عالَم يبحث عن السلام..!!

عالَم يبحث عن السلام..!!

السلام مطلب، وغريزة مُلحة، وعميقة داخل الكيان الإنساني، وهو الخيار الطبيعي له.. أما الحروب فهي قلب لموازين الطبيعة. ولكن العجيب أن الإنسان بالرغم من صراخه ليل نهار باحثًا عن السلام يرفض أن يأخذ بأسبابه الحقيقية وأدواته الأساسية.
هل يتصور الإنسان أنه حينما يرفض سلام الله داخله -وذلك بالتصالح مع الله من خلال شخص المسيح والبعد عن الخطية- هل يتصور أنه يمكنه أن يعيش في سلام..؟!
مسيحنا هو سلامُنا (أف14:2) وقد وهبنا سلامه: "سلامًا أترك لكم سلامي أعطيكم" (يو27:14). ولكن كيف يحصل كل إنسان شخصيًّا على هذا السلام؟!
الإنسان محتاجٌ أن يتمرّس على بعض المبادئ العملية والتداريب التي تقوده إلى السلام، نتذكّر بعضًا منها:
* الهدوء الداخلي: علاقة أمينة مع الله كفيلة أن تجعل الإنسان يتصالح مع نفسه ومع الآخرين.
* إتساع القلب ليستوعب الآخرين.. اعداءً وأحباءً، خصوصًا أن الإنسان يملك القدرة على تحويل أي عدو إلى صديق، وذلك من خلال طاقة الحب التي يسكبها في القلب المسيح له المجد.
* الاختلاف لا يُفسد للوِدّ قضية.. بل يحتاج الإنسان إلى نبذ روح الأنانية، وتعاظم المصالح الخاصة.. وتغليب روح المصلحة العامة للبشرية ألا وهي السلام والرفاهية وتَبَنيِّ طريقًا حضاريًا راقيًا يسهم في تسامي الإنسانية ككل.
* احترام قيمة النفس البشرية.. وإعلاء قيمة الحياة كهبة إلهية، تجعل مجرد التفكير في الاعتداء بأي صورة من الصور شيء مرفوض قلبًا وقالبًا..!
إنها إلحاحات التقدُّم الحقيقي والحضارة الأصيلة الموهوبة للبشرية من لدن الله..
و"طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يُدعَون"..
القمص مرقس جبرة