كتاب قانون الإيمان للرسل - الديداكية - القمص تادرس يعقوب ملطي10-
الديداكية | تعليم الرب للأمم بواسطة الإثني عشر رسولاً
جاءت كلمة "ديداكية" Didache عن الحروف اليونانية الأولى لعنوان عمل يسمى "تعليم الرب للأمم بواسطة الإثني عشر رسولاً". وهي تعتبر أهم وثيقة بعد كتابات الرسل، تكشف لنا عن الحياة الكنسية الأولى من كل الجوانب: السلوكي والليتورچي والتنظيمي. كما يقول Quasten[22]: [بين أيدينا ملخص لتوجيهات تعطينا صورة رائعة للحياة المسيحية في القرن الثاني. في الحقيقة نجد هنا أقدم نظام كنسي، نموذجًا قيِّمًا لكل التجمعات القديمة الخاصة بالنظم والقوانين الرسولية. هذا النموذج هو بداية القانون الكنسي شرقًا وغربًا].
وقد خدمت الديداكية الكثير من الأعمال الليتورچية والكتابات الخاصة بالقوانين الرسولية مثل الدسقولية السريانية Didascalia والتقليد الرسولي لهيبوليتس Apostolic Tradition والقوانين الرسولية Apostolic Constitution.
كان لها أهمية خاصة في العصور الأولى حتى حاول البعض ضمها إلى أسفار العهد الجديد، فانبرى الكتَّاب الأولون يوضحون عدم قانونيتها، مثل البابا أثناسيوس الاسكندري[23] والمؤرخان يوسابيوس[24] وروفينوس[25]. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى).
وقد إستخدم اكليمندس الاسكندري وإيريناؤس عبارتين يشتم منها معرفتهما بالديداكية.
على أي الأحوال لم يتعرف الدارسون الغربيون على الديداكية حتى اكتشفها الميتروبوليت فيلوثيؤس برينيوس عام ١٨٧٥ ضمن المخطوط القسطنطيني السابق ذكره[26]، وقام بنشرها عام ١٨٨، فأثار ذلك ضجة في الأوساط العلمية، خاصة في ألمانيا وانجلترا وأمريكا [27] لم يحدث مثلها في أي إكتشاف أدبي سابق.