Boutros اصدقاء المنتدى
عدد الرسائل : 4697 العمر : 57 تاريخ التسجيل : 24/12/2007
| موضوع: حديث مع جرّه السامرية السبت 17 مارس 2012 - 19:48 | |
| ( فتركت المرأة جرتها ومضت إلى المدينة وقالت للناس ، هلموا أنظروا إنسانا قال لى كل ما فعلت ، ألعل هذا هو المسيح ؟ ، فخرجوا من المدينة وأتوا إليه ) يو 4 : 28 & 29 حملت كتابى المقدس وجلست عند البئر أتأمل القصة ، سمعت أنينا ، صوت كأنه محبوس داخل وعاء فخارى ، رحت أتتبع الصوت حتى وجدت مصدره ، إنحنيت إلى الجرة ألتقطتها بين يدى ، كانت قديمة قدم الزمن الذى عاشت فيه ، قرنين من الزمان لعبت أصابعهما فى جدارها فرحت أنظفه محاولا أن أعيد إليه لمعانه ... عجبت أنها لم تنظف ، فسألتها : مالك تبكين أيتها الجرة ؟ ومما تشكين ؟يا لك من رجل طيب ، أتسألنى ولا تعرف قصتى التى تهتز لها منابر الكنائس فى الإسبوع الرابع من الصوم كل عام ؟ إنها حديث الوعاظ ، إنها حكاية مدارس الأحد ، إنها المضغة فى أفواه المتدينين كلما أرادوا أن يتكلموا عن محبة يسوع لمن أسميتموهم خطاة ، وبحثه عنهم ، قالت هذا وراحت تبكى ... فقلت لها مستغربا ، أهذا يبكيكى ، أظنك تفرحين ؟ + أفرح ؟ بماذا أفرح ؟ هل تريدنى أن أفرح وقد تركتنى (فوتينى) مهملة بلا عمل كل هذه السنين ؟+ أنا سعيد أنك ذكرتى إسمها كما نعرفه من التقليد ، فإسمها " فوتينى " ومعناه ، منيرة ، فهل كنت تريدين أن يظل نورها حبيسا داخل جوفك المظلم ، ألم يقل لنا ربنا له المجد ، أنهم لا يضيئون سراجا ويضعونه تحت مكيال ، وها نورها وقد أضاء كل المسكونة !! ه+ ولكنى كنت أسقيها من البئر وأروى عطشها كلما ووقتما شاءت ، لقد كنت رفيقة طريقها + ولكنها إكتشفت أن الماء الذى تعطيه أنت لا يرويها ، كانت تحتاج إلى ماء من نوع آخر+ إكتشفت؟ ومن كشف لها هذا؟ لقد خدمتها لسنوات طويله ، قدمت لها كل ما يسر نفسها ويشبع غرائزها ، قدمت لها الحب والرغبة ، السعادة والإمتلاك ، هل هذا جزائى أن تلقينى هكذا وتهملنى حتى جف حلقى ؟؟+ يا لك من مسكينة أيها الجرة ، وهل توقف عملك على فوتينى السامرية ؟ ألم تجدى أخرى ترويها بماءك ؟+ ألم تسمع أنها حكت قصتها وقصتى للمدينة كلها ، لقد صارت أول مبشرة بذاك الجليلى الذى أنشف الماء لدينا ، وأغرق الناس بماء لست أدرى كونه ؟ كم أعجب أن يمتلك هذا الناصرى الفقير ما يروى مدينة كاملة كمدينة " سوخار " ، وهل هو أعظم من يعقوب الذى إشترى البئر ؟ أو هو أعظم من إيليا الذى جلب المطر بعد ثلاثة سنين وستة أشهر ؟+ ها أنت للمرة الثانية تشهدين ليسوع المسيح دون أن تدرى ، أليست " سوخار " مدينته أيضا ، إن معنى إسمها ( المشتراه ) إشارة إلى أنه إشتراها بدمة الكريم ، حتى لو كانت تابعة للسامرة ، لقد حطم الحواجز والحدود ، هى مشتراه ، هى له+ مشتراه ؟!! ألم تسمع عن العداوة التقليدية بين اليهود والسامرة ؟ لم يكن من اللائق أصلا أن يأتى إلى السامرة ويقحم نفسه ... و+ لا تتكلمى عن العداوة ، فالخصومات والمحاربات يقول عنها معلمنا يعقوب فى إصحاحه الرابع من رسالته ، أنها تأتى من اللذات المحاربة فى الأعضاء ، أى أنها بسببك أنت ، أنت أيتها الجرة هى الجسد بحروبه وغرائزه ، ولهذا كان لابد لربنا يسوع أن يحرر السامرة منك أولا ، وتلقائيا لن تكون هناك عداوة + لا ، لا تقل هذا ، إننى أسعد الروح والنفس ، كانت تشبع جسدها ، هذا حق ، ولكنها فى ذات الوقت كانت سعيدة فرحة ، ألم تراها وهى ترقص وتهتز للموسيقى والرجال حولها يصفقون ويهللون ؟ ألم تسمع صوتها يصدح بالغناء بين صيحات المعجبين ومتشنفى الآذان ؟ + أتسمين هذا سعادة الروح أم هو لهو للروح يهبط بها إلى الموت ؟ لقد كانت تفعل هذا ، ثم تكتئب بعدها ، كان الإحساس بالذنب يقتلها ، وكان العار يلحقها ، وإلا ، أجيبينى ، لماذا كانت تحملك إلى البئر سرا وفى وقت الظهيرة أشد الأوقات حرارة وصهدا ؟ لقد كانت تتوارى عن الأعين ، ولا تريد أن تلتقى بالناس ، أليس كذلك ؟+ ولكنها كانت متدينه أيضا ، لقد سمعتها تجادل إبن النجار وتفتخر بمعلوماتها عن السجود والمسيا و......قاطعتها إذ لاحظت أنها تريد أن تحول مسار الحديث ، وتهرب من إجابة السؤال ، هذه هى طبيعة الجسد والغريزة ، المراوغة !! قلت لها : ألا تجاوبينى !! ، يا لك من مخادعة ، لقد أعطاها إبن النجار الجليلى ، له كل المجد ، ما لم تعطيه أنت أبدا ، هو أعطى المجد والحرية والفرح الحقيقى ، وأنت قدمتى العار والخزى والعطش الدائم+ لا ، لم يعطيها شيئا ، ثم لماذا تذكر تفسير إسم المدينه " سوخار " بالمشتراه ؟ .. نعم هذا مايقوله البعض ، ولكن هناك معنى آخر ، فالمدينة سوخار يأتى إسمها من الكلمة ( سوكار ) ، أى سكارى+ وها أنت تشهدين للمرة الثالثة لربنا يسوع ، لقد سكر أهل سوخار بخمر العالم وإنغمسوا فى إشباع غرائزهم ، ولطالما حملتك المرأة السامرية القديسة " فوتينى " رمزا لسكرها الدائم بما تحمليه أنت من ماء العالم ، وجاء الوقت أن يفيقوا من خمر زناك ، ويرتووا من خمر المسيح ، إنها هبة مجانية دفع ثمنها هو له المجد ، ليهبها مجانا لنا + ولكن الذى إشترى الضيعة هو يعقوب ، أليس كذلك ؟ فالبئر له ، وهو مالكها ، وهؤلاء ورثوها عنه ، أليس كذلك ؟+ ألم أقل لك أنك الجسد وغرائزه ليس أكثر ؟ أين الروح فى التفسير ؟ يقول لنا معلمنا يوحنا البشير : ( فأتى إلى مدينة يقال لها سوخار بقرب الضيعة التى وهبها يعقوب ليوسف إبنه – يو 4 : 5 ) ، فمن هو يعقوب إلا الآب السماوى الذى وهب إبنه المحبوب يسوع الكنيسة ، ويقول بفمه الطاهر عنا نحن المؤمنين : ( كانوا لك وأعطيتهم لى ) – يو6:17نظرت الجرة لى نظرات غاضبة ، لم يعجبها حديثى ، لقد كان الغضب يتملكها لألفى عام منذ أن تركتها القديسة " فوتينى " السامرية ، فقالت وهى فى شدة الغضب : ( من أنت ؟ ، وما هى هذه العلامة المتدلية على صدرك ؟ )+ أنا كاهن يتبع الناصرى المصلوب ، والعلامة على صدرى هى علامة الصليب التى أشترانا به ربنا يسوع ، الصليب ودم الصليب هو ثمن " سوخار " المشتراه ، وهو علامة الخمر الجديد الذى أفاق " سوكار " من سكرها ، وسوف أحكى قصتك فى عظة الأحد القادم ، إنه أحد السامرية + وما أهمية حكايتى ؟ ألا تتركونى وشأنى أجتر أحزانى بعد أن أهملتنى فوتينى قرنين من الزمان .. !!+ نعم ، لقد نجحت السامرية " فوتينى " القديسة أن تتركك وتتحرر من سلطانك بنعمة يسوع ، ولكن ألا تعلمين أن إخوتك ( الجرات ) الأخريات كثيرات ؟ ألا تعلمين أن لكل واحد منا " جرة " تحاول أن تسقيه من نفس الماء ؟ إننى أحذر شعبى وأولادى وبنات كنيستى من الجرات أمثالك ، كل من يشرب من الماء الذى تعطيه أنت يعطش أيضا ، أنت الخداع ولذة الجسدتركتها ، فبعد أن تركتها السامرية كان على الجميع أن يتركوها ، لقد وجدوا مصدر الشبع والإرتواء فى شخص يسوع ، وفيما أنا أترك المكان ، وجدت جرتى ثقيله ، فصرخت بكل قوتى : " ياربى يسوع ، أعنى أن أطرحها تحت قدميك ، أعنى أن أتركها أنا أيضا ، فلا حاجة لى بها ، أنت شبعى وإرتوائى ، أنت قوتى ونصرتى ، فيك وبك كفايتى ، فإعطنى نصيب السامرية "(أبونا بسنتي عبد المسيح) | |
|
esther adel عضو نشيط
عدد الرسائل : 74 العمر : 40 تاريخ التسجيل : 10/04/2011
| موضوع: رد: حديث مع جرّه السامرية السبت 24 مارس 2012 - 12:36 | |
| حلوة خالص ... استمتعت بها جدا | |
|
mifa20014 قلب المنتدى الطيب
عدد الرسائل : 31565 العمر : 52 تاريخ التسجيل : 08/05/2007
| موضوع: رد: حديث مع جرّه السامرية السبت 24 مارس 2012 - 14:49 | |
| | |
|
Boutros اصدقاء المنتدى
عدد الرسائل : 4697 العمر : 57 تاريخ التسجيل : 24/12/2007
| موضوع: رد: حديث مع جرّه السامرية السبت 24 مارس 2012 - 18:30 | |
| ربنا يبارككما يا أستير ويا ميفا | |
|
نبع الحياه اصدقاء المنتدى
عدد الرسائل : 1182 العمر : 56 تاريخ التسجيل : 04/10/2011
| موضوع: رد: حديث مع جرّه السامرية الأربعاء 30 مايو 2012 - 18:27 | |
| الله يابطرس حوار جميل جدااا تأمل ومعاني خطيرة في موضوع السامرية حقيقي التأمل موهبة من رب المجد يعطيها لأولاده الذي أضاء نور السيد المسيح قلوبهم ربنا يبارك قدس ابونا بسنتي عبد المسيح ويزيد محبته وخدمته
شكرا يا أخويا الغالي بطرس ربنا يفرح قلبك
| |
|