطايانا «من أجل اسمهِ»، ومن أجل صلاحه. وفي اللحظة التي فيها تستطيع النفس أن تقول: «من أجل اسمك يا رب اغفر إثمي لأنه عظيمٌ»، يُظهِر الله ذاته لها في عظمة صلاحه، ثم تتقدم النفس لتختبر أن الله صالح ومستقيم دائمًا، وأنه يُعلِّم الخطاة الطريق.
إله الأمانة عظيم الصنيـعْ
يا ملجأ يا قوة يا حصنـي المنيعْ